صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 67

الموضوع: موسوعة [ بيوت الله ]

  1. #11
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    مسجد الزيتونة 19 قرناً من التألق
    من أعلامه ابن خلدون وأبو القاسم الشابي

    تتردد في أركانه على مدار اليوم آيات القرآن الكريم، ويشعر من يدخله بالسكينة والهدوء والأمان، ويأتي في ترتيبه بعد
    جامع القيروان، وله مئذنة شهيرة وقبتان، أسسه حسان بن النعمان، وجدده بنو خراسان وأشهر احتفالاته في شهر رمضان.



    جامعة دينية، وقلعة للعمارة الإسلامية وحصن من حصون اللغة العربية شارك في عمارة الدنيا، وتخرج فيه العلماء والفقهاء
    والأدباء والشعراء، وكتب قصته المؤرخون وعلماء الآثار، وتكرر ذكره في التراجم والأخبار، وأشرقت من زواياه الأنوار،
    وحمل اسم واحدة من أكرم الأشجار.

    وصفه السراج الوزير في كتابه “الحلل السندسية في الأخبار التونسية” (القرن التاسع الهجري) الذي طبع في تونس 1870
    بأنه الجامع المفرد والمفرد الجامع.
    ويقول المؤرخ محمد بن أبي القاسم القيرواني في كتابه (المؤنس في أخبار إفريقيا وتونس) أن راهبا نصرانيا هو الذي أشار
    على المسلمين ببناء المسجد في هذا المكان، فوق صومعته التي كان يتعبد فيها.

    أمر ببنائه القائد الأموي حسان بن النعمان الغساني سنة 79ه، وقام عبيد الله بن الحبحاب والي الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك
    بزيادة مساحته وعمارته سنة 116ه.
    ومسجد الزيتونة جامع وجامعة، أقام الصلوات والعبادات كما فتح أبوابه لطلاب العلم في تونس والمغرب العربي وقارة إفريقيا،
    شأنه في ذلك شأن الجامع الأزهر في مصر، وجامع القرويين في المغرب، وتشتمل مكتبته على 200 ألف مجلد ومخطوط.

    مكونات المسجد

    ومسجد الزيتونة هو ثاني المساجد التونسية بعد مسجد القيروان الذي أسسه عقبة بن نافع سنة 50ه، وقد أجريت له العديد من
    العمارات والزيادات على مر العصور، تم تسجيلها بدقة على نقوش حجرية بجدران المسجد آخرها عمارة الأمير أبي إبراهيم
    أحمد وأخيه زياد الله بن الأغلب.

    يتكون مسجد الزيتونة من فناء، تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، والمسجد على شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع
    ويبلغ طول جدار القبلة 61 مترا، ويتوسط جدار القبلة محراب المسجد، وبجواره مقصورة، وترتكز الأقواس التي تحمل
    السقف على أعمدة مزدوجة، وتبلغ مساحة ساحة الصلاة 1344 متراً مربعاً.

    يبلغ ارتفاع مئذنة مسجد الزيتونة 42 مترا، وهي مربعة الشكل عرض قاعدتها 16 مترا، وهي من الطراز الأندلسي المنتشر
    في مساجد المغرب العربي وبلاد الأندلس، كما تأثرت بمئذنة المسجد الأموي.

    وفي سنة 250ه 46_ بنى أبو إبراهيم أحمد الأغلبي في عهد الخليفة المستعين بالله قبة الجامع.
    وفي سنة 381ه 991م قام أبوالفتح المنصور بن أبي الفتوح يوسف ثاني ملوك الصنهاجيين بترميم قبة الجامع.
    وفي سنة 747ه في أيام محمد المستنصر بن أبي زكريا تم تزويد الجامع بالماء عن طريق بناء قناطر، كما قام بعمارته
    أمراء المهدية وبنو حفص.
    وتظهر على الجهة الخارجية المقابلة للصحن لوحات قرآنية بالخط الكوفي، وأعلى رواق القبلة قبتان، وعن يمين المحراب
    توجد غرفة صغيرة يحفظ فيها منبر المسجد الخشبي المتحرك، وللمسجد 13 باباً مصنوعاً من خشب الصندل.

    في سنة 970ه في عهد الإمبراطور شارل كان احتل الإسبان تونس، واستباحوا حرمة الجامع، وخربوا محتوياته ودمروا
    المكتبة التي يعود تأسيسها إلى سنة 696ه 1393م، ومزقوا بالسيوف الكتب والمجلدات.


    وقد قام بنو خراسان خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين بعمارة مسجد الزيتونة، وزيادة عدد أبوابه من 6 إلى 12 بابا،
    منها الباب الكبير الذي يفتح على سوق القماش، كما أعادوا بناء السور المحيط بالمسجد، وأنشأ محمد بن يحيى والي تونس
    (647 675) قناطر لتزويد المسجد بالماء، وفي سنة 716ه أمر السلطان زكريا الحفصي بصنع أبواب، وعوارض خشبية
    مزخرفة في بيت الصلاة، وعندما تداعت المئذنة الأولى للجامع سنة 1309ه أمر حاكم تونس علي باشا بإعادة بنائها بارتفاع 43
    مترا، وكانت من قبل 30 مترا.

    وتحمل قبة محرابه التي أقيمت سنة 381ه زخارف إسلامية، وهي من أروع القباب بالمساجد التونسية، وكان بالمسجد مزولة
    لضبط أوقات الصلاة، تم الاستغناء عنها بعد ظهور الساعات الحديثة الدقيقة، تم استخدام اللونين الأبيض والرمادي في كتل
    الحجارة داخل قبة المحراب مثل جامع قرطبة، وفي جامع الزيتونة منبر خشبي تم صنعه سنة 350ه، ويشبه منبر جامع القيروان،
    وإن كان أقل منه حجما، ويحمل المنبر زخارف هندسية تضفي عليه جمالا واكتمالا.

    نبذة تاريخية

    أسس مدينة القيروان بتونس القائد الفاتح عقبة بن نافع 670م لتصبح عاصمة لإفريقيا (تونس)، وهي المدينة الرابعة في الإسلام،
    بعد البصرة والكوفة والفسطاط، بلغت قمة ازدهارها في عهد الأغالبة خلال القرن التاسع الميلادي، وتحولت إلى مركز رئيسي
    من مراكز الصناعة والتجارة.

    يمتد تاريخ تونس إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة وقد بدأ مع مدينة قرطاجنة التي ازدهرت اقتصاديا وعسكريا ونافست روما على
    السيادة في البحر المتوسط، امتدت الحروب بين الفريقين من 264 ق.م إلى 146 ق.م (118 عاما)، وانتهت بانتصار روما
    وخضوع قرطاجنة لها.

    دخل الإسلام تونس خلال القرن السابع الميلادي، بعد أن فتحها جيش عقبة بن نافع، وكانت تسمى في ذلك الوقت إفريقية،
    وأسس بها مدينة القيروان، وجعلها عاصمة لتلك البلاد.

    في سنة 184ه 800م أسس إبراهيم بن الأغلب دولة الأغالبة، التي استمرت لمدة قرنين من الزمان، ازدهرت خلالهما تلك البلاد
    سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، كما شيدت المساجد الكبرى، وتمت العمارات والزيادات في القيروان والزيتونة.
    وفي سنة 306ه 981م تأسست الدولة الفاطمية على يد عبدالله المهدي، الذي بني مدينة المهدية واتخذها عاصمة له.

    وفي القرن الثالث عشر الميلادي تأسست الدولة الحفصية التي شهدت في عصرها تلك البلاد نهضة علمية وعمرانية لا مثيل لها،
    وظهر في عهدها صاحب المقدمة ابن خلدون، وفي سنة 982ه 1574م استولى عليها العثمانيون، وفي سنة 1117ه 1705م
    استقل بها حسين بن علي تحت ظل الدولة العثمانية، وحمل لقب (باي تونس)، وأنشأ بها الدولة الحسينية.

    احتلتها فرنسا 1299ه 1881م وفرضت عليها الحماية، واستقلت تونس سنة 1375ه 1956م.

    شهدت بلاد المغرب العربي تشييد مجموعة من المساجد الجامعة الشهيرة التي شاركت في عمارة الدنيا بنشر الدعوة الإسلامية وتعليم
    العلوم الدينية، وفي مقدمتها مسجد الزيتونة الذي تم بناؤه على أسس هندسية دقيقة، وفنون معمارية أنيقة، وظل على مر الزمان
    موضع احتفاء واهتمام من الولاة والحكام.

    ويقع المسجد على بعد أربعة كيلومترات تقريبا من مدينة قرطاجنة القديمة، وسمي كذلك لوجود شجرة زيتون في المنطقة التي أقيم بها،
    أو لكثرة أشجار الزيتون بها.

    ويحمل اسم الزيتونة عدد من الجوامع في العالم الإسلامي منها ثلاثة مساجد في سوريا، وقد احتفظ مسجد الزيتونة بعمارته على مدار
    11 قرنا من الزمان،. ويعود النشاط التعليمي للمسجد إلى أوائل القرن الثالث الهجري.

    أوقف أهل الخير الكثير من الأوقاف للعناية بالمسجد، والإنفاق على أهل العلم، وقراء القرآن الكريم، وفي شهر رمضان يتضاعف
    النشاط العلمي والديني، وتقام صلاة التراويح، ويقام بالمسجد احتفال كبير بمناسبة ليلة القدر.

    أصدر الباي أحمد باشا سنة 1258 أمرا بانتخاب 15 عالما من الأحناف، و15 عالما من المالكية لتدريس علوم الدين وأصول الفقه
    بمسجد الزيتونة، وخصص لكل منهم راتبا شهريا قدره 60 ريالا، ويحمل كل من تخرج في جامع الزيتونة لقب (زيتوني)،
    وهو من علامات الاحترام والمكانة العالية، ومن أعلامه في المجالات المختلفة:

    * العالم العربي الكبير عبدالرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع صاحب المقدمة وكتاب “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام
    العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”.

    * الفقيه المحدث والمفسر محمد بن عرفة.
    * الفقيه المفسر طاهر بن عاشور، صاحب “تحرير التفسير والتنوير”.
    * محمد الخضر حسين الفقيه التونسي الذي تولى منصب شيخ الجامع الأزهر بالقاهرة.
    * الزعيم عبدالعزيز الثعالبي صاحب كتاب “تونس الشهيدة”.
    * أبو القاسم الشابي صاحب ديوان (أغاني الحياة).

    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #12
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    جامع الجند.. بناه معاذ بن جبل بأمر من النبي
    اليمنيون يحتفلون سنوياً بذكرى أول صلاة أقيمت فيه

    لجامع الجند التاريخي في اليمن قدسيته ومكانته الخاصة لدى اليمنيين الذين يحتفون سنويا بذكرى أول يوم تقام فيه الصلاة في الجمعة الأولى
    من شهر رجب في السنة العاشرة للهجرة وهو اليوم الذي فرغ الصحابي الجليل معاذ بن جبل من بنائه في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.



    وجامع الجند يعد من أقدم الجوامع في التاريخ الإسلامي، وهو واحد من ستة مساجد بناها الصحابي معاذ في اليمن ولا يزال قائما حتى اليوم
    حاملا بعضا من معالم بنائه الأول.تكمن أهمية هذا الجامع الذي تقرر أخيرا إحياء دوره التاريخي في التعليم عن طريق إنشاء كلية للعلوم
    الشرعية تابعة له في أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أمر ببنائه وحدد مكانه كما أنه يعد ثالث المساجد الجامعة في العالم الإسلامي
    بعد المسجد النبوي بالمدينة المنورة وجامع صنعاء الكبير.
    في كتب السيرة فإن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اختار موقع بنائه حيث أمر معاذاً بأن يبني المسجد في الجند بين السكاسك
    والسكون قائلاً له “يا معاذ انطلق حتى تأتي الجند فحيثما بركت هذه الناقة فأذن وصل وابتن مسجداً”.

