صفحة 47 من 79 الأولىالأولى ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 461 إلى 470 من 781

الموضوع: مـــن أوراقــــــــي ... !!

  1. #461
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35










    جاء إليَّ أحد هؤلاء الذين أهتم لأمرهم وأحزن عليهم في مصابهم . .

    جلس بقربي يشكوا همّه وحزنه وكأنه يريدني أن أشاركه فيها . .

    قال لي :



    أني تجرّعت مرارة الحياة من همومها وآلامها ومتاعبها ما كفاني منها..

    وأخذت من خيبة الآمال في سوء حظي كل ضعفي وعجزي حتى أكاد لا أجد في داخلي

    أملاً في البقاء فيها.. وأني اليوم قد وجدت قلبي قد هوى ورأيته كالوليد في براءته..

    فتفتحت له منابع الحياة كما تتفتح الورود في ربيعها.. وبدأت الآمال تجري بين شرايينه

    وعروقه بعدما كان مستظلاً في ظلامه لا يرى حتى نفسه..

    لقد أحببتُ امرأة تكبّرني خمسة أعوام من عمري.. ووجدت فيها طهارة روحها وصفاء قلبها

    ونبّلَ أخلاقها.. فأحببتها حباً يفوق حبي لنفسي.. ومنحتها قلبي مثلما منحتني روحها وقلبها..

    حتى أنني عاهدتها كما عاهدتني بأن تكون لي لا لإحدٍ سوايَّ..

    وحينما عزّمتَ من أمري حتى أتقدم على خطبتها وجدت أن جميع من حولي يعترض على طريقي..

    وأنهم يرون أنها لا تناسبني أبداً.. وأن هناك أخرى غيرها قد وجدوها لي.. وكانوا ينتظرون الوقت المناسب لخطبتها

    دون حتى أن يأخذوا رأيي قبلها.. فبقيت على موقفي حتى يأس أمري من إقناعهم..

    فتبدّلت حالتي من حالة إلى حاله أخرى.. وعدت إلى وحدتي وحزني وشقائي..

    وأني وصلت إلى صراعاً بيني وبين نفسي.. وجدت بعده أني أخشى منهم لوماً وغضباً وعتباً

    إن لم أتبع رغبتهم فأصبح من الخاسرين..


    فقلت له :

    بعدما واسيته في أمره وأخذت بيده ووضعت أمامه بعض الأشياء التي يمكنها أن تساعده في واقعه..

    فلا يحيا العاشق في عشقه حياة حقيقية إلا إذا بلغ من العشق والهوى مبلغ الإرادة القوية في صدقها

    ووفاءها وهيبتها.. فأن أستطاع أن يملكها ملك في داخلهِ يقيناً صارماً يتمتع به في كل جوارحه. .

    أن للروح العشق قوة فوق قوة المجتمع وما يحيط به.. لا يدري بها ولا يشعر بسَـرَيانها إلا إذا اجتمعت

    في داخله هذه الإرادة وتلك الروح.. وهذا هو ما يناله وما يصل له العاشق بصدق مشاعره وصفاء قلبه..

    وكثيراً ما يحلَّ على العشاق نكبات تكابد منها قلوبهم ومشاعرهم فتقلَّ وتضعف منهم همتهم وتذهب بهم

    إلى غير طريقهم أو إلى متاعب الحياة وهمومها.. وكلما شعروا بضعفهم لـجَّ بهم خوفهم من فقدانهم

    لأحبتهم وعشاقهم.. ولكن من قوتهم وصدقهم وطهارتهم سرعان ما تجد أنه قد حُـسنت حالهم

    وانتعشت أرواحهم وظهرت إرادتهم بقوة هيامهم وحبهم.. وأنه وجب عليهم الحق أن يؤدوا واجباتهم

    كعاشقين أمام صدق عشقهم.. وأن يبذلوا في سبيل حبهم ما يستطيعوا بذله على أن تجتمع

    قلوبهم مع من تنفّسَ فيها وسكن أقرب الشرايين إليها..

