وعادت بعد موتي لتموت معي..
بعد ما مات حـبـّاً بيني و بينها..
وعادت بعد موتي لتموت معي..
بعد ما مات حـبـّاً بيني و بينها..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
ما لحلمٍ أبى أن يتحقق أمره !؟ ويترك حرقة ناره تشتعل في جوفي..
أقدراً ما عاد يدرك من أمري ، ما يفعله.. أم حظاً قد هزمته أيام حياتي.. ؟
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
أنما حقيقة أمرهم غير التي جاءوا بها لتمثل عنهم حقيقتهم.. !؟
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
في اليوم الثاني من ديسمبر عام ألفين للميلاد ،عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
ماتت حنان وهي فوق سريرها في غرفتها تعاني أقسى ما قدمته لها أقدارها في أيام حياتها..
كانت تعيش وسط عائلة تتمتع في ترابطها وفي عادتها وتقاليدها وعلى حرصها
في البقاء عليها دون أن تترك منها شيئاً.. لديها من الأخوة أخاً واحداً أصغر منها بعشرة سنين..
أبيها تزوج من أمها على الحب وكانت بينهم حكاية طويلة قد نذكرها فيما بعد..
حنان امرأة حالمة تحلم مثل أي امرأة أخرى غيرها.. وترى أن كان عليها أن ترتبط برجل من الرجال..
فعليها أولاً أن تجد من يحبها لنفسها لا أن يحبها لشئً دونها.. فهي تعلم أن الحياة التي لا تبنى
على الحب في بدايتها حياة لا يمكن لها أن تستمرّ في طريقها.. لأنها معتقده على يقين أن الحب يصعب
تحقيقه بعد الزواج.. وترى أن بقاءها دون زواج خيراً لها من أن تغامر في زواجها من رجلٍ
لأول مره في حياتها تشاهده ولا تعرف عنه شيئاً غير أنها ارتبطت به دون مقدمات..
تقدموا إليها الكثير من الرجال ورفضتهم جميعهم فلم تجد من بينهم ما تراه في قلبها..
وأخذوا أهلها معها وقتاً طويلاً لإقناعها لكنها كانت باقية على رفضها..
حتى يأسوا منها فتركوها على حالها..
وفي يوم من الأيام خرجت مع والدها للذهاب إلى المستشفى فهو يعاني من المرض السكري..
وكان يأخذها معه في كل مرةٍ يذهب فيها إلى هناك.. حتى تستمع إلى ما يطلعه الدكتور
من جرعات الحقن له.. فهي وحدها التي كانت بيدها يتخذها منها أبيها..
وفي وقت وصولهم وجودوا أن قبلهم شخصين بانتظار دخولهم إلى الطبيب..
فجلسوا في إحدى المقاعد المقرّبة إلى تلك الغرفة لانتظار وقت دورهم..
وبينما هي جالسة حول أبيها وقع نظرها نحو شاب كان يسير مع امرأتين
متجهين نحو باب الخروج من المستشفى.. وحينما أقترب من الممرّ الذي أمامها
ألتفت إليها بنظرة تكاد فيها نظرة التعجب لم يرجعها إلا بعد وصوله إلى باب خروجه..
وهي ما زالت ساطعة بعينها نحوه.. وكأن روحها قد حـفّـها من روح ذلك الشاب شيئاً..
فنادى عليها أبيها بصوت خافت حنان جاء دورنا قامت معه من مقعدها وهي سارحة
مرسلة من نظراتها إلى ذلك الباب الذي خرج منه نظرة ترقب وتعقب..
فدخلوا إلى الطبيب وجلسوا نحوه.. وأخذ يسأل والدها عن حالته وهي باقية في سراحها
تتساءل مع نفسها عن حالها وما الذي حدث لها.. وكأنها قد رأت ذلك الشاب
قبل أن تراه في يومها هذا.. فقام والدها من مقعده هيا بنا حنان فقامت معه..
وقال لها : علمتِ ما قاله لنا الطبيب قالت : نعم وهي في وقتها لم تكن معهم وكان عقلها
بفكرها طار منها مع روح ذلك الشاب..
وحينما وصلوا إلى بيتهم دخلت إلى غرفتها مباشرة ورمت ما عليها فارتطمت فوق سريريها..
