[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بيوت الله ، دور العبادة ، المساجد أو الجوامع
مفردات ذات دلالة واحدة ..
سنتجول عبر العالم لنزور بيوت الله ..
ونتعرف اليها .. مع نبذة إن أمكن ذلك..
مسجد السلطان حسن درة العمارة المملوكية
جمع بين الحسنيين؛ العلم والعبادة، وكان له في عمارة الدنيا فضل السبق والريادة، وبين مجموعة العمارة المملوكية
انعقدت له القيادة والسيادة، وبلغت تكاليف بنائه 750 ألف دينار ذهبي وزيادة.
مسجد، ومدرسة، وهيئة اجتماعية، ومدينة جامعية، ومكتبة، ووحدة طبية، اجتمعت فيه المذاهب الفقهية، وتعانقت
فنون العمارة الإسلامية، ونسجت على منواله الجامعات العصرية.
يقع مسجد السلطان حسن في ميدان صلاح الدين في منطقة القلعة، تجاه باب العزب، وهو من أكبر مساجد مصر
وأعلاها بنيانا، وأبهاها منظرا، وأجمعها لفنون العمارة الإسلامية.
يبلغ طوله 150 مترا، وعرضه 68 مترا ومساحته 7906 أمتار وارتفاعه 70.37 متر.
على جوانبه أربعة إيوانات، لإقامة الشعائر والصلوات، وبه أربع مدارس للمذاهب الفقهية الأربعة (الشافعي، والمالكي، والحنفي، والحنبلي).
أشرف على بنائه المهندس محمد بن بيليك المحسني، الذي ظهر اسمه منقوشا على الجبس بالمدرسة الحنفية،
وصف المقريزي مسجد السلطان حسن بأنه من عجائب البنيان، وقيل إن إيوانه أكبر من إيوان كسري في المدائن،
وقبته لا مثيل لها في بلاد الإسلام، وقال عنه المستشرق الفرنسي جاستون فييت إنه أحد أبرز وأعرق مساجد مدينة الألف مئذنة (القاهرة).
بشير الجمدار
يعد مسجد السلطان حسن درة العمارة المملوكية، وتحفة العمارة الإسلامية، في قبته ومئذنته، وبابه ومحرابه،
ومنبره ومدرسته، وارتفاعه ومساحته، حتى دكة المبلغ، وكرسي المصحف المطعم بالصدف والعاج.
بدأ العمل فيه سنة 1356م 757ه، وانتهى سنة 1362م 763ه، أي بعد عام من مقتل السلطان حسن
في العام 1361م - 761 ه. صلى فيه الجمعة قبل اكتماله، ولم يدفن في الضريح الذي أعد له،
ولكن دفن فيه ابنه الشهاب أحمد المتوفى 1386م 788هـ.
وقام المملوك الطواشي بشير الجمدار باستكمال أعمال المسجد والمدرسة خلال العامين التاليين.
أربع مدارس
مدرسة السلطان حسن في حقيقة الأمر عبارة عن أربع مدارس، تتكون كل مدرسة من ثلاثة طوابق تطل جميعا
على صحن مكشوف مغطى بالرخام 60.34 متر في 50.32 متر، في وسطه فسقية للوضوء، تعلوها قبة خشبية،
تقوم على ثمانية أعمدة، مكتوب عليها آية الكرسي، وتاريخ الانتهاء من إنشائها.
تشتمل كل مدرسة على قاعة رئيسية للدراسة، فوقها حجرات لإقامة الطلاب، وأكبر المدارس مساحة هي المدرسة
الحنفية (898 مترا مربعا) وعلى أبواب المدارس الأربع ظهرت هذه العبارة:
“أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الشهيد الناصر حسن بن مولانا السلطان
الشهير المرحوم الملك الناصر محمد بن قلاوون”.
يشتمل المسجد والمدرسة على كل غريب وعجيب من فنون العمارة الإسلامية، وتبلغ مساحته
الإجمالية حوالي فدانين، ولا يتسع المقام للوصف المعماري التفصيلي لهما.
مدينة قها
رتب السلطان حسن أوقافاً كثيرة للإنفاق على المسجد، والمدرسة، والأساتذة، والطلاب، والأطباء، والعمال.
أمر السلطان بتعيين إمام لكل مدرسة، وأساتذة، ومعيدين، وحدد لهم الرواتب المجزية منهم أساتذة للتفسير،
والفقه، والحديث الشريف، والقراءات السبع، وتحفيظ القرآن الكريم.
وجعل ملاحظا لتسجيل الحضور والغياب، ومادحا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعين أئمة ومؤذنين،
وبلغ مرتب الأستاذ 300 درهم (أي حالياً 6 آلاف جنيه مصري) بالإضافة إلى 60 قارئا يجلسون تحت القبة،
يرتلون القرآن الكريم على مدار ساعات الليل والنهار، وعين أمينا للمكتبة، وأنشأ مطبخا وسبيلا للمياه،
وعشرين عاملا للنظافة، وستة بوابين، كما عين معلمين ومحفظين للأطفال اليتامى لتحفيظهم القرآن الكريم،
وتعليمهم الخط العربي. وأنشأ مستشفى لخدمة الطلاب والعاملين والمواطنين المحيطين بالمسجد والمدرسة،
به طبيب باطني (طبائعي)، وطبيب عيون (كحال)، وطبيب جراح (جرائحي). كما رتب لوازم الإنارة للمسجد والمدرسة من الزيت والقناديل.
وفي كل ليلة جمعة يتم صرف خمسة قناطير من اللحم الضأن، و20 قنطارا من الخبز والقرص (الفطائر)
والأرز والعسل والحبوب، كما تم صرف 1000 قميص وألف طاقية وألف مركوب (حذاء) للطلبة والعاملين
في الصيف والشتاء. كما أوقف الملك المؤيد مدينة قها بالقليوبية للإنفاق على مسجد ومدرسة السلطان حسن.
96 نافذة
وللمسجد أربع واجهات تطل إحداها على جامع الرفاعي الذي أقيم على نفس الطراز، وتطل واجهته الشرقية
على ميدان صلاح الدين، وتقع الواجهة الرئيسية من الناحية الشمالية، تتكون من أربعة طوابق، فيها 96 نافذة.
ويبلغ اتساع الباب الرئيسي 12 مترا، وزينت المداخل بزخارف منقوشة على الحجر في شكل مربعات ومستطيلات
ومثلثات، في تكوين هندسي جميل، وباب المسجد من الخشب المصفح بالنحاس، وهو موجود حاليا على مسجد
المؤيد بالغورية، وفي كل زاوية باب يؤدي إلى كل مدرسة، والإيوان الشرقي هو أكبر الإيوانات (إيوان القبلة)،
سقفه معقود على أقواس نصف دائرية، وأسقف الإيوانات الأخرى تأخذ شكل أقواس حجرية نصف أسطوانية،
وفي صدر إيوان القبلة محراب ومنبر من الرخام، تتجلى فيهما روعة الفن الإسلامي.
قبة مربعة
وعلى جانبي حائط القبلة بابان يؤديان إلى القبة العظيمة التي تبلغ مساحتها 75 مترا مربعا، وارتفاع جدرانها 20.30 متر،
ووزنها 84 طنا، يوجد على أحدهما باب مغطى بالنحاس، مطعم بالذهب والفضة. وعلى الجانب الشرقي مئذنتان، ارتفاع الكبرى 60.81 متر.
وقبة مسجد السلطان حسن مربعة الشكل، ضلعها 21 مترا وارتفاعها 84 مترا، وعلى كل مربع شريط مكتوب عليه آية الكرسي.
كانت القبة الأولى خشبية مغطاة بطبقة من الرصاص مثل قباب الإمام الشافعي والظاهر بيبرس والسلطان قلاوون.
ولم يتبق بالمسجد سوى 34 مشكاة من الزجاج المموه بالمينا، وهي من روائع الفن الإسلامي.
الاسم الحقيقي
(صاحب المسجد والمدرسة هو السلطان الملك الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون).
ولد سنة 735ه، وماتت أمه وهو طفل صغير، اسمه الحقيقي قماري، تولى الحكم في 14 رمضان 748ه 1347م وعمره 13 سنة،
وقيل 11 سنة، وعندما جلس على العرش طلب أن ينادى باسم السلطان حسن، فهتف الحجاب بالاسم الجديد، ومن ورائهم الحاشية والأمراء.
هو السلطان التاسع عشر في دولة المماليك البحرية، والسابع من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون، حكم في أول الأمر من
خلال وصاية الأمراء، وبلغ سن الرشد سنة 751ه وانفرد بالملك.
تآمر عليه أمراء المماليك وعزلوه سنة 1351م 752ه بعد أن قضى في الحكم 3 سنوات وتسعة أشهر و14 يوما، منها تسعة أشهر حكم خلالها بنفسه.
كان السلطان حسن على حداثة سنه ذكيا ألمعيا، محبا للرعية، ومؤمنا متمسكا بدينه وظهر ذلك في فترة حكمه الثانية.
حكم عليه أمراء المماليك بالسجن في القلعة، وبايعوا أخاه السلطان الملك الصالح صالح بن الملك الناصر محمد بن قلاوون،
وقضى السلطان السجين مدة حكم أخيه في علم وعبادة، حتى جاء به الأمراء، وعزلوا أخاه، وبايعوه من جديد.
تولى الحكم في الفترة الثانية من سنة 1354م 755ه إلى سنة 1361م 762ه، قتله المماليك بعد أن استمر في الحكم 6 سنوات و7 أشهر.
وكان زوال ملكه على يد أقرب الناس إليه، مضى السلطان ولسان حاله يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
ويبقى المسجد والمدرسة صدقة جارية لمن بناه أو شارك في عمارته وصيانته.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات