صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 31

الموضوع: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )

  1. #11


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *لوليتا* مشاهدة المشاركة
    *
    *


    دائما لا نرى عيوبنا ونرى عيوب الاخرين كانها وضح النهار


    رااائع محمد وعمدة كفر البلاص السياسى الحكيم

    ليتهم يسمعون ويقرأون

    انتظر تعامله مع البلدان المجاورة وحل المشكلات الدولية

    الله يعطيك العافية

    *
    *
    شكرا جزيلا لك

    أختنا الفاضلة
    لوليتا

    كوني بالجوار


    دمتم بحفظ الله



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #12
    مشرفة مضيف الشعر النبطي
    مشرفة الديوان الشعري
    الصورة الرمزية بتول آل علي


    تاريخ التسجيل
    11 2003
    الدولة
    دار زايد
    المشاركات
    7,354
    المشاركات
    7,354


    محمد سنجر


    قلم راقي يستحق المتابعة

    لابد أن أعود أكثر لهذا المتصفح

    فهو بحق مدهش !




    الدهور



    " ما للظما داعي .. "

    @dohoor

  3. #13


    عمدة كفر البلاص ( 6 )

    ( اجتمع أهالي القرية عصرا ، يفترشون الأرض أمام دار العمدة ،
    الجميع ينتظر و يترقب ،
    خرج أحد الرجال من الداخل يحمل طاولة ، وضعها أمام ( المصطبة ) ،
    يثبت فوقها ميكروفون ،
    يقوم بضبط الأجهزة الخاصة بالميكروفون ،
    ينقر عدة نقرات فوق الميكروفون لاختباره ،
    ينحني مقربا فمه للميكروفون )
    ـ إتنين أربعة ستة تمانية ، ألالووووووه .
    يسأله أحد الجالسين )
    ـ أمال فين أبويا العمدة يا عبد الجبار ؟
    ـ جاي ورايا أهو .
    ( يشير عبد الجبار بخيزرانته إلى أحد النساء الواقفات ،
    صرخ فيها خلال الميكروفون )
    ـ انتي يا ولية انتي ، روحي اقعدي مع الحريم ورا .
    ( تذهب المرأة خجلى إلى حيث يجلس النساء ،
    يذهب عبد الجبار و يقف أمام الباب منتصبا في انتظار خروج العمدة ،
    ينفتح الباب ، فيصرخ عبد الجبار )
    ـ محكمة .
    ( ينتفض الأهالي وقوفا ،
    يخرج عليهم العمدة ، و خلفه الشيخ جمعة شيخ المسجد ، و الدكتور عادل دكتور الوحدة الصحية ،
    يصفق الناس بحرارة ،
    يجلس العمدة بمنتصف المصطبة إلى الطاولة ،
    يجلس الشيخ إلى يمينه واضعا بعض الأوراق أمامه و يجلس الدكتور إلى يساره ،
    يتزايد التصفيق و الهتافات ،
    يصرخ فيهم العمدة خلال الميكروفون )
    ـ ما خلاص يا خويا انته و هوه ، أم كلثوم ها تغني ؟
    ( يشير العمدة لعبد الجبار )
    ـ هات المتهمين يا عبد الجبار .
    ( يدخل عبد الجبار إلى القاعة ،
    ما يلبث أن يعود ساحبا حبلا مقيد إليه شيخ الخفر و الخفر من أياديهم المكبلة خلف ظهورهم ،
    يرتدون ملابسهم الغير عسكرية ، مطأطئي رؤوسهم العارية ،
    يصطفون أمام الناس بجوار المصطبة ،
    عندها يزداد الهرج و المرج بين الأهالي ،
    يدق العمدة بخيزرانته فوق الطاولة طرقات متتالية حتى هدأ الناس ،
    يقف العمدة مخاطبا أهل القرية )
    ـ على فكرة ، عاوز أقول لكم حاجة مهمة قبل ما نبدأ ، أي نعم إحنا ناصبين المحكمة دي النهاردة للغفر ، بس مش معنى كده إن المحكمة دي منصوبة ليهم بس ، لأ و ألف لأ ،
    المحكمة دي منصوبة للبلد كلها من كبيرها لصغيرها .....
    ( صوت يخرج من بين الجموع )
    ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟
    ـ مين ده اللي بيتكلم ؟
    ( يسود صمت رهيب )
    ـ ما حدش يتكلم إلا لما يستأذن ، و على العموم معناته إن كل واحد فيكم عمل حاجة ها يتعاقب عليها قدام البلد ، سواء كان غفير أو وزير ، أنا ما عنديش فرق بين زيد و عبيد ، كلكم عندي زي بعض ،
    كلنا قدام القانون واحد ،
    أمال القانون ماسك ميزان و مغمي عنيه ليه يا بلد ؟
    دلوقتي ها ننادي على كل واحد لوحده و اللي ليه عليه شكوى يقول ،
    نادي أول واحد يا وله .
    ( يخرج عبد الجبار إحدى الأوراق من جلبابه ، يمسك بها في يده ، يقرأ بصعوبة )
    ـ ع .. ز .. و .. ز .. ال .. شنو .. اني ..
    ( يصرخ فيه العمدة )
    ـ و كمان مش عارف تقرا ؟ جتها نيلة اللي عايزة الخلف ( ينادي العمدة ) عزوز الشنواني ، شيخ الغفر سابقا .
    ( يرفع شيخ الخفر رأسه )
    ـ أفندم .
    ( يشير إليه العمدة بإصبعه )
    ـ اللي ليه شكوى على الراجل ده يقول .
    ( يرفع بعض الأهالي أصابعهم )
    ـ قول أنته يا عبد العاطي ، إيه شكوتك ؟
    ـ الراجل ده يا عمدة لما كان شيخ الغفر ، كان في الرايحة و الجاية يديني على قفايا ، كل ما يشوفني ينادي عليا و يقول لي تعالى خد البركة يا وله ....
    ( يميل العمدة إلى الدكتور يشاوره ، ثم يميل إلى الشيخ جمعة يشاوره ، و أخيرا يعتدل في جلسته ، يوجه كلامه للشاكي )
    ـ طب تعالى يا عبد العاطي و اديله على قفاه لغاية لما تشبع .
    ( يخرج عبد العاطي من بين الناس ، يذهب خلف شيخ الخفر ،
    ينهال ضربا على قفا شيخ الخفر ،
    يحاول شيخ الخفر الاحتماء بين الخفر و لكنه يفشل ،
    يتهرب الخفر من حمايته ،
    يعود عبد العاطي يضربه بهستيريا حتى يتوقف من التعب ،
    يذهب إليه العمدة )
    ـ إيه ؟ شبعت يا عبد العاطي ؟
    ـ كفاية عليه كده ، يا بخت من قدر و عفي ...
    ـ كل اللي عملته فيه و يا بخت من قدر و عفي ؟
    ـ خلاص بقى المسامح كريم ...
    ـ طيب ، خدت حقك يا كريم ؟
    ـ تالت و متلت .
    ـ حلو قوي ، انته كده خدت حقك ، فاضل بقى حق نفسك و عيالك و مراتك و حق البلد دي كلها عليك .
    ـ مش فاهم تقصد إيه يا عمدة .
    ـ سيادتك بقى كنت بتعمل إيه لما كان شيخ الغفر بينادي عليك و يقول لك تعالى خد البركة و يديك على قفاك ؟
    ـ كنت ها أعمل إيه يعني ؟ بأروح له و أديله قفايا ...
    ـ أهو ده بقى اللي مش ممكن أسكت عليه أبدا ، عارف ليه ؟
    ـ لأ مش عارف .
    ـ لأن سكاتك هو السبب اللي خلت شيخ الغفر يسوق فيها ،
    ( يوجه كلامه لأهل البلد )
    سكاتكم يا بلد هو اللي خلاه يتمادى ، انته يا وله مش برضه راجل من ضهر راجل ؟
    ـ طبعا يا عمدة .
    ـ و لما انته دكر كده ما كنتش بتعترض ليه على اللي بيحصل لك ؟
    ـ يا سلام يا عمدة ، و كنت عاوزه بقى يموتني إن شاء الله ؟
    ـ حتى لو موتك ، إيه يعني ؟ ما إحنا كلنا ها نموت يا وله ، إياك تكون فاكر إنك ها تخلل فيها ، كلنا ها نموت و إلا مش ها نموت يا بلد ؟
    ( يرد الأهالي في صوت واحد )
    ـ ها نموت يا عمدة .
    ـ بس فيه فرق ، أموت و أنا رافع راسي و لو مرة واحدة يا بلد ، و إلا أعيش ذليل طول عمري ؟
    هو ده مربط الفرس يا بلد ،
    لو انتم رجاله بصحيح ما كانش يسجر شيخ الغفر يديكم على قفاكم ،
    و عشان كده أنا قلت و نبهت عليكم من الأول ،
    المحكمة دي مش منصوبة للغفر بس ، لأ ،
    دي منصوبة لكل واحد فيكم يا بلد ،
    ( يوجه كلامه للرجل )
    و زي ما خدت حقك ، البلد كلها لازم تاخد حقها منك هي كمان ....
    ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟؟؟؟؟
    ( يشير إلى عبد الجبار )
    ـ امسكه و اربطه هو كمان يا وله .
    ( يمسكه عبد الجبار )
    ـ و هو أنا أجرمت في إيه بس يا عمدة ؟
    ـ أجرمت ؟ طبعا أجرمت ،
    أجرمت لأنك واطي يا عبد العاطي ، و كنت تملي تملي تطاطي ،
    بس لو ها تطاطي يا عبد العاطي ،
    إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
    بذمتك تسوى إيه لما مراتك تشوفك و شيخ الغفر بيديلك على قفاك ؟ تسوى إيه لما بنتك و إلا ابنك يشوفك و أنته بتاخد على قفاك ؟
    أني مش ها احكم عليك ، لأ ،
    الناس دي هيه اللي ها تحكم عليك ،
    ( يوجه كلامه للأهالي )
    مذنب في حق نفسه و عياله و مراته و بلده و إلا مش مذنب يا عالم ؟
    ( يصرخ الأهالي )
    ـ مذنب يا عمدة .
    ( يشير العمدة لعبد الجبار )
    ـ أعبطه يا وله بسرعة ....
    ( يلفه عبد الجبار إليه و يحتضنه ، عندها ينهال العمدة ضربا بخيزرانته على أسفل ظهره ، يصرخ الرجل )
    ـ حرمـــت يا عمدة ، حرمـــــــــت و الله العظيم حرمـــــــــت ....
    ـ حرمت عليك عيشتك يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم لأعلمكم الأدب واحد واحد .....
    ـ و أني أتعلمت يا عمدة خلااااااااااااااص ، و توبة أطاطي و إلا أسكت على حقي مرة تانية ، بس اعتقني لوجه اللــــــــــــــه ...
    ـ لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى يشوفك إبنك و انته مطاطي ،
    قول ورايا ،
    لو ها تطاطي يا عبد العاطي ،إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ..
    ( يصرخ عبد العاطي )
    لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
    لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
    ( يشير العمدة لعبد الجبار فيتركه ، عندها ينطلق الرجل يجري ، يصرخ )
    لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
    ( ينظر العمدة إلى عبد الجبار )
    ـ نادي على اللي بعده يا وله .
    ـ سليمان أبو سليمان .
    ( ينظر أبو سليمان إلى الأرض ، يشير العمدة بإصبعه إليه )
    ـ اللي له حاجة عند الجدع ده يتفضل .
    ( الصمت يلف المكان ، عندها ينادي العمدة )
    ـ اللي له حق عند الغفير السابق أبو سليمان يرفع إيده .
    ( لا يتحرك أحد )
    ـ فيه إيه يا بلد ؟ مالكم ؟ معقولة أبو سليمان ما عملش لحد فيكم حاجة ؟
    ( تصرخ خضرة )
    ـ عمل و عمل و عمل يا عمدة و قلت لك قبل كده ...
    ـ الله ينور عليك يا بت يا خضرة ، عليا النعمة بت بألف راجل ، إيوة كده ،
    ( يوجه كلامه للأهالي ) أهي البت دي يا بلد بت من ضهر راجل بصحيح ، هي اللي فضحت الغفر و شيخ الغفر ، و ما سكتتش على الغلط ، و عشان كده لازم أبو سليمان ياخد جزاءه و يعرف إن الله حق .
    ( يضرب العمدة أبو سليمان بالخيزرانة على ظهره )
    ـ إلا أعراض الناس يا زبالة ، إلا أعراض الناس ، تلاتة بالله العظيم ما تقعد في بلدنا يوم واحد بعد كده ، هي ليلة واحدة تلم فيها حاجتك ، و بكره بعد شروق الشمس ما أشفش وشك تاني ،
    ( يوجه كلامه لأهل القرية ) اللي منكم يشوف الزبالة ده في البلد بعد شروق شمس بكره يقطعه حتت ، فكه يا وله .
    ( يقوم عبد الجبار بفك قيده ، ينطلق أبو سليمان فارا من بين الأهالي ، يحاول الأهالي اللحاق به و لكن العمدة يقف في طريقهم )
    ـ أنا قلت ها ندي له فرصة لغاية طلوع شمس بكره ، و يا ويله يا سواد ليله اللي يقرب له قبلها .....
    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #14


