نحن والصدق وإدارة الكوارث
ما حدث في مدينة جدة يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة خير دليل وأصدق برهان على حاجتنا الماسة لإدارة مستحدثة مهامها الرئيسة إدارة الأزمات والكوارث بكل أنواعها.
وإدارة الكوارث في الأزمات فن وعلم... وقبل ذلك هو أمانة أصبح من الواضح للجميع أننا نفتقر إلى من هم أهل لحمل هذه الأمانة. ومصداقية يفتقر لها إعلامنا بكل شفافية ووضوح لم يعد هناك مجال للمحاباة والمجاملة والكذب على الناس فالنت ومقاطع الفيديو وكاميرات الجوال والبلوتوث لم يترك لإعلامنا (واس) مجالا لإخفاء الحقائق وفبركتها.. فبعد الموت والهلاك مما نخشى كارثة جديدة تقضي على البقية الباقية من جدة.
إن من أهم أسباب نجاح إدارة الكوارث والأزمات الإعلام، فهو الوسيلة المثلى والأولى للتحذير من الخطر واخذ الحيطة, ووسيلة الإدارات الأخرى لإيصال ما تريد إيصاله إلى المواطنين لذلك لابد أن يكون هناك مصداقية ولابد من وجود ثقة بين الإعلام والمواطن ومع الأسف فقدنا هذه الثقة وضاعت المصداقية... فالقتلى 113 أتمازحنا وسائل إعلامنا أم أنها تستغبي المشاهد والمستمع تعرف ... أخي الكريم سيقوم مواطنينا بعمل موقع فقط لرصد عدد القتلى والمفقودين و المنكوبين في الكارثة، عمن نخفي الحقائق عن المواطن الذي شهد بأم عينه الكارثة ورصدتها أجهزة الجوال والكاميرا، وبثها في مواقع على الشبكة العنكبوتية وألقى بها في وجه كل مسئول منافق، وكاذب أراد إخفاء الحقيقة والكذب على الدولة، للتنصل من المسئولية. فجردهم من أقنعة زائفة ومازال إعلامنا يطبل ويزمر ( فرح أهالي جده بالمطر وخرجوا للتنزه) نعم خرجوا ليدفنوا في مقابر جماعية .. دُمر ما يقارب سبعة آلاف منزل في كل منزل أسرة عدا من جرفهم السيل في الطرقات من المارة، والمشاة وراكبي الحافلات والسيارات... فكم العدد الحقيقي والواقعي للشهداء، ليست شهداء الكارثة بل شهداء خيانة الأمانة وغدر الوطن ... نعم ليست في حق المواطن بل هو جرم وخيانة للوطن.
إخوتي نحن خير أمة وسنظل خير أمة ما دمنا نأمر بالمعروف وننكر المنكر .. نملك قدرات لا يملكها غيرنا نملك إنسانيتنا ... وعظيم إحساسنا بالمسئولية تجاه الوطن والمواطن..
وفي خطاب خادم الحرمين الشريفين أبرأ ذمته مما فعل ويفعل الخائنين ونحن بدورنا نبرأ ذمته ونضعها في ذمة كل من حمله خادم الحرمين الشريفين المسئولية.
إخوتي الإنسان قادر على إدارة أي كارثة و حسن التعامل معها طالما أنه قادر على التركيز و حسن التخطيط و التدبير.
ولا يمكن أن تُدار الأزمات والكوارث إلا بالتخطيط الإستراتيجي لها ؛ فالتخطيط مجموعة من الترتيبات والتنظيمات والاستعدادات المتفق عليها للتعامل مع الكوارث قبل وقوعها وفي أثناء حدوثها وبعدها. ويمكن تطبيق عملية التخطيط الاستراتيجي للطوارئ على المؤسسات والمنظمات وخاصة الصحية منها.
قبل الكارثة أي بالصدق في طرح الواقع والبعد عن التكتم وصدق وسائل الإعلام ليتخذ المواطن الحيطة وليحذر. تحديد الموارد المتوفرة والموارد غير المتوفرة، تدريب الأفراد، تسخير الموارد بسرعة فائقة، تحليل المخاطر والمشاكل المحتملة، تطوير إستراتيجية الوقاية.
وأثناء الكارثة بإعطاء التوجيهات للمواطنين والمقيمين عبر وسائل الإعلام لأفضل سبل النجاة لتقليل الخسائر البشرية والمادية.العمل المنظم، وجود خطة عمل وخطط بديلة، وضرورة تنسيق التعاون بين الإدارات المختلفة لاحتواء الكارثة.
بعد الكارثة بتحديد أسبابها وسبل توقي تكرار حدوثها وتحديد المسئول عن كل تقصير ومحاسبته، الحذر من تفشي الأوبئة والأمراض، الالتزام بأسباب وسبل الوقاية، المحافظة على النظافة الشخصية ونظافة البيئة والمساهمة في التخلص من آثار الكارثة ( الثلوث, الجثث، الأنقاض).
ولنجاح خطط الكوارث وإدارة الأزمات يجب أن تتميز الخطة بالتالي:
Ø أن تكون الخطة بسيطة التعبير والاستذكار.
Ø سهلة الإتباع والتنفيذ.
Ø سريعة التوزيع والتطبيق.
Ø مجدية، وقابلة للتحقيق والإثبات.
Ø مرنة في المراجعة والتحديث
المفضلات