صفحة 4 من 24 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 235

الموضوع: ~<>~ديوانية المتحابين في الله~<>~

  1. #31
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    يقول المولى عز وجل.. {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]
    فمن نِعم الله على العبد أن يوفقه لعمل طاعة يشكره عليها بعد توفيقه لفعل الطاعات.. فصيام الستة أيام من شوال بعد صيام الفريضة توفيق من الله للعبد وزيادة له في الخير ورغبة من الله له في الوصول إلى الصلاح.. فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).










  2. #32
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    قال ابن القيم –رحمه الله- في المحبة:

    "منزلة المحبة، وهي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلَمها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبرَوحِ نسيمها تَرَوَّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي مَن فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.

    وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه".

    قوله: "فهي قوتُ القلوب" أي: غذاؤها الذي تحيا به، "وغذاء الأرواح" فتنمو وتكبر وتتسع، وتنشرح الصدور بحب الله -سبحانه وتعالى-، "وقرة العيون" إمَّا أنها بمعنى: تستقر، أي: فلا تطمع ولا تتطلع إلى غير ما استقرت به، أو أنها بمعنى تبرد؛ لأن العين الحارَّة باحثة عن شيء فقدته، فإذا وجدته بردت، فكأن الإنسان لا يزال دائرًا يبحث عن شيء يفتقده كما يبحث البدن عن الطعام والشراب، فكذلك القلب الإنساني؛ يظل باحثًا عن حب الله -سبحانه وتعالى-، فإذا وجده استقر ولم يطَّلع إلى ما وراء ذلك.










  3. #33
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    قال تعالى :[وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ]، فمن هذا الباب حبيبي الغالي أحببتُ أن أذكر نفسي المقصرة وإياك بأمر عظيم ، وخطبٍ جليل ، قد إستهان به الجميع وأهمَله الكثير إلا من رحم الله ، مع أن الخير كل الخير في هذا الأمر ، بل والله لا تحيى القلوب ولا تنشرحُ الصدور ولا تَحل الطَمأنينةُ إلا به ، كيف لا وقد أمر الله بهتعالى في كتابه الكريم فقال: [وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ]،ألا وهي صلاة الجماعة .

    فصلاةُ الجماعة قد أوجبها اللهُ وحذر من التخلفِ عنها إلا بعذرٍ شرعي ، وصلاةُ الرجل في جماعة تُضاعفُ على صلاتهِ في بيتهِ وفي سوقهِ خمساً وعشرين ضِعفاً , وذلك أنه إذاتوضَّا فأحسَن الوضوء ثم خرج إلى المسجد , لا يُخْرجُه إلا الصلاة , لم يخطُ خطوةإلا رُفِعَت له بها درجة , وحُطّ عنه بها خطيئة , فإذا صلَّى لم تزل الملائكةتُصلَّى عليه , ما دام في مُصَلاَّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه , اللهم ارحمه , ولا يزال في صلاةٍ ما انتظر الصلاة .

    وقال تعالى في وجوب الصلاة جماعة مع المسلمين :[وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ] ، الشاهد قوله: [وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ]،وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ، ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية: [وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ].

    وفي صحيحِ مسلم ؛ أن رجلاً أعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني" يقودني " إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأجب )) فإذا كان هذا في حق رجل أعمى ليس له قائد يلائمه إلى المسجد فكيف بمن كان صحيحا مبصرا لا عذر له.

    وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أثقل صلاةعلى المنافقين صلاة العِشَاء وصلاة الفجر , ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولوحَبْواً , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام , ثم آمر رجلاً فيُصلِّي بالناس , ثمأنطلِق معي برِجال معهم حِزَمّ من حَطَب , إلى قوم لا يشهدون الصلاة , فأحَرَّقعليهم بيوتهم بالنار ) ولا يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إلا على ترك واجب .

    وقال تعالى:[ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ(42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ].

    قال سعيد بن المسيبِ رحمه الله : (( كانوا يسمعون ، حي على الصلاة حي على الفلاح ، فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون )) ، وقال كعب الأحبار : (( والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة )) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله في ترك صلاة الجماعة وأما من لا يصلي مع الجماعة ويصلي في بيته فهو فاسق وليس بكافر ، لكنه إذا أصر على ذالك إلتحق بأهل الفسق وأنتفت عنه صفة العدالة ) .

