السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
الشاعر الفارس الشيخ / شايع بن مرداس الأمسح بن رمال الغفيلي الشمري وهو صاحب القصة المعروفة مع حاكم الأحساء / ابن عريعر وقد سمي الأمسح لأن عينه اليسرى لم تخلق له وكان مكانها ممسوحا حصل وأن تنازع مع أبناء عمه وكانوا يتشائمون منه لأنه مشوه وكانت إحدى بنات عمه وتسمى / كعيب الظبي تهيم بحبه فتزوج بها وبعد أن كبر حصل بينهم قتال فجلا إلى ديار قبيلة سبيع بن عامر الغلباء وأقام عند الشيخ / أبو اثنين من شيوخ سبيع الغلباء وقبل أن يأتي إليهم وضع على عينه وبرة من وبر الإبل علشان ما يتشاءموا منه السبعان وعندما سألوه من أنت ؟ قال : أنا اسمي لباد ( بضم اللّام ) وسألوه عن عينه ولماذا يغطيها ؟ فقال : ( طرفتها هدبة شجرة ) وأثناء إقامته عند قبيلة سبيع بن عامر الغلباء قرر الشيخ / أبو اثنين أن يغزوا فطلب / شايع من الشيخ / أبو اثنين أن يرافقهم فحاول الشيخ / أبو اثنين أن يبقيه في بيته معززا مكرما ووعده بأن تأتيه الغنيمة فهو لا يعرفه ولكنه أصر على أن يرافقهم وعندما ارتحلو ووصلوا مكان الطمع في الغنيمة وإذا هم لا يرون شيئا يحصلون عليه نوخو رتسابهم وضحوا في مكانهم وتقاسموا الرجال أعمالهم منهم من يجمع الحطب ومنهم من يعجن الطحين للخبز ومنهم من يقوم بعمل القهوة وذهب الأقوى والأحد بصرا سبرا ليرقب لهم ياعلوه يشوف شيئا قريبا يغنمونه فقال / شايع للشيخ : يا شيخ تقاسموا الوظايف سبيع الغلباء وأنا وش أسوي ؟ قال : أنت ضيفي واجلس جنبي معززا مكرما فقال : لا ودي ألحق الرقيبة فقال : عينك توجعك اي( تعورك )فقال : الثانية تكفي فقال : الشيخ براحتك وعندما لحق الرقيبة سأله شايع هل ترى شيئا ؟ فأجاب رقيبة سبيع الغلباء : لا ولكن / شايع رأي ذودين ولم يخبره وعندما عادوا إلى الشيخ سألهم ؟ فقال / السبيعي : لم أر شيئا فقال : وأنت يالباد ( اللي هو شايع ) فرد / شايع قائلا :-
يا شيخ شوفي للبعايـد عوايـد
لو كان من دون النظير سحـال
ثلاث عيان من عيـان توايقـن
وشافن على روس الحزوم أزوال
إن قالت العينين مـا زال زايـل
قد قالـت العيـن الوحيـدة زال
والله لولا خايف تشمـت المـلا
لأقول في رجل الرديـف نعـال
فسأله / الشيخ وش شفت ؟ فقال : شفت ذودين ما معهن إلا راعيين مترادفين ناقة والرديف لابس نعال والأول حافي فساروا للإبل بعد ما ضحوا ولا وصلوا إلا وسط الليل وسألوا الرعيان هل أنتم الضحى مترادفين ناقة وصفها كذا قالوا : اي والله وسألوهم هل الرديف عليه نعال فقالوا : ايه لابس نعل فاستغرب الشيخ / أبو اثنين من قوة بصر الشيخ / شايع وسأله من تكون ؟ فأخبره وأقام عندهم فترة في ضيافتهم حتى هدأت أموره مع أبناء عمه ورحل إلى بلاده في الشمال وعرفوه سبيع الغلباء بشجاعته وكرمه
وطمع الشيخ / ناصر السبيعي في مصاهرته من كثر ماسمع من اهلوه عن شجاعتوه مع علمه بأن شايع لا يمكن أن يزوج ابنته لغير أبناء عمها لان شمر اول ماتعطي بناته الى لهم بس
وكان صغيرا لا يعرفه شايع عندما كان عند سبيع الغلباء وبعد أن رجع / شايع لديار قبيلته جاءه الشيخ / ناصر السبيعي على قعود ساحلي وهو سريع جدا جدا ولكن شكله غير جميل ولم يخبر / شايع باسمه وأقام عند / شايع ليستغل الفرص لنهب ابنته وفي تلك الأثناء هد جمل الشيخ / ناصر السبيعي على ناقة / شايع الوضحا وضرّبها وحاول / شايع أن يجرف عن ناقته لكي لا تلقح من هذا القعود لأنه لا يريد أن تلقح إلا من جمل معروف وجميل وأصيل ولم يعلم / شايع بعشار ناقته ظنا بأنه نظفها في عملية الجرف وفي يوم غيوم وامطار شلع اي خطفه الشيخ / ناصر السبيعي ابنة / شايع حيث كانت في مفلى الإبل وهرب بها وبعد أن افتقد شايع ابنته ( إذ لم ترجع مع الإبل ) وفقد الضيف علم أنه قد نهبها فحاول تتبعهم بالأثر بعد المطر ولم يدركهم إلا وقد دخلوا ديار سبيع الغلباء لسرعة ذلك الجمل الذي يركبه الشيخ / ناصر السبيعي وعند السؤال عنهم عرف أنه / ناصر السبيعي فخاف أن يطلبها منه فيقتلوه اهلوه وتصير مشاكل بين الشيخ ناصر واهلوه قبيله سبيع أو يجبرون شايع أن يملك لهم عليها بالإكراه ففضل أن يعود إلى أن تنجب هذه الناقة بمثل ذلك القعود السريع ثم يأخذ بالثأر فرجع إلى دياره وانتظر إلى أن وضعت الوضحا ناقة / شايع بكرة وضحا وبعد أن اشتدت الناقة بعد ست سنوات ذهب / شايع ليأخذ بثأره وعندما وصل ديار سبيع الغلباء عوى ففز قلب ابنته وعلمت أنه والدها قالت الأبيات التالية :-
يا ذيب ياللي جر صوت عوى بـه
ما أدري ظما وإلا من الجوع يا ذيب
عندي طنيب عواك ما بـه غرابـه
فاتن ثلاث سنين فـوق المراقيـب
والرابعة يأتي قضا ما قضـى بـه
والخامسة والسادسة لي غواليـب
كان أنت جوعان تبي لـك ذوابـه
خذ العشا من مد ميـر المعازيـب
وإن كان تبغى من دبشنـا جلابـه
تراه مـن خشـم العليـا وتغريـب
معه الجمل فيما حمل واحتمـا بـه
وأهل الرماح مجودين المضاريـب
وإن كان تبغـي بالبديلـة نهابـه
عندي دوا عينك عنود الشباشيـب
وكانت والدة / ناصر بن جمل ( عجوز بنت شايع ام زوجه ) تسمع الأبيات وهي معها في البيت فردت عليها تقول :-
يا بنت صوت الذيب عندي تشابه
وأخاف من وجهك تجيه اللواهيب
الذيب حـذرا لا يعضـك بنابـه
لا يعذربك جوف البنات الرعابيب
لا يجعلك مثـل خطـاة الجلابـه
لا سامها الشراي يلقا عذاريـب
فردت البنت قائلة :-
لا يا عجوز الخير هرجك مثابه
وأنا كما عد عسير المشاريـب
الذيب ما ني من معاضيض نابه
وأنا عفيفه ما بعد عضني ذيب
أنا كمـا عـد عسيـر شرابـه
ما ياصله ركاب عوج المصاليب
وبعد أن قابلت والدها قالت : له أنا كنت أنتظرك ثلاث سنوات والرابعة حملت والآن أنا أنجبت أولاد ولا ينفع أذهب معك ولكن يايبه عندي ابنته التي من المرأة الأولى فقال : أنا ما جيت إلا أبي البنت وقالت : إذا اذهب للشعيب وأنا أجيبها لك وراحت غزلة ( بنت شايع) لابنة / ناصر وهي في سن الزواج وقالت : أن أبوتس صاد غزالين ويقول : إذا أمسى الليل روحن جيبنهن ما ني جايبهم قدام الناس لانهن شويات ما يشبعنهم وصدقت وراحت البنت مع غزاله تبي تجيب الغزلان فإذا بــ / شايع الأمسح ينتظرهن وركبوا البنت على شداد الوضحا غصب وهرب / شايع وعندما علم / ابن جمل حاول اللحاق به فهدده / شايع بالقتل وقال : أنا طلاب ثار وأخذت حقي ثم تمثل شايع قائلا :-
قال الغفيلي والـذي مـس حبلـه
على كور قودا من خيار الزمايـل
رجيت أنا الوضحا رجا راجي الرجا
والحمد للبـاري كريـم الفضايـل
تركتها عامين وهي ترضـع أمـه
وعامين أعسفها وعاميـن حايـل
ليما غدا مثـل الرديفيـن فوقهـا
ما يلحق المشعاب روس الشمايـل
لا كن يد الوضحـا إليـا نهمتـه
يد صانع يرجي العشا من عمايـل
لا كنهـا بالحيـد الأدنـا نعامـه
وبالحيد الأقصى زايـلاتٍ زوايـل
على كورها خذيت من البيض غيدا
بنت الشيـوخ مروييـن السلايـل
من اعتدى نجـزاه بالعـد والعـدا
ومن يطلب الحسنا جزاه الجمايـل
ثار بحقي ما علـي فيـه لايمـه
وبالمثل نجـزا بالبديـل البدايـل
المفضلات