    عمدة كفر البلاص ( 7 )


    ( جلس العمدة إلى طاولته ، الشيخ جمعة إلى يمينه و الدكتور عادل إلى يساره ، دق العمدة بخيزرانته على الطاولة فعم الصمت )
    ـ بصوا بقى يا بلد ،
    أظن كده كل واحد فيكم خد حقه تالت و متلت ،
    و الغفر و شيخهم خلاص ( ينفض كفيه ) بح ،
    دلوقتي إنتم ذات نفسيكم اللي ها تختاروا الغفر و برضه منكم ،
    لا ها أجيب قوات من عصبة الأمم و لا من الإف بي آي ،
    منكم فيكم ، فاهمين ؟ منكم فيكم أهوه ، و مش ها أفرض عليكم حد ، عشان ما حدش يقول كلمة كده و لا كده ،
    شاهد يا شيخ جمعة ؟
    ( يشير الشيخ جمعة برأسه )
    ـ شاهد يا عمدة .
    ( ينظر العمدة إلى يساره )
    ـ شاهد يا دكتور عادل ؟
    ـ أيوة يا عمدة ، شاهد .
    ( يوجه كلامه لأهالي البلد )
    ـ اللي شايف في نفسه إنه ممكن يخدم أهله و ناسه و يبقى غفير يقوم يقف .
    ( يقف بعض الرجال ، عندها يسود الهرج و المرج بين الناس ، يتساءل العمدة )
    ـ فيه إيه يا بلد ؟ حصل إيه ؟
    ( لا يرد عليه أحد ، عندها يميل إليه الشيخ جمعة يهمس )
    ـ أصل الأهالي كلها كانت عايزة الواد حسان أبو شوشة يقف عشان فيه شبه إجماع إنه يبقى شيخ الغفر ...
    ـ و إيه المشكلة طيب .
    ـ ما قامش وقف يا عمدة ، لأنه رافض الموضوع ده من أساسه .
    ( يرفع العمدة يده عاليا فيعود الصمت شيئا فشيئا )
    ـ طبعا أنا سمعت إن فيه ناس عاوزة حسان أبو شوشة يبقى شيخ الغفر ، و الصراحة كده و الشهادة لله الواد ده ما فيش عليه أيتها شكاوي ، و لا عمر حد قال فيه حاجة كده و لا كده لا سمح الله .
    ( ينادي العمدة )
    ـ حسان أبو شوشة .
    ( يقف أبو شوشة يلفه الحياء )
    ـ أفندم يا حضرة العمدة .
    ـ إنت ما وقفتش ليه يا أبو شوشة من ضمن الناس اللي وقفوا ؟
    ـ مش عاوز يا حضرة العمدة .
    ـ هو إيه اللي مش عاوز ؟ هو إحنا بنعزم عليك تيجي تاكل معانا ؟
    خد تعالى هنا .
    ( يذهب إليه )
    ـ فيه إيه يا وله ؟ مش عاوز تبقى غفير ليه ؟
    ـ إلا دي يا حضرة العمدة .
    ـ يعني إيه إلا دي ؟ و بعدين الناس كلها عاوزاك شيخ غفر كمان ، مش غفير و بس ، يعني شغلانة شريفة ما كتش تحلم بيها لا انته و لا أهلك ، ها تاكل و تشرب و تتبغدد منها إنت و مراتك و عيالك ، و بعدين انته يا وله لا عندك أرض ها تزرعها و لا لك شغلة و لا مشغلة .
    ـ كفاية عليا شط الترعة اللي انته كتبتهولي يا عمدة .
    ـ شط ترعة إيه يا أهبل ؟ و هو برضه شوية الجرجير و البصل اللي بتزرعهم دول يأكلوك انته و عيالك ؟
    ـ و انته يعني كنت شفتني مادد إيدي بأقول حسنة لله يا حضرة العمدة ؟
    ( يقبل كفه وجها و ظهرا ) مستورة و الحمد لله و القاشية معدن ، بس ربنا يديمها علينا نعمة .
    ( يقاطعهم الشيخ جمعة بصوت خفيض )
    ـ يا وله دي الغفارة ها تدخلك مبلغ حلو بدل الفقر اللي انته مزروع فيه ده ، و بعدين ها تلبس البدلة الميري أم زراير دهب يا وله ، و إلا يعني عاجبك قوي الجلبية المرقعة اللي انته لابسها دي ...
    ـ على قلبي زي العسل يا شيخ جمعة ، ما دام بأنام متهني و لا حد زعلان مني و لا أني زعلان من حد ، لأ معلش ، يفتح الله يا جماعة ، حد الله بيني و بينها .
    ( يسأله الدكتور )
    ـ بعد إذنك يا حضرة العمدة .
    ـ اتفضل يا دكتور .
    ـ ممكن نفهم بس انته ليه رافض الموضوع ده يا أبو شوشة ؟
    ـ دي مسؤولية يا دكتور ، عارف يعني إيه مسؤولية ، يعني ها أبقى مسؤوووول ، عارف يعني إيه مسؤول ؟
    ( يقاطعه الشيخ جمعة )
    ـ يعني قيمة و سيمة و وظيفة ميري و تمشي كده في البلد رافع راسك ، تأمر و تنهي على كيف كيفك ، و لا حد يقولك تلت التلاتة كام ...
    ( يقاطعه أبو شوشة )
    ـ لا يا شيخ جمعة ، معلش بقى ده عندك انته ، و برغم إني راجل جاهل مش متعلم زيكم ، لكن معلش أبويا علمني إن مسؤول دي يعني إنسان عريان و حافي .
    ـ عريان و حافي إزاي يا أهبل ، ده انته ها تبقى ملو هدومك و ها تقعد مع العمدة و كبرات البلد .
    ـ انته بتتكلم عن الدنيا ؟ ( يضحك ) لا يا شيخ جمعة ، دي طلعت و إلا نزلت اسمها دنيا ، و باينة من اسمها ، يعني لا مؤاخذة كده (واطية) ، لكن أني بأقول عريان و حافي يوم القيامة قدام رب العالمين ، و ساعتها ها أبقى مسؤول بحق و حقيقي ، لأنه ها يسألني عن كل كبيرة و صغيرة ، و بصراحة كده أني مش قد الموضوع ده ، و لا قد سؤال واحد أرد عليه قدام رب العالمين ، لأ يا جماعة لأ ، و الله العظيم ما أني قدها ، شوفوا واحد يقدر يقف و يرد على رب العزة لما يسأله ( تترقرق الدموع في عينيه )
    لكن أني ؟ تلاتة بالله العظيم ما أقدر ....
    ( يقاطعه العمدة )
    ـ ما هو عشان الحتة دي بقى الكل عاوزك انته بالذات تمسك العمودية ( يتدارك نفسه ) تمسك الغفارة الله يخرب بيتك لخبطتني ،
    خلاص انتهى الكلام ، ده أمر يا أبو شوشة ، انته ها تبقى شيخ الغفر ...
    ( ينكب أبو شوشة باكيا على كف العمدة يقبله )
    ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاااااش ، و الله ما أني قدها ، أبوس إيدك ...
    ( يسحب العمدة كفه بسرعة ، ينكب أبو شوشة على قدمه يقبلها ، يصرخ)
    ـ أبوس رجلك يا أبا العمدة ، تلاتة بالله العظيم ما أني قدها ، عشان خاطري ، و حياة حبيبك النبي يا شيخ بلااااااش .....
    ( يقف العمدة مبتعدا عنه يدفعه بعيدا )
    ـ استغفر الله العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله ......
    ( يلاحقه أبو شوشة )
    ـ بالله عليك يا أبا العمدة ......
    ( عندها يقوم الشيخ جمعة و الدكتور يحاولان إمساك أبو شوشة و الحيلولة بينه و بين العمدة ، يحاول أبو شوشة الإفلات من بين أيديهم ، يدور العمدة حول الطاولة فارا بنفسه ، بينما يستصرخه أبو شوشة با كيا)
    ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاش أني ، و الله العظيم ما أني قد المسؤولية دي يا عمدة ، شوف حد تاني ، و حياة حبيبك النبي اللي انته زرته ،
    ( يحاول استرحام الشيخ جمعة و الدكتور ) بالله عليك يا شيخ جمعة تقوله بلاش أني ، إلهي ربنا يخلي لك بنتك يا دكتور عادل تقنعه يشوف حد غيري ( يسقط أبو شوشة جالسا على الأرض يهيل على نفسه التراب )
    حد يغيتني يا عالم يا هـــوه ، حرام عليكم ، و الله حرام حرام حراااااام ...
    ( يحاول الدكتور و الشيخ جمعة تهدئته ، تقف زوجته تصرخ )
    ـ حرام عليكم يا عالم ، خلوا في قلوبكوا شوية رحمة يا هـــــوه ...
    ( تذهب إلى زوجها لتهدئته ، يشير العمدة إلى بعض الرجال )
    ـ خدوا المجنون ده بعيد عن هنا ، خدوه ورا خالص .
    ( يحمله الرجال إلى آخر الصفوف ، يتجمع الأهالي حول أبو شوشة يحاولون تهدئته ، يعود العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور إلى أماكنهم ، يضرب العمدة كفا بكف )
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، إيه ده ؟ فيه لسه ناس بالشكل ده ؟
    ( يهمس إليه الشيخ جمعة )
    ـ ما هو برضه الواد معاه حق يا حضرة العمدة ، الواد شايف نفسه مش قدها .
    ـ يعني إيه ؟
    ( يميل الدكتور إلى العمدة هامسا )
    ـ يعني ما نقدرش نغصبه على حاجة زي دي يا عمدة ، خلاص هو حر ، طالما رافض بالشكل ده يبقى نشوف حد تاني أحسن .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، فيه حد يرفس النعمة ؟
    ـ من وجهة نظرنا إحنا بس يا عمدة ، لكن الواد شايف غير كده .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، خلاص كفاية كده النهاردة ،
    ( يوجه حديثه للأهالي )
    معلش يا أهل البلد ، فركش ، ها نأجل الموضوع ده لبكره إن شاء الله .
    ( يقف العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور ، يتوجهون إلى داخل دار العمدة ، يحاول العمدة تعديل هندامه ، بدا و كأنه يكلم نفسه )
    ـ الواد هد حيلي الله يهد حيله ، منك لله يا أبو شوشة ،
    الواد يا خويا كأني بأرميه في النار ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله ....

