يكتبون عن الأخلاق والحب والسلام ليجدوا مكاناً لهم في صدور غيرهم..
ولكن لو أنتقلت إلى واقعهم وتعاملت معهم وسرت بدربهم ما وجدت
من أقوالهم شيئاً..
فشتان ما بين كتابة أقلامهم وبين ما تنبض به أنفسهم..
وأني ألتقيت بأحدهم في حضن جريدته..فالبعض يجده هو أفضل من غيره..
يتحدث عن فضيلته ودعوته إلى الناس في كتابه الملحة في كتاباته
على أن يكونوا أوفياء وبارين مع والديهم..
ولكنه فقد القدرة على الاحساس ونسي نفسه..
فهو أول من وضع والدته في الرعاية الصحية ليكون بعيداً عنها..
وحينما وجدوا فعله بوالدته يتناقض مع قوله في بّرها..
سألوه وقالوا له : لماذا وضعت والدتك هناك .. !!؟
قال لهم ما وضعتها إلا لأنشغالي بالعمل وتواجدي الدائم به..
حتى أنه قال أني لم أتزوج إلى الآن.. وهذا خوفاً من أن أجد امرأة
لا تحترم والدتي ولا تقدرها وتتعبها في حياتها..
فذهب الجميع يصفق له بحراره..
تباً لك من هذا وتباً من جموع يستحي أن يردَّ له ذلك..
فأيَّ أمراً أكثر قيمه في الحياة يتوجب فيه عليه ترك والدته بتلك الرعاية..!!؟
وأين البّر الذي جاء ذكره كثيراً في كلماته.. !!؟
أين وأين..
والأقبح من ذلك يقول أنه لا يستطيع الزواج خوفاً على والدته..
فأين خوفك هذا حينما سمحت لنفسك أن تضع والدتك هناك.. ؟
ولكن يبدو أن عدم زواجك هو لضعفك وعدم قدرتك على سيطرتك للأمور
أما تستطيع أن تفرض واقعاً على زوجتك أن تحترم والدتك.. !!؟
أم تعلم أنك من الرجال الذين يخضعون لكل شئ..
فللأسف الشديد أن يكون هناك رجالاً يتصفون بأشباه الرجال..
ويخدعون الجميع في حقيقتهم..
المفضلات