لوليتا
شموخ
بارك الله فيكن
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم ، وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك : أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب .
بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر ، فقد تعرض لمقت الله وسخطه ؛ وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء ، تجنبًا لمقت الله وسقوطهم من عينه ، وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعًا لشرٍ يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً ، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد ، فلا بأس بذلك وبالله التوفيق . اهـ
( أحكام أهل الذمة )
وقال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى :
مسألة: هل يجوز أن نهنئهم، أو نعزيهم، أو نعود مرضاهم أو نشهد جنائزهم؟
الجواب: أماالتهنئة بالأعياد فهذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس، أو عيد الفَصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أنّ تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل، فلا نقول: إننا نعاملهم بالمثل إذا هنؤونا بأعيادنا فإننا نهنئهم بأعيادهم للفرق الذي سبق. اهـ
(الشرح الممتع) 8 / 75
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
أعياد الكفار كثيرة مختلفة ، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها ، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان ، أن سبب هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان أوالزمان من جهتهم ، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم ، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام ، فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه ، أو يكون مأخوذاً عنهم ، فأقل أحواله أن يكون من البدع ، ونحن ننبه على ما رأينا كثيراً من الناس قد وقعوا فيه :ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك ؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر . اهـ ( بتصرف )
ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة : من الصنائع ، والتجارات ، أو حلق العلم ، أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح ، واللعب فيه بالخيل أو غيرها ، على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام .
والضابط أنه لا يُحدث فيه أمر أصلاً بل يُجعل يومًا كسائر الأيام ، فإنا قد قدمنا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهاهم عن اليومين اللذين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية ، وأنه صلى الله عليه و سلم نهى عن الذبح بالمكان إذا كان المشركون يعيّدون فيه .
ومن ذلك ما يفعله كثير من الناس في أثناء الشتاء في أثناء كانون الأول لأربع وعشرين خلت منه ، ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام ، فجميع ما يحدث فيه هو من المنكرات ، مثل إيقاد النيران ، وإحداث طعام ، واصطناع شمع ، وغير ذلك .
فإن اتخاذ هذا الميلاد عيداً هو دين النصارى ، وليس لذلك أصل في دين الإسلام ، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر أصلاً على عهد السلف الماضين ، بل أصله مأخوذ عن النصارى .
وانضم إليه سبب طبيعي وهو كونه في الشتاء المناسب لإيقاد النيران ، وأنواع مخصوصة من الأطعمة .
وكما لا نتشبه بهم في الأعياد ، فلا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك ، بل يُنهى عن ذلك ، فمن صنع دعوة مُخَالِفَة للعادةِ في أعيادهم لم تُجَبْ دعوته .
ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد ، مُخَالِفَة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد ، لم تُقْبَل هديته ، خصوصًا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم ، مثل : إهداء الشمع ونحوه في الميلاد ، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم .
وكذلك أيضًا لا يُهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه .
( اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 9 -12)
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
مسألة : في بيع المسلم للكافر ما يستعين به في عيده !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
فأما بيع المسلمين لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم ، من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك ، أو إهداء ذلك لهم ، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم ، وهو مبنيٌ على أصلٍ وهو : أن بيع الكفّار عنبًا أو عصيراً يتخذونه خمراً لا يجوز ، وكذلك لا يجوز بيعهم سلاحًا يقاتلون به مسلمًا .اهـ
اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 15
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
* بيان أن موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى – تحريم موافقة الكفار في أعيادهم بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار فقال :
أما الكتاب فمما تأوله غير واحد من التابعين وغيرهم في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا"
فروى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده ، عن محمد بن سيرين في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " قال : هو الشعانين وكذلك ذُكر عن مجاهد قال : هو أعياد المشركين
وكذلك عن الربيع بن أنس قال : هو أعياد المشركين
وفي معنى هذا ما روي عن عكرمة قال : لعب كان لهم في الجاهلية
وقال القاضي أبو يعلى : مسألة في النهي عن حضور أعياد المشركين :
وروى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده في شروط أهل الذمة عن الضحاك في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " قال : أعياد المشركين
وبإسناده عن أبي سنان عن الضحاك " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "كلام الشرك
وبإسناده عن جويبر عن الضحاك " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "قال : أعياد المشركين
وروى بإسناده عن عمرو بن مرة " لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " لا يمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم .
وبإسناده عن عطاء بن يسار قال : قال عمر: ( إياكم ورطانة الأعاجم وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم )
وقول هؤلاء التابعين إنه أعياد الكفار ليس مخالفاً لقول بعضهم إنه الشرك أو صنم كان في الجاهلية ولقول بعضهم : إنه مجالس الخنا ، وقول بعضهم ، إنه الغناء لأن عادة السلف في تفسيرهم هكذا : يذكر الرجل نوعًا من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه ، أو لينبه به على الجنس كما لو قال : العجمي ما الخبز فيعطى رغيفاً ويقال له : هذا بالإشارة إلى الجنس لا إلى عين الرغيف .
ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور هو المحَسَّن المموه ، حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة ، ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : ( المتشبع بمالم يعط كلابس ثوبيِّ زور ) لما كان يظهر ما يعظم به مما ليس عنده ، والشاهد بالزور يظهر كلاماً يخالف الباطن ، ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه لشبهة ، أو لشهوة ، وهو قبيح في الباطن .
فالشرك ونحوه يظهر حسنه للشهوة ، والغناء ونحوه يظهر حسنه للشهوة .
وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة ، وهي باطل ؛ إذ لا منفعة فيها في الدين ، وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم فصارت زوراً ، وحضورها : شهودها وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع ، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده ؟ . اهـ بتصرف يسير
( اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ) 1 / 479 -483
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
قال ابن النحاس -رحمه الله-:" واعلم أن أقبح البدع وأشنعها موافقة المسلمين للنصارى في أعيادهم بالتشبه بهم في مأكلهم وأفعالهم والهدية إليهم وقبول ما يهدونه من مأكلهم في أعيادهم, وقد عانى هذه البدعة أهل بلاد مصر, وفي ذلك من الوهن في الدين, وتكثير سواد النصارى والتشبه بهم ما لا يخفى. وقد تكون المهاداة في الأعياد سبب للتآلف بينهم وبين ما يهدون إليه من المسلمين وتربية المودة والمحبة. وقد قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) فالواجب على كل قادر أن ينكر على أهل الذمة التظاهر بأعيادهم ومواسمهم, ويمنع من أراد من المسلمين التشبه بهم في شيء من أفعالهم ومأكلهم وملابسهم ومخالطتهم فيها, ومن يضلل الله فلا هادي له, وهو على كل شيءٍ قدير"اهـ.
تنبيه الغافلين لابن النحاس (ص307-310).
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
فتوى للشيخ ابن باز
حكم مشاركة النصارى في أعيادهم بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟
لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم. فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعياد مخالفة للشرع. فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها، ولأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[1]، فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
المفضلات