أطلقت المسكينة لساقيها العنان ،
انطلقت كالريح ،
آلاف السيقان القوية تدق الأرض خلفها تلاحقها ،
قلبها ينفطر من هول المفاجأة ،
معقول ؟
لهذه الدرجة ؟
لا فارق عندهم بين رجل و امرأة ؟
ألهذه الدرجة عماهم التعصب ؟
أي مسلمين هؤلاء ؟
أنفاسها تتسابق متهافتة ،
أخذت تصرخ و تصرخ و لا مجيب ،
صرخات توسلاتها تتردد بين جدران البيوت ،
انعطفت يمينا فجأة ،
ما لبثت أن راوغت بانعطافة يسارا ،
حاولت النجاة ،
هل سينجح الإفلات ؟
المطاردون من خلفها يجدون في طلبها ،
يتملكهم إصرار غريب على الإمساك بها مهما كلفهم الأمر ،
أحست بأياديهم تكاد أن تمسك بها ،
ظنوا أنهم قبضوا عليها أخيرا ،
حاولت إيهامهم بأن اليأس قد تملك منها ،
ربما يكون من الأفضل الاستسلام ،
دبت الروح في قلبها ثانية ،
عادت للانطلاق بسرعة الصاروخ ،
أخذت تسأل نفسها ،
متى يتراجعون ؟؟؟
متى يتملك اليأس منهم ؟
يبدو أنه لا فائدة من الهرب ،
أخذت تلهث و تلهث ،
نال التعب منها مداه ،
و لكن هيهات ،
من أين لها بالراحة و لو لثوان ؟
أحست بقبضة قوية تمسك بها ،
حاولت الإفلات مجددا ،
اغتصب سمعها صوت تمزق فانلتها الحمراء ،
بالله عليكم ،
ما ذنبها هذه المسكينة كي يحدث لها كل هذا ؟
جموع تطاردها ،
تتساقط من أنيابها لعاب سعار التعصب الأعمى ،
تلمع بأيديهم الآلاف من السلاسل و السكاكين و السيوف ،
فجأة ،
وجدت أمامها طريق مسدود ،
صرخت صرخة عالية ،
أيقنت استحالة الاستمرار ،
استسلمت دون قيد أو شرط ،
أحسست أنها النهاية ،
صم أذنها اصطكاك ركبتاها ببعضهما البعض ،
أختلط بدقات قلبها الذي يحاول الفرار من قفصه الصدري ،
أخذوا يقتربون منها و يقتربون ،
أغلقت المسكينة عينيها ،
تمنت لو ولدت كفيفة البصر ،
أخذت تبكي و تبكي ،
بح صوتها من شدة البكاء ،
سيطرت عليها هستيريا شديدة ،
أخذت تصرخ ، و تصرخ ،
انهالت اللكمات عليها و الركلات ،
صم أذنها موجات من السب العلني )
ـ لا ، لا ، أرجوكم ، إلا الأم ، إلا الأم ،
لا ، لا ، ......
( كان الرد مزيدا من الركلات ،
بعد دقائق ،
غابت عن الوعي ،
ساعات مرت عليها سنوات ،
و لما بلغ التعب منها مداه ،
تركوها ممددة فوق الأرض ،
أفاقت المسكينة تحاول استبيان ما حولها ،
وجدت بعض الوجوه الطيبة من أصحاب البشرة السمراء ،
ارتسمت على وجوههم علامات الأسى حزنا على حالي ،
سمعت همسهم على استحياء )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ...
ـ كل هذا من أجل كرة القدم ؟؟؟؟؟؟
المفضلات