    فيا عزيزي العاشق لا أحب لكَ أن تكون ضعيفاً بين نفسك وبين من تعشقه وتحبه..

    فأرتشف من قوة صدقك قوة تبلغ فيها مقاصدك الطاهرة كما العاشق الذي يرتشف من عشقه

    ما تبلَّغ منه صدقه وأصبح يبلغ الودِّ والأتـّصال.. فشهد الملأ الأعلى والأدنى عليها..

    فأن لم يكن هذا ولا ذاك هـوِيت إلى هـوَّةٍ عميقة لا تنتهي منها حتى يملأ بك الضجر واليأس

    ما يملأوا منك فلا تعرف بعدها لا مذهباً ولا مستقراً..

    فأني وجدت أكثر العاشقين في العصور القديمة عشاق يستمدون عشقهم من صدق أعماقهم

    وقوة إرادتهم ولا يستمدونه من ضعفهم وقلة حيلتهم.. فتجدهم ذات علـوَّ الهـمَّـة ويتحملون

    في سبيل عشقهم ما لا يتحمله بشر.. حتى نالوا مقاصدهم..

    فأعلم أن من وقف بطريقك وحال بينك وبين من تحب فقد أخطأ في حقك خطأً جمّـاً

    بعيداً عن غاية شأنهم في أمرك وقربهم بقرابة العرق منك..

    فكان يجب الرأفة منهم اتجاه مشاعرك مستحسنين لا مستهجين..

    ولكنهم وقعوا في فساد ذوق المشاعر بداخلهم.. فلا تشعر أن أحداً منهم يشعر بفساد مشاعره

    وأنها لا تقدّر بقية المشاعر الأخرى التي يعيشها غيرهم.. وقد تجد أن هناك الكثير في بقاع الأرض

    من ينتمي إلى هذه الحالة الفاسدة..

    فأهلك يا صديقي موقفهم منك كموقف بقية المجتمعات الأخرى.. فلقد أرادوا لأنفسهم

    ما يجدونه لنفسك ونسبك ومكانتك.. ونسوا أن أحوال العاشقين تكمن في أكمام إرادتهم وما يريدونه

    من هذه الحياة.. ولكن للأسف الشديد أن حال العاشق الحقيقي لا يعلمه إلا صاحبه

    ومن كان له مثل عشقه فيرى مثل ما يرى..

    فما أنت ذا ترى غير أنهم أكفاف في أبصار قلوبهم يقتلون الأنفس وهم لا يعلمون..

    ويجلبون الشقاء لغيرهم ولا يحسّونَ ولا يحتسبون..

    فالأكثر أسفاً أن أشدَّ عقاب يوقعه الأباء على الأبناء في حياتهم هو اعتراضهم على رغباتهم

    وهم في أصدق وأطهر حالاتهم . . . ولا يدركون

    وكأنهم قطعوا من أعضاء أبنائهم . . . ولا يشعرون

    فلا يعبؤون بهذه الاستثناءات من المشاعر بأجمعها في خيرها وشرّها.. فالأحرى بهم أن تتسع صدورهم

    وعلى الأقل منهم فعل ما يجب فعله.. فلا يختاروا لأبناءهم قبل أن يأخذوا منهم مشورتهم فيها..

    ولا يحالوا بينهم وبين من اختارته أرواحهم.. فيبثّون في نفوسهم تلك الهموم فتتفانى قلوبهم

    أحتراقاً على عشقهم بعدما أرقت أعينهم تحت ستار الليل دموعهم في كل مكان من حولهم..

    فلا أعلم ماذا يستفيدون من ذلك.. ؟ وأيُّ أمـرٍ من أمور الحياة يستحق منهم أن يجعلهم يحملون

    أبناءهم ويبعثون بهم بعيداً عن ما تفكر به عقولهم وما تخالجه أرواحهم وما تشعر به مشاعرهم

    حتى تأجّـجّـت بحزنها وبؤسها..