    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  5. #15


    عمدة كفر البلاص ( 8 )

    ( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ،
    طرق أحدهم على الباب ،
    صاح العمدة )
    ـ أدخل .
    ( دخل عبد الجبار يصرخ )
    ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ...
    ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
    ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة .
    ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟
    ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب .
    ـ أكيد فيه سبب .
    ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة .
    ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟
    ( يقاطعهم الدكتور عادل )
    ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟
    كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ،
    روح بسرعة يا شيخ جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره.
    ـ أمرك يا عمدة .
    (الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )
    ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟
    ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال دى لازم تتربى من أول و جديد .
    ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ،
    منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟
    كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟
    ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ...
    ( صوت ميكروفون المسجد ينادي )
    ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا .
    على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا .
    ( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ،
    عندها يدخل عبد الجبار )
    ـ الناس اتلمت بره يا عمدة .
    ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو .
    ( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم )
    ـ فين ولاد أبو شقفة ؟
    ( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا )
    ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟
    ( يرفع البعض أيديهم )
    ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله .
    ( يذهب عبد الجبار )
    هيه يا بلد ، مستعدين ؟
    ـ أيوة يا عمدة .
    ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟
    ( عندها رفع الجميع أيديهم )
    ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي .
    ـ إننا نجيب إجوان و نكسب .
    ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس .
    ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله .
    ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟
    ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟
    ـ قول يا أبو أليطة .
    ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية.
    ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟
    ( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده )
    ـ العجل أهوه يا عمدة .
    ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي )
    خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟
    ( يرفع أبو أليطه صوته معترضا )
    ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي .
    ـ *********هه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟
    ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟
    طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب .
    ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا .
    ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد .
    ( يهمس في أذن عبد الجبار )
    ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط .
    ـ هوا .
    ( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة )
    ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري .
    ( يشير إلى أولاد التهامي )
    ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم .
    ( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره )
    ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ،
    و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي .
    ( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )
    ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل .
    ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة .
    ( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل )
    ـ التهامي ، التهامي ، التهامي .
    ( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ،
    طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها .
    ( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي )
    ـ ألف مبروك ، اتفضل .
    ( عندها يصرخ أحد رجال التهامي )
    ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟
    ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟
    ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟
    ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة .
    ( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ )
    ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله .
    ( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي )
    ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ،
    المكسب الحقيقي هو ده .
    ( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ،
    يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق )
    ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ،
    يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ،
    لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ،
    يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ،
    ( يعانق الناس بعضهم البعض )
    ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ،
    يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده.
    ( يصيح الأهالي )
    ـ الله يبارك فيك يا عمدة .
    ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة .
    ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة .


    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  6. #16


    عمدة كفر البلاص ( 9 )

    اجتمع أهالي البلد أمام دار العمدة ،
    بعض الرجال يقومون بتنظيم الجلوس ،
    صاحب المقهى نصب طاولة بجوار شجرة الجميز هناك ، وضع عليها موقده و آنيته و أكوابه ، و أخذ يبيع للناس مشروباته الساخنة ،
    نادى عليه أحد الرجال )
    ـ تلاتة شاي في الخمسينة سكر كتير يا عم إبراهيم .
    ـ هات حق الحلبة و الحجرين معسل اللي لسه طافحهم الأول يا وله .
    ـ هو أني يعني ها آكل عليك فلوسك ؟
    ـ و لما تنسى أعمل إيه أنا بقى إن شاء الله ؟ أزغــــــرد ؟ ، و بعدين أنا مخي مش دفتر ، ها أفتكر مين و إلا مين .
    ـ لا و على إيه ، خد يا عم إبراهيم آدي حساب الحلبة و الحجرين أهم ، و سك بقى على الشاي طالما كده .
    ـ أسك أسك ، هو يعني حق الشاي بتاعك هو اللي ها يغنيني ؟ أما حلوة دي و الله ، عشان الواحد بيطالب بحقه يبقى غلطان ....
    ـ كنت روح إعمل دكر على الغفير عوضين اللي كان مستقطعك في الرايحة و الجاية ، و ما كنتش بتقدر تقوله بم .
    ـ انته فين و الناس فين ؟ خلاص ده كان زمن و ولى ، بص حواليك يا وله و شوف ، خلاص البلد هي اللي ها تختار غفرها ....
    ( يخرج العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة ، عندها يقف الأهالي يصفقون و يهتفون )
    ـ عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس .
    عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس .
    ( يشير لهم العمدة بيديه يحييهم ، يجلس و يجلس بعده الجميع ،
    يقرب فمه إلى الميكروفون )
    ـ شكرا يا بلد ، شكرا ،
    طبعا موضوع اختيار الغفر ده اتأخر كذا مرة بسبب الظروف اللي كلكم عارفينها ، و عشان كده إن شاء الله النهاردة آخر فرصة ليكم عشان تختاروا غفركم ، اتفضل يا دكتور عادل .
    ـ بصوا يا جماعة ، اللي عاوز يبقى غفير يرفع إيده .
    ( يرفع البعض أيديهم ، يشير العمدة للدكتور عادل )
    ـ اكتب عندك يا دكتور ، أنا هامليك أسمائهم ، خضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، حسان أبو توفيق ، العوادلي أبو غانم ، خميس أبو التوابتي ، الخضر أبن أبو هاني ، و سعيد .... ( ينسى ) سعيد إيه يا وله ؟
    ـ سعيد أبو حطاب .
    ـ سعيد أبو حطاب ؟ انته مش من كفر أبو حطب يا وله ؟
    ـ إيوه .
    ـ لا معلش ، اشطب اسمه يا دكتور عادل معلش .
    ( عندها يقاطعه سعيد )
    ـ ليه بقى إن شاء الله يا عمدة ؟ هو أني مش بني آدم زيي زيكم و إلا إيه ؟
    ـ انته أحسن مننا كمان ، بس دي نقرة و دي نقرة ، مش معقول ده يحصل أبدا ،
    أهالي كفر البلاص لا يمكن يكون غفرهم إلا من كفر البلاص ،
    ده مبدأ إحنا متفقين عليه جميعا ، معلش يا سعيد ، خيرها في غيرها ، اتفضل أقعد ،
    كمل يا دكتور ، حسنين أبو العوضي ، و ..... ، انته ياد يا أبو دقن هناك ، اسمك إيه ؟
    ـ الطاهر أبو حماد يا عمدة .
    ـ الطاهر أبو حماد ؟ انته يا وله ابن الحاج إسماعيل حماد الله يرحمه ؟
    ـ أيوة يا عمدة .
    ـ بسم الله ما شاء الله ، اللهم صل على النبي ، و الله و كبرت و بقيت راجل ، أبوك الله يرحمه كان من أعز الحبايب ، بس هو اللي سابنا بقى و راح البندر ، بس على رأي المثل ، اللي خلف ما ماتش ، آديك جاي أهو عشان تكمل رسالته و تخدم بلدك و أهل بلدك ،
    مين تاني ؟ مافيش حد تاني ؟
    طيب اللي كتبنا اسمه يتفضل هنا عندنا ، نادي عليهم يا دكتور .
    ـ خضري أبو شقفة ، عبد الوهاب التهامي ، حسان توفيق ، العوادلي غانم، خميس التوابتي ، الخضر أبو هاني ، سعيد .... لأ معلش ، ده مشطوب ، حسنين العوضي ، و الطاهر حماد .
    ـ بصوا بقى يا بلد ، آدي الجمل و آدي الجمال ، الناس دي عاوزة تبقى غفر عليكم ، و طبعا مش عشان هو وقف يبقى خلاص بقى غفير ، لأ طبعا لأن أي حد فيهم لازم توافقوا عليه الأول ، و اللي مش ها توافقوا عليه ها نقوله حالا دلوقتي يوريني عرض اكتافه ،
    أول واحد ، خضري أبو شقفة ، اللي مش موافق عليه يرفع إيده .
    ( لا يرفع أحد يده )
    يعني ما حدش فيكم معترض عليه ؟
    طب الحمد لله ، آدي أول واحد ، طب و عبد الوهاب أبو التهامي ؟ فيه حد فيكم معترض عليه ؟
    طيب آدي تاني واحد ، كويس و الله ، طب و حسان توفيق ؟
    ( يرفع بعض الأهالي أيديهم )
    شكرا يا حسان يا أبو توفيق ، اتفضل ارجع مكانك .
    ( عندها يعترض حسان رافعا صوته )
    ـ أرجع مكاني ليه إن شاء الله يا عمدة ؟
    ـ فيه ناس معترضة عليك يا وله ، يعني أغصبهم ؟
    ـ اللي معترض عليا يوريني نفسه يا عمدة .
    ـ ها تعمل لي فيها قراقوش من أولها ؟ لا يوري لك نفسه و لا توري له نفسك ، خلاص ، طالما فيه حد معترض عليك يبقى انتهت ، و بعدين ما تخلينيش أفتح دفاتري القديمة و أقولك المستخبي ، و إلا فاكر إن شيخ الغفر خد الدفاتر معاه ؟ خليني ساكت و خلي الطابق مستور أحسن يا حسان يا أبو توفيق .
    ـ هو انته مش لسه قايل من شوية بعضمة لسانك إننا ها نبدأ صفحة جديدة يا عمدة ؟
    ـ صفحة جديدة أيوة ما قلناش حاجة ، بس الناس مش عايزاك يا أخي ، أضربهم على إيدهم يعني ؟ أما حاجة غريبة يا ولاد .
    ـ ماشي يا عمدة ، خلاص خلاص ، بس أني كنت عاوز أفتح صفحة جديدة أهوه و انته اللي قفلتها في وشي ، روح يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم ما اني مسامحك ...
    ـ المسامح ربنا يا خويا ، و بعدين لو هوه مين ، أني مش ها أفرض حد فيكم ع الناس ، يلا اللي بعده ، العوادلي غانم ، فيه حد معترض عليه ؟
    مافيش ، طيب خميس أبو التوابتي ؟
    ما حدش معترض ،
    طب اللي بعده ، الخضر أبو هاني ، فيه حد معترض على الخضر أبو هاني ؟ مافيش ؟
    لكن أنا بقى معترض عليه ( يرفع العمدة يده لأعلى )
    و هو عارف و أنا عارف ، ( ينظر العمدة نظرة حادة للخضر ، ينظر الخضر إلى الأرض ، عندها يهمس العمدة )
    ـ روح لحال سبيلك يا أبو هاني .
    ( يرحل الخضر و قد طأطأ رأسه ، عندها يميل الشيخ جمعة على العمدة هامسا في أذنه )
    ـ هو الواد خضر كان عمل إيه يا عمدة ؟
    ـ يعني ربنا ستره ، عاوزني أني اللي أفضحه يا شيخ جمعة ؟ طب خلي حد تاني غيرك يسأل السؤال العجيب ده ، ( يكمل كلامه للأهالي ) اللي بعده ، حسنين أبو العوضي ، هيه ، حد معترض عليه يا بلد ؟
    طيب كويس و آخر واحد الأمير ابن الأمير الطاهر حماد ، ابن الشيخ اسماعيل أبو حماد الله يرحمه ، كان راجل و لا في الدنيا كلها ، حد معترض على الطاهر أبو حماد يا بلد ؟
    ( يرفع الشيخ جمعة يده )
    ـ انته معترض على الطاهر ابن إسماعيل أبو حماد يا شيخ جمعة ؟
    ـ لا يا عمدة لا سمح الله ، بس أني الصراحة كنت عاوز أقول كلمة حق في الجدع ده .
    ـ اتفضل يا شيخ جمعة .
    ـ الشهادة لله يا بلد ، الجدع ده من يوم ما رجع البلد لا شفنا عليه حاجة كده و لا كده ، بالعكس ده ما بيسيبش فرض إلا ما يصليه في الجامع ، و الوحيد فيك يا بلد اللي مربي دقنه ، لا و راجل متعلم و عمرك ما تسأله في حاجة إلا ما يقول قال الله و قال الرسول ، يعني راجل من الآخر كده ـ بتاع ربنا .
    ( يشير إليه العمدة )
    ـ شكرا يا شيخ جمعة على البقين الحلوين دول ،
    طيب دلوقتي بقى إحنا كده و الحمد لله خلصنا إختيار ،
    يبقى فاضل بقى نبعتهم يتدربوا على ضرب النار و الذي منه ، بعد كده يرجعوا لكم غفر رسمي ، أظن كده ما لكوش حجة بقى ؟
    منكم فيكم أهوه ، منكم فيكم ،
    لا و أنتم اللي مختارينهم على كيف كيفكم كمان ،
    و كل اللي اعترضتم عليهم مسحناهم بالأستيكة مسح ،
    أظن دلوقتي بقى صفحتي بيضة ؟
    ( الجميع يرد عليه بحماس )
    ـ بيضة يا عمدة .
    ( يرفع يده للسماء )
    اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد .


    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  7. #17


    عمدة كفر البلاص ( 10 )


    ( صوت موسيقى عسكرية تهز القرية ،
    اقشعرت لها الأبدان ،
    الخفر العائدون من البندر يمشون صفا واحدا فيما يشبه العرض العسكري ، يحملون بنادقهم على أكفهم يسندونها بأكتافهم ، يضربون الأرض بأقدامهم بقوة ، تطوع أحدهم ليقودهم بصيحاته العسكرية )
    ـ حد اتنين ، هوب هوب ،
    شمال يمين ، هوب هوب ،
    ( العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يقفون في الشرفة ،
    الأهالي يصطفون على جانبي الطريق ، يصفقون و يهللون ،
    عندما وصل الخفر إلى دار العمدة صرخ قائدهم )
    ـ سريـــــــــة قف .
    ( يتوقفون و قد ضربوا الأرض بأقدامهم ، فيسود الصمت بين الناس )
    ـ لليميـــــــــن در .
    ( يلتفون إلى اتجاه شرفة العمدة حيث يقف )
    ـ سلاااااااااام سلاح .
    ( يقومون بشقلبة البنادق بين أيديهم و الضرب عليها بأكفهم ، يرفع العمدة كفه إلى جبينه بتحية عسكرية ، صرخ قائدهم )
    ـ أرضــــــــــا سلاح
    ( يضعون أسلحتهم أرضا بحركات بهلوانية )
    ـ صفا
    ( يضربون الأرض بقوة )
    ـ انتباه
    ( يعاودون ضربها )
    ـ أداء القسم ،
    أقسم بالله العظيم ( يردد الخفر وراءه )
    ـ أقسم بالله العظيم .
    ـ أن أخدم بلدي و أهلي .
    ـ ألا أخدم بلدي و أهلي .
    ـ و أن أحترم أقل جزمة فيهم .
    ـ و أن أحترم أقل جزمة فيكم .
    ـ و ألا أضرب أي حد على قفاه .
    ـ و أن أضرب أي حد فيهم على قفاه .
    ـ حتى و لو كان ابن مين .
    ـ حتى و لو كان ابن مين .
    ( يتجه القائد إلى الشرفة ، يؤدي التحية العسكرية للعمدة )
    ـ الغفر جاهزين لأداء مهام وظيفتهم يا حضرة العمدة .
    ( يخطب العمدة فيهم )
    ـ أولا ، حمد الله على السلامة ، و إن شاء الله كده تكونوا فخر لينا جميعا ، و ياريت تفضلوا فاكرين القسم اللي حلفتوه دلوقتي ، و ما نسمعش عن حد فيكم عمل حاجة كده و إلا كده ، و إلا ها يكون مصيركم نفس مصير اللي سبقوكم ، و كلكم عارفين اللي سبقوكم جرى لهم إيه ،
    دلوقتي عايزين نرشح واحد منكم يبقى شيخ الغفر ، و طبعا انتم عارفين إن الشغلانة دي، تكليف مش تشريف ،
    هيه ، فيه حد فيكم عاوز يبقى شيخ غفر ؟
    ( يرفع ثلاثة رجال أيديهم )
    ـ الخضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، و الطاهر أبو حماد ،
    حلو قوي ، طيب ....
    ( يميل إليه الشيخ جمعة هامسا في أذنه )
    ـ عاوز أكلمك في حاجة ضروري يا عمدة .
    ـ خير يا شيخ جمعة ؟
    ـ لا مش ها ينفع هنا ، لازم جوه .
    ـ هي حبكت يا شيخ جمعة دلوقتي ؟
    ـ أيوة حبكت دلوقتي حالا .
    ( يشير العمدة بيده )
    ـ طب يا جماعة ، معلش بعد إذنكم خمس دقايق و راجعين لكم على طول .
    ( ينادي لعبد الجبار )
    ـ وزع الأزوزة على الناس يا وله .
    ( تجمع الناس حول عبد الجبار ، الذي أخذ بدوره يناولهم زجاجات المياه الغازية ، و دخل العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة إلى القاعة و أغلقوا الباب )
    ـ فيه إيه بقى يا شيخ جمعة ؟
    ـ شيخ الغفر ده بالذات لازم يبقى تعيين يا عمدة .
    ـ إيه رأيك يا دكتور عادل ؟
    ـ أنا من رأيي إننا نعمل تصويت من أهالي البلد و اللي يفوز يبقى هو شيخ الغفر .
    ( يقاطعه الشيخ جمعة )
    ـ يا جماعة الله يهديكم ، الموضوع ده بالذات ما ينفعش فيه تصويت .
    ـ ليه يا شيخ جمعه ؟
    ـ هو انته جديد ع البلد و إلا إيه يا دكتور عادل ؟ ما تعرفش يعني اللي بين عيلة التهامي و عيلة أبو شقفة ؟
    ـ عارف طبعا ، بس دي حاجات قديمة و خلصت خلاص .
    ـ لا تبقى غلطان لو افتكرت كده ، أمال ليه واحد من كل عيلة رفع إيده ؟ عشان كل عيلة فيهم نفسها و منى عينها شيخ الغفر يبقى منهم عشان تكيد العيلة التانية .
    ـ يا سلام ؟ معقولة فيه ناس لسه بتفكر بالشكل ده ؟
    ـ فيه و نص ، و شوف انته بقى لو عيلة فيهم شيخ الغفر بقى منهم ، قابل بقى انته المصايب اللي ها يعملوها العيلتين في بعض .
    ( يقاطعه العمدة )
    ـ كلام منطقي جدا و الله ، طب و العمل يا شيخ جمعة ؟
    ـ انته يا عمدة تعين الواد الطاهر أبو حماد شيخ الغفر ، و لا تصويت و لا كلام فاضي .
    ( يقاطعه الدكتور )
    ـ طب و فين الديمقراطية اللي بنتكلم عنها بقى لنا شهور يا شيخ جمعة ؟
    ـ و هو انته ممكن يعني ، يجي على بالك مثلا ، إننا نعمل تصويت و البلد تختار دكتور الوحدة الصحية يا دكتور عادل ؟ عليا النعمة لو عملناها بالديمقراطية ليصوتوا للواد ( طه إنتي بيوتك ) حلاق الصحة اللي بيطاهر العيال ، ****** ( يضحكون ) و برضك ما ينفعش نقول ها ناخد رأي البلد مين يبقى شيخ الجامع ، الديمقراطية دي ممكن قوي تبقى في انتخاب الغفر ، و أهي البلد كلتها وافقت على الغفر دول ، و عشان كده ، أي حد العمدة ها يختاره و يعينه شيخ غفر ها يبقى البلد هي اللي مختاراه مسبقا و هي اللي موافقة عليه قبل كده ، يعني كده ديمقراطية و كده ديمقراطية ، يعني على الوشين يا باطسطا .
    ( يضع العمدة يده على رأس الشيخ جمعة )
    ـ دماغك دي لازم أحنطها و ألفها في حرير و أحطها في المتحف يا شيخ جمعة ، يسلم اللي نفضك .
    ( يقاطعه الدكتور عادل )
    ـ بس يا حضرة العمدة ............
    (يقاطعه العمدة )
    ـ و لا بس و لا حاجة ، اللي قال عليه الشيخ جمعة عين العقل ، إنت مش متخيل يا دكتور عادل إيه اللي ممكن يجرى لو حد من العيلتين دول مسك شيخ غفر ، يا خراااااابي يا خرابي ، لا لا لا لا .....
    ـ أيوة بس ها نقول للناس إيه ؟
    ( يقاطعهم الشيخ جمعة )
    ـ دي بقى عاوزة ديمقراطية بحق و حقيق .
    ـ إزاي يا شيخ جمعة ؟
    ـ إحنا مش ها نخليها تصويت على الشخص نفسه ، إحنا ها نخلي التصويت على الاعتراض على الشخص المترشح .
    ـ و إيه الفرق بقى إن شاء الله .
    ـ لا تفرق كتير ـ على رأي الست وردة ـ دلوقتي لو عبد الوهاب أبو التهامي طلع و قلنا مين معترض عليه ، ها يحصل إيه ؟
    ( يقاطعه العمدة )
    ـ طبعا عيلة أبو شقفة ها ترفع إيديها و تعترض عليه .
    ـ حلو قوي ، و كده يبقى خلصنا من واحد م الاتنين ، طيب و لما نقول مين معترض على الخضري أبو شقفة ؟
    ـ أكيد عيلة التهامي كلها ها ترفع إيديها .
    ـ يبقى خلصنا م التاني ، و ساعتها نقول إن اللي فاضل هو الطاهر أبو حماد و طبعا ما حدش ساعتها ها يقدر يقول تلت التلاتة كام و لا حتى ينطق و يقول بم .
    ( يقبل العمدة رأس الشيخ جمعة )
    ـ دي راسك محتاجة متحف لوحدها يا شيخ جمعة .
    ( يضحكون )
    ـ أي خدمة يا عمدة .
    ـ طب يلا بينا عشان زمان الناس استعوقتنا .
    ( يخرج العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل ، يصفق الناس و يهتفون باسم العمدة ، يشير إليهم العمدة بيده ليتحدث ، يهدأ الأهالي شيئا فشيئا )
    ـ بصوا بقى يا بلد ، طبعا إحنا اتفقنا على إننا ما نعملش أيتها حاجة إلا بمشورتكم ، دلوقتي زي ما أنتم شايفين فيه تلاتة مرشحين نفسيهم ، و كل واحد فيهم عاوز يبقى شيخ الغفر ، و لكن فيه مشكلة عندنا هنا ، المفروض طبعا إن شيخ الغفر ده ما يكونش بينه و بين أي حد في البلد أي خصومة لا سمح الله ، صح و إلا لأ ؟
    ( يرد الأهالي )
    ـ صح يا عمدة .
    ـ و طبعا لازم يكون واخد موافقة جميع أهالي البلد ، و لازم كمان عيلته تكون ما فيش بينها و بين أي عيلة تانية أيتها مشاكل ، صح و إلا مش صح ؟
    ( يصيح أحد رجال القرية )
    ـ الله ينور عليك يا عمدة ، هو كده بالظبط .
    ـ لأن ممكن لا مؤاخذة يعني في يوم من الأيام يقع تحت إيده مشكلة بين واحد من عيلته و واحد من العيلة التانية ،
    ساعتها طبعا ممكن يقف في صف قريبه ضد التاني ، مش كده و إلا إيه ؟
    ( يصيح رجل آخر )
    ـ و الله عين العقل اللي بتقوله ده يا حضرة العمدة ، روح يا شيخ الله يفتح عليك .
    ـ عشان كده أول واحد ها تصوتوا عليه عشان يبقى شيخ الغفر هو عبد الوهاب أبو التهامي ـ اللي من عيلة التهامي ـ اللي معترض عليه من عيلة أبو شقفة برفع إيده .
    ( يرفع الكثير من الأهالي أيديهم )
    ـ يبقى انته ما تنطبقش عليك الشروط يا عبد الوهاب يا أبو التهامي ، إتفضل رجع مكانك .
    ( عندها يهلل بعض الأهالي شماتة )
    ـ طيب و الرجالة اللي من عيلة التهامي و معترضين على ترشيح الخضري أبو شقفة ـ اللي من عيلة أبو شقفة ـ يرفع إيده .
    ( يرفع الكثير من الرجال أياديهم )
    ـ يبقى ارجع مكانك انته كمان يا خضري .
    ( يهلل بعض الأهالي شماتة )
    ـ كده يبقى مش فاضل غير الطاهر أبو حماد ، ( يخفض صوته ) فيه حد معترض عليه يا جماعة ؟ لأ ؟ طيب ، يبقى على بركة الله ،
    مبروك عليك شياخة الغفر يا طاهر يا أبو حماد .
    ( يزداد التهليل و التصفيق و الهتاف و نسمع صوت الموسيقى العسكرية هنا و هناك ، و يختلط الحابل بالنابل )



