لا يخفى على أحد أن القرن المنصرم شهد ثورة معرفية ومعلوماتية لم يسبق لها مثيل فيما مضى ,
مما سبب تراكم المعلومات دون استيعاب كلي للكثير , بينما حتى القرآن الكريم نزل مفرّقاً على ثلاث وعشرين سنة
ليثبت بقلوب المؤمنين وليدركوه وليستوعبوه ,وقد ساعد كثيراً هذا الأمر على الإتيان بالثمرة المعرفية الإيجابية
وبالمقابل المعرفة السلبية الخاطئة لا تكاد تُذكر .
أما في هذا العصر نرى المعلومات المعرفية تتطاير من بين الجميع فيسهل على الجميع حيازها وبكل سهوله ,
وبلحظات حتى يتكون عند الشخص كم هائل من المعلومات المعرفية الغير منظمة ومرتبة.
وتنظيم وترتيب المعلومات المعرفية مهما كثرت ولو كانت في مجال واحد فإنها لا تدرك إلا بالتخصص.
فربما الكثير من المثقفين(وليحترز من مدعي الثقافة ) يدركون توظيف هذه المعلومات المعرفية السطحية ,
وجعلها ثقافة شخصية لا تصل إلى معرفة تخصُّصِية ويعرفون أيضاً لأهل الإختصاص قدرهم
في كثير من التخصصات المتنوعة حتى في كتاباتهم ومن جرّت أقلامهم لأنهم مثقفون وإن أرادوا مخاطبتهم بموضوع معرفي
لا يخاطبونهم إلا بصيغة المسترشد المؤدب .
لكن !!
قد تجرأ الكثير من السفهاء السُذّج على نِكاح ثورة المعرفة نِكاح غير شرعي
فأنجبت ثورة التطاول الأحمق !! على أهل الإختصاص والمعرفة
ولم يسلم حتى الأطباء من تطاول الحمقا السفهاء
رد مع اقتباس
المفضلات