    ويقول خبراء الآثار الإسلامية إن تأسيس مسجد الجند التاريخي بتعز كان مكملا لدور مسجد صنعاء المؤسس في السنة السادسة للهجرة
    وقد انتهى الصحابي معاذ بن جبل من بنائه في شهر رجب من السنة العاشرة للهجرة وصلى بالناس أول جمعة ما جعل لهذه المناسبة
    مكانة خاصة لدى اليمنيين الذين يحتفون كل عام بهذه المناسبة الدينية من خلال الاجتماع السنوي في الجامع وختم القرآن وصحيح
    البخاري في مظاهر احتفالية يرتدي فيها الناس الملابس الجديدة ويقيمون الولائم ويقدمون الطعام للفقراء والمساكين.

    جولة معاذ

    عندما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي معاذ بن جبل إلى اليمن لدعوة الناس إلى عقيدة التوحيد نزل أولا مدينة صعدة
    وأمر أهلها ببناء مسجد ثم ودعهم متجها إلى صنعاء واجتمع بأهلها ثم توجه إلى الجند حيث بركت ناقته في المنطقة التي بنى فيها الجامع،
    لذلك يوصف الجامع بأنه ثاني مساجد اليمن بعد مسجد صعدة.

    ويقول أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالله عبدالسلام: إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمر بعد عودته
    من غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة معاذ بن جبل بالتوجه إلى الجند ودعوة أهل اليمن إلى الإسلام وتفقيههم بأمور دينهم، وبناء
    المساجد وإقامة الصلاة لهم فتوجه معاذ إلى مكة حاجاً ومنها خرج إلى اليمن حيث وصل الجند في شهر جمادى الآخرة من السنة العاشرة،
    وكان كلما مر على منطقة دعا أهلها إلى الإسلام وأسس لهم مسجداً للصلاة، لذلك تنسب إليه ستة مساجد في اليمن في مناطق نجران،
    صعدة القديمة، صنعاء، ذمار، إب وأخيرا مسجد الجند ولهذا السبب استغرقت رحلته من مكة إلى الجند حوالي خمسة أشهر.

    وقد مكث الصحابي الجليل معاذ بن جبل يجوب بلاد اليمن ثلاثة عشر شهراً ثم عاد واستقر في مكانه الأول الجند حتى تولى
    أبوبكر الصديق رضي الله عنه أمر الخلافة فانتقل معاذ إلى الحجاز.
    وتشير المصادر التاريخية إلى أن معاذ بن جبل اجتمع ببني الأسود الذين كان لهم رياسة الجند في أول جمعة من رجب فوعظهم
    وصلى بهم فكانت أول جمعة تقام في اليمن فاتخذها الناس منذ ذلك اليوم عيداَ يقام كل سنة في أول جمعة من رجب حيث يتجهون
    إلى جامع الجند للصلاة فيه وإقامة الشعائر الدينية والتقرب إلى الله”.

    يقع الجامع إلى الشمال الشرقي من محافظة تعز على مسافة 20 كيلومترا وقد عرف باسمين الأول جامع معاذ والثاني جامع الجند
    نسبة إلى مخلاف الجند وهي مدينة قديمة في محافظة تعز جنوب اليمن تنسب إلى جند بن شهرات احد بطون قبيلة المعافر وكانت
    من أهم المخاليف في اليمن وكان بها سوق الجند احد أهم أسواق العرب الموسمية المشهورة قبل الإسلام شأنه شأن سوق عكاظ،
    ولكن لم يبق اليوم من مدينة الجند القديمة سوى جامع الجند الممتد في منطقة القاع.

    وكان المسجد الذي بناه الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه صغير الحجم غير أنه لم يبق من مساحة المسجد الأولى شيء سوى
    موقع محراب معاذ الأول والذي يقع إلى الشرق من المحراب الحالي.

    عمليات التجديد

    وبعد بناء الجامع بقرون شهد الجامع عدة مراحل لتجديده حيث تم تجديده في عهد الملكة الصليحية السيدة بنت أحمد 480-532هـ،
    على يد وزيرها المفضل بن أبي البركات أواخر القرن الخامس الهجري واشتمل التجديد على بناء الجامع بالحجارة المنقوشة
    والآجر المربع، وتسقيفه وتذهيبه، وإجراء الماء إليه من عين تقع في وادي خنوة شمال غرب الجند بواسطة ساقية ذات عقود مقنطرة.

    كما جدد الأيوبيون الجامع أربع مرات الأولى قام بها نواب توران شاه بن أيوب (571-576ه) إذ كان الجامع قبل استيلاء الأيوبيين
    على اليمن سنة 569 هجرية قد أحرق سنة 558 هجرية هو والمدينة على يد مهدي بن علي بن مهدي ثاني ملوك دولة بني مهدي،
    وظل مخرباً حتى مجيء الأيوبيين، حيث انشغل توران شاه بترتيب أوضاع اليمن والقضاء على الزعامات القبلية والدويلات الحاكمة
    حتى عودته إلى مصر سنة 571ه، بعد أن عهد إلى نوابه على اليمن ببناء ما تحتاج إليه البلاد، ومن ذلك قيام نائبه على تعز ياقوت
    التعزي أو مظفر الدين قايماز بتجديد الجامع وقد انتهى ذلك التجديد سنة 575ه كما هو مذكور على جدران الجامع.

    وتجدد الجامع في عهد طغتكين بن أيوب 579-593 هجرية أخ صلاح الدين الأيوبي الذي أتى إلى اليمن لثبيت الأستقرار وفي
    تلك الفترة قام ببناء مدينة جديدة شمال الجند سماها المنصورة وكذلك قام بتجديد جامع الجند واشتمل التجديد على زيادة سمك جدران
    الجامع بقوالب الآجر، ورفع السقف على أعمدة من الآجر المكسوة بالجص، وتزيين زخارف السقف بالذهب واللازورد، وكذلك
    عمل منبراً للجامع سنة 588 هجرية كما هو مذكور على المنبر.

    وجدد سلاطين الدولة الرسولية جامع الجند مرتين: أولاهما في عهد السلطان الأشرف إسماعيل الثاني 778-803ه الذي أمر بتجديد
    الجامع وتسوير المدينة سنة 793ه، وثانيتهما في عهد السلطان الظاهر يحيى بن الأشرف 830-842 ه حيث تذكر المصادر أنه
    جدد المئذنة الشرقية بعد سقوطها، وإن لم تحدد المصادر سنة التجديد.

    وتم تجديد الجامع أيضاً في عهد الطاهرين حيث قام آخر سلاطين الدولة الطاهرية السلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب بتجديد
    المئذنة الغربية وجدد الجامع في القرن الماضي مرتين كانت الأولى في عهد الإمام يحيى حميد الدين أثناء حكم ولي عهده سيف
    الإسلام أحمد لمدينة تعز، وفي العصر الجمهوري استكملت كسوة بقية الواجهات وكذلك استبدال السقف الخشبي بسقف إسمنتي
    على نفقة الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز.

    الجامع من الداخل

    جامع الجند العتيق شأنه شأن مساجد اليمن الأولى لم يبق من عمارته الأصلية إلا الرقعة الصغيرة التي كان يشغلها المسجد عندما
    بناه الصحابي معاذ بن جبل والتي أدخلت في مساحته الحالية، والجامع حاليا مستطيل الشكل طوله من الخارج (5.65م) وعرضه (43 م)
    يحيطه سور تتوجه شرفة مسننة، وأما تخطيطه العام فيتكون من صحن مكشوف بطول 35 مترا وضع فيه عمود مربع بارتفاع
    مترين يستخدم كمزولة لتحديد أوقات الصلاة، وتحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة الذي يتألف من أربعة أساكيب ويزين
    جدار القبلة فيه محرابان وضع بينهما منبر خشبي، يعد تحفة فنية غنية بالزخارف المحفورة والمخرمة والمجمعة وهو من المنابر
    الباقية التي ترجع إلى زمن طغتكين بن أيوب في الربع الأخير من القرن السادس الهجري وتكمن أهميته في أنه يعد حلقة الوصل
    بين طراز المنابر المبكرة ومنابر اليمن في الفترة اللاحقة أي الرسولية والطاهرية.

    وتشغل المئذنة جزءاً من الزاوية الجنوبية الغربية وهي تتكون من جزء سفلي اسطواني يعلوه شكل مثمن فوقه شكل مسدس ويتوج
    المئذنة من أعلى قبة ويبرز إلى جانب المئذنة لوح من الحجر كتب عليه اسم السلطان عامر بن عبد الوهاب، بالإضافة إلى ألواح
    أخرى سجلت عليها التجديدات المتلاحقة التي جرت على هذا الجامع عبر الحقب التاريخية المختلفة.

    وللمسجد أربع زيادات مكشوفة تحيط به من الخارج، وقد شغل الركن الجنوبي الشرقي من الزيادة الشرقية بميضأة مكونة من بركة
    للمياه مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب، يشغل ضلعها الشرقي أحد عشر حماماً مغطاة بقباب صغيرة، فيما يشغل كلاً
    من الضلعين الشمالي والجنوبي حمامان مماثلان، وفي الضلع الغربي للبركة خمس حجرات صغيرة مكشوفة وعدد من المقاعد
    الحجرية الدائرية للجلوس عليها أثناء الوضوء.


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #13
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    المسجد الجامع في دلهي.. رافع لواء الحرية

    شارك في نشر الدعوة الإسلامية في ربوع شبه القارة الهندية، وغيرها من الأمم الآسيوية، ورفع لواء الاستقلال والحرية، في مواجهة
    القوى الاستعمارية، واجتمعت فيه عناصر العمارة الإسلامية والمحلية. دعا للعدل والخير والسلام، وغيرها من قيم ومبادئ الإسلام،
    على مدار القرون والأعوام، وترفرف على ساحته أسراب الحمام، ودفن بحديقته الزعيم الوطني أبو الكلام.



    يعد مسجد دلهي الجامع من أكبر المساجد الهندية، ومن أشهر المساجد على امتداد الكرة الأرضية، أمر بإنشائه السلطان شاه جيهان سنة 1560م،
    وانتهى العمل فيه سنة 1566م، وقد أقيم على ربوة عالية، ويتم الصعود إليه عبر سلم كبير (40 درجة) وعليه سور مرتفع، وله ثلاث
    بوابات شاهقة الارتفاع في الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية، تفتح على صحن الجامع، وهو مربع الشكل ترفرف عليه أسراب الحمام
    على مدار أيام العام كما هو الحال في بيت الله الحرام.

    في وسط الصحن بحيرة تستخدم للوضوء، وتتكون ساحة الصلاة من ثلاثة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، وبه محراب كبير يبلغ عرضه خمسة أمتار،
    اجتمعت فيه عناصر الزخرفة الإسلامية الهندسية والنباتية والخطية، وعن يمين المحراب منبر صغير من المرمر الأبيض، وهو بسيط التكوين
    يتكون من عدة درجات. يغطي المرمر الأبيض ساحة الصلاة، وهي مقسمة إلى مستطيلات، يصطف المصلون على أضلاعها في خطوط
    منتظمة مستقيمة، وبالمسجد مصلى للنساء.