    ( يتبع )

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــت

    عمدة كفر البلاص ( 11 )

    ( جلس العمدة يرتشف الشاي ،
    طرق الباب ،
    صاح العمدة )
    ـ مين ؟
    ـ الطاهر أبو حماد .
    ـ تعال ادخل يا شيخ الغفر .
    ( يدخل الطاهر على العمدة مترددا خجلا ، عندها يصيح العمدة )
    ـ تعالى يا طاهر ، ادخل ، انته مكسوف و إلا إيه ؟ لا ، خلي بالك بقى ، الكسوف و الخجل ده مش ها ينفع في الشغلانة دي ، ده انته ها تتعامل مع مجرمين و قلالات أدب ، يعني لازم بنظرة واحدة منك تخليهم يكشوا و يموتوا في جلدهم .
    ـ و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يا حضرة العمدة ، ربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله .
    ـ إن شاء الله ، على فكرة أبوك الله يرحمه كان حبيبي ، أكلنا سوا و شربنا سوا و تعلمنا سوا و كافحنا سوا و اعتقلونا سوا و حاربنا سوا ، عشرة عمر يعني ، كانت أيام بصحيح ، الله يرحمه و يحسن إليه .
    ـ و يرحم أموات المسلمين جميعا .
    ـ اللهم آمين ، صحيح انته كنت فين ؟ ما شفناكش في صلاة العشا .
    ـ صليتها في الدار ، أصل كنت عامل إجتماع للغفر .
    ـ إجتماع إيه ؟ خير ؟
    ـ ما هو لازم يا عمدة نحط النقط على الحروف من أولها ، و لازم كل واحد يعرف اللي ليه و اللي عليه برضك .
    ـ اللهم صل ع النبي ، أيوة كده ، الظاهر إنك مش سهل زي ما أنا كنت فاكر يا طاهر .
    ( يضحكون )
    ـ لا أبدا يا أبا العمدة ، بس إن شاء الله ها تنبسط مني آخر انبساط .
    ـ إن شاء الله .....
    ( يطرق أحدهم الباب )
    ـ إتفضل .
    ( يدخل أحد الخفر ، يؤدي التحية العسكرية لشيخ الخفر )
    ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر .
    ( عندها ينتفض العمدة ممسكا بخيزرانته )
    ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر ؟ ( يضرب الغفير ) لوح قزاز قاعد قدامك ؟
    الواد يا أخويا و لا كأن فيه عمدة قاعد .
    ( يصرخ الخفير )
    ـ يعني أقطع نفسي أني بقى ؟ مش دي أوامرك يا شيخ الغفر ؟
    ( عندها يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
    ـ نعم نعم نعم نعم ، انته قايل لهم إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
    ـ ثواني بس يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للخفير ) أي حاجة أقولها لك تطبق على البلد كلتها إلا حضرة العمدة يا بقف ، ( ينظر إلى العمدة ، يغمز له بعينه ) بعد إذنك يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للغفير ) يلا غور انته دلوقتي ، أنا ليا حساب تاني معاك بعدين .
    ( يخرج الخفير ، و يذهب شيخ الخفر يمسك بيد العمدة يجلسه )
    ـ إتفضل أقعد بس انته يا أبا العمدة و هدي نفسك كده و أني ها أفهمك .
    ـ تفهمني إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
    ـ بص يا عمدة ، حضرتك عارف طبعا اللي بين عيلة أبو شقفة و بين ولاد التهامي ؟
    ـ طبعا عارف ، و دي حاجة بتستخبى ؟ المهم يعني .
    ـ عبد الوهاب أبو التهامي و الخضري أبو شقفة ، شوكتين في ضهري يا أبا العمدة ، و الصراحة كده إذا ما كنتش أبقى شديد معاهم و مع الغفر كلهم من أول يوم ، يبقى الأمور كلتها ها تفلت من إيدي و مش ها أقدر ألمهم بعد كده .
    ـ عليا النعمة ما أني فاهم حاجة .
    ـ كل واحد فيهم واخد له غفير أو اتنين في صفه و عامل لي فيها شيخ غفر .
    ـ إحنا بدأنا العوج من أولها ؟
    ـ مش بأقولك يا أبا العمدة أهو ؟ يبقى لازم من الأول أشد ع الغفر كلهم و إلا لأ ؟
    ـ معاك حق و الله ، عين العقل .
    ـ عشان كده أنا كنت عامل لهم إجتماع من شوية ، و قلت لهم إن ما فيش في البلد دي غير شيخ غفر واحد ، هو أني ، و نبهت عليهم واحد واحد إن ما حدش ياخد أوامر إلا م العبد لله ، و حسهم عينهم أشوف حد يدي التحية غير لشيخ الغفر و بس ، طبعا ما أقصدكش انته م الكلام ده يا أبا العمدة .
    ـ معاك حق و الله يا طاهر ، إيوة كده الله ينور عليك .
    ـ عشان كده مش عايزك تزعل مني يا أبا العمدة لو سمعت حاجة كده و إلا كده ( يقبل رأس العمدة ) ما هو أني لازم أمسكهم بإيد من حديد من أولها ، و إلا قول ع البلد دي يا رحمن يا رحيم .
    ـ لأ ، معاك حق طبعا ، بجد ؟ الله ينور عليك ، هي دي شياخة الغفر يا بلاش .
    ـ و بعد إذن حضرتك يا عمدة ، ( و الله لا يستحي من الحق ) ، و بصراحة كده اللي قبلينا قالوا إن المركب اللي عليها ريسين بيحصل لها إيه يا أبا العمدة ؟
    ـ بتغرق طبعا ، و دي عايزة كلام .
    ـ الله ينور عليــــــــك ، يبقى لازم ننظم العملية بينيأنا و انته ، و إلا مش ها نخلص يا أبا العمدة .
    ـ تقصد إيه يا وله .
    ـ لو اديت لحد فيهم ودنك مش ها تخلص ، و خد عندك بقى ، ها أبقى أنا زي المعدية و كل واحد فيهم ها يطلع فوق قفايا عشان يقولك كلمتين عشان يتقرب لك ، و عشان كده أرجوك يا عمدة ما تسمحش لأي حد فيهم إنه يجي يقولك ده عمل و ده سوى ، و أنته كمان بعد إذنك يا أبا العمدة ، يا ريت لو عايز أيتها حاجة من أي غفير فيهم تقولي أني عليها ، و أني اللي أكلفه بيها بنفسي .
    ـ اللهم صل على النبي ، مش بأقولك اللي خلف ما ماتش ، تلاتة بالله العظيم كأني واقف قدام أبوك الله يرحمه ، اللهم صل على النبي ، ألف رحمة تنزل عليك يا حاج إسماعيل ، نفس كلامه نفس حركاته نفس طريقته ، بسم الله ما شاء الله ، بسم الله ما شاء الله ،
    خلاص يا شيخ الغفر و أنا معاك في كل كلمة قلتها ،
    الله ينور عليك بجد ، و اللي قلته ده هو عين العقل ،
    على بركة الله .
    ـ يعني مش زعلان مني يا أبا العمدة ؟
    ـ و هو الحق بيزعل يا وله .
    ـ معلش و بلاش يا وله دي يا أبا العمدة الله يخليك .
    ـ دي بس بيني و بينك ، لكن قدام البلد ، لا طبعا انته حضرة شيخ الغفر .
    ـ ما هي المشكلة إن لسانك ها ياخد عليها يا أبا العمدة و ممكن لا مؤاخذة يعني تفلت منك كده و إلا كده ، و أني أحب الصراحة أبقى قدام الكل شيخ الغفر ، و كل ما ترفع من مقامي قدام البلد ، كل ما ها تثبت رجليا أكتر و تثبت الأمن و الحزم و الربط في البلد اكتر و اكتر .
    ـ أوامرك يا حضرة شيخ الغفر ، مبسوط كده ؟
    ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .
    ـ ما بلاش بقى يا أبا العمدة دي كمان ، خليها يا حضرة العمدة بقى .
    ـ لا فيه فرق بين دي و دي .
    ـ فرق إيه بقى إن شاء الله ؟
    ـ العمدة أبو البلد كلها لازم الناس تحبه و تقرب له و كل واحد يحس ناحيته بحب ، لكن شيخ الغفر لا ، لازم الناس كلها تحترمه و تخاف منه ، يعني العلاقة اللي بين البلد و العمدة لازم تبقى علاقة حب ، أما العلاقة اللي بين البلد و شيخ الغفر لازم تبقى علاقة احترام و خوف ، ماشي يا أبا العمدة ؟
    ـ و لو إني مش معاك في موضوع الخوف دي ، بس الباقي ماشي يا حضرة شيخ الغفر .
    ـ تأمرني بحاجة يا أبا العمدة ؟
    ـ شكرا يا شيخ الغفر .
    ـ السلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، صحيح اللي خلف ما ماتش .
    ( يخرج شيخ الخفر بينما تحمل الذكريات العمدة على جناحيها ، تحط به بين حقول أيام الزمن الجميل )