    هل هو خوفهم عليهم ما دفعهم لاعتراض رغباتهم.. !!؟

    أم أنه فساد ذوق مشاعر بسبب جهلهم وعدم قدرتهم على إدراك ما يحسَّ بِـه غيرهم.. ؟

    ولكن يا صديقي أن عزائي لك هو أني لا أظنّ إلا أنّ مشيئة ربّـكَ فوق كل مشيئة . . .

    فوالله لا تغيب شمسك في يومك هذا . . إلا أن تجني ما كتبه الله لك قبل غروبها..

    لم يقل بعدها شيئاً سوى بضع كلمات تبدو أنها كلمات ضعيف الحيلة وغني الشقاء ولم أسمع

    في حياتي من نبرات الأصوات أحزن وأصدق وأنبل من نبرات صوته..

    فأحزنني أمره.. فلقد كان طاهر القلب وطيب الأخلاق ولا يستحق ذلك اليأس ولا تلك الهموم..

    قد جرى الدهر عليهِ ما جرى . . . وكفى بهِ من طعنهِ ما كفى

    ولكن يبدو أنه من الصعب جداً أن يتذوق المرء سعادة الحياة والهناء فيها دون أن يتذوق منها مرارتها..

    وأن لم يعاني ألامها ومتاعبها وهمومها في ماضيها فلن يقدّر مستقبلها في آمالها وسعادتها..







    التعديل الأخير تم بواسطة الآخــــــــــر ; 11-12-2010 الساعة 01:36



    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  2. #462
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35




    البعض يتساءل في بعض الأحيان هنا وهناك..

    هل البخيل يعلم أنه بخيل.. !!؟

    وقد وجدت أحدهم هنا يسأل بين صفحات ركنه..

    وأني أجده سؤالاً جيداً..

    فالبخل صفة باقية في النفس فليس بيد صاحبها قدرة على رؤيتها ولا أختيارها..

    لأنها من المَـلَـكات النفسية التي تتخذ لها مكاناً واسعاً في نفس صاحبها..

    وكثيراً ما نجد من أحد البخلاء أنه بخيلاً على نفسه وليس

    على من حوله فقط.. وهذا دليلاً على أنه لا يعلم ببخله.. لأنها ملكة في نفسه

    وقد غلبت على جميع باقي الملكات الأخرى التي في داخله..

    وأن شعوره وقتها أنه أكرم الكرمين وأكثرهم عطاءً..

    لأن شعور البخل في النفس يرسل إشارات إلى عقل صاحبه ويوهمه بذلك..

    فلو شعر يوماً ببخله لتوقف عنه.. وأدرك مدى رذيلته.. لأن البخل من أرذل الرذائل . . لو يعلم

    فربما أن هذه الصفة قد أكتسبها صاحبها من التربية أو الوراثة أو من أحداث الحياة التي حوله

    في همومها ومشاكلها وغيرها..

    ولكن لدي يقين.. أن البخيل لو أدرك بخله لتوقف عنه.. كصاحب العقدة النفسية

    فحينما تواجهه وتصدمه بها شفي منها.. !!








    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  3. #463
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35



    بعض كلام العيــون

    أبلغ من

    كلام الألسن.. !!

    ولا يشعر بها أو يدركها إلا من عاش فيها

    أو رأى من أحداثها الجميلة والمعطرة بصدقها عالقة في ذهنه..







    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  4. #464
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35




    أن من يعترض على الناس كثيراً في أمورهم وأفكارهم وغيرها..

    فلتدرك منه شيئاً واحداً فقط . . . أنه يعترض حتى على نفسه.. !!







    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  5. #465
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35





    حلّ بأرجائي اليوم أعظم ما حدث لي في حياتي..