    وتعلو ساحة الصلاة ثلاث قباب، وعلى جانبيها تستوي المنارتان العملاقتان، وهما من أجمل مآذن المساجد الهندية، تغطيهما ألواح المرمر البيضاء،
    وتزينهما خطوط مستقيمة سوداء، ويتكرر المشهد نفسه على القباب بصورة جميلة متناغمة.

    وفي المسجد غرفة صغيرة بيضاء، تفوح منها رائحة العطر والبخور، وبها بعض المحفوظات النادرة، منها شعرة يقال إنها من لحية النبي الكريم
    صلى الله عليه وسلم وخف من جلد الغزال مغطى بالورد ورق من الجلد عليه آيات من القرآن الكريم بالخط الكوفي كتبها الإمام علي بن أبي طالب،
    وآيات أخرى بيد ولده الإمام الحسين رضي الله عنهما.انتقلت هذه الآثار خلال العصر العباسي إلى الهند، وحافظ عليها الملوك والأمراء حتي
    انتهى بها المطاف إلى خزانة المسجد الجامع بدلهي.


    يطل المسجد على القلعة الحمراء (القصر الملكي) الذي بناه الإمبراطور شاه جيهان، ومن حوله حدائق واسعة وبحيرات ونافورات، وفي وسط
    الحديقة ضريح الزعيم المسلم أبو الكلام أزاد، وهو المكان الذي ألقى فيه خطابه الأخير قبل وفاته بأسبوع واحد، وقد اختار هذا المكان الزعيم
    الهندي جواهر لال نهرو لدفن رفيق كفاحه.
    ومشهد الصلاة بالمسجد الجامع بدلهي جميل ومهيب، خاصة في أيام الجمعة والأعياد وشهر رمضان.

    شاه جيهان

    والسلطان شاه جيهان (1592م - 1666م) خامس حكام الإمبراطورية المغولية بالهند، تولى الحكم سنة 1627م، ويمثل عهده العصر الذهبي
    للفنون المعمارية والنهضة العلمية، والرخاء والرفاهية، شيد مجموعة من المساجد والقصور، ومن أشهر أعماله تاج محل، وهو ضريح من
    الرخام الأبيض دفنت به زوجته ممتاز محل، وهو احدى عجائب الدنيا.

    نقل عاصمته من مدينة أجرا إلى دلهي، وأسس بها المسجد الجامع والقلعة الحمراء.
    تقع الهند جنوب آسيا، وهي بلاد مترامية الأطراف، وهي ثانية أكبر دول العالم بعد الصين في عدد السكان، حيث يعيش فيها أكثر
    من مليار نسمة. والاسم الحقيقي للعاصمة الهندية هو (دهلي) وقد حرفها الإنجليز ونطقوها دلهي، وشاع استخدام الاسم الخطأ في بلاد العالم،
    وتعني كلمة دهلي الأرض الرطبة أو اللينة.

    وصل المسلمون إلى سواحل الهند الغربية، وأطراف حوض السند خلال الفتوحات التي جرت في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية.
    لكن الوجود الحقيقي للإسلام في بلاد الهند جاء على يد سبكتكين الغزنوي (977ه 997ه) وتأكد هذا الوجود في عهد ابنه محمود الغزنوي،
    واستمرت دولة الإسلام في الهند 850 سنة عاشت خلالها هذه البلاد في تقدم ورخاء وازدهار.

    وقيل إن ملك مالبار سافر إلى بلاد العرب لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وأشهر إسلامه لكنه مات قبل عودته، وطلب من أتباعه
    أن يحملوا الدعوة إلى بلاده.وفي المسجد جماعة من الطلبة يتعلمون العلم ولهم مرتبات من مال المسجد، وله مطبخ لإطعام الوارد
    والصادر وأيضا إطعام الفقراء.

    مساجد الهند

    جمعت مساجد الهند بين خصائص العمارة الإسلامية والعمارة الهندية، وأخذت المساجد في أول الأمر شكل القلاع أو الحصون فمساحتها قليلة،
    وأسوارها عالية، واستخدمت المآذن في الحراسة والمراقبة إلى جانب دورها في رفع الأذان. في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)
    تطورت عمارة المساجد الهندية بصورة كبيرة، زادت مساحتها وزخارفها مع احتفاظها بالسمة الأولى كحصون أو قلاع، تساعد على رد حملات الأعداء.
    ومن مساجد الهند الشهيرة مسجد قوة الإسلام الذي شيده غياث الدين وأخوه شهاب الدين سنة 602ه 1206م، ومن أشهر معالمه مئذنة قطب
    منار التي تنسب إلى قطب الدين أبيك أول سلاطين مماليك الهند، وقطر المئذنة عند القاعدة 15 مترا وعند القمة ثلاثة أمتار وارتفاعها 5.72 متر،
    وهي مضلعة الشكل، ولها ثلاث شرفات، ويتميز المسجد بصحنه الفسيح، وجدرانه العالية، وقبابه، ومئذنته، ويتكون من ثلاثة إيوانات، إيوان القبلة،
    وإيوانين على الجانبين، وثلاثة أروقة من الخلف.

    وظهر طراز ثالث من المساجد الهندية بمدينة جوالبارجا حيث يكون المسجد مسقوفاً بالكامل بدون صحن يشبه المساجد بمنطقة الأناضول،
    وبه ساحة واسعة للصلاة ويرتكز على أعمدة وتعلو السقف مجموعة من القباب أكبرها قبة المحراب.

    وفي مدينة جاونبور ظهر طراز رابع من المساجد يتكون من صحن تحيط به أربعة إيوانات على غرار مساجد الإسلام الأولى في البصرة والكوفة
    والفسطاط، وظهر طراز خامس يتكون من عدة طوابق بكل منها قاعة للصلاة والاعتكاف، ويتم الصعود إليها بسلم داخلي، وظهر طراز سادس
    من المساجد في عهد السلطان أكبر جد السلطان شاه جيهان عبارة عن صحن واسع مستطيل تحيط به ثلاثة إيوانات للصلاة أكبرها إيوان القبلة
    الذي تعلوه قبة كبيرة، مع قبتين على الإيوانين الجانبيين، ومنها مسجد فتح بور سيكري وهي مدينة صغيرة جنوب دلهي، ومن أشهر مساجد الهند
    الجامعة مسجد أجرا الذي بناه السلطان أكبر وأتمه ابنه جيهان جير، ومسجد اللؤلؤة الذي شيده الإمبراطور شاه جاهان سنة 1058ه 1648م على
    غرار مسجد جده السلطان أكبر بمدينة فتح بور سيكري.

    شارك المسجد الجامع بدلهي في نشر الدعوة الإسلامية في أقاليم الهند المختلفة، وفي عدد كبير من الأقطار الآسيوية، وقام بدور فعال في نشر العلم
    والحضارة في هذه البلاد، وشارك المسجد أيضا في حركة الكفاح ضد الاستعمار البريطاني، وكان ملاذا للثوار الهنود ومركزا للمقاومة ضد
    الاستعمار منذ سنة 1857م.

    وقد احتله الانجليز، وأغلقوه في وجوه المصلين مدة خمس سنوات، واستمر الكفاح حتى حصلت الهند على الاستقلال سنة 1949م، وعاد المسجد
    إلى سابق عهده ومجده في نشر الدعوة وعمارة الدنيا.

    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #14
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    مسجد الهدى.. تناغم مدهش بين ثلاثة عصور
    يستوعب 2611 مصلياً ويؤدي دوراً اجتماعياً متميزاً

    دور كبير تلعبه الشارقة في إظهار روح الحضارة الإسلامية في كل مرافق الإمارة من متاحف ومبان تجمع بين البناء الحديث والطراز الاسلامى
    القديم، ويظهر هذا جليا في اهتمام المسؤولين عن العمارة بطرق تصميم المساجد وتوفيرها للمصلين في أنحاء الإمارة كافة بهذا الشكل الأنيق.



    من بين هذه المساجد “مسجد الهدى” الذي تبرز فيه بأسولب مدهش روح الإسلام، وتضفي عليه أجواء شهر رمضان الكريم كسائر المساجد طابعاً
    خاصاً، وهو تحفة فنية معمارية من الداخل والخارج، يجمع كما يقول توفيق مصطفى كامل رئيس قسم الهندسة في دائرة الشؤون الإسلامية
    والأوقاف في الشارقة، ما بين العمارة الإسلامية في عصر المماليك وعمارة العصر العثماني والعصر الحديث وذلك في تناغم يعكس الذوق
    المعماري الرفيع للمسجد.

    يقع مسجد الهدى في منطقة الخالدية وشيد عام 1420 هجرية (2000 ميلادية)، ويستوعب 2611 مصلياً، وفيه مصلى للنساء في كل من
    الدورين الأرضي والعلوي، ويتميز المسجد من الخارج بعمارته الإسلامية والنقوش التي تجمع بين الفنون المملوكية والعثمانية والحديثة في
    آن واحد. ويظهر ذلك في المئذنتين العاليتين والقباب الخمس، والتي استعملت فيها الخرسانة المسلحة المطعمة بالزجاج بالإضافة إلى شرفات
    المئذنتين المصنوعة من الأخشاب على طريقة “الأرابسك”، والتي تلف المئذنتين من الجهات الاربع.

    عبق التاريخ الإسلامي

    للمسجد ثلاثة مداخل: المدخل الرئيسي وهو مميز جداً بالأعمدة الأربعة المصنوعة من الخرسانة والمغلفة بنقوش من الجبس الأبيض، ويتوسط
    هذه الأعمدة ثلاثة أبواب خشبية كبيرة منقوشة بالخشب البارز والغائر بالنقوش الإسلامية، ومطعمة بالنحاس الأصفر البراق، والمدخل الثاني
    يؤدي الى مصلى النساء وهو مشغول بطريقة الأبواب الرئيسية نفسها، وكذلك المدخل الخلفي، وأهم ما يميز المسجد من الخارج أيضا المبنى
    الملحق الخاص بالوضوء وهو يحمل طرز التصميم والبناء ذاتها، فيما يرى المصلي أرضية حوش المسجد والسلالم المؤدية اليه المصنوعة
    من الجرانيت الأحمر، فيعود الى العصور الإسلامية القديمة حيث يشم فيها عبق التاريخ الاسلامي ويلمس روعة الفن العثماني الأصيل
    بألوانه وزخارفه الجميلة الراقية والأنيقة.

    رحابة وفخامة

    عندما يدخل المصلي من أحد أبواب المسجد تشد انتباهه أول الأمر رحابة المكان، فيشعر بالراحة والسكينة ويدخل تحت الثريات التي تتلألأ في
    سقف المسجد ليشعر بفخامة وعبق المكان، وتعتبر الثريات عنصراً مهماً جداً من عناصر الزينة والديكور لأي مسجد ولها دور كبير في مسجد
    الهدى، حيث يرى المصلي الثريات على الجانبين، بالاضافة الى الثريا الكبيرة التي تزين البهو الكبير في وسط المسجد.
    يعتمد السقف كعادة المباني الإسلامية من الداخل على نقوش الجبس الملون وتضاد الألوان بين الغائر والبارز مع اللون الأبيض، وينطبق هذا
    تماماً على الجدران التي اصطبغت باللون الذهبي الناصع الصفرة، لتوحي للمصلي بأنه بين جنبات التاريخ وليس في تقليد العصر الحديث.

