[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



لكل شيء ثمن قابل للارتفاع وقابل للغلاء و قد يفتقد في هذا الوجود الا الإنسان فهو المخلوق
الوحيد الذي تدني ثمنه و رخصت عملته وأصبح سلعة بائرة لا ثمن لها و لا قيمة.
في آونة أصبح فيها المخلوق البشري رخيص الثمن نتسائل لماذا يسود هذا الرخص
في كل ماله علاقة بوجودنا نشعر بأن المشاعر والعواطف وطرق تعاملنا مع الغير أصبحت رخيصة..
بل تدنت في سعرها حتى أصبح ثمنها لا شيء..

غضب الرسول صلى الله عليه وسلم مرة من سيف الله المسلول خالد بن الوليد
لقتله رجلاً نطق بالشهادة أثناء مبارزة بالسيف فقال النبي عليه افضل الصلاة
و السلام لخالد ( هلا شققت على قلبه ياخالد) كلمات قالها النبي عليه الصلاة والسلام
تحتاج منا لكثير من التأمل ولكثير من الوقت لندرك ابعادها ( هلا شققت على قلبه).
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم لم يترك أي جانب لم يتطرق له .

من هنا نجد و نستنبط أكثر من معنى و دلالة فلو كان الحب يعرف فقط من خلال
ظاهره لأصبح الجميع خير نموذج للحب ، ولو تعاملنا مع الوجع فقط من خلال ظاهره
لملأنا الحياة بالدموع والبكاء و لو كانت السعادة فقط تلك الملامح الظاهرة على الوجوه
لأصبحت الحياة ملأى بضجيج الضحكات.

الحكم على الآخرين لا يكون فقط منحصراً بما يظهر عليهم فالمظهر يبقى مجرد قشور
تتعرض للسقوط في أي لحظة من اللحظات، والمظهر غير كاف لنتمنى منهم خير أو شر
فالمظهر لا يدل على ما وقر في القلوب أبداً لأن ما وقر في تلك الافئدة المختبئة خلف
قضبان القفص الصدري لا يعلم بما تحتويه الا الله سبجانه وتعالى ..
لم يكن المظهر المقياس الاساسي للحكم على الغير فلعلهم سعداء و هم تعساء
و قد يظهرون القناعة ولكنهم بنفس الوقت يعشش الطمع في قلوبهم .. وقد نحسبهم
أحبة و لكن افئدتهم طافحة بالكراهية والحسد و الغيرة ...

لذا وبعد هذه الرحلة الطويلة في سنوات هذا العمر يجب علينا أن نتعلم أن لا نبني على
المظاهر ولا يجب علينا أن نكون القاضي والجلاد على القلوب لأننا في نهاية المطاف
لا نعلم بل نحن أخر من يعلم بما سكن فيها وبما وقر بين أوردتها وشرايينها و خفقاتها
آخر من يعلم و قد لا نعلم فنرتحل عن هذا العالم ولا يعلم مافي القلوب الا علام الغيوب
سبحانه وتعالى ..





[/align][/cell][/table1][/align]