شيء من حتى
الإغراق في الجزئيات
عبد العزيز الوطبان
نوغل كثيرًا في الجزئيات ونغرق فيها، وقد نهمل أمورًا من الأولى تسليط الضوء عليها ومناقشتها ثم طرح ما يناسبها من حلول؛ لنجد أنفسنا بعدها وقد اتفقنا نحن الرياضيين على مختلف ميولنا على أرضية صلبة متفق عليها من السهولة الرجوع إليها عند الاختلاف ومنها ننطلق إلى توحيد الآراء لخدمة الرياضة السعودية ومنها إلى خدمة الوطن. فأجزم أن الكثير من القضايا الشائكة التي أنهكت الوسط الرياضي، وأشغلت الإعلام عن مهمته السامية والأساسية سببها بعدنا عن قيمنا الإسلامية، وكأن هذه القيم عبارة عن عباءة ننزعها عند ولوجنا الوسط الرياضي، فيحق لنا في هذا الوسط أن نكذب ونزور ونخون الأمانة ونستطيل بأعراض المسلمين، وحجتنا في ذلك اختلاف ميولنا مع إخوتنا! فأرى أن تبصير هذا الوسط بخطورة التنازل عن القيم لمجرد اختلاف الميول أمر في غاية الأهمية، فما يحصل في حقيقته أشبه ما يكون ب(انفصام شخصية) مابين ممارستنا الحياتية في العمل والمسجد والبيت التي تعودنا على أن الكذب والتزوير والقدح في أعراض المسلمين والغيبة والنميمة من الكبائر, وبين نسيان كل تلك القيم وكسرها قيمة قيمة؛ ليفلح الشيطان في تلبيسه ثم في التحريش بيننا نحن المسلمين!
النصر والهلال من جديد
يلتقي الفريقان من جديد في هذه البطولة التي حرم فيها الهلال منافسه الوصول للأدوار التالية مرتين متتاليتين، وقد ينتفض النصر هذه المرة ويخرج الهلال من هذه البطولة الوحيدة التي استعصت على الفريق الهلالي، كل المؤشرات والمقاييس في صالح الفريق الهلالي، ومع ذلك فإن الهلال يتميز داخل الميدان في حين أن النصر يتميز خارجه فقط، وأيهما غلب وطغى يكون الفائز، وقد يكون للنصر ميزة عن الفريق الهلالي وهي أن الفريق غير مطالب بالانتصار، مما يجعله يدخل المباراة أكثر أريحية من منافسه المطالب بحسم اللقاء من جولته الأولى، وأجزم لو أن حكم المباراة كان على مستوى الحدث، وتعامل لاعبو الهلال بجدية، والتنبه للهجمات المرتدة والكرات الثابتة، فإن الهلال سيحسمها للفوارق الفنية والطبيعية بين الفريقين..
نقص النصراويين بين النظرية والتطبيق
عندما يحقق فريق ما عددًا من البطولات، ثم يفتقد مجموعة من لاعبيه؛ فيخسر بطولة، فإني أقبل عذر عامل النقص في تقويض قوة الفريق، ولكن أن يأتي فريق لم يحقق بطولة على مستوى الفريق الأول منذ اثني عشر عامًا، ثم يتعذر بنقص لاعبيه، فهذا الذي لا يقبل أبدًا، فأنا أسأل الإخوة النصراويين، نعم فريقكم يغيب عنه مجموعة كبيرة عن لقاء الهلال، ولكن ماذا حققت تلك المجموعة من بطولات؟
ثم أينكم من مقولة (النصر بمن حضر)؟ وهي التي تختفي كثيرًا، وتظهر فجأة عند تحقيق نتائج إيجابية!
نقطتان فقط ...!
لعبت أنديتنا الجولة الماضية من بطولة آسيا، فحققت بما مجموعه نقطتان فقط من أصل اثنتي عشرة نقطة! فكل ذلك الصخب، وتلك الإمكانات، وذاك الإعلام وتلك الوعود والأماني ونقطتان! فإذا كانت أبرز أنديتنا هذا حالها مع عدم إغفال فريق النصر المتطور الذي عجز أن يتأهل للنهائي الخليجي، فكيف سيكون مستقبل منتخبنا؟!
جزاء سِنِمَّار
ينطبق فعلاً هذا المثل بكل حذافيره على حال أميننا العام فيصل عبد الهادي مع النصراويين، فبعد خدماته الجليلة التي لا تنسى لهذا الفريق، واستشارته لأمينهم العام (الكحلي) في كل صغيرة وكبيرة، تناسوا كل خدماته ونصبوا له المشانق وهاهم يطالبون بإبعاده، وما ذلك إلا لعدم قدرته على تطويع قانون الفيفا للنصر بعد أن نجح في تطويع كثير من القضايا ذات الشأن الداخلي لصالح النصر، وفي ذلك ترسيخ لمفهوم مهم جدًا في أن رضا الناس غاية لا تدرك إلا في رضا الله تعالى والعمل بحيادية وإخلاص، والنظر إلى ما عند الله لا ما عند الناس!!
بقايا حتى
- يعتقد بعض الناس أن الحديث في قضايا عامة شأن خاص، وعندما ندلي بدلائنا بهذه القضايا نوصم بأننا استغلاليون، وكأن الحديث فيها حكر عليه وعلى من يختار، ولا ألومه فهو يريد أن يملأ مقالاته بالمغالطات وتحريف التاريخ وآراؤنا تسبب له الحرج رغم خبرته في الوسط التي لم تزده إلا عنادًا!
- يطالبون بإيقاف اللاعب أحمد عباس بعد رفسه للاعب الأهلي، وهذه لعمري من الطرائف، فلا يوجد قانون لدى الانضباط يوقف من خلاله من يرفس ومن يخنق, فأرجو من المطالبين بوقف أحمد عباس مراجعة قانون لجنة الانضباط جيدًا، لئلا يظن بعض الناس باللجنة سوءًا والعياذ بالله!
- ذكر رئيس نادي القادسية الأستاذ عبدالله الهزاع أن عبدالكريم الخيبري انتقل لفريق النصر مجانًا، في حين أن النصراويين كانوا يتساءلون عن قيمة انتقال وليد الجيزاني للشباب، ويطالبون البلطان أن يفصح عن قيمة الصفقة!
الخيبري لم يكن أول من انتقل من القادسية دون أن يدخل خزينة النادي ريالًا واحدًا بل سبقه بسنوات لاعب فريق التعاون الحالي عبده حكمي الذي انتقل من القادسية للاتحاد وبنفس الطريقة!
- قوبع رايح وقوبع جاي هذا حال لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويا قلب لا (تقبع)!
آخر حتى
مما ورد في سنن ابن ماجة وصححه الألباني قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدّق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق، ويُؤتمَن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطقُ فيها الرويبضة في أمر العامة، قيل وما الرويبضة قال: الرجل التافه).
المفضلات