    وليتني أستطيع أن أصفه أو أعبر عنه.. !!؟


    ولكن هو أكبر من أن يحتويه قلم كاتب وأجمل من أن ترسمه ريشة فنان..!!


    فهكذا . . باختصار

    حينما يلمس الحب حنايا روحك في لمسته الأولى..


    وتجد أنه أجمل ما حدث لك وأطهر الأشياء قربّـاً إلى قلبك..


    لأنه شيئاً جديداً في داخلك.. ويفوق قدراتك ليحمل بك


    إلى عالم أخر تتمنى البقاء فيه ما حييت..


    لكن للأسف سرعان ما تعود من عالمك..

    وتجد أن ما حولك قد أصبح بقايا سراب من بقايا إنسان..

    وأنه قد مدَّ يده نحوك وسرق منك أجمل أيام حياتك.. !!

    لمجرد أنه في حاجة للحب وسدَّ النقص الذي في داخله.. !!





    التعديل الأخير تم بواسطة الآخــــــــــر ; 13-12-2010 الساعة 01:43



    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  6. #466
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35




    هم الأكثر من الناس من يحلم بالأشياء التي تفوق قدرة قدراتهم بحيث لا يمكنهم تحقيقها.. !!

    بل أن أكثر الأشياء الأكثر قيمة في حياة البشر تحملها صدفه.. !

    ويبقى يعيش أكثرهم - الحياة - على أمل صغير.. أن تتكرر وتعود إليهم تلك الصدفة..






    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  7. #467
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35







    ما كان ليكون في مكانه غير ما كان..


    ولكن كونه كائن لا يمكنه في كيان الكون

    غير أن يكون كباقي الكائنات..

    سقط معهم مثلما سقطوا من قبله..

    - واقع مرّ -









    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  8. #468
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35





    أن بعض البشر قد وجد من حوله أحد أقربائه أقرب من البقية وأقربهم لنفسه وروحه..

    وهذه الأفضلية في القرب فرضتها الظروف في بداياتها فأرتبط به برباط طاهر


    سواء رباط مقدس يربط رجل بامرأة أو رباط صداقة يربط صديق بصديقه أو غيره..


    لهذا تجد أن الكثير من البشر من يفضل من أرتبط به دون غيره مع محاسنه وسيئاته..


    حتى أنه يتجاهل جميع عيوبه ولا يرى منها شيئاً غير أنه يرى أنه من عظائم الأشياء


    وعليه وجب تعظيمه في جميع أحواله وشؤونه..


    فهذه هي القيمة الغنية في ذلك الرباط الطاهر.. فلو أنقطع هذا الرباط


    وجد أن من كان يراه من عظائم الأمور قد أصبح من صغائر الأشياء والأمور..


    وهذه هي طبيعة الحياة..


    وليس معنى أن أحداً فضّل أحداً على غيره يكون هو أفضل من غيره.. !


    ولا يعني أن وجد أحدهم أحداً له أسوأ من غيره.. يكون هو الأسوأ من غيره.. !


    فهذه هي حظوظ البشر..







    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  9. #469
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35

    مفهوم السعادة هو أن تفهم مفهوم السعادة.. !! ؟









    أن تكون سعيداً يجب أولاً أن تعرف مكان سعادتك وأيّ الأماكن تنتمي إليها..

    لأن أول الخطوات التي يخطوها المرء إلى السعادة هو أن يدرك مكان سعادته..

    ويعرف الطرق المؤدية لها..

    فالسعادة تتنقل بين البشر حسب رغباتهم وما يريدونه من هذه الحياة..

    وهنا تدخل السعادة بهذا المفهوم حسب مفهوم ذهن الفرد لها من خلال

    رغبته وما يحتاجه منها..

    فأجد هنا أن مكان ومعنى السعادة هو ما تفكر به أذهان البشر وما تشعر به مشاعرهم

    وما تحتاجه عواطفهم..