    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  8. #18


    عمدة كفر البلاص ( 12 )

    ( دخل شيخ الخفر مسرعا ،
    وجد عبد الجبار جالسا ،
    سأله في عجالة )
    ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟
    ـ بيصلي .
    ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟
    ـ بيصلي السنة .
    ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري ....
    ( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة )
    ـ السلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة .
    ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟
    ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة .
    ( ينظر العمدة لعبد الجبار )
    ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك .
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ( يخرج عبد الجبار )
    ـ خير يا شيخ الغفر .
    ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة .
    ـ ليه بس حصل إيه ؟
    ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة .
    ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟
    ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟
    ـ و لا قال لي أيتها حاجة .
    ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار .
    ـ مالهم يا وله ؟
    ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله .
    ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟
    ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني .
    ( يصرخ العمدة مناديا )
    ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار .
    ( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي )
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه .
    ـ فوريرة .
    ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
    ـ معقولة الكلام ده ؟
    ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟
    ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ...
    ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟
    ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟
    ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة .
    ـ و انته ها تسمع لكلام الناس .
    ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة .
    ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر .
    ـ أيوة بس فيه أسباب برضك .
    ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟
    ( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل )
    ـ السلام عليكم .
    ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام .
    ـ خير يا حضرة العمدة ؟
    ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟
    ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟
    ـ صحيح عيانين بالسل ؟
    ( ينظر الدكتور لشيخ الغفر )
    ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة .
    ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟
    ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟
    ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟
    ( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه )
    ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم ....
    ( عندها يصرخ شيخ الغفر )
    ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ...
    ( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل )
    ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي ..
    ( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها )
    ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ...
    ( يصرخ شيخ الخفر )
    ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟
    ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟
    ( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا )
    ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ...
    ( يخرج الدكتور و التوابتي )
    ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟
    ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر .
    ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها .
    ـ حظر ؟
    ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي .
    ( يصرخ العمدة مناديا )
    ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ...
    ( يدخل عبد الجبار )
    ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا .
    ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟
    ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه .
    ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟
    ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟
    ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني .
    ـ موت يا **** ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل .
    ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه .
    ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ...
    ( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه )
    ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف ....
    ( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية )
    ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟
    ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ،
    ( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟
    ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
    ( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ،
    يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف )
    ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل .
    ( يتبع )


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

    عمدة كفر البلاص ( 13 )

    ( الصمت يخيم على بيوت القرية ،
    صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ،
    الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ،
    الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا )
    ـ الشاي يا شيخ الغفر .
    ـ شكرا يا توابتي .
    ـ هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟
    ـ و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا **** .
    ـ أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟
    ـ آدينا مستنين الفرج .
    ( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ،
    يصرخ أحد الخفر )
    ـ مين هناك ؟
    ( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته )
    ـ بقول مين هناك ؟
    (يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح )
    ـ مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم .
    ـ حضرة العمدة ؟
    ( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه )
    ـ أهلا وسهلا حضرة العمدة ....
    ( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر )
    ـ سلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
    ـ اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟
    ـ كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة .
    ـ و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟
    ـ العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير .
    ـ و ها نقعد كده لحد إمتى ؟
    ـ أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية ....
    ـ مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي .
    ـ و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا .
    ـ خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي .
    ـ برقبتي يا حضرة العمدة .
    ـ التوابتي فين ؟
    ـ أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة .
    ( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية )
    ـ أفندم ؟
    ـ أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟
    ـ سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة .
    ـ أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟
    ـ لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه .
    ـ الحمد لله .
    ( يقاطعه شيخ الخفر )
    ـ خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك .
    ( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر )
    ـ الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟
    ـ لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
    ـ طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟
    ـ ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله .
    ـ ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه .
    ـ لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه .
    ـ طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه .
    ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه .
    ـ و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش .
    ـ ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر .
    ـ ربنا يعديها على خير .
    ـ و صاحبك مشي ؟
    ـ غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه .
    ـ قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟
    ـ و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه ....
    ـ أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله .
    ـ ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم .
    ( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر )
    ـ إيه ده ؟
    ـ الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر .
    ـ اتفضل يا حضرة العمدة .
    ( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت )
    ـ اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة .
    ( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة )
    ـ الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
    ـ استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي .
    ( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث )
    ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
    ـ ده الواد توفيق بيضرب مراته .
    ـ الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟
    ( يلتقط العمدة أنفاسه )
    ـ خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر .
    ـ أوصلك يا أبا العمدة ؟
    ـ توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟
    ـ العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله .
    ـ لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .

    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  9. #19


    عمدة كفر البلاص ( 14 )


    ( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ،
    استيقظ الأهالي مذعورين ،
    أسرع الرجال بالخروج ،
    النساء ينظرن من خلف النوافذ ،
    يتساءلون )
    ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟
    ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم .
    ـ يا ساتر استر يا رب .
    ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي )
    ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟
    ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
    ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم )
    ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟
    ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟
    ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد .
    ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟
    ـ المهم حد فيكم شافه ؟
    ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة .
    ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي .
    ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ )
    ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر .
    ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد .
    ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه .
    ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر .
    ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ،
    أحد الغفر يجري إلى اليمين ،
    يتبعه آخر يجري إلى اليسار ،
    يصرخ أحد الغفر )
    ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر .
    ( يصرخ آخر )
    ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني .
    ( يصرخ ثالث )
    ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة .
    ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع .
    ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ،
    يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته )
    ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟
    ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ...
    ـ ماله ؟
    ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة .
    ـ يقتلوني اني ؟
    ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده ....
    ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟
    ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة .
    ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني .
    ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم .
    ـ هربوا منكم ؟
    ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب .
    ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع .
    ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى .
    ـ حاجات إيه دي ؟
    ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ،
    أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ،
    ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ،
    ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه....
    ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده .
    ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة .
    ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر .
    ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه .
    ـ خير إن شاء الله ؟
    ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية .
    ـ عروستي ؟
    ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم .
    ـ تليفون إيه ؟
    ـ تليفون العمدة .
    ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟
    ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور .
    ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟
    ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم .
    ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس .
    ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة .
    ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر .
    ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة .
    ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر .
    ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .



    ( يتبع )

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ


    عمدة كفر البلاص ( 15 )


    ( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ،
    كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ،
    وقف الخفر يصفون الناس ،
    بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع )
    ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟
    ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ،
    حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟
    مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟
    سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ،
    ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ،
    جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ،
    ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش .
    انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟
    ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟
    ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟
    ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم .
    ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ...
    ( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح )
    ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟
    ( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل )
    ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) .
    ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس .
    ( يصرخ أحد الرجال )
    ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟
    ( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه )
    ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟
    ( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم )
    ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟
    ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟
    ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟
    ( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه )
    ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق .
    ( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه )
    ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا .
    ( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات )
    ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟
    ـ أني من أبو زعيبل .
    ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ...
    ( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع )
    ـ ما تسيبها يا عم عوادلي .
    ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟
    ـ يعني التليفون ها يخس ؟
    ( عندها يصرخ فيهم العوادلي )
    ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه .
    ( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف )
    ......................
    ( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر )
    ـ كله تمام يا شيخ الغفر .
    ـ عملت إيه النهاردة ؟
    ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده .
    ( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر )
    ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟
    ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه .
    ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده .
    ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها .
    ـ و طلقها ليه ؟
    ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي .
    ـ و العيب من مين ؟
    ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني .
    ـ غيره .
    ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب .
    ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟
    ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها .
    ـ غيره .
    ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر .
    ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟
    ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ،
    على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده .
    ـ طرده ليه إن شاء الله ؟
    ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا .
    ـ أمرك يا شيخ الغفر .
    ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان .
    ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟
    ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد .
    ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟
    ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟
    ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟
    ـ لا بنت عمها .
    ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك .
    ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر .
    ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .



    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  10. #20


    عمدة كفر البلاص ( 16 )

    ( صرخة عالية شقت سكون القرية ،
    تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ،
    فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ،
    يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ )
    ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان .....
    ( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ،
    يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ،
    اختلط الحابل بالنابل ،
    النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه )
    ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود .
    ـ ما جايز *** مسعور ياد يا حمودة .
    ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟
    بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل ....
    ـ يا داهية دقي .....
    ( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ،
    ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ،
    يقفز محمود فوق ****ه يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ،
    صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك )
    ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟
    ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟
    ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار .
    ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ...
    ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح ....
    ( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ،
    يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ،
    يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا )
    ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف .
    ( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ )
    ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........
    ( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ،
    طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ،
    يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس )
    ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم .
    ( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ،
    امراة تصرخ في ولدها )
    ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟
    ـ دخلت بيت عم أبو سليمان .
    ( الجميع يحاول الفرار )
    ـ يا ساتر استر يا رب .
    ( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ،
    جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ،
    جميع الأبواب تغلق بإحكام ،
    العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ،
    الآذان صاغية تتنصت ،
    البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ،
    يتساءل أحد الرجال)
    ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا *** مسعور يا جدعان .
    ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها .
    ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح .
    ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان .
    ( صرخة عالية تشق الفضاء )
    ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟
    ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس .
    ( صوت الصرخات يقترب و يقترب )
    ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف .....
    ( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب )
    ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا .....
    ( تدق الباب و تدق و لا مجيب ،
    الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ،
    تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم )
    ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك .
    ( ينادي أحدهم من خلف الأبواب )
    ـ بنت مين دي يا عالم ؟
    ( يرد عليه آخر )
    ـ دي بنت حسين أبو حبيبة .
    ( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ،
    فجأة ،
    تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ،
    يتطاير الشرر من عينيها ،
    سوداء حالكة اللون ،
    يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ،
    تقف متحفزة ،
    تتعالى صرخات الأهالي )
    ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود .
    ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟
    ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟
    ( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ،
    نحيبها يمزق القلوب ،
    دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ،
    لحظات من الترقب )
    ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟
    ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟
    ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟
    ( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
    تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ،
    فجأة ينفتح أحد الأبواب ،
    تخرج منه ( خضرة ) ،
    ترفع في يديها عصا غليظة )
    ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش .
    ( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ،
    تجري البنت لتتشبث بجلبابها )
    ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟
    ـ دي البت (خضرة) أم لسانين .
    ـ و الله بت بميت راجل .
    ( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ،
    تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
    تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ،
    عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت )
    ـ موتي بقى الله ياخدك .....
    ( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ )
    ـ الله ياخدك ، الله ياخدك ....
    ( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ،
    عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ،
    يصرخ )
    ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر .
    ( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ،
    عندها يصرخ ( العوادلي )
    ـ الله أكبر ، الله أكبر ،
    شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .
    ( عندها يتردد صوته في الفضاء )
    شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .


    ( يتبع )


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ


    عمدة كفر البلاص ( 17 )

    (العمدة ينادي من داخل القاعة )
    ـ عبد الجبار ، واد يا عبد الجبار ...
    ( يدخل عبد الجبار مسرعا ، يتخبط بباب القاعة ، ينكسر الباب ، يمسك عبد الجبار بالباب قبل أن يسقط على الأرض ، يكاد الدم أن يتفجر من وجنتيه خجلا ، يقف ممسكا بالباب ، ينظر إلى العمدة و الشيخ جمعة الجالس إلى جواره ، و ينظر إلى الباب ، لا يعرف ماذا يفعل ، يصرخ العمدة )
    ـ جاموسة داخلة علينا ؟ إيه اللي انته هببته ده يا بجم ؟
    (وقف عبد الجبار يتصبب منه العرق ، ينظر إلى الأرض ، لا يستطيع النطق بكلمة واحدة ، يحاول لملمة الحروف فلا يستطيع )
    ـ ما ... ما ... أصل ... أصل ...
    ـ انته ها تمأمأ لي ؟ اسند الزفت اللي كسرته ده على الحيطة و غور هات الواد ( قادوم ) يصلحه ، بسرعة .
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ( يسند عبد الجبار الباب على الحائط ، و يخرج مسرعا ، يناديه العمدة )
    ـ واد يا عبد الجبار ، انته يا وله ...
    ( يعود عبد الجبار مسرعا لكنه يتردد في الدخول فيقف خارج الباب )
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ـ عدي على شيخ الغفر خليه يجيني .
    ـ حاضر .
    ( يذهب عبد الجبار ، يميل الشيخ جمعة على العمدة )
    ـ طيب أستأذنك أنا يا حضرة العمدة ؟
    ـ لا ، تستأذن مين ؟ لازم تقعد لغاية لما يجي و تحضرنا .
    ـ عشان بس ما يبقاش فيها حرج يا عمدة .
    ـ حرج إيه و بتاع إيه ؟ و لا فيها حرج و لا حاجة ، اقعد اقعد ( ينادي ) بت يا بهانة ...
    ( ترد بهانة من خلف الباب الداخلي )
    ـ أأمر يا أبا العمدة .
    ـ اعملي لنا حاجة نشربها يا بت .
    ـ شاي ؟
    ـ شاي شاي ؟ ما فيش غير الشاي ؟
    ـ أعملك قهوة ؟
    ( يكلم الشيخ جمعة )
    ـ إيه رأيك في فنجانين قهوة م البن المحوج اللي جابهولي شيخ الغفر ؟
    ـ ماشي .
    ( ينادي العمدة على بهانة )
    ـ صحيح تعالي يا بت يا بهانة ادخلي ، ما فيش حد غريب ، ده أبوك الشيخ جمعة .
    ( تدخل بهانة )
    ـ السلام عليكم ، إزيك يا أبا الشيخ جمعة ؟
    ـ أهلا يا بهانة ، عاجبك اللي عمله جوزك ده يا بت ؟
    ـ عمل إيه ؟
    ( يقاطعها العمدة )
    ـ كسر الباب يا فالحة .
    ( يشير العمدة إلى الباب المكسور ، تنظر بهانة إلى الباب )
    ـ هوه اللي كسره ؟
    ـ لا آني ، الواد بأنادي عليه لقيته داخل في الباب زي البهيم .
    ـ معلش يا أبا العمدة ، أصله بيحبك قوي و الله ، و ما بيصدق إنك تنادي عليه بيبقى عاوز يطير طير كده و يجيلك .
    ـ حبك برص و عشرة خرص انتي و هوه ، كسبنا صلاة النبي ؟
    ـ اللهم صلى عليه .
    ـ طب اجري بقى اعملي لنا فنجانين قهوة مظبوط م اللي وصى عليهم داود في التذكرة يا بت .
    ـ أمرك يا أبا العمدة ، بس بالله عليك ما تزعل من عبد الجبار يا أبا العمدة.
    ـ خلاص اللي حصل حصل ، بس روحي انتي اعملي القهوة .
    ـ هوا .
    (تخرج بهانة )
    ـ ما قلتليش يا شيخ جمعة ، مش يمكن الناس دول يكونوا قرايبه ؟
    ـ قرايبه مش قرايبه ، المفروض أي حد يدخل البلد و يقعد فيها يكون عندك علم بيه ، و بعدين دول مش واحد و إلا اتنين .
    ـ معاك حق طبعا ، و دول جم البلد إمتى يا شيخ جمعة ؟
    ـ ساعة لما انته كنت في المديرية بتجيب الدكتور الجديد .
    ( يدخل شيخ الخفر )
    ـ السلام عليكم ، خير يا حضرة العمدة ، ازيك يا شيخ جمعة ؟ إيه اللي كسر الباب كده ؟
    ـ و عليكم السلام .
    ـ سيبك م الباب دلوقتي يا شيخ الغفر ، إيه موضوع الناس اللي قاعدين عندك دول ؟
    ـ قرايبي يا حضرة العمدة و جايين زيارة يومين ، ليه خير ؟ حد فيهم عمل حاجة كده و الا كده لا سمح الله ؟
    ـ مش المفروض أبقى على علم بكل حاجة في البلد يا شيخ الغفر ؟ أنا مش قايلك انته مكاني لغاية لما أرجع م البندر ؟ يبقى أي حاجة تحصل في البلد و أنا غايب لازم يكون عندي علم بيها .
    ـ معاك حق طبعا يا أبا العمدة ، عداك العيب ( ينحني شيخ الخفر على كف العمدة يقبله ، يسحب العمدة كفه بسرعة )
    ـ استغفر الله العظيم .
    ـ حقك عليا ، أني غلطان ، بس و الله ما جت فرصة أقولك مش أكتر ، و بعدين دول جايين يقعدوا يومين و ماشيين ، و معروف انك طول عمرك بيتك مفتوح للغريب قبل القريب يا حضرة العمدة .
    ( يدخل عبد الجبار )
    ـ الواد ( قادوم ) مش موجود ، بيقولوا راح البندر ، عنده شغل هناك و مش ها يجي إلا بعد يومين .
    ـ و ها أقعد يومين من غير باب يا فالح ؟
    ( يقاطعه شيخ الخفر )
    ـ فيه واد من قرايبي نجار يا حضرة العمدة ، بعد إذنك عبد الجبار يروح ينادي له يصلحه .
    ـ يعني الناس جايين ضيوف عندنا نقوم نشغلهم برضك ؟
    ( يقاطعه الشيخ جمعة )
    ـ ما فيهاش حاجة يا حضرة العمدة ، يعني نصلح الباب و إلا الدار تفضل مفتوحة كده من غير باب ؟
    ـ أيوة بس أكيد ما معهوش عدة .
    ـ ده ما بيمشيش من غيرها ، روح يا عبد الجبار عندنا الدار و قول لهم شيخ الغفر بيقول لكم ابعتوا الواد (شنكل) بالعدة بتاعته عند أبويا العمدة .
    ـ فوريرة .
    ( يخرج عبد الجبار ، تدخل بهانة بالقهوة )
    ـ القهوة .
    ـ اعملي كمان واحد مظبوط لشيخ الغفر يا بت .
    ـ حاضر .
    ـ سبحان الله ، قريبك النجار ده جه في وقته .
    ـ لأ مش بس كده ، ده أخوه حداد كمان و التالت بنا .
    ـ اللهم صلى ع النبي .
    ( يقاطعهما الشيخ جمعة )
    ـ ما تخليهم يعملوا لنا مدنة للجامع يا عمدة ينوبك ثواب .
    ـ و ماله ، بس يمكن نعطلهم عن شغلهم و إلا حاجة ؟
    ( ينظر إلى شيخ الخفر ، يجيبه )
    ـ و لا عطلة و لا حاجة يا حضرة العمدة ، هي الدنيا ها تطير ؟ يقعدوا لهم أسبوع أو اتنين زيادة ، ها يجرى إيه يعني ؟ ده كفاية الثواب اللي ها ياخدوه .
    ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر .
    ( يدخل عبد الجبار و بصحبته (شنكل) )
    ـ السلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام ، (شنكل) ابن خالتي اللي كلمتك عنه يا أبا العمدة .
    ـ أهلا و سهلا بيه .
    ـ شوف لنا الباب الي كسره الدغف ده كده يا شنكل ، ينفع يتصلح ؟
    ـ كل حاجة تتصلح إن شاء الله يا حضرة العمدة .
    ـ يلا ورينا الهمة .
    ( يبدأ شنكل في العمل ، يجلس العمدة و الشيخ جمعة و شيخ الخفر يتناولون القهوة حتى ينتهي شنكل من تصليح الباب سريعا )
    ـ خدمة تانية يا حضرة العمدة ؟
    ـ اللهم صلى على النبي .
    ـ شوف كده يا حضرة العمدة ، لا تقولي بقى ( قادوم ) و لا غيره .
    ـ إيه الحلاوة دي يا وله ؟ ( يغلق الباب و يفتحه ) بسم الله ما شاء الله ، هو ده الشغل على أصوله ، أيوة كده .........
    ( يمد العمدة يده في جيبه ، يخرج حافظة نقوده ، يمسك شيخ الخفر بيده)
    ـ تلاتة بالله العظيم ما انته مطلع مليم أحمر يا عمدة .
    ـ عيب يا شيخ الغفر .
    ( يقاطعهم شنكل )
    ـ و هو أنا أصلا كنت أطول و إلا أحلم أعمل شغل في بيت العمدة ؟ ده كفاية الشرف اللي حط على راسي .
    ـ ما يصحش يا وله .
    ـ تلاتة بالله العظيم ما أني واخد أيتها حاجة .
    ( يقاطعه الشيخ جمعة )
    ـ خلاص بقى يا حضرة العمدة ، طالما حلف ، الراجل ضيف عندنا ، ما توقعوش في حلفانه .
    ـ لا إله إلا الله ، طب إيه رأيك بقى أنا عاوزك تصلح لي شوية الحاجات البايظة اللي في الدار ، بس بشرط .
    ـ أأمر يا عمدة .
    ـ تاخد حقك تالت و متلت ، أنا بأقول من دلوقتي أهو .
    ( يرد شيخ الخفر )
    ـ بكره م النجمة إن شاء الله يكون واقف قدام الدار .
    ـ شكرا يا شيخ الغفر ، ألف شكر يا شنكل .
    ـ الله يسلمك يا حضرة العمدة ، و هو أني عملت حاجة ؟
    ـ طيب ، تأمرنا بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟
    ـ ما تقعدوا تتعشوا معايا .
    ـ دايما عامر بحسك يا حضرة العمدة ، سلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
    ( يتبع )


