[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]


لاينتمي الاديب لطبقة دون أخرى ولا يفترض به التحيز لشريحة معينة من المجتمع
وأن يكون الاديب منتمياً لسلطة معينة ينفخ في بوقها و يكرس ادبه لأجلها فيتم ضم
قلمه لشريحة السلطة ويصبح قلم سلطوي فإن ذلك سوق يغيّب الكاتب عن القاعدة
بلا شك ويصبح بعيداً عنها كلياً وهنا يمكننا تسمية ذلك الاديب وقلمه بوقاً آخر من ابواق
السلطة.

فيما مضى ولدى تلقينا العلوم الإنسانية في كلية الآداب في الجامعة درسنا
الادب الذي كبر وترعرع بين ساحات القصور و أروقتها التي تزخر بالمؤامرات و القرارات
و الدسائس فظهر لدينا ادب القصور فلقد كان الادباء والشعراء يرون أن حياة القصور
هي الحياة الأكثر سخونة بما يكتنفها من غموض و أسرار وأشياء أخرى .
بينما بقي من هم خارج الاسوار قيد العزلة الادبية فلا قصة ولا قصيدة ولا مسرحية
تعكس همومهم ومشكلاتهم ومعاناتهم .
وممن اقتصر أدبهم ونتاجهم الادبي فقط السلطة و الانقلابات و المؤامرات و الخيبات
كثر أذكر منهم الاشهر على الاطلاق في الغرب شكسبير و في عالمنا العربي المتنبي
وخاصة قصائده الموجه لسيف الدولة الحمداني و الاخشيدي ..

ثم انتقلنا في السنوات الأخيرة نحو أدب مغاير ، أدب راح يتغلغل فيما يسمى قاعدة الهرم
الاجتماعي ، أدب ولد من معاناة الطبقة المسحوقة ومشكلاتها اليومية حيث نقل لنا
أوجاع الانسان ومعاناته ، فبرز لدينا ادباء مثل هارييت ستاو في رواية كوخ العم توم
التي أوضحت قصة العبودية والعبيد ومعاناتهم من استغلال وقهر البيض أما مشكلة
البطالة فلقد تناولها جون شتاينبك وبريخت وغيرهم كثير..

إن الأدب يجب أن يكون مرآة الشعوب في معاناتها لا حكراً على السلطة فيعد
أحد أبواقها .. وأحد اسلحتها إن انتقال الادب بين الطبقات و استقراءه لواقع
الطبقة الاكبر والأكثر هموماً ومشكلات يساعد ويسهم في القضاء على الكثير
منها فيتحول الادب إلى سلاح فعال في الثورة ، ويساعد على تغيير الواقع
الفاسد الى آخر ويبقى السؤال قائماً فلقد اختلفت الأزمنة و بالتالي اختلف الاسلوب
الأدبي لدى الادباء فهل من الممكن أن يختلف الإنسان..وهل انتقل الاديب من القصور
إلى القبور..؟؟


[/align][/cell][/table1][/align]