    والذي جعل السعادة تتنقل وتبقى هكذا بلا عنوان ولا مكان محدد يشار إليه هو أختلاف

    الرغبات والأفكار من حولها وتفاوتها من إنسان إلى إنسان آخر بحيث أصبح لها مفاهيم

    كثيرة حسب ما تجدها أفكار العقول وعاطفة القلوب وتوهج مشاعرها..

    فالحب والصحة والنجاح والمال وغير ذلك هي من الرغبات لدى الكثير من الناس

    وما يحتاجوا منها.. وهذه الأشياء تحدد الوضع الفردي من الناس بمفهومه

    وما يرغب به.. ولا تحدد مكان السعادة العام الذي يكون بارزاً أمام الجميع ويدركون عنوانه..

    وهذه هي حكمة سبحانه وتعالى أنه جعل السعادة أن تتنقل بين البشر حسب رغباتهم

    وميولهم.. وهذه إحدى صفاته في رحمته الواسعة على خلقه..

    فلو كانت السعادة ثابته ولا تدخل في رغبة الإنسان وما يريده لأصبحت شيئاً

    يستحال تحقيقه فيصبح صاحب الصحة شقي وصاحب الحب تعيس وصاحب الفقر

    فقير النفس وغيرها..

    أما ما يفكر به عقلي وما تشعر به مشاعري أتجاه السعادة..

    فعقلي يقول لي : بعدما وصل إلى تلك المفاهيم من رغبات البشر التي حوله..

    أن السعادة لا يمكن لشئ من الأشياء أن يحصرها أو يبقيها في داخله ولا يخرجها منه..

    وإلا دخلت في منطقة الأنانية وحب التملك..

    وأن فكري يختلف كثيراً عن من يجد ويرى في فكره أن السعادة لا تأتي إلا من الدين دون غيره..

    فالدين هو الأصل هو أصل الشئ وثباته هو ثبات السعادة والحب والأخلاق والفضائل..

    أنه يشعرك بشعور السعادة لتصل إليها وتبدل منها حياتك إلى أفضل ما فيها..

    فأن كان الإنسان سعيداً في حياته جعلها الدين أكثر ثباتاً وتنفّساً وأكثر بقاءً على سعادته..

    لهذا يجب أن نرى أن الدين هو القاعدة الكبرى الأساسية التي يثبت لنا من خلالها ما نحن عليه

    من سعادة وطهارة وجمال وصدق وفضيله وغيرها..

    ولكن ليس معنى أن الإنسان متديّناً ومستقيماً ملّتزماً في حياته يكون سعيداً أسعد من غيره..

    أنه يدخل ضمن ظروفه.. فكم من حولنا من البشر سعداء في حياتهم الدينية وملتزمين بها

    ولكنهم في حياتهم الأخرى تعساء فيها.. سواء مع أزواجهم وأبناءهم أو مع مشاغل الحياة من حولهم..

    وأنهم يجدون ما يعزيهم في مصائبهم بتعزية حين يقال لهم أن لكم سعادة الأخرة..

    وهذا لا شك به أبداً .. ولا يمكننا أن ننفي ذلك لأنه من الحقائق الثابتة التي أخبرنا بها ربنا في كتابه..

    ولا يمكننا أيضاً أن ننفي أن الدين من الطرق المؤدية إلى السعادة.. ولكن ليس معنى هذا

    إن كان الإنسان بعيداً عن الدين ومقصراً في صلاته لا يكون سعيداً..

    فأن كان أحد الحافظين على صلاته ثبّت له دينه سعادته أن كان سعيداً في حياته..

    ورفع همّه عن قلبه إن كان مهموماً في أمره..

    فالدين ثبات الشئ الطاهر النقي في سعادته ونورانيته.. وزوال الشئ في تعاسته وظلمته..

    هنا أيعقل أن بلاد أوربا وغيرها البعيدين عن ديننا لا يوجد بهم أحداً سعيداً.. !!؟

    فلو كان كذلك لانتهت حياتهم قبل الاستمرار فيها..