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ


    عمدة كفر البلاص ( 18 )



    ( دخل الشيخ جمعة مسرعا إلى القاعة ،

    وجد عبد الجبار يفترش الأرض بجوار الحائط ،

    وكزه الشيخ جمعة مناديا )

    ـ واد يا عبد الجبار ، عبد الجبار ....

    ( يجلس عبد الجبار يفرك عينيه ،

    ينظر يمينا و يسارا يحاول أن يتدارك ما يدور من حوله )

    ـ نعم ؟

    ـ فين حضرة العمدة يا وله ؟

    ـ نعم ؟

    ـ مالك يا وله ؟ بأقولك فين أبوك العمدة ؟

    ( ينظر عبد الجبار إلى الشيخ جمعة ، تدور بعينيه علامات الاستفهام ، و كأن الشيخ جمعة ينطق بطلاسم لا يفهمها )

    ـ طيب .

    ( يسحب عبد الجبار الغطاء عليه و يعود متمدادا مرة أخرى متمتما )

    ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، خير اللهم اجعله خير .

    ( يغضب الشيخ جمعة ، يوكزه وكزة قوية ، تتبعها أخرى )

    ـ واد يا عبد الجبار ، قوم قامت قيامتك ياوله .

    ( يرد عليه عبد الجبار من تحت الغطاء )

    ـ سيبني أنام الله يخليك يا شيخ جمعة .

    ـ نامت عليك حيطة ، قوم رد عليا يا وله .

    ـ فيه إيه بس يا شيخ جمعة ؟

    ـ فين أبوك العمدة يا وله ؟

    ـ أبويــــا العمــــدة نــــــــايم تعبــــــــــــــان ، هيه ارتحت ؟

    ـ نايم تعبان ؟ تعبان ماله يا وله ؟

    ـ الدكتور الجديد كان سهران معاه طول الليل و لسه ماشي هو وشيخ الغفر دلوقتي حالا ، سيبني أنام بقى .

    ـ و الدكتور قال العمدة ماله يا وله ؟

    ـ يا شيخ حرام عليك ، و الله العظيم ما نمت بقى لي يومين بحالهم ، اعتقني بقى لوجه الله .

    ـ طيب ها اعتقك ، بس قولي الأول ، الدكتور قال أبوك العمدة ماله ؟

    ـ قال إنه تعبــــان و لازم يرتــــــــــــــــاح ، سيبني أرتاح بقى أني كمان الله يخليك .

    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .

    ( يدخل شيخ الخفر مسرعا )

    ـ السلام عليكم .

    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أهلا يا شيخ الغفر .

    ـ أهلا يا شيخ جمعة ، خير ؟

    ـ العمدة ماله يا شيخ الغفر ؟

    ـ ما فيش ، الدكتور قال انه بعافية شوية ، و لازم يرتاح .

    ـ أيوة يعني يكفينا الشر عنده إيه ؟

    ـ الدكتور قال انها زي ما تقول كده انتكاسه ، ربنا يقومه منها بالسلامة .

    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، طيب ممكن أشوفه ؟

    ـ الدكتور مانع أي حد يشوفه ، ده مشاني أني بذات نفسي من عنده امبارح .

    ـ استغفر الله العظيم ، طب أنا عاوز على الأقل أطمن عليه .

    ـ إطمن يا شيخ جمعة ، و يا ريت تطمن أهل البلد كلهم .

    ـ و ها نعمل إيه يا شيخ الغفر ؟

    ـ نعمل إيه في إيه يا شيخ جمعة ؟

    ـ في البلد ، مين اللي ها يشوف أحوال البلد و يراعيها ؟

    ـ و اني مش مالي عينك و الا إيه يا جمعة ؟

    ـ جمعة كده حاف ؟ ؟؟؟ أني قصدي يعني لازم يكون فيه عمدة يراع.....

    ( تحمر عينا شيخ الخفر ، فيمسك الشيخ جمعة من رقبته )

    ـ بص بقى يا جدع انته ، حاكم أني ساكت لك من الصبح ، البلد دي مالهاش و لا ها يبقى لها غير عمدة واحد ، هو الراجل اللي راقد جوه ده ، و على بال ما ربنا يقومهولنا كده بالسلامة ، كل حاجة ها تمشي زي ما كان مخطط لها بالظبط ، و آني بقى اللي ها أنفذ كل اللي قال لي عليه بالحرف الواحد ، و حسك عينك تهلفط بأي كلام من كلامك الماسخ ده ، جمعة ، ما تخلينيش أوريك الوش التاني ، و إلا تحب تشوفه ؟

    ( ارتعد الشيخ جمعة ، تلعثم ، أول مرة يواجه فيها وحشا ثائرا بهذه الصورة ، حاول المسكين لملمة أية حروف للرد على شيخ الخفر ، و لكن تضيع محاولاته أدراج الرياح ، ينظر الشيخ جمعة إلى الأرض يحاول الهرب من هذا الشرر المتطاير من عيني شيخ الخفر )

    ـ أ .. أ .. أنا .. طبعا ما أقصدش أي حاجة يا حضرة شيخ الغفر لا سمح الله ، ماهو انته الخير و البركة برضه ، و هو فيه حد في البلد يسجر يقول أيتها حاجة ؟

    ـ بحسب .

    ـ طب تأمرني بأيتها حاجة يا حضرة شيخ الغفر ؟

    ـ ياريت في كل صلاة تدعي و تخلي الناس كلتها تدعي للعمدة إن ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة .

    ( ينفض التراب عن كتف الشيخ جمعة و يقترب من أذنه يهمس )

    ـ و ياريت برضه توريني همتك كده و ما تسيبش راجل أو ست أو حتى عيل في البلد إلا اما تعرفه إن العمدة فوضني في كل حاجة في البلد لغاية لما ربنا يقومه بالسلامة .

    ( يهرب الشيخ جمعة من وسوسته و ينطلق خارجا )

    ـ طبعا يا حضرة شيخ الغفر ، ضروري طبعا ، سلام عليكم .

    ـ و عليكم السلام ، ( يرفع صوته ملاحقا ) ما تقطعش الجوابات .

    ( ينادي شيخ الخفر على عبد الجبار )

    ـ عبد الجبار .

    ( ينتفض عبد الجبار واقفا )

    ـ أمرك يا شيخ الغفر .

    ـ أني مش منبه عليك ما حدش يدخل هنا ؟

    ـ و الله اني قافل الباب قبل ما انام يا شيخ الغفر ، بس فجأة لقيت الشيخ جمعة فوق راسي ، الظاهر البت بهانة هي اللي فتحت له واني نايم .

    ـ على العموم فتح عينك ، و حسك عينك حد يخرج أو يدخل على أبويا العمدة ، زي ما قال الدكتور ، و نبه برضه على البت بهانة ، تلاتة بالله العظيم لو جيت في مرة و لقيت حد هنا لتكون سنتك سودة ،

    و إلا على إيه ؟ أني ها ابعت واحد م الغفر يقف على الباب من بره ، روح خلي البت بهانة تعمل لي فنجان قهوة م البن بتاع العمدة .

    ـ أمرك يا أبا العمدة ، قصدي أمرك يا حضرة شيخ الغفر ....





    ( يتبع )



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. غزة ( نزف قلم : محمد سنجر )
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-01-2008, 02:01
  2. ما بين هذا و ذاك ( نزف قلم : محمد سنجر )
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-07-2007, 21:33
  3. اليوتوبيا ( نزف قلم : محمد سنجر )
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-05-2007, 20:02
  4. يوم كنت حاكما (نزف قلم : محمد سنجر )
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-03-2007, 23:33
  5. عمر سنجر (نزف قلم:محمد سنجر)
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-12-2006, 08:07

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته