.في تلك اللحظات العصيبة...في لحظة الموت المريرة..التي لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق..في تلك اللحظات الحاسمة التي يودع فيها المرء أحبابه وأصحابه..ينبغي فيها أن يتعاهده أرفق أهله وأتقاهم لربه..لأن المحتضر يكون في حالة كرب شديدة فلا يحتاج إلى من هو غليظ جافي فإن ذلك يزيده الما..وحتى يكون على بينة من السنن والأشياء التي ينبغي فعلها في هذا الحال..ومن هذه السنن...
1- ..بل حلقه بماء اوشراب وندي شفتيه بقطنة لأن ذلك يطفىء ما نزل به من الشدة ويسهل عليه النطق بالشهادة..
وقال بعض العلماء بل يجب..إن ظهرت أمارة تدل على احتياجه له ...كأن يهش إذا فعل به ذلك..لأن العطش يغلب حينئذ لشدة النزع..
2- تلقينه ..لا إله إلا الله..لقوله صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) رواه مسلم. ولا يكثر عليه إلا أن يتكلم بعده فيعيد تلقينه ليكون آخر كلامه .. ويكون بلطف ومداراة..لأن الرفق مطلوب في كل موضع..فهنا أولى..
.#وهنا ترد مسالة..عند تلقين المحتضر هل يقولها بلفظ الأمر أم يتفي بترديدها عليه..؟؟
يقول ابن عثيمين - رحمه الله - ( ينبغي في هذه أن ينظر إلى حال المحتضر فإن كان المحتضر قويا ( أي قوي الإيمان)..يتحمل او كافرا فإنه يؤمر..فيقال (قل لا إله إلا الله) لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمه ابا طالب..عند وفاته أن يقول لا غله إلا الله..فقال: (ياعم قل لا إله إلا الله)..ولأنه أي الكافر..إن قالها كسب..,إن لم يقلها فهو كافر ، وكذا المسلم القوي..لا يؤثر عليه ذلك..أما المسلم الضعيف..فلا يؤمر لأنه قد يحصل له ردة فعل فيضيق صدره ويغضب فيرفض قولها لا سيما مع شدة الحال..وتعاظم الكرب محاولة الشيطان صده عند الإحتظار..).
3- ويقرأ عنده سورة يّسّ لقوله عليه السلام : (اقرؤا على موتاكم سورة يّسّ)..رواه أبو داود.. وخصت سورة يّسّ دون غيرها من السور ..لم فيها من ذكر نعيم أهل الجنة..قال تعالى : (قيل ادخل الجنة) وفيها أيضا : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون)..وهذا مما يخفف الكرب على المحتضر فيسهل خروج الروح..
.وينبغي هنا التنبيه على مسألة مهمه..وهي ان قراءة سورة يّسّ تكون عند المحتضر وليس عند الميت كما يفعل بعض المبتدعة وهم يستدلون بحديث..( اقرؤا على موتاكم سوة يّسّ)..ونرد عليهم أن النبي عليه السلام عبر بلفظ موتاكم باعتبار مايؤول إليه المحتضر..وهو الموت...
4- توجيهه إلى القبلة ويرفع رأسه قليلا حتى يكون وجهه إلى القبلة..لقوله صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام ((قبلتكم أحياء وأمواتا))رواه أبوداود..وهذا حديث ضعيف لكن يعضده قصة البراء بن معرور في إيصائه أن يوجه إلى القبلة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أصاب السنة)..رواه الحاكم والبيهقي وغيرهما..
وهذه السنة مختلف فيها ..والأحوط..أنه يوجه للقبلة..أما إذا تيقن موته يوجه إجماعا..
.هذا واسأل الله بفضله ومنه..ان يرحمنا إذا عرق الجبين..وكثر الأنين..وأيس منا الغريب والطبيب..وبكى علينا الصديق والحبيب..وارحمنا يا مولانا .. إذا وارانا التراب..وودعنا الأحباب..وفارقنا النعيم..وانقطع عنا النسيم...
اختكم / بنت الحرمين
المفضلات