    والله عزَّ وجلَّ خلق الجميع.. وهو أرحم الراحمين عليهم.. ويمهلهم ولا يهملهم وجعل لهم

    في أرضه مكاناً لهم يستقرون بها ويتخذون منها منافعهم في عيشهم..

    أما عن مشاعري فتقول لي : أنه لا سعادة في الحياة يُسعد بها الإنسان في حياته

    غير سعادة الحب.. فأن رأى غيرها فقد حكم على قلبه وعقله بالضياع..

    والحب هنا يدخل في حب الله ورسوله وحب الحبيب والزوج والقريب والصديق وغيرهم..

    لأن الحب نور من الدين وشعاع من الروح الطاهرة.. يتمرّكز بهم ويثبت كل شئ جميل وطاهر فيهم..

    لهذا أني أجد أن سعادتي هي في الحب.. لأنه وحده الذي يجعلني أرى الأشياء من حولي

    على حقيقتها ولا يضلّلها عني أي شئ من حولها.. فأرى الكبير كبيراً والصغير صغيراً..

    وكل يوم من أيام عمري أجد أن من خلاله تتدفق بداخلي دماء جديده في عروقي..










    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

  10. #470
    في الآخـريـن الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,423
    المشاركات
    1,423
    Blog Entries
    35




    ما جاء من فاضلة..

    قالت:
    هل ترى أنه في مقدورنا أن نُسعد غيرنا أكثر من أن نُسعد أنفسنا.. !؟

    ونجد لهم السعادة مع أننا لم نجدها لأنفسنا في حياتنا.. !!

    قلت:
    نعم من السهل علينا أن نجني لغيرنا سعادته .. وهذا لأننا كثيراً ما نجهل حقيقة أنفسنا..

    ويعود ذلك لوقوعنا في حيرة عقولنا أتجاه ما نريده وما لا نريده.. !!؟

    فكثيراً ما يجد المرء نفسه فريسه للحيرة فلا يدرك مكان سعادته ولا يعرف أي الأشياء يريدها..

    وهذه من الأسباب التي جعلت الإنسان يعيش في نفوس غيره أكثر من أن يعيش في نفسه..

    ولهذا تكون رؤيته للآخرين وما يريدونه أوضح من رؤيته إلى ما تريده نفسه..

    فيسهل عليه إدراك سعادة الآخرين.. ويدرك ما تحتاجه بقية الأنفس.. سواء في أحتياجاتهم

    المعنوية في مشاعرهم أو المادية في عطائهم.. فدائماً المرء في حالة الفقد والحرمان

    يكون مرآة غيره في سعادته.. بمعنى أنه بسبب أحتياجه للسعادة وحيرته فيها وجد أن نفسه

    تكون سعيده حينما تسعد غيرها.. وكأنه يرى ملامح سعادته التي أفتقدها في وجه سعادة من حوله..

    قالت:
    ولكن البعض يقول أن ( فاقد الشئ لا يعطيه ).. فكيف لإنسان أن يعطي شيئاً وهو يفقده ويبحث عنه..!!؟

    قلت:
    الفقد هنا بهذه المقولة يدخل بالأشياء التي يفقدها الإنسان ويملكها الإنسان الآخر.. كما هو حال حالة الحب

    أو الأخلاق أو الوفاء والصدق وغيرها.. ولكن الفقد من السعادة يعانيه الكثير فلا تجدي أحداً قانعاً بما لديه في سعادته..

    فأكثرهم أتجه إلى البحث عنها في طرق كثيرة وجميعهم أشتركوا في أحتياجهم لها.. لهذا لا يدخل بتلك المقولة

    بل يدخل في منطقة أحتياجه للسعادة الذي أرسل به لتحقيق أحتياجات غيره ليكون سعيداً في عطاءه..

    وكأنه وجد أن مكان السعادة الحقيقي هو أن يسعد غيره..

