سورة الشرح ,, آية (5-6)
أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر قال بن ابي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا محمود بن غيلان حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم حدثنا عائذ بن شريح قال سمعت أنس بن مالك يقول كان النبي جالسا وحياله حجر فقال لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فأنزل الله عز وجل ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ورواه أبو بكر البزار في مسنده 2288 عن محمد بن معمر عن حميد بن حماد به ولفظه لو جاء العسر حتى يدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يخرجه ثم قال ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ثم قال البزار لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح قلت وقد قال فيه أبو حاتم الرازي 716 في حديثه ضعف ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفا وقال بن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا أبو قطن حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين وقال بن جرير حدثنا بن عبد الأعلى حدثنا بن ثور عن معمر عن الحسن قال خرج النبي يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلا وقال سعيد عن قتادة ذكر لنا أن رسول الله بشر أصحابه بهذه الأية فقال لن يغلب عسر يسرين ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالتين فهو مفرد واليسر منكر فتعدد ولهذا قال لن يغلب عسر يسرين يعني قوله ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد وقال الحسن بن سفيان حدثنا يزيد بن صالح حدثنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله قال نزل المعونة من السماء على قدر المؤونة ونزل الصبر على قدر المصيبة
شرح ابن كثير
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال بن دريد أنشدني أبو حاتم السجستاني
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
وقال آخر
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
( فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً )
" سورة الشرح ، 5-6 "
بشارة عظيمة ، أنه كلما وجد عسر وصعوبة ، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه ، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه ،
كما قال تعالى ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا )
وتعريف العسر " في الآيتين يدل على أنه واحد ، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره .
فلن يغلب عسر يسرين ...
وفي تعريفه بالألف واللام ، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر - وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ - فإنه في آخره التيسير ملازم له ،،
من كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )
للشيخ : ( عبد الرحمن بن ناصر السعدي )
( اللهم فرّج هم المهمومين ونفّس كرب المكروبين واجعلنا من الصبرين والشاكرين يا رب العالمين )
المفضلات