وقد عنيتك أخي بهذا الموضوع ليكون مكملا لموضوعك المعنون بعقوق الأبناء .
واليك وللجميع هذه القصه .... أو الواقعه ( نظرا لصدقيتها ) أنقلها كما نقلها الي أحدهم ... والذي بدوره قد أخذها من أحدى شخصيات هذه القصه ... بل بطل هذه القصه .
بينما كانت دوري الأمن تجوب أحد الأحياء في مدينة الدمام , لاحظ سائقها أمرأة جالسه أمام أحد المنازل , لقد كان الوقت بعد منتصف الليل , وكان الجو بارد جدا
أقترب رجل الأمن من تلك السيده , فرأى آثار الزمن على وجه بائس مهان ... قد ذله الزمن وتنكر له الأحبه, وبجانب تلك العجوز لاحظ الرجل , صرة ظهر منها أكمام ثوب فعلم بأنها صرة ملابس , لقد أعتقد الرجل بأن هذه المرأه وبهذه الهيئه ... لاتعدوا كونها متسوله من خارج البلد , ضلت طريقها ... فبقيت في هذا المكان ...
الا ان الصاعقه التي حلت برجل الأمن - وبي أيضا - هو أن هذه المرأه تجلس أمام منزل ولدها .... الأكبر .... الذي أخرجها بالقوه ... اظهارا لواجب الطاعه لزوجته .... ولم يشفع لهذه المرأه التي فاق عمرها السبعين ... انتصاف الليل أو شدة البرد ... لم يشفع لها هرمها ... مرضها ... عوضا عن تلك الأيام الخوالي التي قضتها بتربية وليدها وعميدها ومن يفترض أن يكون هو العائل لها !!!!
سألها الشرطي .... وهل لك أبن غيره ؟
قالت ..... نعم لدي ... فلدي أربعة ابناء صاحب المنزل من ضمنهم .... ولدي ابنة واحده ...!!!!
صاعقة .... أخرى وردت علينا !!!
تقول العجوز ... انهم لا يريدونني , وها أنذا الهيهم وأنسيهم وجودي بينهم , فأخبر هذا بأنني سأبقى بضعة ساعات وسأذهب بعدها الى ابني الأخر , ثم أتوارى عنه حتى ينسى ... فاذا ذكرني ( أو ذكر من بل زوجته ) أتعلل بتأخر الوقت أو بالمرض ... حتى أصبح , لأذهب الى أحد الباقين , وبهكذا تمضي بي الأيام , ولهذا ...... كما ترى صرتي معي , أحملها من منزل الى آخر !!
فقال لها الرجل .... وماذا عن ابنتك ....؟
تقول العجوز .... ابنتي وزوجها .... يريدونني بأن أعيش معهم , الا أن أصغر أبنائي يرفض هذا تكبرا وتغطرسا ... أن كيف يتكفل ذلك النسيب الغريب بأمهم ... كما ان حالت زوج ابنتي لا تسح باعاشة شخص جديد بينهم .
عند هذا القول .... لمح رجل الأمن شخصا ينظر اليهم من خلال نافذة بيت ابنها ... فعلم أن لا جدوى ولا طائل من طرق الباب .... من باب ... النصح والتوجيه والأرشاد ...
فقال لها ... هل تعلمين رقم هاتف .. زوج ابنك ؟
فقالت ... نعم ... وبسطت يدها عن ورقه صغيره .... ( أحسب .. والكلام لي ... أن رقم التلفون قد كتب بد ولدها )
أتصل الرجل .. بارك الله له ... بزوج ابنة العجوز .... وبعد محاولات ... نظرا لتأخر الوقت ... رد الرجل ... وقد كان من ذوي القلوب الرحيمه .... وبعد ان علم بالأمر ... قال :
أنا آت ... الآن ... حالا !!!
أخذ ذلك النسيب .. العجوز ... فأحسن من حالها ... ووقر من أمرها ... وانساها بكرمه وبطيب أخلاقه ... ماعانت وما كابدت تل العجوز من أيام خلت .
الى هنا ... ولم ننتهي ... فاسمعوا ماذا يقول كافل العجوز ( بطل القصه )
يقول ... بعد أن أحضرتها الى منزلي وكان من أمري معها ماكان .. أقتلبت الأمور لدي ... وتغيرت الأحوال .. من سيء الى أحسن
لقد ترك أولادي كثرة اللعب .. واهمال دروسهم ... وأصبحوا يتحلقون عند جدتهم يذاكرون ويكتبون واجباتهم .. وكأنهاشجرة تضللهم وهو عاكفون حولها
تغيرت زوجتي ... فأصبحت زوجة صالحه .. مطيعه ... تراعي شؤوني ... واذا خاطبتها .. أطرقت الى الأرض احتراما لي ...
حتى جيراني ... بعد أن علموا بقصتي مع أم زوجتي ... أصبحوا يعاملونني وكأنني عمدتهم .. أو كبير القوم فيهم.. حتى في عملي الذي أحببته من بعد كره ... تغير وتغيروا زملائي ورؤوسائي معي .
راتبي أضا ... لقد كان في السابق بالكاد يتصبر وأتصبر عليه حتى يحين الراتب الذي يليه ... الآن يمضي الشهر ومن الشهر الذي بعده .. نصفه .. وما زال جزء من الراتب قابعا في المحفظه ... حتى أنني كنت أتسائل .. هل تناقصت الشهور , حتى وصل الشهر الى النصف ؟
ان هي والله رحمة وتكرم منه سبحانه .. أن رحمني عندما رحمت تلك العجوز .
المفضلات