    وأعلم أخي الحبيب أن لصلاة الجماعة فوائد عظيمة قد تخفى على الكثير ومنها :
    *أنها تجددُ الإيمان ، وتحيي القلوب ، وتشرحُ الصدر ، وتملأ النفس بالسرور والسعادة الأبدية ، وفيها مفارقة للمنافقين ، وسبب للمودة والألفة والترابط بين المسلمين ، والمحافظ على الصلاة يكون له عهد عند الله أن يدخله الجنة ، ويكون له نور وبرهان يوم القيامة ، وصِلةٌ بين العبد وربه ، وتكفيرٌ للخطايا والسيئات .

    * والصلاة فيها الطمأنينة والراحة وقرة العين في الدنيا والآخرة ، وفيها إعانة للمسلم على أمور دينه ودنياه ، وفيها الفلاح والنجاح والظفر والفوز في الدنيا والآخرة و التوسعة في الرزق ، وهي طهارة للنفس وفيها الثبات للمؤمن في الدنيا والآخرة ، وفيها الحفظ والأمان للعبد في الدنيا والآخرة ، وفيها حصول معية الله جل وعلا للمصلي ، وفيها نيل محبة الله تعالى .

    ــ ختاماً أخي :
    لا عذر لك بالتخلف عن الجماعة ، واعزم النية من الآن بأن تُصلي في أقرب بيت من بيوت الرحمن ، وأحمد الله على أن منّ عليك بنعمة الصحة والعافية في الروح والبدن، وأعلم بأن هناك الكثير ممن هم أخوةٌ لنا ينامون على الأسرة البيضاء ، ويتمنون أن يغبرون أقدامهم بالذهاب إلى بيت من بيوت الله ، ليسجدوا ويرغموا أنوفهم ويتذللوا للواحد الأحد ، ولكن أقعدهم المرض ، وحال بينهم وبين ما يشتهون ، فأحمد الله على ما أنت فيه من النعمة ، وجاهد النفس والهوى ، وتُب إلى الله من اليوم ، وإياك إياك من التهاون في أي أمر من أمور الله مهما كلفك الأمر وأولها الصلاة لأنها أول ما سيحاسب عليها العبد يوم القيامة ، وليكن شعارنا ( إلا الصلاة ) .

    أسأل الله في ختام رسالتي هذه أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يشرح صدرونا لطاعته ، وأن يعيننا على أداء الصلاة جماعة مع المسلمين وأن يجنب عنا العجز و الكسل وأن يكفنا شر الشيطان وأعوانه و أسأله جل في علاه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقاه .

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

    أعداد / الفقير إلى الله / أحمد بن عامر البطاطي ـ مكة.










  4. #34
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    سطور مضيئة
    جزاك الله خيراً يابوضاري
    لنشرها و ضمها للديوانية
    ديوانية المتحابين في الله
    و أعاذنا الله من الشياطين وأن يحضرون...



    التعديل الأخير تم بواسطة شام ; 08-10-2009 الساعة 20:55
    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #35
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78

    ورده1



    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



    *
    *
    القدر



    قال البخاري حَدَّثَنَا إسماعيل ، حدثني مالك ، عن زياد بن سعد ، عن عَمْرو بن مسلم ، عن طاووس اليماني ، قال :
    أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون :

    كل شيءبقدر



    - وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ ،

    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ .
    ...



    حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ،عن ابن عباس رضي الله عنهما ، العجز والكيس من القدر
    ....



    قال البخاري، سمعت عُبَيد الله بن سَعِيديقول ، سمعت يحيى بن سَعِيد يقول ، ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون،
    إن أفعال العباد مخلوقة .



    - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ
    حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَالصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ
    إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةًمِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ، مَلَكًافَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ،

    فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِحَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِفَيَدْخُلُهَا،

    وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِالْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا
    ...
    - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ
    قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟
    قَالَ نَعَمْ ،
    قَالَ ، فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟

    قَالَ ، كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَوْ لِمَا يُسِّرَ لَهُ

    *
    *



    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #36
    [ موقوف ]


    تاريخ التسجيل
    12 2007
    الدولة
    الخفجي
    المشاركات
    725
    المشاركات
    725


    الله يكتب اجررررررررررررك !!


    ويجزاتس الف خير !!

























    ومضه // اشهد بالله اننا مقصرين




  7. #37
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    مجلسا مباركا بأهله عامرا بالخير والنقاء
    وأسأل الله أن لايحرمكم الاجر من أنشأ هذا الموضوع ومن شارك ومن إطّلع

    /

    أوصيكم أخواني وأخواتي وأوصي نفسي بالعمل المُبتغى به وجه الله سبحانه
    فوالله لإن يصلي العبد ركعة واحده يقبلها الله سبحانه
    خيرا من ألف صلاة لايقبلها الله عزوجل

    وقد يسأل سائل ويقول أنا أصلي وأصوم وأزكي فكيف أعرف أن الله قد قبل عملي أم لا !؟

    وهنا الاجابة بأن للقبول علامات ودلائل نذكر منها علامات قد جمعتها من بعض المواقع

    علامات قبول الطاعة

    "
    الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى..
    وبعد.

    وبعد كل طاعة نردد أيضاً قول ابن مسعود رضي الله عنه : (أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك).
    ولقد قال عليّ رضي الله عنه: (لا تهتمّوا لقِلّة العمل، واهتمّوا للقَبول)، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : ) إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (( المائدة:27).

    أخي الحبيب:

    لا تكن مثل بعض المسلمين،الذين ليسوا حريصين على قبول طاعاتهم ، فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول.

    وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبها لأسباب كثيرة كان أهم ما يهمه معرفة أسباب القبول ، فإذا وجدها في نفسه فليحمد الله ، وليعمل على الثبات على الاستمرار عليها ، وإن لم يجدها فليكن أول اهتمامه من الآن: العمل بها بجد وإخلاص لله تعالى.

    فما هي أسباب القبول أو ما هي علامات المقبولين :

    1- عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة:

    فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران , قال يحي بن معاذ :" من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود , وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود , فصومه عليه مردود , وباب القبول في وجهه مسدود ".
    إن كثيرا من الناس يتوب وهو دائم القول: إنني أعلم بأني سأعود.. لا تقل مثله.. ولكن قل : إن شاء الله لن أعود " تحقيقا لا تعليقا".. واستعن بالله واعزم على عدم العودة..

    2- الوجل من عدم قبول العمل:

    فالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا، قال عز وجل ـ:
    (وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12]،

    وقال تعالى ـ:
    (إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر: 7] ،

    والمؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60]
    أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: (لا يا ابنة الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات).

    فعلى الرغم من حرصه على أداء هذه العبادات الجليلات فإنه لا يركن إلى جهده، ولا يدل بها على ربه، بل يزدري أعماله، ويظهر الافتقار التام لعفو الله ورحمته، ويمتلئ قلبه مهابة ووجلاً، يخشى أن ترد أعماله عليه، والعياذ بالله، ويرفع أكف الضراعة ملتجئ إلى الله يسأله أن يتقبل منه.

    3- التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها:

    إن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً.
    فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها،وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي تقدم الحديث عنها.

    4- استصغار العمل وعدم العجب والغرور به :

    إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لا يؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولا يقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، حتى لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحة. ومما يعين على استصغار العمل:معرفة الله تعالى، ورؤية نعمه، وتذكر الذنوب والتقصير.

    ولنتأمل كيف أن الله تعالى يوصي نبيه بذلك بعد أن أمره بأمور عظام فقال تعالى:
    ( يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولاتمنن تستكثر). فمن معاني الآية ما قاله الحسن البصري: لاتمنن بعملك على ربك تستكثره.

    قال الإمام ابن القيم: «كلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية، وعرفت الله، وعرفت النفس، وتبيَّن لك أنَّ ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين؛ خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه أيضاً بكرمه وجوده وتفضله" مدارج السالكين، (439/2).

    5- حب الطاعة وكره المعصية:

    من علامات القبول ، أن يحبب الله في قلبك الطاعة ,فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها قال تعالى:
    (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد28
    ومن علامات القبول أن تكره المعصية والقرب منها وتدعو الله أن يُبعدك عنها قائلاً:
    اللهم حبب إليَّ الإيمان وزينه في قلبي وكرَّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين.

    6- الرجاء وكثرة الدعاء:

    إن الخوف من الله لا يكفي، إذ لابد من نظيره وهو الرجاء، لأن الخوف بلا رجاء يسبب القنوط واليأس، والرجاء بلا خوف يسبب الأمن من مكر الله، وكلها أمور مذمومة تقدح في عقيدة الإنسان وعبادته.
    ورجاء قبول العمل- مع الخوف من رده يورث الإنسان تواضعاً وخشوعاً لله تعالى، فيزيد إيمانه . وعندما يتحقق الرجاء فإن الإنسان يرفع يديه سائلاً الله قبول عمله؛ فإنه وحده القادر على ذلك، وهذا ما فعله أبونا إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، كما حكى الله عنهم في بنائهم الكعبة فقال:
    ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)( البقرة:127).

    7- التيسير للطاعة والإبعاد عن المعصية :

    سبحان الله إذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان ,بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها .
    قال تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10})4-10 الليل

    8- حب الصالحين وبغض أهل المعاصي :

    من علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي ،و لقد روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)).
    أخي الحبيب:
    قل لي من تحب من تجالس من تود أقل لك من أنت ,ولله در عطاء الله السكندري حين قال (إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك) .
    والواجب أن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله -سبحانه وتعالى- لا شريك له، ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم " من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله، فقد استكمل الإيمان " رواه أحمد عن معاذ بن أنس وغيره..

    9- كثرة الاستغفار:

    المتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار،فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فإنه لابد من النقص والتقصير، ، فبعد أن يؤدي العبد مناسك الحج قال تعالى:
    (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( البقرة:199).

    وبعد الصلاة علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستغفر الله ثلاثاً ، وأهل القيام بعد قيامهم وابتهالهم يختمون ذلك بالاستغفار في الأسحار،

    قال تعالى:
    (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )الذاريات18 ، وأوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقول (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) محمد19

    وأمره أيضاً أن يختم حياته العامرة بعبادة الله والجهاد في سبيله بالاستغفار فقال:
    (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3})النصر

    فكان يقول صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) رواه البخاري.

    10- المداومة على الأعمال الصالحة:

    كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته) رواه مسلم.

    و أحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). متفق عليه.

    وبشرى لمن داوم على عمل صالح، ثم انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو نوم كتب له أجر ذلك العمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري ، و هذا في حق من كان يعمل طاعة فحصل له ما يمنعه منها، وكانت نيته أن يداوم عليها. وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه). أخرجه النسائي.

    أسأل الله جل وتعالى أن يجعلني وإياكم وجميع إخواننا المسلمين من المقبولين، ممن تقبل الله صلاتهم وصيامهم وقيامهم وحجهم وجميع طاعاتهم ."




  8. #38
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيف الوبيري مشاهدة المشاركة
    الله يكتب اجررررررررررررك !!


    ويجزاتس الف خير !!

























    ومضه // اشهد بالله اننا مقصرين
    تسلم لهذه المشاعر الطاهرة أخي منيف
    وياهلا بك في ديوانية المتحابين في الله
    و درب الدعوة مفتوح يا أخي فلاعليك
    حياك وبياك
    وبانتظار مالديك من قبسات ايمانية تستفيد منها
    حفظك الله ورعاك



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #39
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المطنوخ مشاهدة المشاركة
    مجلسا مباركا بأهله عامرا بالخير والنقاء

    وأسأل الله أن لايحرمكم الاجر من أنشأ هذا الموضوع ومن شارك ومن إطّلع

    /

    أوصيكم أخواني وأخواتي وأوصي نفسي بالعمل المُبتغى به وجه الله سبحانه
    فوالله لإن يصلي العبد ركعة واحده يقبلها الله سبحانه
    خيرا من ألف صلاة لايقبلها الله عزوجل

    وقد يسأل سائل ويقول أنا أصلي وأصوم وأزكي فكيف أعرف أن الله قد قبل عملي أم لا !؟

    وهنا الاجابة بأن للقبول علامات ودلائل نذكر منها علامات قد جمعتها من بعض المواقع

    علامات قبول الطاعة

    "
    الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى..
    وبعد.

    وبعد كل طاعة نردد أيضاً قول ابن مسعود رضي الله عنه : (أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك).
    ولقد قال عليّ رضي الله عنه: (لا تهتمّوا لقِلّة العمل، واهتمّوا للقَبول)، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : ) إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (( المائدة:27).

    أخي الحبيب:

    لا تكن مثل بعض المسلمين،الذين ليسوا حريصين على قبول طاعاتهم ، فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول.

    وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبها لأسباب كثيرة كان أهم ما يهمه معرفة أسباب القبول ، فإذا وجدها في نفسه فليحمد الله ، وليعمل على الثبات على الاستمرار عليها ، وإن لم يجدها فليكن أول اهتمامه من الآن: العمل بها بجد وإخلاص لله تعالى.

    فما هي أسباب القبول أو ما هي علامات المقبولين :

    1- عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة:

    فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران , قال يحي بن معاذ :" من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود , وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود , فصومه عليه مردود , وباب القبول في وجهه مسدود ".
    إن كثيرا من الناس يتوب وهو دائم القول: إنني أعلم بأني سأعود.. لا تقل مثله.. ولكن قل : إن شاء الله لن أعود " تحقيقا لا تعليقا".. واستعن بالله واعزم على عدم العودة..

    2- الوجل من عدم قبول العمل:

    فالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا، قال عز وجل ـ:
    (وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12]،

    وقال تعالى ـ:
    (إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر: 7] ،

    والمؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60]
    أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: (لا يا ابنة الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات).

    فعلى الرغم من حرصه على أداء هذه العبادات الجليلات فإنه لا يركن إلى جهده، ولا يدل بها على ربه، بل يزدري أعماله، ويظهر الافتقار التام لعفو الله ورحمته، ويمتلئ قلبه مهابة ووجلاً، يخشى أن ترد أعماله عليه، والعياذ بالله، ويرفع أكف الضراعة ملتجئ إلى الله يسأله أن يتقبل منه.

    3- التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها:

    إن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً.
    فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها،وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي تقدم الحديث عنها.

    4- استصغار العمل وعدم العجب والغرور به :

    إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لا يؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولا يقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، حتى لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحة. ومما يعين على استصغار العمل:معرفة الله تعالى، ورؤية نعمه، وتذكر الذنوب والتقصير.

    ولنتأمل كيف أن الله تعالى يوصي نبيه بذلك بعد أن أمره بأمور عظام فقال تعالى:
    ( يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولاتمنن تستكثر). فمن معاني الآية ما قاله الحسن البصري: لاتمنن بعملك على ربك تستكثره.

    قال الإمام ابن القيم: «كلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية، وعرفت الله، وعرفت النفس، وتبيَّن لك أنَّ ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين؛ خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه أيضاً بكرمه وجوده وتفضله" مدارج السالكين، (439/2).

    5- حب الطاعة وكره المعصية:

    من علامات القبول ، أن يحبب الله في قلبك الطاعة ,فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها قال تعالى:
    (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد28
    ومن علامات القبول أن تكره المعصية والقرب منها وتدعو الله أن يُبعدك عنها قائلاً:
    اللهم حبب إليَّ الإيمان وزينه في قلبي وكرَّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين.

    6- الرجاء وكثرة الدعاء:

    إن الخوف من الله لا يكفي، إذ لابد من نظيره وهو الرجاء، لأن الخوف بلا رجاء يسبب القنوط واليأس، والرجاء بلا خوف يسبب الأمن من مكر الله، وكلها أمور مذمومة تقدح في عقيدة الإنسان وعبادته.
    ورجاء قبول العمل- مع الخوف من رده يورث الإنسان تواضعاً وخشوعاً لله تعالى، فيزيد إيمانه . وعندما يتحقق الرجاء فإن الإنسان يرفع يديه سائلاً الله قبول عمله؛ فإنه وحده القادر على ذلك، وهذا ما فعله أبونا إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، كما حكى الله عنهم في بنائهم الكعبة فقال:
    ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)( البقرة:127).

    7- التيسير للطاعة والإبعاد عن المعصية :

    سبحان الله إذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان ,بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها .
    قال تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10})4-10 الليل

    8- حب الصالحين وبغض أهل المعاصي :

    من علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي ،و لقد روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)).
    أخي الحبيب:
    قل لي من تحب من تجالس من تود أقل لك من أنت ,ولله در عطاء الله السكندري حين قال (إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك) .
    والواجب أن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله -سبحانه وتعالى- لا شريك له، ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم " من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله، فقد استكمل الإيمان " رواه أحمد عن معاذ بن أنس وغيره..

    9- كثرة الاستغفار:

    المتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار،فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فإنه لابد من النقص والتقصير، ، فبعد أن يؤدي العبد مناسك الحج قال تعالى:
    (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( البقرة:199).

    وبعد الصلاة علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستغفر الله ثلاثاً ، وأهل القيام بعد قيامهم وابتهالهم يختمون ذلك بالاستغفار في الأسحار،

    قال تعالى:
    (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )الذاريات18 ، وأوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقول (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) محمد19

    وأمره أيضاً أن يختم حياته العامرة بعبادة الله والجهاد في سبيله بالاستغفار فقال:
    (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3})النصر

    فكان يقول صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) رواه البخاري.

    10- المداومة على الأعمال الصالحة:

    كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته) رواه مسلم.

    و أحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). متفق عليه.

    وبشرى لمن داوم على عمل صالح، ثم انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو نوم كتب له أجر ذلك العمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري ، و هذا في حق من كان يعمل طاعة فحصل له ما يمنعه منها، وكانت نيته أن يداوم عليها. وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه). أخرجه النسائي.


    أسأل الله جل وتعالى أن يجعلني وإياكم وجميع إخواننا المسلمين من المقبولين، ممن تقبل الله صلاتهم وصيامهم وقيامهم وحجهم وجميع طاعاتهم ."
    بارك الله بك و حفظك
    أخي المطنوخ
    من أجمل ماقرأت ..
    تقبل الله منك ومنا صالح الأعمال وغفر لك ولنا
    و استبدل سيئاتنا حسنات ..
    و ثبتك أخي الكريم على الدرب القويم
    بانتظار لآلئ أخرى ..
    من فيض قلمك النوراني
    فـ/جزاك الباري خير الجزاء
    وحشرك مع الأحبة محمد صلى الله عليه وصحبه..



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #40
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    ثلاثة يعرفون عند ثلاثة : الحليم عند الغضب ، والشجاع عند اللقاء ، والصديق عند النائبة



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 4 من 24 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 13 (0 من الأعضاء و 13 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. ديوانية الفلـة [ شبات قهاوي قصة وقصيده سوالف والغاز ]
    بواسطة يـــوسف في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 7233
    آخر مشاركة: 22-09-2009, 13:29
  2. ديوانية الشيبان
    بواسطة السنعوووسيه في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 15-07-2009, 21:30
  3. أتشرف بالإنضمام إلى ديوانية شمر
    بواسطة ~ طير حوران ~ في المنتدى مضيف التّرحيب والتعارف
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 16-12-2004, 19:16
  4. ديوانية الغثه لعلوم الرجال وفيه مكان مخصص للعوايل
    بواسطة الغثه في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 22-10-2003, 20:55
  5. "رسائل شوق" ... هنا بريد المتحابين في الله ...
    بواسطة مجاهد في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-03-2002, 01:20

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته