أني على قدر كبير من الرغبة التي أخشى على نفسي منها . . !
وعلى قدر أكبر من خشية ربي التي تمنعني من فعلها . . ؟
أني على قدر كبير من الرغبة التي أخشى على نفسي منها . . !
وعلى قدر أكبر من خشية ربي التي تمنعني من فعلها . . ؟
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
الحب هو أشبه بذلك المطر الذي يهطل على تلك الأرض الطيبة
فتستقبله تربتها.. وتمتصه ليروي أعماقها فتكثر أشجارها وورودها
فهذا هو الحب الذي يزور تلك النفس فيطهر روحها ويعطر أنفاسها
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
هناك لمسات دافئة عندما يطول الأنتظار
والوقوف أمام لحظات الغروب
ولا يشعر بها أو يحسها إلا من أجبره ذلك الحنين
وعشقه لتلك اللحظات التي يجد بها أجمل وأنقى تأملاته
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
برغم كل شئ إلآ أنه مازال يحتفظ بتلك الذكريات الأليمة..
فلقد أخذت من عمره الكثير .. وكانت لقسوتها أنه وجد بها
تلك المناعة التي تمنع عنه أي وجع ألم آخر يأتي من بعدها
لأنه أدمن وجودها ووجد أن الألم يقتله الألم ليبقى مكانه
ذلك الأمل الذي يتفرد بوجوده ولا يجد من حوله من يفقده
وحدته التي تتسلل إلى جميع مداخل نفسه.
وهذا يحدث نادراً فيستحيل فعل ذلك إلآ من كانت لديه تلك النفس
فعندما يجعل الإنسان من جروحه ويستغلها لتكون الوقاية التي
تحميه من ما قد يأتي من بعدها يكون إنساناً قادر أن يعزف على أوتار أحزانه
ويدرك كيف يتعامل معها . . بل ينصت ويستمتع لروعة ألحانها
فيضرب الألم بالألم وينجب منه ذلك الأمل فيعتاد على تحويل كل شئ يضر به
إلى كل شئ ينتفع منه.. ولا يبقى خاضع أو منكسر لأي شئ
من الأشياء حتى لو كانت قسوتها تفوق طاقة أحتماله..
كذلك من النادر أن يدرك أحداً هذه الكلمات بجميع جوانبها إلآ من
جرّبها وعاش بها.
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
يستحيل الوثوق بطيبة إنسان ما دام في مقدوره أن يفعل السوء بك متى أراد!
لـ"دي لابويسيه"
برغم إعجابي بهذه العبارة إلآ أنني أعترض عليها كثيراً..
وأني أعتبرها تدخل منطقة الخصوصية وتتعلق بحالة خاصة
تختص بكاتبها في وقته..
فطيبة القلب الحقيقية والغير زائفة هي طيبة مزروعة من بذور
الخير والأصل فيها الأصالة التي جاءت من عروق عريقة وكريمة
فلا يمكنها أن تقدم شيئاً غير الأشياء التي تملكها في طيبتها..
وأن أعتبرنا تلك العبارة تنطبق على كل طيبة قلب
ما تجرأنا لكي نلتمس الثقة من أي كائن كان
فهي لا تعطي الفرصة لتلك الثقة أن تضع قدميها
لأول خظوة لها..
وأن كان القصد منها ذلك الحذر أي كل الحذر فالثقة
لا تأتي من وراء ترتيب أو حذر وأنما تأتي هكذا من وراء تلك
الأخلاق.. وأخلاق الإنسان تأتي من طريقين
الطريق الأول هي منحة من الله منذ ولادة المرء لا يمكنها أن تتأثر بعوامل الزمان
والطريق الثاني أنها مكتسبة من الحياة سواء عن طريق التربية
أو العادات التي أعتاد عليها المرء في مجتمعه..
فالأول التي جاءت منه تلك الأخلاق يرفض تلك
العبارة كل الرفض لأنها تنافي المبدأ الذي يسير عليه
أما الثاني فهو يتقبل ذلك ويدخل في مبدأ الممكن
أي يحدث ذلك.
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
على عمق جروحها إلآ إن بسمتها بسمة حنان
ويكاد لي أن لولا تلك الجروح ما كانت تلك البسمة
أن تكون بتلك الروعة التي ظهرت في عينيها
ولا طفح ذلك الحنان على نور جسدها ليكون بذلك الصفاء
فالجروح لها واقع خاص بها وتتعامل مع صاحبها حسب
أستقباله واستماعه لها وتقبّله منها..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
بالمختصر .. ربما يكون الصمت أسهل من الكلام بكثير..
ولكنه في كثير من الأحوال يكون المرء في صمته أكثر إنشغالاً وإشغالاً لعقله
لأنه في ذلك الصمت تتوحد به الكثير من الأشياء ليفكر بها
ولكثرتها ينجب ذلك التعب لفكره..
أما في حالة الكلام فأعتقد أن عقله يكون يشغله جهة واحدة وهي التي
يتحدث عنها وبهذا يكون عقله أكثر راحة من راحته وقت صمته.
وهذا بعيداً عن منطق قول الصمت من ذهب والكلام من فضة.
وبعيداً عن لحظات التأمل التي يجد المرء وقت صمته بها
ذلك الأسترخاء لجسده وروحه وعقله..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
هناك من أعتاد على حزنه وبؤسه فأصبح عاشقاً له
لا يفرط به ولا يترك لغيره سبيلاً أن يجرّده منه
فقد وصل عشقه إلى أقرب الشريين إلى قلبه
ليكون بقربه أعظم العاشقين وأكثرهم وفاءً لحزنه
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
تنظيم العقول لفعل المعقول طريق يرسلها إلى ذلك النضوج
الذي يبعث بجوهرها تلك الحياة وتلك الرؤية
فتصبح نابضة ترى كل شئ على حقيقته ولا يغريها
شئ من الأشياء الخاطئة فيخضعها وتكون سجينة له.
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
قالت:
أيهما أبقى الحب الأول أم الحب الثاني.. ؟
قلت:
الحب الأول هو أجمل ما لمس أرواحنا.. وخاطب مشاعرنا.. فيبقى الأجمل في جميع مراحلنا..
أما الحب الثاني أجده في كثير من الأحيان ما هو إلاّ مجرد نجاح علاقة فرضته علينا ظروف الحياة..
قالت:
معنى هذا أنك تقصد أن لا حب بعد الحب الأول..
قلت:
الحب الأول هو أول ما سكن قلوبنا.. وداعب أحاسيسنا..
وأعطيناه جميع ما لدينا دون غيره من باقي الأشياء..
فتعلمنا منه الكثير.. وأدركنا منه ما لم ندركه من قبله.. أما الحب
الثاني نجاحه من تجارب الحب الأول وذكرياته..
ذلك الحب الذي جاء إلينا ونحن لا نعرف في الحياة شيئاً سوى
أننا صادقين بتلك المشاعر..
وحينما سقط منا من أحببنا.. سقط وجوده من حياتنا..
ولكن بقيت مشاعرنا ومغامراتنا فينا..
لتكون الوسيلة لنجاحنا لأيّ حباً بعده يأتينا..
قالت:
وهل تعتقد أن الحب الحقيقي الطاهر يتنفس في عالمنا اليوم..
وهل كل من أحب لأول مرة في حياته كان صادقاً في حبه.. !؟
قلت:
ليس شرطاً أن يكون حباً.. ولكن ما أراه اليوم ليس الحب على
هيئته الحقيقية.. ولا صورته الواضحة..
وإنما هو مجموعة أقنعة.. تختفي خلفها مشاعر زائفة.. لا نبض فيها ولا إحساس..
وفي جو كهذا وعلى كثرة الأقنعة القابعة فيه.. تجدين أنه من
الصعب أن ترين من بينها وجهاً للحب صادقاً
يبقى طويلاً.. وأن وجدتِ غير هذا فأن ذلك هو مجرد علاقة
ناجحة مبنية على التفاهم لا أكثر..
أني تحدثتُ مع أحد الأصدقاء ودار بيننا حديثاً مطولاً..
ومن بينه أنه قال لي:
أنه متزوج من امرأة رائعة يكن لها مشاعر صادقة ولكنه يرى في داخله إحساساً غريباً
يشعر فيه أنه يحتاج إلى امرأة أخرى.. مع أن حياته معها مازالت مستقرة
ولا تعكرها مشاكلهم اليومية التي تحدث في أيَّ علاقة زوجية..
ولكنه يجد في داخله حاجة ملحّه إلى ارتباطه بغيرها..
وأنه يبحث عن ذلك الحب الذي تمناه طوال حياته قبل زواجه..
ولكنه لم يجده في حاضره مع زوجته
لهذا أرى أن ما بينهم لم يكن حباً بل هوعلاقة ناجحة قائمة على
التفاهم فيما بينهم.. ولم تسدَّ حاجاتهم العاطفية..
قالت:
ولكن يقولون أن التفاهم في الحياة الزوجية يخلق الحب بينهم.. !!
قلت:
هم قالوا ذلك ليكون فيه تعزية لأنفسهم ومشاعرهم على فقدانهم
ذلك الحب الذي تمنوه طوال أعمارهم..
وليسدّّوا حاجتهم العاطفية.. ولكنهم بهذا كأنهم خدعوا أنفسهم
بأنفسهم حين قالوا لها غداً يأتي الحب مع التفاهم..
فلا ننكر أبداً أن التفاهم من مميزات الحب وجماله.. وجميل أن
يحاول الإنسان أن ينجب من التفاهم ذلك الحب..
ولكن مع محاولته في ذلك قد يتسلل الملل إلى حياته مما يتوقف
بعده بحثه عن الحب..
والحب لا ينتظر كل ذلك الوقت.. أنه نور يخترق القلوب
فيسكنها في وقتها..
وإن لم يكن في بدايته قد يكون الأمر في نهايته صعباً..
وخصوصاً أن التفاهم في هذا الزمن قد أصبح من أندر الأشياء كما كان الحب..
هل سمعتِ أن إنساناً أحب من أول نظرة.. وقالوا أن حبه مبني على التفاهم.. ؟
اعتقد لا لأن الحب يأتي في وقته..
قالت:
كأنك أوصلتني إلى يقين على أن التفاهم يأتي بعد الحب..
وبدلاً من أن يأتي منه الحب جاء هو منه..
قلت:
الحب الحقيقي يا سيدتي غير ما سمعتِ فيه وغير ما رأيتِ منه في عالمنا اليوم..
لقد تغيرت مفاهيمه لدى الكثير من الناس وأصبح منه أشكالاً كثيرة..
بحيث تخالطت المشاعر في بعضها لدرجة أنك لا تستطيعين أن
تحدّدي مشاعرك من خلالها
أهي مشاعر حب أم مشاعر احتياج أم مشاعر زائفة وخادعة أو
طائشة أو غيرها..
كل هذا سبباً رئيسياً جعلنا نستمع لمشاعر غيرنا قبل استماعنا
لمشاعرنا.. وبدلاً من أن يقودنا الحب جعلنا غيره يقودنا..
أن الحب يا سيدتي عالماً واسعاً تتسع مفاهيمه في جميع الكون..
وأكثر البشر يراه كما تريد مزاجية عقله لا كما يريده الحب..
الحب الحقيقي هو بداية الأشياء.. ينطلق منه كل شيء.. ولا
يتمثل بشيء غير صدقه وطهارته.. فأن ذهب صدقه ذهب بعيداً لمكان آخر..
أنه قادر على الرحيل فقط حينما يشعر أن الأرض غير أرضه..
والمشاعر غير مشاعره.. والأخلاق غير أخلاقه..
فلديه مقومات كثيرة تجعله يدرك كل تلك المتغيرات..
أن الحب وحده يخلق التفاهم.. لأن من أحببناه شعر بحبنا له..
وهذا الإحساس الذي بيننا أنجب جواً للتفاهم.. أو قابلية لقبول
الآخر في كل مفاهيمه.. سواء في الحب أو الحياة أو الأسلوب
والتعامل أو غيره..
لهذا يأتي الحب أولاً كحاكم.. ويُسقط كل الفوارق.. ثم يأتي بعده
القبول في كل شيء.. ثم التفاهم ويرى بعده كلاً منهما أنه متفق
مع الآخر اتفاقاً كلياً في جميع مفاهيم الحياة.. ويليه بعده
الانسجام.. ويأتي بعده التعوّد على بعضهما وصولاً إلى الشعور
بأن أحدهما لا يستغني عن الآخر أبداً.. ويصبحوا وكأنهم خلقوا
لبعضهم لتكون روحيهم في جسد واحد.. يجمعها الحب وحده
ولا تفرق بينهم متغيرات الحياة من حولهم..
لأن الحب حينما يصدق في وجوده.. ويجد أن المحبين صادقين في
حبهم.. فأن لديه قوة روحانية قادرة على حمايتهم من كل شيء..
ولا يعرف ولا يشعر بهذه القوه إلاّ من صدق ما بداخله..
قالت:
دائماً أسمع بمقولة أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً.. فما رأيك في هذا.. !؟
قلت:
أن الحب الحقيقي شعاع روح.. إذا حضرت إلى الإنسان تسلل
ضوءها إلى كل مخارجه لتثبت حالة حب طاهرة..
فهناك إنسان أحب عن طريق مسامعه.. ووجد حبه صادقاً ودام طويلاً..
فلو لم تحب الأذن قبل العين.. ما كنَّا سمعنا بهذه المقولة.. إلاّ وأنها قد حدثت وتجسدها إنساناً صادقاً في حبه..
وهناك أيضاً من تسمعين بامرأة أحبت رجلاً ولم تراه في حياتها.. فأحبته لأخلاقه وحديث الناس عنه..
فبقيت مخلصه له طوال عمرها.. مع أنه لا يعلم عنها شيئاً.. ولكنه بقي في أحلامها وأمانيها تنتظره..
وهناك من التقى بامرأة في رحلة قصيرة.. كاللقاء الذي يحدث في محطات الانتظار.. فترحل في أول محطة لها..
ويبقى حبها في داخله.. ويذكرها كثيراً في كلماته وأشعاره.. مع أن لا وجود لها في حياته غير تلك اللحظة..
لهذا أن الحب روح تبقى في قلب العاشق.. وقد تغيره كثيراً.. وتمتلك عليه اتجاهاته وسلوكياته وتتحكم فيها..
مما يظهر ذلك في حياته وأقواله وأفعاله..
فكم قرأنا من كلمات لبعضهم.. وأدركنا أن وراء حياتهم حباً صادقاً يسيطر على أفكارهم ومشاعرهم.
أن الحب لا يتجسد إلآ القلوب الطاهرة ولا ينبت إلآ بين الضمائر الحية..
وقد يموت المحب ويترك وراءه روحاً تهيم به وتتنفس أنفاسه..
فأنها لا تبقى طويلاً.. ولا يستقرَّ لها مستقرّ.. ولا يهنأ له عيشاً غير أن تلتحق به..
وقد ينسى الجميع كل ذلك.. ولكن تبقى وحدها التي تتذكره وتتمنى لقياه..
وقد رأيت في واقع حياتي تلك الأعين التي أغمضت أجفانها ورقدت أجسادها تحت ترابها..
وكل ذلك من أجل ذلك الحب.. لأن الحب الحقيقي يحمل كل تلك المشاعر..
والتي ندر وجودها بين الناس..
وللمشاعر بقية . . .
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)
المفضلات