    والذي أوصله لهذا هو أحتياجه للسعادة.. وشعوره بالطمأنينه حينما شعر بأنه أسعد من حوله..

    قالت:
    ولكن أجد في فكري أن السعادة الحقيقية هي إلهام داخلي أو ربما هي ناتجه

    من مؤثرات خارجية أو هي من خلال قرار شخصي ؟؟

    قلت:
    نعم لقد أجدتِ القول وأصبتِ الفعل.. فالسعادة تنطلق من داخلنا إما من إلهام فكري أو إلهام عاطفي..

    فربما تضعين قراراً صائباً تجنين من وراءه سعادتك.. وربما يكون قراراً خاطئاً

    فينقل بك إلى تعاستك.. أو تجدين بداخلك عدة مشاعر تتنفّسينها أكثر إحساساً

    وأكثر رهافة فتؤثر فيما حولك فينقل لك سعادتك و هناءك..

    أو تجدين أنه لا أحد يستحق بهذه الحياة تلك المشاعر فتبقينها لك لوحدك دون غيرك..

    وطالما بقيت في داخلك فأنها تبقى محبوسه ولكنها دائماً تئن من أجل سعادتها..

    وحتماً من صدقها ونبلها ستجدها و تجنيها..

    قالت:
    أني دائماً أجد أن لديّ شعوراً بأن الحياة لا يمكنها أن تمنحنا السعادة الكاملة..

    أو أنها لا تكفي حتى نحقق منها سعادتنا.. !!؟

    قلت:
    هذه هي الحقيقة وطالما لم تمنحنا السعادة الكاملة فهذه هي نصف السعادة..!!

    لماذا . . لأنها دائماً تبعثنا إلى النصف الأخر منها.. وهو نشوة البحث عنها .. !!

    بمعنى أن هناك طفل صغير في بداية نشأته.. فتجدين أن تفكريه يشير إلى أمنيته ليكبر

    ويصبح مثل غيره وهذه هي سعادته.. وحينما يبلغ كبّره.. يكون فكره الأكبر أو سعادته الكبرى

    أن ينهي دراسته ويصل إلى ذلك المكان.. وحين ينتهي منها يصبح فكره وسعادته هي زواجه..

    وحينما يتزوج تجدينه بعد حين.. أن فكره قد أصبح يفكر لكي ينجب أطفالاً ويقوم بتربتهم..

    وهذه هي سعادة الدنيا كما ذكرها عز وجل في كتابه.. ولكن حينما يعتاد على كل ذلك

    يتسلل إلى داخله إحساساً يشعره بأنه في حاجه إلى سعادة أخرى

    وكأنه لم يصل إلى تلك السعادة التي يريدها.. فيبقى تفكيره يمرَّ على مراحل كثيرة في بحثه..

    وهذا بسبب نضج عقله لأنه كلما كبر عقل الإنسان كلما أصبحت رؤيته للأمور أكبر

    مما يصبح أحتياجه يفوق قدراته.. فتحل الحيرة ضيفه عليه في داخله..

    ويبقى يتساءل عن هذه السعادة المنشودة..

    وهنا تتفجر نشوة البحث.. وروعة المغامرة في الحياة ليفتش عن سعادته..

    ولكن يجب أولاً أن يكون لديه أملاً على أن يحقق ما يبحث عنه..

    لأن الأمل وحده الذي يجعل الإنسان يستقرّ في حياته ويرّكد في يومه.. فيشعره بأن العمر

    ما زال فيه متسعاً كبيراً حتى يصل لسعادته وغايته..

    وهذه من الرحمة الواسعة التي أنعم بها علينا ربنا..

    فالحياة أمل فما دام نبض قلوبنا ينبض فيها.. فيمكننا أن نحقق ما نريده منها..

    ومع صدقنا وقناعتنا نشعر بأن القليل منها.. أسعد من الكثير فيها..