وأخذت ممتدة بطولها شاخصة ببصرها إلى سقف غرفتها تفكر بموقفها
وبالحالة التي وصلت إليها والتي بعثرت كل ما فيها.. وبقيت في شأنها حتى قلبّها نومها
قبل طلوع الفجر عليها.. وأصبحت على هذه الحالة عدة ليالي إلى أن أتعبها تفكيرها
ويأسها من تحقيق حلمها..
ومرّت الشهور وجاء يوماً منها طرق أبيها فيه الباب عليها ليخبرها بأن هناك من تقدم
إليها.. ويحب أن يسمع فيه رأيها..
قال لها : أن أبن فلان جارنا قد تقدم لكِ مرتين من قبل ورفضتيه..
والآن لم يقطع الأمل منكِ وجاء يطلب يدكِ من جديد.. فلا تخذليه هذه المرة..
أنه شاب طيب ويعرف الحي عنه أنه ذو أخلاق ورجل مستقيم في حياته..
وهو خيّر من يرتبط بكِ.. فقبلي به وأني تعبت معك يا أبنتي كثيراً
ولا أريد أن أجبركِ على شئ أنتِ لا تريدينه.. وأن كل يومِ يتقدم بكِ السن فيه
يا أخذ من عمرك ما يأخذ وتقلّّ فيه خطباءك.. فانظري من حولك من بنات سنك
قد أصبح لديهنّ الكثير من الأبناء.. وأن بقي موقفك على حاله سيأتي يوماً
وتندمين فيه.. فأرجوا منكِ أن تقبلي من تقدم لكِ..
قالت: أبي أني أعلم ما سببته لك من ألم وحيرة وخوف في أمري..
وأني حزينة أن أضعك في هذه الحالة.. لكن أنت تعلم من شأني ما لم يعلمه غيرك..
وأن بقائي في بيتي خيراً من بقائي مع رجلٍ يشقي فيني حياتي ويحزن منه يومي..
رجل لا أعرفه ولا يعرفني فيجهل قيمتي ويرهق مشاعري..
هذه بنت فلان و بنت فلان ماذا حدث لهنَّ.. ألم يبقنَّ بعد زواجهنّ مطلقاتٍ مع أبنائهنّ
لا راعي يرعاهنّ ولا معين يعين أمرهنّ.. فلا أريد أن أصبح يوماً مثلهنَّ
فأبقى مع أبني وحيده وأبقى في باقي حياتي أتمنى له لو لم أنجبه يوماً
فيعيش حزني ووحدتي.. وأنا لا أريد له أن يكون مثلي..
قال : يا بنيتي تلك النسوة هذه هي أقدارهنّ وهذا هو نصيبهنّ فلا تربطي حالك بحالهنّ..
فهناك من الرجال من يحب ويقدر النساء ويخاف عليهنّ أكثر من روحه..
هذا أنا وأمك وبعد هذا العمر الطويل مازلنا على حبنا..
وأني لا أعلم كيف أعيش يومي من دون أن أرى فيه وجهها..
قالت : ليتني يا أبي أن أجد رجلاً مثلك بأخلاقك وطيبتك.. ويعرف كيف يتعامل
مع المرأة خير تعامل يواسيها في حزنها ويحمل عنها بؤس يومها..
قال : أنهم من حولنا كثيرين يا أبنتي وأبن جيراننا هذا خيراً مني..
وأني أشعر بأنك ستكونين معه سعيدة أكثر من سعادتك معي..
قالت : دعني يا أبي على حريتي أني لا أستطيع أن أقبل بشئ يتعارض مع نفسي وقلبي..
وأن كان ليَّ نصيباً به فحتماً سأتزوجه.. لكن الآن أعذرني فما عدت قادرة
على التفكير ولا على أحتمال نفسي..
ودعنا نتحدث بهذا في الغد.. لعلّي أجد حالتي فيه غير الحالة التي بها اليوم..
قال : لكِ ما تريدين ولعلّكِ تدركين فيه ما هو خيراً لكِ في مستقبل حياتك..
وتهتدين إلى موافقتك على من تقدم لكِ.. واختارك من دون غيركِ من بنات جنسك..
ولكن أبيها وصل معها في نهاية أمره برفضها لمن تقدم لها..
وبقيت هي تفكر مع قلبها وترجوا لقاءها مع من ألتقت به في روحها وكأنها
أحبته من أول نظرة عين لها.. ولكنها تعلم أن أمرها هذا في شأن من أحبته يستحيل تحقيقه..
فلا عليها غير أن تبقى في آمالها على وجود صدفة أخرى تجمع ما بينه وبينها..
ودارت الأيام والشهور وجاءت لهم دعوة زفاف جارهم الذي تقدم لها في خطبتها ورفضته وقتها..
فأخذ أبيها يؤنب فيها ضميرها ويلومها على رفضها.. وباتت تلك الليلة حزينة في أمرها ومن
موقف أبيها منها.. حتى أنها قلب عليها النوم ودمعها مسبّل فوق خدها..
تزوج ذلك الشاب ومضى على زواجه أكثر من ثلاثة شهور..
وفي يوم خرجت مع أبيها إلى موعد له في المستشفى.. ووقت سيرهم وقرب بيت
جارهم خرج ذلك الشاب من باب بيته.. فقال لها أبيها أنظري أن ذلك الشاب هو الذي
تقدم لك وأنت رفضتيه بعدما تقدم لك مراراً وتكراراً.. فأمعنت النظر نحوه فوجدته أنه
ذلك الشاب الذي التقت به بالمستشفى والذي باتت في لياليها تحلم في اللقاء معه وكأن
روحها أصبحت على مشارف خروجها وشعرت بألم شديد في معدتها وقالت لأبيها أبي
من فضلك عود بي إلى البيت قال : ما بكِ .. قالت : أشعر بدوار في رأسي
ويبدو أني متعبة لا أستطيع مرافقتك إلى هناك فلتعذرني أو أترك ذهابك في يوم أخر
أكون فيه خير حال.. قال : لا عليك سأذهب وحدي وأنتِ أبقي مرتاحة في فراشك..
أنزلها عند باب بيتها فدخلت واتجهت إلى غرفتها وتكاد لا ترى ما حولها من هول صدمتها
فلم تصدق أن الذي تقدم لها كثيراً ورفضته هو من كان تحبه وتريده..
وأنه أصبح الآن لأخرى غيرها..
فماذا تفعل الآن بخيبة آمالها وسوء حظها..؟
يتبع...
التعديل الأخير تم بواسطة لوليتا ; 24-11-2010 الساعة 01:06 سبب آخر: سلاسل ابداع الركن الهادي
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
أني أحبهم هؤلاء الذين يفقدون بفقدي هناء سعادتي..
ولا يطيب لهم مرقداً في عيشهم وقت ألمي وحزني وشقائي..
أنهم باقون في أقصى عمق أعماق قلبي..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
لا أزال حتى هذه اللحظة أستعذب فيها تلك اللحظة التي طار فيها قلبي..
فلم يغتمض لي جفناً ولم يهدأ لي مضجعاً..
هكذا . .
تجد بين جوانبك حينما تشعر بدبيب الحب يسري بين عروقك..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
قالت :
وهي مبتسمة . .
مالذي تراه الآن بي بعدما أخذتك الأقدار مني بعيداً.. ؟
قلت :
ما زلت أراكِ كما رأيتك من قبل تلك الحبيبة والصديقة والرفيقة..
بل لا زلت أستعذب منك هذه الابتسامة الرائعة..
قالت :
وكيف تراها بعد هذه الأعوام الطويلة .. أتعجبك كما كان أعجابك بها من قبل ؟
قلت :
أراها أني ما رأيتها منكِ الآن إلا لأنكِ قد تناولتِ من قلبي قبلة حب
ولهفة شوق قد أحيتْ بكِ الحب بعد ما مات منكِ..
لم تقل بعدها شيئاً سوى أنها دارت بوجهها إلى خلفها و أختفت..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
بعض الفوضى التي نراها أمامنا هي . . .
فوضى في عقولنا فقط . . !!
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
لماذا أكثر الخواطر التي تعترض طريقنا من الأفكار
يراها الكثير أنها ( وسوسة ) أكثر مما هي ( إلهاماً ).. !!؟
هل لأن أرواحنا تميل إلى فعل الشرّ أكثر من ميلها إلى فعل الخير..
أم لأنها تميل في ميلها إلى عالم الغيبيات وما تجهله في مصيرها.. ؟
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
لماذا كلما أتجهت عدسة الكاميرا إلى وجه أحدهم
تجده قد تغيرت جميع سكناته وحركاته .. !!؟
لماذا كلما لمح أحدهم ملامح امرأة من بعيد
أنقلب إليها وكأن واجباته قد أستدعته ليكون بقربها..!!؟
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
المفضلات