[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




عندما يولد الإنسان نسمع صوت صراخه وقد ملأ الأفاق و عندما يتوفى الإنسان
كذلك تعتلي الآفاق صرخات الوداع الأليم ومابين صرخة الولادة و صرخة الموت
هناك صراخ طويل بمقياس السنوات و الفصول و الاسابيع ..
في مناسبات العزاء نردد مقولة أنتقل فلان من الحياة الفانية الى الحياة الأبدية
وكأن هذه الحياة التي نحياها ليس لها قيمة وليس ذات معنى..!!

في بلادنا النامية و في ظلال حكوماتنا الرشيدة الثاقبة النظر والتي ألهمت نفسها البصر
والبصيرة ترى بأن مآلنا الى الحياة الأبدية و بأن حياتنا وعيشنا فاني لذلك تكرس
حكوماتنا لمفاهيم عديدة منها أنه لا يجب علينا الاكتراث و الاهتمام بشؤون حياتنا..!!
لذلك بدأت الجهات المعنية بحياة المواطنين باتباع سياسة اللامبالاة و عدم الرد
أو الصد أو التحرك لحل مشكلة عالقة أو لإنهاء أزمة فساد مستشرية .. يعللون
هذا الجمود الذي يخشى منه على عقولنا و حياتنا بان الحياة فانية...!!

وإن حدثت معجزة وجاء الرد على معضلة قائمة يكون الرد عبارة عن طلسمة
لما هو واضح وساطع ومعروف فتبدو المشكلة مشكلتين و المعضلة معضلتين
و الفضيحة فضيحتين....!!

و رغم كل اللامبالاة التي تنخر عظامنا و تشوه مفاهيمنا و تجعلنا راغبين
فعلاً بانقضاء مايسمى الحياة نستمر بالصراخ ولكن لا أصداء سوى للصرخات
نفسها ترجعها الجدران و تعيدها الأبواب الموصدة...!!

ومع تقدم الزمن وتفاقم الأزمات أصبح الصراخ و العويل لدينا مألوفاً ومعروفاً
حتى بتنا نشعر أننا عبارة عن مجموعة مهرجين في سيرك صاخب ...
بدون جدوى لذلك نلوذ أحياناً الى عالم الضفادع نحاول افتعال نقيق هادئ
لعله يحرك المياه الساكنة في ذلك المستنقع الذي لا قرار له...!
لربما يحطم هذا الصراخ أو ذاك النقيق شيئاً من الصمت الطويل المسكون
في ألسنة وعقول حكوماتنا...!

و تمضي الأيام و نستمر صارخين لعل صوت صراخنا يمسي مسموعاً
لكن لا جدوى لا مناص لا رد لا فعل لا حلول ..
ونتحول بفعل فاعلين في تلك الحكومات الصامتة إلى شعوب ذات سمة
صوتية .. بين صراخ ونقيق ونداء وعويل أصبحنا شعوب صوتية ..فقط...!


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]