    قالت:
    هل لك أن توضح لي أكثر في قولك : أن النصف الأول من السعادة

    هو أن لا تمنحنا الحياة السعادة الكاملة.. والنصف الآخر منها هو البحث عنها.. !!؟

    قلت:
    كل شئ في هذه الحياة يحتاج إلى شئ ضده ليظهر لغيره جماله وعذوبة وجوده..

    فلولا ظلمة الكذب والنفاق ما أدركنا نور الفضيلة والصدق..

    فمن الصعب جداً أن يكون جميع البشر في شؤونهم كاذبين.. وأيضاً من المستحيل

    أن يكونوا جميعهم صادقين في أمورهم..

    فالصدق كقمة الجبل.. والقمة عادة لا تتسع للجميع..

    كذلك السعادة فلو فرضنا لو جئت بكوب ماء ووضعت فوقه بعض أوراق الشاي

    وملأت نصفه ببعض السكر وأدرت به بملعقة عدة دوائر حتى ذاب ما فيه..

    وقدمته لكِ.. فهل في أستطاعتك أن ترشفيهِ جميعه.. بطبع لا

    وهذا لأنه أصبح وكأنه شيئاً من العسل أو ( الدبّس ) والعسل ندرك أن طعمه أكثر حلاوة

    فلا يمكنك أن تتلقينه بجرعة واحده.. فقد تصابي بمرض السكر..

    كذلك السعادة الكاملة وكثرتها.. قد تسبب لكِ من كبر حجمها وتكاملها

    في إيقاف قلبك فينتهي المطاف بحتفك..

    لهذا أنتِ تحتاجين لبعض المرارة وقلة السكر في ذلك الكوب ليهنأ لك طعمه وتأخذي عليه..

    فالبحث عن السعادة سعادة أجمل من أن تتكامل السعادة لديكِ.. فلو أكتملت عندك لبحثتِ عن الأكبر منها

    وهذه هي طبيعة الإنسان.. فدائماً يبحث عن ما هو أكبر من ما يصل إليه..!!

    ولو سألتي الكثير عن حال سعادته.. لقال أنه سعيداً بحالته.. وهذا القول ناتج من عقله الباطن

    لأنه مازال يبحث عن تلك السعادة.. ولو وجدتِ إنساناً خالياً تماماً من السعادة ولا يملك أملاً

    في داخله لأنتهت حياته قبل العيش فيها.. ولكنه مازال يجد الأمل في بحثه عن سعادته..

    لهذا دام قلبه ينبض.. فهو سعيد . . .

    وأنتِ لم تقولِ لي أين تجدين سعاتك.. ؟

    قالت:
    أن سعادتي هي حينما أجد أنني رضيت عن نفسي ووجدت راحت ضميري في روحي..

    قلت:
    أن ذلك هو أجمل ما يمكن أن تحمله أخلاق البشر وما تكنه طهارة أرواحهم..

    فحينما يرى الإنسان أنه قد وجد أنه راضياً عن نفسه يكون قد وصل إلى أصدق ما لديه..

    ويملك ضميراً حيّـاّ ينبض في داخله.. فيحمله إلى قمم الأخلاق وطهارتها..










    ليس هناك أجمل من قلب..
    مازال للحب مكان فيه
    ..

صفحة 47 من 79 الأولىالأولى ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 14 (0 من الأعضاء و 14 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. •°•°• مـــن هــــو ؟؟؟ (2) •°•°•
    بواسطة لوليتا في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-09-2008, 09:11
  2. •°•°• مـــن هــــو ؟؟؟؟(3) •°•°•
    بواسطة لوليتا في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-09-2008, 16:04
  3. مـــن يــخــبــرنـــي....؟!
    بواسطة كحيلان في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 04-12-2005, 16:25
  4. مـــن اجــلــــك
    بواسطة البرنس شليويح التاسع عشر في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 26-07-2002, 18:06
  5. عــقــول مـــن ذهـــب
    بواسطة البــنــدري في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 20-07-2002, 17:04

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته