رُفِعَ خبيبُ بنُ عديٍ إلى المشنقةِ ، فدعا عليهم قائلاً: اللهم احصْهِم عدداً ، واقتلْهُم بدداً ، ولا تُغَادِرْ مِنهُم أحداً، قالوا له: أتريدُ أن يكونَ محمدٌ مكانَكَ ،وأنتَ في أهلِكَ ومالِكَ؟! قال: لا واللهِ، لا أريدُ أنّ رسولَ اللهِ يصابُ بشوكةٍ ، وأنا في أهلي ومالي, ثم أنشدَ أنشودةَ الموتِ وهي قصيدةُ الفداِء:
ولستُ أبالي حين أُقتلُ مسلماً
على أيِّ جنبٍ كانَ في اللهِ مصرعي
وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وإن يشأْ
يباركْ على أشـلاءِ شلـوٍ ممـزعِ
ثم قُتلَ ، يقولُ أهلُ السيرِ كان خبيبُ بنُ عدي يقولُ ، قبلَ أن يُقْتَلَ: اللَّهُم أبلغْ عنا رسولَكَ ما لَقِينا، والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ، هو في مكةَ والرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ في المدينةِ ، فأخذَ النبيُ يقولُ في تلك اللحظةِ: عليكَ السلامُ يا خُبَيبُ, عليكَ السلامُ يا خبيبُ، عليكَ السلامُ يا خبيبُ،
، هكذا الأيمانُ باللهِ وبرسولِهِ ، وهكذا الصبرُ على دينِ اللهِ ، والثباتُ على الحقِّ.
بعنا النفوسَ فلا خيارَ ببيعِنا أعظِمْ بقـومٍ بايعـوا الغفـارا
فَأَعَاضَنَا ثمَناً أَلذَّ من المُنى جَنَاتِ عـدنٍ تُتحـفُ الأبرارا
فَلِمِثلِ هذا قُمْ خَطيباً مُنشِداً يروي القريضَ ويَنظُمُ الأشعارا
إنهُ الإيمانُ والنفوسُ المؤمنةُ ، ثباتٌ على المبادءِ وصدقٌ مع الباري ، وإخلاصٌ في الظاهِرِ والخافي ،
قصه الصحابي من خطبه الشيخ عبدالله السالم
المفضلات