لطالما التصقت صفة الشغب بمحبوبة الجماهير كما يحلو للبعض أن يناديها
حيث انه و بمجرد سماع هذه الكلمة يذهب التفكير مباشرة إلى مباريات كرة القدم
فقد اعتاد المتابعون لها على مشاهد الشغب خارج مدرجات الملاعب و داخلها .
و المؤسف في الأمر أن هذه الظاهرة طالت حتى المدربين و اللاعبين
بل وقد أصبحوا في أحيان كثيرة هم السبب وراء هذه المشاهد مستعملين أساليب استفزازية
منافية تماما لمبادئ الرياضة و الروح الرياضية.
و بما أن الرياضة أو السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو البيئة كلها مرايا عاكسة لأجزاء من حقيقة المجتمعات
و بحكم انتمائنا إلى العروبة و الإسلام
أصبحنا نستحي و نخجل من النظر أو الوقوف أمام المرآة
فقد طال الشغب كل ميادين حياتنا و اسودت الصورة في أعيننا و في أعين من ينظر إلينا
و المؤسف انه حتى ميدان الفكر و القلم الذي لطالما اعتبر معول بناء الحضارات و أداة تغيير قوية أصابته العدوى .
و هستيريا الشغب طالت حتى العقول المحركة للعقول و عقول الأقلام المحركة للعقول
و صارت تتأرجح
بين اللامبالاة و الصرامة
بين الرفض و التأييد
بين الغضب و الرضا
بين الهجاء و المدح
بين الوهم و الحقيقة
بين الكذب و الصدق
فالمواقف لم تعد ثابتة راسخة و بوصلة الاتجاه ضاعت أو ربما عطلت بفعل فاعل حتى لا يمكن
التعرف على الشمال و على الجنوب.
و أركان اللعب لم تعد قائمة فلا موضوعية و لا مصداقية و إنما احترافية في الفساد
و في نشر الفرقة و الضغينة و في حقن جسد الامة العربية بسموم أخرى أسال الله العلي العظيم أن
يبطل مفعولها.
كلمات غير قابلة للتاويل.
المفضلات