[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]


أغبط بل أحسد أولئك الذين يخلدون للنوم بسرعة وفور وضع رؤوسهم على وسادة الليل
سألت بعض ذوي الاختصاص فقيل لي هذا ناتج عن نعمة راحة البال حتى بدا لي بأن
أولئك الذين يتمتعون بالنوم السريع والعميق مرتاحين لا يحملون هموم الأمة و لايعانون
من مشكلة القلق و ليس لديهم ديون عاجلة ومؤجلة وليس لديهم معاناة في أعمالهم
ولا يعانون من الأمراض التي تحتاج للعلاج بألاف الليرات..
بل بعض الناس يمتلكون نفس الآلام و المعاناة و حالات القلق ومع ذلك يغلبهم النوم
وهم في حالة جلوس وكأنهم اعتمدوا النسيان منهجاً فلا فاتورة تعكر نومهم ولا مرض
يقلق نومهم ..
وخلال البحث و التنقيب عن أسباب هذا القلق والتجافي بين الرأس و الوسادة تبين
أن هذا الأمر متعلق بالجينات ، لأن هناك أناس يمارسون نشاطهم في النهار وآخرين
يمارسون نشاطهم في الليل .
إذن بالمحصلة لدينا نوعين من البشر ( ظلامي و ضوئي ) ومنهما على مايبدو قيلت قصائد
وأشعار منها ماقاله امرؤ القيس في معلقته الشهيرة:
ليل كموج البحر أرخى سدوله ،، علي بأنواع الهموم ليبتلي
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي،، يصبح وما الإصباح فيك بأمثل.
وماقاله النابغة الذبياني :
كليني لهمٍ يا أميمة ناصب،، وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض،، وليس الذي النجوم بآيب
وصدر أراح الليل عازب همه،، تطاول فيه الحزن من كل جانب
أما المتنبي فقد قال :
الخيل والليل والبيداء تعرفني،،والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
يبدو لي أن شاعرنا المتنبي كان عاشقاً لليل ..شأن بعض مبدعينا
لا ياتيهم شيطان الشعر و الكتابة الا في الليل ..وخاصة في وقت
السحر وهذا الوقت بالنسبة لهم يبدأ بعد منتصف الليل حتى
ساعات الفجر الأولى و قبيل شروق الشمس يهجعون وشياطينهم
لهدأ الكرى مع غزو أول ضوء للنهار .
أما بالنسبة لنا نحن طبقة اللاشعراء واللأدباء واللا ؟؟؟؟ فالليل و النهار سواء
نهارنا كد وتعب و عمل شاق و ليلنا أرق لايخلو من فكرة قادمة حول هم يوم الغد
ولا أخرى ذاهبة حملت معها هم بقية الشهر ..
ومع هذا وذاك لا يخلو ليلنا من دعاء واستغفار وركعتين قيام ..
لتمضي الايام كيف شاءت و لتمر الليالي من حيث أرادت إنما يبقى العمل
الصالح خير الأعمال ..



[/align][/cell][/table1][/align]