    وأهم ما يميز الجدران ايضا المشربيات المصنوعة من المواد الحديثة والاخشاب المطعمة بالزجاج والمطلية بلون الخشب لتحافظ على الشكل
    الطبيعي لخامة الخشب. ويعتمد المحراب أو المكان المخصص لصلاة الإمام وهو من أهم الأجزاء في أي مسجد، على الوحدات الاسلامية
    والمنمنمات أو التفاصيل الدقيقة التي تعكس دقة الفنان المعاصر في محاكاة الفن الاسلامي القديم ولكن بخامات حديثة قوية، مثل الجرانيت
    الأحمر والأبيض، وتعلو المحراب القطع الفنية والوحدات الاسلامية المنحوتة من الجبس الابيض والمكتوب عليها بعض الآيات القرآنية
    بطريقة أنيقة، وأمام المحراب يوجد الكثير من حوامل المصاحف المنتشرة في ارجاء المسجد، لتلاوة القرآن الكريم أو تحفيظه. أما أرضية
    المسجد من الداخل فهي مفروشة بالسجاد الحديث الأزرق اللون والمتناسق في ألوانه مع لون قاعدة الأعمدة الزرقاء التي تنتشر في المسجد بشكل كبير.

    فعاليات اجتماعية

    وعن الفعاليات والأنشطة الاجتماعية التي تتم في المسجد يقول محمود صميدة إمام المسجد إن الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين
    تقام في المسجد، بالإضافة إلى المحاضرات والدروس الدينية اليومية.

    وإيماناً بدوره الاجتماعي، يسهم المسجد في خدمة المجتمع خدمة متميزة عن طريق تسوية الخلافات والنزاعات، والصلح العائلي بين أفراد
    المجتمع والأسر وبين الرجل وزوجته وذلك قبل المحاكم الشرعية، مشيراً الى أن هناك الكثير من الخلافات التى نجح المسجد في حلها
    والتغلب عليها عن طريق تقريب وجهات النظر، منوهاً بالدور الكبير الذى يلعبه المسجد في الشهر الكريم في تجميع المسلمين وتحقيق
    الاتصال بين أفراد المجتمع والمسؤولين عن طريق خطبة الجمعة، والدور التوعوي للمسجد في دعم الحملات الوطنية في مختلف المجالات.
    فضلاً عن أن المسجد يضم بين جنباته مكتبة كبيرة وعامرة بالكتب الدينية والعامة، وتتنوع الكتب الدينية بين القرآن الكريم والعلوم الشرعية
    والحديث وعلومه والفقه والعقيدة والتوحيد، بالاضافة الى ارفف العلوم العامة وتضم كتب علم النفس والتاريخ والثقافة الاسلامية.

    ويقوم المسجد بدور فعال أيضا في مجال تحفيظ القرآن وتعليم أصول القراءة والتجويد بالإضافة إلى الدروس اليومية التي يقدمها الإمام،
    وهناك حلقات يومية لتحفيظ القرآن للكبار والصغار وهو الأمر الذي تسعى إلى تعميمه إدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الشارقة
    بهدف زيادة عدد الحافظين لكتاب الله، حيث تقيم الشارقة سنوياً حفلاً كبيراً لتكريم حفظة القرآن الكريم.


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #15
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1















    مسجد القبلتين

    ينسب هذا المسجد لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال بالاتجاه الشمالي الغربي. وسمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة. جدد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز (( 87 ـ93هـ ))، وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ. وضمن مشروع تطوير المدينة تولت مجموعة ابن لادن السعودية مشروع تجديده وتوسعته فأزالت الرابية وأقامت مكانها مبنى جديداً واسعاً يتألف من طابقين الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن. أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار. ويعد مسجد القبلتين واحداً من معالم المدينة المنورة المتميزة، تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون ويؤمه الزوار للصلاة فيه.


    يقع مسجد القبلتين على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة. و يطل المسجد على شارعين مهمين في المدينة وهما طريق الدائري الثاني و شارع سلطانة (المركز التجاري في المدينة المنورة ) .

    • مساحة المسجد: 3920 م2
    • تعلوه قبتان الأولى قطرها 8 م و الثانية 7 م و الارتفاع مايقارب 17 م لكل منهما .
    قام الخليفة عمر بن عبد العزيز بتجديد المسجد و الإعتناء به .
    في سنة 893 هـ قام الشجاعي شاهين الجمالي ( كبير خدم المسجد النبوي في ذلك الوقت ) بتعميره وتجديد سقفه .
    في سنة 950 هـ قام السلطان العثمانيسليمان القانوني بتجديد المسجد وتعميره .

    ومن أشهر أقوال العلماء في تعيين مسجد القبلتين بأنه المكان الذي تحولت فيه القبلة ما قال ابن النجار: «والثابت عندنا أنها صرفت في الظهر في مسجد القبلتين»، كما قال ابن كثير ما نصه: «وذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر وذلك في مسجد بني سلمة فسمي مسجد القبلتين»، وذكر البغوي أن مجاهدا وغيره قال: «نزلت آية تحويل القبلة ورسول الله في مسجد بني سلمة، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمي بالقبلتين. وفي ما يورد المفسرون سبب تحويل القبلة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان عقب كل صلاة ينتظر أمر ربه في القبلة، فأنزل الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) إلى أن نزل الأمر الإلهي يأمره بأن يتوجه نحو الكعبة. (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)، ، وروي أن القبلة صرفت ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال ، وكان التحويل (180) درجة أي نصف دائرة تقريباً. وسمي هذا المسحد بعدها بمسجد القبلتين، وقد رافق التحويل تشويش أسهم في تأجيجه اليهود من جهة، والمشركون من جهة وضعفاء الإيمان من جهة ثالثة. وحظي المسجد طوال تاريخه وعلى فترات العديد من التجديد في بنائه كان أولها في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (87 ـ 93هـ)، وجدد أيضاً عام (950هـ) في عهد السلطان القانوني، كما قام عمر بن عبد العزيز بتجديده وتعميره عندما ولي المدينة، وفي سنة 893 هـ قام الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدم بالمسجد النبوي بتعميره وتجديد سقفه، وفي سنة 950 هـ قام السلطان سليمان بتجديده وتعميره، وكتب على الحائط الشمالي آية 144 من سورة البقرة بخط جميل جداً، وهو جهة القبلة إلى بيت المقدس. وشهد المسجد تطويره وتجديده وتوسعته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز فأقيم مكانه مبنى جديد يتألف من طابقين على مساحة مساحة المسجد: 3920 م2، وتعلوه قبّتان بقطر 7.8 م، وارتفاع 18.8 متر لكلٍّ منهما (1190م2) ويشمل كافة الخدمات للمصلين والزائرين، كما يشمل رواقا لتحفيظ القرآن الكريم، وهو يعد واحداً من معالم المدينة المنورة المتميزة، حيث تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون.










  6. #16
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    بارك الله فيك على هذا الجهد الكبير



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #17
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    مسجد آيا صوفيا


    التعريف:

    من أبرز معالـم مدينة أسطنبول، وأحد الآثار العظيمة التي كانت أثر من آثار البزنطيين لآلاف السنين،ولكنه أصبح فيما بعد جامعاً وستمر كذلك لمئات السنين، ولكن أتاتورك حوّله إلى متحف مع مطلع القرن العشرين، ولم كذلك يزل حتى الآن.

    الموقع:
    يقع في مدينة أسطنبول في تركيا.
    التأسيس:
    كان مبنى (آيا صوفيا) وتعنى (الحكمة المقدسة) قبل الفتح الإسلامي لأسطنبول كنيسة نصرانية، بناها الأمبراطور الروماني جوستينان سنة 326م، وبعد فتح الأتراك العثمانيين لمدينة أسطنبول أمر السلطان محمَّد الفاتح بتحويلها إلى جامع، وصلّى فيه أول صلاة جمعة بعد الفتح، وذلك سنة 875هـ/1453م، وبنى للمسجد منارة خشبية مع محراب وأطلق عليه اسم (آيا صوفيا).
    التوسعة والإعمار:
    في عهد السلطان بايزيد الثاني، بنيت منارة المسجد من الحجر بعد أن كانت من الخشب، وبنيت له قبة كبيرة.
    خلال الفترة بين سنتي (1839ـ1861م) أمر السلطان عبد المجيد العثماني بصيانة وتعمير هذا الأثر على يد المعمار السويسري (فوساتي).
    بنى السلطان محمود الأول مكتبة في الفناء الداخلي للمسجد وفي طرفه الجنوبي.
    المعالـم:
    صحن المسجد مرصوص بالرخام وجدرانه مطعمة بالفسيفساء المزينة بالأحجار الثمينة واستعملت في زخرفة بنائه المعادن الثمينة التي تعود لآثار الفن البيزنطي، وأعمدة الرخام المستعملة في البناء جلبت إليه من هيكل(أرتيميس)ومناطق مختلفة من العالم، ويوجد في فناء المسجد الداخلي نافورات لغرض الوضوء، وفي الزاوية الجنوبية من المسجد شيّدت منارة من القرميد بدلاً من المنارة الحجرية، وللمسجد قبة كبيرة ويُعتبر القسم البرونزي الموجود في الجهة الجنوبية من المكتبة تحفة فنية رائعة، فجدران هذا القسم مغطاة ببلاط ثمين يعود صنعه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، والمسجد اليوم عبارة عن متحف أثري بني خارجه مسجد كبير ألحق بالمتحف.
    من ذاكرة التاريخ:
    هناك حكايات أسطورية تحكي سبب بناء هذا الأثر، منها أنَّ الأمبراطور جوستينان حلم ذات ليلة، فرأى في الحلم أنَّ رجلاً عجوزاً وقف في موضع المسجد الحالي، وحمل بيديه صينية عليها خريطة البناء، وأمره بتشييد كنيسة حسب مواصفات الخريطة، وعندما أفاق الأمبراطور من نومه استدعى مهندسه المعماري الذي وجده قد رأى نفس وقائع الحلم وبنى هذه الكنيسة.
    احترقت هذه الكنيسة عدّة مرات وأعيد بناؤها، كما دمّرت عندما دخل الصليبيون أسطنبول وأحرقوا ونهبوا محتوياتها.
    سنة 1935م وفي العهد الأتاتوركي، أمر مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف ولا يزال كذلك.



    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #18
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    جامع الخلفاء







    منارة سوق الغزل (جامع الخلفاء) كما صورها مصور ألماني خلال زيارة للعراق عام 1911م, و هي أقدم منارة باقية في بغداد حيث أن المنارة الظاهرة في الصورة قد بناها ابن هولاكو خلال القرن الثالث عشر ميلادي بعد أن كانت قد تدمرت عند دخول جيش المغول بغداد


    جامع الخلفاء هو مسجد يقع في بغداد عاصمة العراق بناه الخليفة علي المكتفي بالله لكي يكون المسجد الجامع لصلاة الجمعة في شرقي القصر الحسني، وكان يعرف بجامع القصر، ثم أطلق عليه أسم جامع الخليفة، وسمي بجامع الخلفاء في الفترة الأخيرة، وهو من معالم بغداد التأريخية، وتم بناءه في عام(289-295هـ، 902-908م)، وذكره الرحالة ابن بطوطة عند زيارته لبغداد علم 727هـ، 1327م . وهو يقع في محلة سوق الغزل قرب الشورجة، ومنارة جامع الخلفاء، من المآذن التأريخية والمتميزة بعمارتها، وهي الأثر المعماري الوحيد الباقي من دار الخلافة العباسية ومساجدها، وقد بنيت هذه المنارة قبل أكثر من سبعة قرون، وهي من الآجر فقط، وتبدو النقوش المحيطة بالسطح الدائري بأشكالها المعينية البسيطة، كما لو كانت قد صففت لتبرز من خلال الظلال المتباينة في الخط الآجري. وكانت تعتبر أعلى منارة يمكن رؤية بغداد من على مأذنتها، وكان ارتفاعها خمسة وثلاثون مترا، وهي تعبر عن جلال بناء قصور الخلافة العباسية ولقد سقطت المنارة وهدم الجامع عام 670هـ، 1271م، وأعيد بنائهما في 678هـ، 1279م.
    وسميت بمنارة سوق الغزل لأن الجامع قد قطعت أرضه وأنشيء في أحد جوانبه الشرقية سوق للغزل، ثم سقطت وأعيد بنائها من قبل الوالي العثماني سليمان الكبير (1193هـ - 1217هـ) ،(1779م -1802م )، وشيد كذلك جامعا في غرب المنارة، ويعرف بجامع سوق الغزل بقي قائما حتى عام 1957م، حيث تم هدمه لأجل فتح شارع الجمهورية، الذي يمر في سوق الشورجة.
    وقد شيد الوالي سليمان باشا في جامع سوق الغزلمدرسة علمية يدرس فيها العلوم العقلية والنقلية وقد تصدر للتدريس فيها علماء بغداد وأعيانهم ومنهم الشيخ يحيى الوتري والشيخ عبد الله الموصلي، ثم أبنه محمد افندي الموصلي، ثم زالت معالمها وتم تهديمها عند بناء وفتح شارع الجمهورية.
    وجامع القصر أو جامع الخليفة كان يعتبر أحد الجوامع الثلاثة الكبيرة في بغداد (الأثنان الآخران هما جامع المنصور وجامع الرصافة)، وكانت تقام فيه وفي غيره صلاة الجمعة خلال القرون الأربعة الأخيرة من الخلافة العباسية، وكان الجامع الرسمي للدولة العباسية ففيه تقرأ عهود القضاة ويصلى على جنائز الأعيان والعلماء، وتعقد فيه حلقات العلمللفقهاء والمحدثين والمناظرين، وفي رحبته كانت تبين مظاهر الحياة الأجتماعية والتجارية لأهل بغداد، وقد ذكر العلامة محمود شكري الآلوسي في كتابه (تاريخ مساجد بغداد وآثارها)، أن هذا الجامع أنشيء على عهد الخليفة العباسي المهدي في سنة 159هـ، وهذا خلاف الواقع المخطط لبغداد والتأريخ، لأن المهدي إنما أنشأ الجامع المعروف بجامع الرصافة وهو يقع في جنوب مقبرة أبي حنيفة النعمان (مقبرة الخيزران)، ثم إنه لم يكن العمران قد وصل في عهد المهدي إلى هذه المنطقة التي أنشيء فيها جامع القصر.
    كما ويوجد حول الجامع سياج من حديد يعد اية من ايات الفن والابداع في هذا المجال حيث طلب الشيخ جلال الدين الحنفي من شيخ الحدادين في بغداد وهو الحاج المرحوم عبد الامير الحداد ( 1914 - 2003 ) بتشييد سياج يليق بهذا الجامع , فأتم شيخ الحدادين هذا السياج سنة 1964 وكان بالخط الديواني مع العلم ان عبدالامير الحداد كان لا يعرف القراءة والكتابة . ويستطيع زائر هذا الجامع ان يرى بأم عينه مدى ابداع هذا الحداد في تطويع الحديد لجعله على هذا الشكل الرائع الذي لا يوجد له مثيل في جامع من جوامع العالم الإسلامي .










  9. #19
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    جامع القيروان

    يعود تأسيس جامع القيروان الواقع في تونس إلى الفاتح العظيم عقبة بن نافع وذلك في العام 670م، وهذا الجامع يُعتَبَر من أقدم الجوامع الباقية، بل إنّه يُعَدّ أوّل جامع أُنشئ في المغرب العربي.
    أَمَرَ زيادة الله، أبرز أمراء الأغالبة، بهدم جامع القيروان وإعادة تشييده وذلك في سنة 836م، فأخذ شكله الحالي على يده وما يزال محراب هذا الجامع تُغطّيه، مع مساحةٍ مستطيلةٍ حوله، بلاطاتٌ من القاشاني ذي البريق المعدني، عددها نحو مائةٍ وأربعين بلاطةٍ، وهي مُربّعة الشّكل ويغلب عليها اللّونان الأحمر والأخضر، وكلّها من أبدع ما أنتجه الخزفيون في الطّراز العبّاسي.
    وقوام هذه الزّخرفة دوائر فيها نقط ورسوم نباتية أهمّها وُرَيدة ذات خمسة فصوصٍ أو سبعة، ثم وريدات نخلية غير منتظمة الشكل، ومُربّعات على هيئة خانات لعبة "الدّاما" أو "الضّاما"، وخطوط منكسرة وخطوط متوازية تقطعها خطوط أخرى متوازية أيضًا، وعلامات تظهر كأنّها تقليد حروف كوفيّة.
    ومن أهم الظواهر المعمارية في جامع القيروان القبة الجميلة المُقامة أمام المحراب في البلاطة الوُسطى في إيوان القبلة، ثم قبة ثانية مواجهة لها عند انتهاء البلاطة الوسطى.
    المئذنة برجٌ ضخمٌ يقوم في آخر الصحن في الجدار المُواجِه لجدار القبة، وربّما هذه المئذنة من أقدم المآذن الموجودة. وعمومًا فإنّ مساجد المغرب الإسلامي، مثل جامع القروييّن في فاس وجامع الكتيبة في مراكش، يُشبه تصميمها القلاع. فأسوار الصّحن عاليةٌ وضخمةٌ، والمئذنة برجٌ ضخمٌ، وبيت الصلاة بَهوٌ فسيحٌ فيه أعمدة ذات عقود.
    يُعتبَر محراب جامع القيروان واحدًا من أقدم المحاريب إذ يرجع تاريخه إلى العام 862م، وهو على شكل مشكاةٍ مُقعّرة ذات طرفين من الأعمدة والأقواس. والجُدُر المحيطة به مزخرفةٌ بطبقةٍ معدنيةٍ. كما أن جدران المحراب مغطاة بالرّخام.
    إنّ عقد المحراب مزيّنٌ بأسلوبٍ كَرَميّ، مرسوم بالذّهب على خلفيةٍ سوداء.










  10. #20
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









    المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة

    "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"

    مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام هي حقاً دار الإيمان كما قال (صلى الله عليه وسلم)"إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" صدق رسول الله (صلى الله عليه السلام)، وأحب البقاع إلى الله عز وجل.. لا يدخلها الدجال والطاعون.. وهى آخر الدنيا خرابا.. يشتاق كل مسلم إلى زيارتها.. وهى العاصمة الإسلامية الأولى.. منها شع النور وانتشر حتى بلغ أرجاء المعمورة منذ أن هاجر إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم.. ومن المدينة المنورة حكمت الأرض كلها.. فشهدت الدنيا أعدل الخلفاء.. وبها قبر رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم سيدنا إبراهيم مكة المكرمة فقال عليه الصلاة والسلام "إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لأهلها , وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة..وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا إبراهيم لأهل مكة" فهي حرم. وللمدينة المنورة شخصية جغرافية متميزة عن سائر مدن العالم، ومن الطبيعي أن تجذب المدينة المنورة انتباه العالم الجغرافي بما يميزها من تفرد، بين نظيراتها في العالم الإسلامي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصـة..

    فهي درة العالم الإسلامي، اختارها الله تعالى لتكون مُهاجَر الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث أمره الله بالهجرة إليها كما قال عليه السلام (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهى المدينة..) فكانت المدينة المنورة قبل هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام تعرف(بيثرب) وقد ورد اسمها بهذه التسمية في القرآن الكريم في قوله تعالى "وإذا قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا" وكانت يثرب من بين مدن الحجاز المتحضرة..
    وتقع المدينة المنورة في إقليم الحجاز (غرب المملكة العربية السعودية) على خط طول 39 درجة شرقاً، وتلتقي عندها طرق المواصلات التي تربطها بجميع المدن السعودية.. وتقع المدينة المنورة إلى شمال مكة المكرمة بحوالي 450 كم، وترتفع عن منسوب سطح البحر حوالي 600 متر تقريباً، يحدها من الشمال جبل أحد "وهو جبل يحبنا ونحبه" كما قال الرسول ـ عليه السلام ـ، وتمتاز معظم أراضيها بخصوبة التربة، ولموقع المدينة المنورة الطبيعي خصائصه الجغرافية المتعددة، فهو من حيث الشكل العام واحة صحراوية محاطة بالجبال وبالجبيلات، وتتخللها وتدور حولها الوديان والسيول.
    كانت هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة علاجاً مؤقتاً بسب الإيذاء الذي تعرض له المسلمون في مكة المكرمة، واستلزمت الهجرة أن يتحول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من داعية لدين الله فحسب، إلى داعية ومنظم سياسي، فقد كانت المدينة المنورة أحزاباً كثيرة منهم المهاجرون والأنصار واليهود، وكان على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجانس بين هذه الأحزاب … وعندما خرج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة مهاجراً قال : (اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلى فأنزلني إلى أحب أرضك إليك …) فكانت المدينة التي أصبحت خير وأطهر بقاع الأرض.. وإليها تشد الرحال زيارة وتبركاً.
    وتحمل المدينة المنورة فوق أرضها قبر سيد الخلق محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأطهر وأفضل المساجد فوق الأرض بعد المسجد الحرام وهو المسجد النبوي الشريف..
    المسجد النبوي في عهد الرسول

    الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه المسجد الحرام.. وإليه تشد الرحال.. ويعتبر مسجد الرسول (عليه الصلاة والسلام) أول مسجد ثابت المعالم والتاريخ.. وكان المسجد أرضاً بها نخل وقبور للمشركين، وكانت أرضاً خربة في البداية ومملوكة لغلامين يتيمين من الأنصار هما (سهل وسهيل).. وكانت هذه الأرض على موعد مع القدر حيث اشترى الرسول (عليه الصلاة والسلام) الأرض من الغلامين بعشرة دنانير، وأمر النبي (عليه الصلاة والسلام) بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت وسويت الأرض تمهيدا لبناء أطهر مساجد الإسلام، وقد استغرقت عمارة المسجد سبعة شهور قضاها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في ضيافة (أبي خالد الأنصاري) ثم أذن لفقراء المسلمين الذين ليس لهم منازل ولا عشائر أن يناموا في المسجد وقد عرف ذلك الفريق من المسلمين بأهل الصفة لإقامتهم بالمسجد على هيئة صفوف.
    أما مساحة المسجد الأولى فكانت سبعين ذراعا في ستين ذراعا أو يزيد (الذراع = ستة وستين سم) وهذا المسجد الذي عمل بنائه النبي عليه الصلاة والسلام وعاونه في ذلك أهل المدينة من المسلمين، كان بناءً بسيطاً يترجم في بساطته عن يسر الإسلام، حيث اعتمد على بعض الصحابة ممن لهم خبرة في مجال البناء، وكان المسجد علي هيئة فناء مربع متساوي الأضلاع، وتحف به أربعة جدران، ارتفاعها 7 أذرع، ويتجه أحد جوانبه نحو المسجد الأقصى بالقدس الشريف، والجدار المقابل نحو الكعبة المشرفة في الجنوب، وكانت الجدران مبنية في بدايتها من الطوب اللبن، وسقف جزء منه بسعف النخيل والطين، وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل وكان للمسجد ثلاثة أبواب هي باب جبريل، وباب النساء وباب الرحمة، وما زالت هذه الأبواب تعرف باسمها حتى الآن..

    وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن يبني خارج الطرف الجنوبي من الجانب الشرقي مسكنان لزوجتيه السيدة عائشة بنت أبي بكر والسيدة سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنهما ـ، ثم أضيف إلي هذين المسكنين بيوت أخرى لباقي زوجات الرسول عليه السلام ولم تكن هذه البيوت ملتصقة بالمسجد بل كان يفصل بينها وبين المسجد طريق عرضه 10 أذرع ويبدوا أن المسجد لم يكن في أول الأمر، سوى ظلة واحدة وكانت ترتكز على سوار من جذوع النخل حفت على أبعاد متساوية وفي السنة الثانية من الهجرة أمر الله سبحانه وتعالي رسوله ـ عليه السلام ـ أن يولى وجهه شطر المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد أن كانت القبلة أول الأمر تجاه بيت المقدس، فنقلت القبلة من الجدار الشمالي إلى الجدار الجنوبي من المسجد النبوي الشريف …
    ودخل المسجد في طور جديد حيث أضاف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ظلة ثانية وجعل في وسطها علامة تعين موضع القبلة وهي تعتبر الأساس الأول لفكرة المحراب، وأصبح بوسط المسجد مكان مكشوف عرف باسم صحن المسجد وبقيت السقيفة القديمة علي حالها يستظل بها الناس من حرارة الشمس وعرفت بالصفة..
    ولم يكن المسجد في ذلك الوقت يشتمل علي مئذنة إذ كان المؤذن ينادى للصلاة من فوق سطح أعلى منزل مجاور للمسجد … وفى السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة بعد غزوة خيبر قام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بتوسيع المسجد وبيوت زوجاته الشريفة، وأصبحت هذه البيوت تفتح علي المسجد مباشرة، وكان بعضها من جريد النخل والبعض الآخر من الحجارة … وأدى ازدياد أعداد المسلمين، واتقاء لحرارة الشمس قام المسلمون ما بين السقيفتين الجنوبية والشمالية بسقيفتين أخريين إلي جهة الشرق والغرب من المسجد، وظل المسجد بهذه الحال حتى وفاة الرسول (صلي الله عليه وسلم) عام 11 هـ ودفن (عليه السلام) في أرض حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها).
    وصار تخطيط المسجد النبوي بالمدينة المنورة نموذجا للمساجد الجامعة التي أسسها المسلمون في المدن الجديدة التي أنشأوها عقب الفتوح الإسلامية مثل مسجد البصرة ومسجد الكوفة بالعراق ومسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر، ومسجد عقبة بن نافع بالقيروان.


    المسجد النبوي الشريف.. في عهد الراشدين

    بقي مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في خلافة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) دون تغيير أو زيادة وذلك بسب انشغاله بحروب الردة وترتيب الدولة بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفي عام 17 هـ قام الخليفة عمربن الخطاب بزيادة مساحة المسجد النبوي الشريف من ناحيته الشمال والغرب كما أنه عمّق ظلة القبلة من ناحية الجنوب ونتج عن ذلك أنه لم يعد باقياً من الجدران الأصلية للمسجد النبوي الشريف سوي الجدار الشرقي وذلك بسب وجود حجرات زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقبره الشريف أسفل حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها) وفي عام 24 هـ جدد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) المسجد النبوي وذلك بتوسيعه من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية وزاد من عمق ظلة القبلة ولم يقترب من الناحية الشريفة لوجود قبة الرسول (صلى الله عليه وسلم)

    وقد أصبح هذا المسجد نموذجاً يحتذي به في كافة الأقطار التي فتحها المسلمون مع تغييرات بسيطة في النسب والاتساع بحسب الحاجة وكذلك في مادة البناء والتسقيف ولكن مع الاحتفاظ بالفكرة الأساسية في التخطيط، وهي صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظلات أكبرها وأعمقها ظلة القبلة..
    وقد يستغني أحياناً عن الظلة المعاكسة لظلة القبلة أو الظلتين الجانبيتين ويكتفي بظلة واحدة مثلما حدث بمسجد الكوفة والبصرة، كما قام عثمان بن عفان ببناء جدران المسجد بالحجارة المنقوشة، وسقفه بخشب الساج، وجعل طول المسجد مائة وستين ذراعاً وعرضه خمسين ذراعاً، وجعل له ستة أبواب وبنى علي قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) جدراناً مرتفعة من حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه الناس..وكان ذلك هو نواة المسجد الإسلامي المبكر، وإن كانت سنة التغيير قد أدخلت علي المسجد إضافات كثيرة لم تكن موجودة مثل المئذنة والمحراب المجوف والمشكاوات الزجاجية وكرسي المبلغ وكرسي المصحف وغير ذلك مما يتماشى مع التطور العمراني والزمني.


    الحرم النبوي الشريف في عهد الوليد بن عبد الملك

    .. ظل المسجد النبوي الشريف على حاله من بعد سيدنا عثمان بن عفان إلي أن تولي الوليد بن عبد الملك الخلافة عام 88هـ فأمر بإعادة بنائه وتجديده تجديداً شاملاً، وكانت الدولة الإسلامية قد بلغت في عهد الوليد درجة من القوة والثراء والتحضر بحيث صارت أعظم دول العالم علي الإطلاق حيث امتدت رقعتها من حدود الهند شرقاً إلي أسبانيا غربا وشملت فيما شملت إيران والعراق ومصر وبلاد الشام وشمال أفريقيا، واحتكت بالحضارات السابقة عليها والمعاصرة لها وتعرفت علي مدي ما وصلت إليه هذه الحضارات في مجال العمارة..وكان العهد الأموي عصر تشييد العمائر الإسلامية الفخمة
    .. ولقد ورث الوليد من أبيه عبد الملك بن مروان حب البناء والعمارة.. وعمل علي تحقيق خطة معمارية ضخمة تليق بعظمة الدولة الإسلامية وكان من الطبيعي أن يكون علي رأس هذه الخطة المعمارية إعادة تشييد الحرم النبوي الشريف بطراز يليق بمكانته في نفوس المسلمين.. وبأسلوب يناسب ثراء الدولة الإسلامية، وألقي بهذه المهمة إلي واليه علي المدينة المنورة آنذاك (عمر بن عبد العزيز).. الذي أعاد سيرة الخلفاء الراشدين بعد ذلك رضوان الله عليهم.. وزود الوليد واليه عمر بن عبد العزيز بما يلزمه لبناء الحرم النبوي الشريف من مال ومواد بناء كالمرمر والأخشاب والرخام، كما استقدم العمال من البلاد المختلفة..


    الحرم النبوي الشريف بين يدي الخليفة العباسي ـ المهدي

    ظل الحرم النبوي الشريف بعد عمارة الوليد بن عبد الملك دون تغيير يذكر، حتى تولي الخلافة المهدي العباسي، فأمر بعمارته من جديد عام 160 هـ وتعتبر عمارة المهدي للحرم النبوي الشريف ذات أهمية خاصة لأنها وضعت للمسجد حدوده التي ظل محتفظاً بها رغم ما جري عليه بعد ذلك من تجديد وتعمير علي مر العصور.
    ويبدوا أن العزم كان قد انعقد منذ بداية الخلافة العباسية علي إجراء عمارة في الحرم النبوي الشريف، غير أن ظروف الدولة الجديدة في عهد السفاح، الخليفة العباسي الأول لم تكن تسمح بتوجيه جهد كبير نحو البناء والتعمير، إذ كان مشغولا بطبيعة الحال بإقرار الأمور والقضاء علي الدولة الأموية، كما أن مدة خلافته كانت من القصر بحيث لم تتح له فرصة القيام بالأعمال المعمارية.
    . أما الخليفة العباسي المنصور، فقد ساد في عهده نوع من الاستقرار النسبي، فعقد العزم علي تجديد المسجد النبوي الشريف ولكنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك وما إن استقرت الأمور للخليفة العباسي (المهدي) عام 158هـ حتى شرع في عمارة الحرم النبوي الشريف، فأصدر أوامره بذلك عام 160 هـ واستغرقت العمارة سنتين، وقد عهد الخليفة المهدي العباسي إلي عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن شبيب، ولم يتعرض المشرفون علي عمارة المسجد لرواق القبلة ولا الرواقين الجانبيين إذ أبقوها علي حالها كما كانت في عهد الوليد بن عبد الملك كما أبقوا علي منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومحراب سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والأبواب التي فتحها سيدنا عمر بن الخطاب، واقتصرت العمارة علي توسعة المسجد نحو الشمال مما أدى إلي هدم الرواق الشمالي وإضافة رقعه من الأرض في شمال المسجد طولها ثلاثين مترا تقريبا، وقد أدت هذه العمارة إلي إعادة بناء الرواق الشمالي من جديد، وتكملة أعمدة الرواقين الجانبيين، وإعادة بناء المئذنتين الشماليتين، وفتح بابين جديدين في الجدار الشمالي وأصبح المسجد النبوي الشريف بعد عمارة المهدي يتألف من صحن أوسط تحف به أربعة أروقة، ويحتوي رواق القبلة علي خمسة صفوف من الأعمدة موازية لجدار القبلة..

    ولقد تمت في عمارة المهدي زخرفة الرواق الشمالي الجديد بالفيسفساء، أما صحن المسجد فظل يحف به أربعة أروقة وبذلك لم تغير عمارة المهدي من طراز المسجد النبوي الشريف، وقد ظل المسجد النبوي منذ عهد المهدي محتفظاً بحدوده ومعالمه دون تغيير إلي أن اجتاحه حريق مروع عام 654 هـ (1256م)
    وقد حدث هذا الحريق ليلة الجمعة أول رمضان حيث امتدت النار إلي أنحاء المسجد كله، ولم ينج من النار سوي القبة التي كان قد أقامها الناصر لدين الله بصحن المسجد وكان بها المصحف العثماني. وما إن بلغ الحريق الخليفة العباسي المستعصم بالله حتى أمر بتعمير المسجد وشرع في ذلك عام 656هـ غير أن القدر لم يمهله لإتمام عمارته حيث قتله هولاكو في 14 صفر 656 هـ وبموته انتهت الدولة العباسية نفسها علي يد المغول الذين اجتاحوا شرق العالم الإسلامي..


    الحرم النبوي.. بين يدي السلطان قايتباي..
    أجري بالحرم النبوي الشريف عمارتان كبيرتان بعد الحريق المدمر الذي اجتاحه في عصر المماليك إحداهما تمت في عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي سلطان مصر الذي حدث الحريق في عهده والثانية تمت في عهد السلطان عبد المجيد سلطان آل عثمان، بالإضافة إلي أعمال معمارية متفرقة أنجزت علي يد عدد من الولاة المسلمين الذين كانوا يتقربون إلي الله (سبحانه وتعالي) بعمارة المسجد النبوي الشريف.. وهذا الحريق هو الحريق الثاني بعد حريق عام 655 هـ وقد بدأ هذا الحريق في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886 هـ، وذلك على إثر صاعقة انقضت من السماء ونزلت علي المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد..

    ثم انتقلت إلي سقف المسجد ثم مختلف أجزائه، وكان نتيجة ذلك أن تصدعت جدران المسجد وبعض مآذنه وتحطمت معظم أعمدته واحترقت المقصورة والمنبر، وكان فضل الله تعالى أن سلمت الحجرة النبوية الشريفة من هذا الحريق، وما أن وصل خبر هذا الحريق إلي مصر حتى سارع السلطان قايتباي حامي الحرمين الشريفين إلي تدبير أمر عمارة الحرم النبوي من جديد، وكان قايتباي محباً للبناء والتشييد ولا سيما بيوت وأضرحة أهل البيت، والصالحين،والمؤسسات الدينية الأخرى.
    واعتني قايتباي بصفة خاصة بعمارة المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم).. فأرسل السلطان قايتباي بعض المهندسين والبنائين والعمال والنجارين، وأمر بإعادة بناء المسجد كله من جديد فأصبح في غاية الحسن ومن أعظم الأبنية في ذلك الزمان، حتى قيل إن السلطان قايتباي : أنفق علي بنائه نحو مائة ألف دينار ؛ كما أنشأ مدرسة مطلة علي الحرم النبوي الشريف، ولم يكتف قايتباي بعمارة الحرم النبوي وتزويده بالأثاث اللازم من سجاد ومشكاوات زجاجية للإضاءة، بل ورتب لأهل المدينة المنورة والواردين عليها ما يكفيهم من القمح والخبز يستوي في ذلك الجميع من كبير وصغير وغني وفقير.
    وظل الحرم النبوي الشريف موضع عناية سلاطين مصر من المماليك إلي أن حكم العثمانيون الدولة الإسلامية وانتقلت رعاية الحرمين الشريفين إلي سلاطين آل عثمان، غير أن الحرم النبوي الشريف بقي بعد قايتباي قرابة أربعة قرون دون أن تجري به عمارة كبيرة إلي أن كان عهد السلطان عبد المجيد العثماني فأمر بتعميره عام 1265 هـ / 1848 م..
    الحرم النبوي الشريف.. في عهد العثمانيين

    مر علي الحرم النبوي الشريف منذ إنشائه علي يد النبي (صلى الله عليه وسلم) مراحل من التجديدات والتعمير كان القائمون بالعمارة يحاولون المحافظة علي المعالم التقليدية التي ترجع إلي أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) وعهود الخلفاء الراشدين وعدم تغييرها تمسكا بالسنة النبوية الشريفة وتبركاً بالأشياء التي تحوطها ذكريات ترجع هذا العصر الكريم وفي نفس الوقت كانوا حريصين علي تزويد المسجد بأحدث ما وصل إليه فن العمارة في عصورهم رغبة منهم في إضفاء أكثر ما يمكن من مظاهر الجمال المعماري والإبداع الفني علي المسجد
    فظل المسجد النبوي رغم العمارة الكبيرة التي أجريت عليه محتفظا بطرازه المعماري القديم الذي يمثل النوع الأول، والأساسي لعمارة المساجد في العالم الإسلامي ؛ ومنذ أن ظهر العثمانيون الأتراك علي مسرح التاريخ أخذوا يعملون علي السيطرة علي الحجاز، وانتقلت رعاية الحرمين الشريفين إليهم ؛ ولقد اعتني بعض السلاطين العثمانيين بعمارة المسجد النبوي الشريف وتجديده ، ومن أوائل سلاطين آل عثمان الذين أقبلوا علي تعمير الحرم النبوي الشريف، السلطان سليم الثاني إذا جدده عام 980 هـ / 1572 م حيث اعتنى بزخرفة جدران المسجد وأمر بكسوته بالفيسفساء المنقوشة بماء الذهب، وبعد ذلك اعتنى السلطان محمود العثماني بعمارة قبة الحجرة النبوية الشريفة، ولم يكن لهذه الحجرة أول الأمر قبة وإنما كانت مغطاة بسقف مسطح، وفي عام 678 هـ في عهد المنصور قلاوون أقيم فوق الحجرة الشريفة قبة من الخشب المصفح بالرصاص ثم جددت هذه القبة في عهد السلطان الناصر حسن؛ وبعد حريق عام 886 هـ جدد السلطان قايتباي القبة وبناها بالحجر الأسود المنحوت وكملها بالحجر الأبيض، وقد بلغ ارتفاعها في عهد قايتباي 14 مترا..
    وفي عهد السلطان محمود بن عبد الحميد العثماني، حدث بالقبة الخضراء شقوق فأمر السلطان عام 1233هـ بتجديدها وعمارتها ثم أمر عام 1255 هـ /1839 م بطلائها باللون الأخضر ومن ثم سميت بالقبة الخضراء.
    غير أن العمارة الكبيرة التي تمت في عهد العثمانيين للمسجد النبوي الشريف كانت في عهد السلطان عبد المجيد، وهي من الشمول بحيث تعادل العمارات الكبيرة التي تمت في عهد الوليد والمهدي وقايتباي وقد اختار مجموعة من المهندسين والعمال المتمرسين وكلفهم ببناء الحرم النبوي كأحسن ما يكون البناء، وأمرهم بأن يزودوه بالفخامة المعمارية والفنية التي تليق بمقام المسجد العظيم.. وقد أخذ العمال الأحجار والأعمدة من هضاب وادي العقيق ونقلوها علي عربات إلي الحرم النبوي بعد أن مهدوا لذلك طريقا للعربات يمتد من المحاجر إلي المسجد ؛ وحتى لا تتعطل الصلاة في المسجد أخذوا يعمرون المسجد جزءاً بعد جزء حتى تمت عمارة المسجد كله وقد بدأت عمارة السلطان عبد المجيد عام 1265هـ وانتهت عام 1277هـ أي أنها امتدت حوالي 12 عاما وتكلفت العمارة سبعمائة وخمسين ألف جنيه مجيدي.
    وظل المسجد محتفظا بحدوده القديمة تقريباً ؛ وأضيف إلى المسجد عند حده الشمالي مساحة من الأرض بني فيها مكان للوضوء وفتح فيها باب جديد صار يعرف باسم الباب المجيدي نسبة إلى السلطان عبد المجيد ؛ كما تضخمت العمارة بتغيير جميع الأعمدة ؛ فيما عدا بعض الأعمدة بالروضة الشريفة كانت مرخمة بالرخام الأبيض والأحمر، أما باقي الأعمدة فقد استبدل بها أعمدة جديدة كما أعيد بناء المئذنة في الطرف الشمالي الغربي وصارت تعرف بالمئذنة المجيدية، كما أعيد بناء باب السلام بشكل فخم، وجعل خلفه قبة عظيمة وكذلك هدمت قبة في صحن المسجد كانت تستخدم مخزنا للزيت، وامتدت أعمال العمارة إلي الزخرفة فتمت تسوية أرض المسجد وكسوتها بالرخام وتخفيض أرض صحن المسجد عن أرض الأروقة وترخيم بعض الجدران، وطلاء المسجد وزخرفة باطن القباب برسوم المناظر الطبيعية من أشجار وزهور فاكتسى المسجد بحلة من الفنون والزخارف ذات الطابع التركي، كما زاد من جمال المسجد، تحلية جدرانه بخطوط جميلة أبدعها مشاهير الخطاطين المسلمين ومنهم الخطاط (عبد الله زهدي) الذي قضي ثلاثة سنوات يزخرف سقف المسجد وجدرانه وأعمدته بخط جميل يتضمن الآيات القرآنية الكريمة وعبارات الأدعية المختلفة..

    المسجد النبوي حالياً

    مساحة المسجد الحالية عبارة عن مستطيل غير متساوي الأضلاع طول ضلعه من الشمال إلي الجنوب 116 متراً وعرضه من الشمال 66 متراً، يتوسطه صحن مكشوف سماوي طوله أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة التي تتكون من اثني عشر رواقا والغربية من ثلاث أروقة أقيمت ظلاته علي عقود محمولة علي عمد من الرخام أو الجرانيت وسقفه مجدد في العصر العثماني علي هيئة قباب ضحلة محمولة علي مثلثات كروية ؛ وقد ازدادت أبواب المسجد حتى وصلت إلي أربع وعشرين باباً منها أربعة أبواب خاصة في جهة القبلة وعشرون باباً عاماً، وقد سدت هذه الأبواب كلها ما عدا خمسة أبواب هي التي يمكن حسابها من الناحية الأثرية.

    وللمسجد النبوي الشريف ثلاثة محاريب أقدمها المحراب النبوي وموقعه حالياً في الرواق الثالث من ظلة القبلة وهو الموضع القديم الذي عينه الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند تحول القبلة في شعبان من السنة الثانية من الهجرة، والمحراب الثاني إلى اليمين من محراب الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويعرف بالمحراب السليماني، والمحراب الثالث ويقع في صدر المسجد وهو الذي أضافه الخليفة عثمان بن عفان عند توسيع ظلة القبلة.
    مآذن المسجد النبوي الشريف.

    لم يكن للمسجد النبوي الشريف علي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) مآذن وإنما كان يؤذن من علي سطح دار عبد الله بن عمر التي كانت بظهر القبلة وكان سيدنا بلال بن رباح يرتقي ظهر هذا الدار ليؤذن من عليها، ولما جدد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك المسجد النبوي أمر عامله عمر بن عبد العزيز أن يبني أربع مآذن بزوايا المسجد الأربعة ولا يوجد بقايا لهذه المآذن حاليا والموجود بالمسجد حاليا عشر مآذن منها خمس أثرية والباقي من تجديدات الحكومة السعودية.

    المآذن الأثرية
    مئذنة باب السلام: وتقع إلي جوار باب السلام بالجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، وكانت تطل علي دار مروان فلما حج الخليفة سليمان بن عبد الملك ارتقاها المؤذن فكشفت داره فأمر بهدمها ثم أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها عام 706 هـ ولا تزال هذه المئذنة باقية دون تغيير في هيئتها. مئذنة باب الرحمة: وقد أنشأ هذه المئذنة السلطان قايتباي المحمودي في العصر المملوكي، وكانت قمتها محدودة علي النسق العثماني ثم قامت الحكومة السعودية بترميمها علي النسق المملوكي.
    أما المئذنة الجنوبية: وهي المئذنة الرئيسية للمسجد النبوي تقع بالزاوية الجنوبية من المسجد خلف الحجرة النبوية ولا تزال هذه المئذنة بهيئتها المملوكية من عصر الناصر محمد بن قلاوون.
    المئذنة السليمانية: وتقع بالزاوية الشمالية من المسجد وكانت مبنية علي الطراز العثماني ثم قامت الحكومة السعودية بتجديدها علي الطراز المملوكي.
    أما المئذنة المجيدية: وتقع بالزاوية الغربية من المسجد، وكانت علي الطراز العثماني ثم جددتها الحكومة السعودية علي الطراز المملوكي.. وقد أضافت الحكومة السعودية خمس مآذن أخري ليصبح عدد المآذن عشرة.
    المقصورة النبوية الشريفة: كان للرسول (صلى الله عليه وسلم) بيت في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد يعرف ببيت عائشة (رضى الله عنها) وإلي الجنوب منه بيت السيدة حفصة (رضي الله عنها)، وكان يفصل بين هذه البيوت والمسجد طريق ضيق وكانت هذه البيوت مبنية بالطوب اللبن والجريد، ولم تكن سقوفها مرتفعة بل كانت قصيرة ولما توفي الرسول (صلى الله عليه وسلم) عام 11هـ دفن بأرض حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها) ورأسه الشريفة إلي الغرب ووجهه الشريف نحو القبلة.. ولما توفي أبو بكر الصديق في 22جمادي الأولي عام 13 هـ دفن إلي جانب الرسول (عليه السلام) من جهة الشمال ورأسه خلف منكب الرسول (صلى الله عليه وسلم)
    وعندما طعن الخليفة عمر بن الخطاب استأذن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن يدفن مع صاحبيه فلما مات 27 ذي الحجة عام 23 هـ دفن إلي جوارهما شمالي أبي بكر الصديق.
    كما يوجد مقصورة صغيرة دفنت أسفلها السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول (عليه الصلاة والسلام)
    وحينما تولي الوليد بن عبد الملك أدخل واليه عمر بن عبد العزيز هذه البيوت في مساحة المسجد وأقام حولها بناء مخمساً لا يطوف الناس من حوله كما يطوفون حول الكعبة وكانت هذه الغرف مسقفة بالخشب..
    وكان ارتفاع جدرانها ستة أمتار وظلت الغرفة علي حالها إلي أن قام نور الدين محمود ببناء حجرة مربعة حول الغرفة القديمة بناها من الحجر وحفر حول قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) خندقاً عميقاً أفرغ فيه مصهور الرصاص حتى لا تصل إليه يد لأنه كان يخشى من هجوم الصليبيين علي المدينة المنورة … ثم قام السلطان المنصور قلاوون عام 678هـ ببناء حجرة مربعة غطيت من أعلاها بقبة من ضلوع خشبية مغلفة بألواح من الرصاص خوفاً عليها من الأمطار وجددت هذه القبة عند احتراقها عام 754 هـ علي يد الناصر محمد بن قلاوون، ثم جددها السلطان شعبان بن حسين عام 765 هـ ثم السلطان الأشرف قايتباي من عام 886 هـ حينما احترق سقف المسجد النبوي فقام ببناء قبة صغيرة من الأحجار السوداء في مكان القبة الخشبية، ثم بني فوقها قبة عظيمة مقامة علي دعائم وكسيت من أعلاها بالجص الأبيض ثم قام السلطان محمود بن السلطان عبد المجيد العثماني بتجديدها كلها عام 1233هـ وصبغها باللون الأخضر فسميت بالقبة الخضراء
    المسجد في العهد السعودي الحالي.

    قامت الحكومة السعودية بمضاعفة مساحة المسجد عدة مرات وأضافت إلي ساحة المسجد ساحات محيطة بالمسجد وأصبح المسجد حالياً يتسع لأكثر من مليون مصلي في أوقات الذروة كما قامت بزيادة عدد المآذن من أربع إلي عشر مآذن ارتفاع كل من الست مآذن الجديدة 104 متراً، وزادت عدد مداخل المسجد إلي ستة عشر مدخلاً رئيسياً وأربعة عشر مدخلاً فرعياً، وأنشأت مبنيين للسلالم المتحركة لتأمين حركة المصلين في أوقات الذروة أيام الجمع والعيدين وشهر رمضان المبارك ومواسم الحج للصعود إلي سطح المسجد ؛ كما تم تركيب 36 سقفاً متحركاً وهو نوع جديد من الإنجازات الهندسية لم يسبق تنفيذه من قبل في أي مسجد وتعمل هذه الأسقف آليا بحيث تفتح وتغلق حسب حالة الجو وتم إنشاء منظومة متكاملة للمياه والصرف الصحي لتصريف مياه الأمطار وتأمين مياه زمزم علي مدار العام، وتم إنشاء مجموعات متكاملة من معدات الإضاءة الفنية الحديثة من النجف والمصابيح وأنشئت مجموعة متكاملة من الميضات وصنابير الشرب بما يكفي حاجة زوار المسجد النبوي الشريف،
    واستخدام الرخام البارد المقاوم للحرارة في كافة أعمال الرخام التي استخدمت في التوسعة، وأعيد تخطيط المدينة المنورة وتنظيم شوارعها بما يتناسب وجلال مكانتها وقدسيتها لتصبح درة البلدان وجوهرة المدائن.


    أماكن تشرع زيارتها عند زيارة المدينة المنورة

    ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يزور مواقع معينة في المدينة المنورة ولذلك يجب ويستحب لزائر المدينة المنورة أن يقوم بهذه الجولة الإيمانية.
    مسجد قباء:
    وهو أول مسجد بني في الإسلام، فقد خطه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بيده الشريفة عندما وصل إلي المدينة مهاجرا من مكة وشارك، في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة الكرام، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقصده بين الحين والآخر ويختار أيام السبت غالبا ويحض علي زيارته وقد جاء في الحديث الشريف "من تطهر في بيته وأتي مسجد قباء وصلي فيه صلاة فله أجر عمرة".
    البقيع:
    وهي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومن أقرب المواقع التاريخية إلي المسجد النبوي، وتبلغ مساحتها الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع. ويضم البقيع رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة المنورة ومن توفي فيها من المجاورين أو الزائرين علي مر العصور الماضية وفي مقدمتهم الصحابة الكرام حيث يروي أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيها منهم أمهات المؤمنين زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما عدا خديجة وميمونة، كما دفن فيها ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعم الرسول العباس، وعمته صفية وحفيده الحسن بن علي، وذو النورين عثمان بن عفان، والسيدة رقية وأم كلثوم وغيرهم كثير؛ وقد وردت أحاديث عديدة في فضل البقيع وزيارة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لها، والدعاء لمن دفن فيها "حيث كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخرج من آخر الليل إلي البقيع ويقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون غدا ونحن بكم إن شاء الله لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد" لذا تستحب زيارة أرض البقيع والدعاء لمن دفن فيه اتباعاً لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام
    جبل أحد … وشهداء أحد:
    جبل أحد هو أكبر جبال المدينة المنورة، ويحتضنها من الشمال، وعند سفحه جرت معركة أحد وورد فيه قول النبي صلي الله عليه وسلم " هذا أحد جبل يحبنا ونحبه علي باب من أبواب الجنة " وفي شوال من سنة ثلاثة من الهجرة خرجت قريش بثلاثة آلاف مقاتل للانتقام من المسلمين وخرج الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان عددهم ألف رجل ونزل المسلمون عند جبل أحد.. وبلغ عدد شهداء المسلمين في هذه الغزوة سبعين شهيداً فيهم حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ـ وعم الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وسيدنا مصعب بن عمير وحنظلة بن أبي عامر (غسيل الملائكة) وغيرهم رضي الله عنهم أجميعن.. وقام المسلمون بدفن شهدائهم تحت سفح جبل أحد، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزور شهداء أحد (رضي الله عنهم) وقبل وفاته بأيام قليلة زارهم وصلي عليهم صلاته علي الميت مودعا لهم.
    مسجد الميقات أو ذي الحليفة:
    وعرف هذا المسجد ـ أيضاً ـ بمسجد الشجرة لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) عند خروجه إلي مكة المكرمة معتمراً أو للحج كان ينزل تحت ظل الشجرة في هذه الناحية يصلي ثم يهل محرماً يريد العمرة أو الحج.. ويطلق عليه مسجد ذو الحليفة وهو اسم المنطقة التي تقع فيها المسجد، وهي ميقات أهل المدينة المنورة وما خلفها لذلك سمي أيضا بمسجد الميقات؛ وقد أصبح موقعاً للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة، ويقع المسجد علي الجانب الغربي من وادي العقيق ويبعد عن المسجد النبوي حوالي أربعة عشر كيلو مترا.
    مسجد القبلتين:
    وينسب هذا المسجد لبني حرام من بني سلمة، سمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة (رضوان الله عليهم) صلوا فيه صلاة واحدة إلي قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلي بيت المقدس، وفي العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة نزلت آية تحويل القبلة إلي بيت الله الحرام بمكة المكرمة، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلي بيت الله الحرام.
    يقع هذا المسجد في الجهة الغربية من المدينة المنورة قرب الجامعة الإسلامية علي بعد 3.5 كم من المسجد النبوي الشريف.
    مسجد الغمامة أو مصلي العيد:
    وكان موقع المصلي أرضاً فضاء خارج المنطقة العمرانية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يصلي فيه صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء ومن هنا سمي بمسجد أو مصلي العيد، وأطلق عليه اسم مسجد الغمامة لما يروي أن غمامة كانت تحجب الشمس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقع حاليا في الجهة الغربية الجنوبية من المسجد النبوي الشريف.
    المساجد السبعية:
    وهي مجموعة من مساجد صغيرة تقع في الجهة الغربية من جبل سُلَع عند جزء من الخندق الذي حضره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة، عندما زحفت إليه قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة ويروي أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط منه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع فيه ضربت للنبي صلي الله عليه وسلم، وهذه المساجد علي التوالي من الشمال إلي الجنوب ( مسجد الفتح ـ مسجد سلمان الفارسي ـ مسجد أبي بكر الصديق ـ مسجد عمر بن الخطاب ـ مسجد علي بن أبي طالب) ويروي أن عمر بن عبد العزيز قد بني مسجد الفتح في الموقع الذي دعا الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيه أن يهزم الأحزاب.
    جبل الرماة: وهو جبل صغير يقع قرب جبل أحد وهو جوار مقبرة شهداء أحد أوقف عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) الرماة في غزوة أحد فلما انتصر المسلمون أول المعركة نزل معظم الرماة لجمع الغنائم فدار فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد قبل إسلامه، وقتلوا الرماة الباقين علي الجبل.
    وادي العقيق:

    وهو من أشهر أودية المدينة المنورة تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة المنورة أكثر من مائة كيلومتر جنوباً ويسير إلي مشارف المدينة المنورة حتى يصل إلي جبل عير ثم يسير في الجهة الغربية من المدينة باتجاه الشمال إلي منطقة الجرف، وقد قامت علي ضفافه في العصر الأموي قصور كثيرة، وهي قائمة حتى الآن وبئر عروة بن الزبير الواقع علي يسار الذاهب إلي مكة في الطريق القديم بعد تقاطعه مع الطريق الدائري الثاني..
    وقد ورد في وادي العقيق قول النبي صلي الله عليه وسلم " أتاني الليلة آت من ربي فقال (صلى الله عليه وسلم) في هذا الوادي المبارك " صحيح البخاري، وقوله أيضا (صلى الله عليه وسلم) لسلمة "لو كنت تصيد بالعقيق لشيعتك إذا ذهبت وتلقيتك إذا جئت فإني أحب العقيق" المعجم الكبير
    مسجد الراية:
    وهو مسجد صغير علي جبل صغير يسمي الراية أو جبل ذباب شمالي جبل سُلَع، وقد نصبت عليه قبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة الأحزاب.



    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. بيوت رخيصه جدا
    بواسطة الحيمري في المنتدى المضيف الإعلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-03-2012, 09:39
  2. مسجد برزان يشتكي يا مسئولين .. إهمال بيت من بيوت الله عز وجل ..!!
    بواسطة طاب الخاطر في المنتدى مضيف حائل الخاص [ حائليات ]
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-08-2009, 21:58
  3. موسوعة ... مؤلفات الداعية أحمد ديدات رحمة الله
    بواسطة شهرزاد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2007, 06:50
  4. بيوت للعصافير
    بواسطة تذكار في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 21-09-2004, 21:45
  5. بيوت طين
    بواسطة بوح الصمت في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-10-2003, 01:26

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته