مشاهدات
_ 1 _
عندما يكون آخر الشهر وتكون أجهزة الصراف الآلي للبنوك في قمة زحمته
تحضر إحدى النساء فيتراجع جميع الرجال بدون أن تطلب منهم هذه السيدة وتتقدم لتصرف قبلهم جميعاً
( هنا فيه تقديم للمرأة على الرجال فما هي قضية المرأة ؟ )
_ 2 _
عندما تحضر إحدى أمهات الطلاب لأجل أن تسأل عن إبنها إن كان هناك من حاجه ملحه
يخرج المعلم لها تقديراً لها في أن لا تختلط بالكم الكبير من الرجال
أما الأب فهو من يدخل ويبحث عن المعلم
( أشاهد هنا تكريم للمرأة فما هي قضية المرأة ؟ )
_ 3 _
في سوبر ماركت تدخل إحدى النساء وتأخذ بريال واحد فقط
أما أنت تكون قد نزلت كمية كبيرة من الأغراض وفي منتصف عملية الحساب
يسحب نفسه الرجل للخلف لكي لا تنتظر المرأة
( هنا تكريم للمرأة فما هي قضية المرأة ؟ )
_ 4 _
في المخبز وبعد أن إنتظرت طابوراً طويلاً
تحضر إحدى النساء فتأخذ الخبز قبل جميع الرجال الموجودين بطيب خاطر منهم
( هنا تكريم للمرأة فما هي قضية المرأة ؟ )
المشاهد كثيرة
كل ما ذكرته أعلاه من مشاهد هي مجرد تقاليد في التعامل من الموروث الاجتماعي الذي تربينا عليه لا تمت للحقوق بصلة..
البيوت أسرار يا عبد الله ..
و هناك خلف تلك الأسوار تدور ألف و ألف قضية اضطهاد و سلب لحقوق المرأة ..
إليك منها ..
فتاة في عمر الزهور ذكية لبقة طموحها منذ كانت في المرحلة الثانوية أن تكون طبيبة ..
و حين نجاحها من الصف الأول ثانوي ..
أخبرت والدها برغبتها و أنها ستتوجه للفرع العلمي و حين علم أخوها الأكبر جن جنونه
و حرمها من التعليم كله و ظلت حبيسة البيت ثلاث سنوات حتى تزوجت فأتمت دراستها الثانوية
و هي الآن تدرس معي في نفس المعهد و الدفعة
و حينما كانت تحكي لنا عن ظلم أخاها و حرمانها من حلم حياتها بالطب كانت ملايين العبرات تخنقها ..
و في داخلها تردد ( حسبي الله عليك ..!!)
و ثانية .. معي في نفس المعهد ..
يتيمه و أخوانها يمارسون عليها تربية وتعليم المرحلة الأبتدائية و قانون ما أنزل الله به من سلطان ..
كل صباح تجلس معي لتتذمر من واقعها و تسلط أخوها الأوسط عليها _ و كأنها تردد في صمت ليتك يا أبوي عايش -
حرموها من الجامعه حتى لا تذهب مع سائق أو تطلب جوال .. رغم أن قبولها جاء في أكثر من جامعة ..!!
وربي أن قلبي أنفطر لقصص كثيرة حكتها لي ..
و أخرى ..
بنت قبيلة ووالدها طماع زوجها لتاجر حضري ووضع المؤخر مبلغ و قدره ..
فكان زوجها يضربها مع أمه ضرب مبرّح ل تطلب الطلاق و لكنه يمانع أن يطلقها حتى توقع تنازل عن المؤخر الذي وضعه والدها ..
في أحدى الليالي أحست أن منيتها اقتربت من كثرة الضرب فطلبت الطلاق ووقعت على التنازل عن المؤخر ..
و حين عودتها إلى منزل أبيها ليلاً مطلقة فسألها الأب عن أمر المؤخر فأخبرته أنها وقعت تنازل عنه ..
أنهال هو الأخر عليها ضرباً .. ( خالة البنت هي من روت لي القصة ذات يوم في مجلس نساء )
و رابعة ..
متزوجة و لديها من الأطفال أربعة ..
زوجها يعطيها رأس كل شهر 100 ريال فقط كمصرف للبيت و الأطفال الأربعة ..
رغم أن مرتبة جيد إلا أنه ينفق باقي المال على السفر و اللهو و المحرمات ..
ماذا تفعل 100 ريال في زمن غلاء الأسعار ..؟!
حتى أنها تحرم نفسها كثير من الأشياء من أجل أطفالها .. ( و هذه قريبة لي .. )
بعد هذا كله تسألون عن الحقوق ..!!
يا معشر الرجال نحن لا ننكر أن ديننا كرمنا و حفظ لنا الحقوق ..
لكن أين من هم مطبقين لهذا الدين كما نص عليه ..!!
حينما تعمل و تدرس هنا و هناك و تختلط مع مختلف الطبقات و توسع علاقاتك الاجتماعية و تسمع قصص متعددة
ستعلم حينها أن هناك أموات بالحياة و بيوت ماهي إلا قبور أو معتقلات ..
وربي أن ألف دمعة و دمعة تذرف كل يوم و ليلة بصمت و تبتلع الألم و تتحمل الظلم و الإهانه
و تخجل من أن ترفع صوتها أو تطالب بحقها حتى يرضى المجتمع عنها
فمن العيب و العار أن تشتكي المرأة زوجها أو أخوها و أبوها أن كان ظالماً ..!!
المفضلات