مرضى الصرع والأندماج الأجتماعي
قبلأن نتساءل عن قدرة مرضى الصرع على القيام بمسؤوليات الزواج وتكوين الأسرة ... علينا أننعرف بعض المعلومات
العامة عن مرض الصرع نفسه والزواج والذي هو عقد مشاركة بينالرجل والمرأة وأول لبنات تكوين الأسرة. ولذلك كان حقاً
مكتسباً لكل إنسان ويواجهكثير من المقدمين على الزواج العديد من الصعوبات المادية والاجتماعية وبعض الأحيانالصحية،
إلا أن المريض يعاني من السمة التي تلاحقه مسببة العائق الذي قد يسببالرفض، وذلك لوجود السمة الملازمة لمرضه وليس
المرض ذاته.
فالصرع مرض مزمن يصيب (8) أشخاص من كل (1000) عند أكثر شعوب العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
والصرع أنواع عدة, كالجزئي - والمركب - والعام، مما يؤدي إلى تشنجات مركبة أو حسية وقديصاحبها فقدان للوعي. لذلك
يتوجب على هؤلاء المرضى أخذ العلاج بصفة دائمة للسيطرةأو للتخفيض من النوبات مما يمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل
طبيعي مع أخذ بعضالاعتبارات كأي شخص يعاني من مرض مزمن.
لا يخفى على الجميع الشخصيات المشهورةمن المصابين بالصرع عبر العصور والذين تركوا بصمات في التاريخ، أمثال: هرقل،
يوليوسقيصر، الإسكندر المقدوني، نابليون بونابرت، إسحاق نيوتن، باسكال، ألفرد نوبل، فنسنتفان كوج، بيتهوفن، والكثير
ممن لا يتسع المجال لذكرهم من الذين قهروا صعوبات المرضوالسمة التي لازمتهم من مجتمعاتهم وجعلوا التاريخ يخلدهم.
غالبية مرضىالصرع المتزوجين يقومون بواجباتهم الزوجية على أكمل وجه كأي إنسان آخر من دونتقصير . إن مراعاة
احتياجاتهم الخاصة وأهمها انتظام العلاج والنوم هي أساس استقرارحالتهم وهي من أبسط الحقوق الزوجية.
قد يتساءل البعض عن توريث المرض للأجيالالتالية، وهذا نادر جداً إذ يحدث فقط في بعض الحالات الوراثية ذات الجينات السائدة
التي تمثل أقل من 1% من الصرع مجملاً.
وكما يتبادر لذهن الكثير أن علاجات الصرعقد تؤدي إلى تشوهات خُلقية للأجنة وهذا مرتبط بنوع العلاج وتفادي أمور كهذه
- لاقدر الله – قائم على التخطيط السليم للحمل مع الطبيب المعالج والمتابعة الطبية.
تفكير وسلوك كثير من مرضى الصرع لا يختلف كثيراً عن معظم الناس مع وجود صراعالسمة من المجتمع والتي تلازم المصاب
بالصرع وتؤثر سلباً على حياته الدراسيةوالعلمية والاجتماعية، وهي مربوطة بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
تقبل المجتمعللإنسان المصاب من خلال فهم المرض يزيل كثيراً من العقبات التي يواجهها هؤلاءالناس، بالإضافة إلى عقبات
الحياة العصرية. وهذه مسئولية مشتركة تقع على عاتقالإعلام والرعاية الطبية مع المجتمع بأسره.
المفضلات