«دبي سات 1» في دائرة الضوء
ديجبي دايدستون
إن قمر دبي سات Dubai Sat – 1 أكثر من تعزيز للأنا الوطنية، فهو الذي بني على يد علماء محليين – بمساعدة مهندسي كوريا الجنوبية الذي يصنعون أدق الأقمار الصناعية – وهو أيضاً شهادة لمحاولة الإمارات الرامية إلى تحفيز اقتصادها، عن طريق استثمار التقنية العالية.
يقول أحمد المنصوري المدير العام لمعهد الإمارات للعلوم المتقدمة والتكنولوجيا، الذي طوّر القمر الصناعي الذي بلغت تكلفته 50 مليون دولار مع شركة ساترك إينشاتيف Satrec Initiative ومقرها في سيؤول: كان إنشاء فريق محوري من العلماء والخبراء الإماراتيين، أوضح نتيجة لاستراتيجية موجهة لدعم التنمية الناضجة المستندة إلى المعرفة.حكومة أبو ظبي الغنية بالنفط، واحدة من المؤسسات القليلة التي ما زالت مستعدة لضخ الأموال في صناعات التقنية العالية، واستثمرت هيئة مبادلة للتطوير Mubadola Development، وهي أداتها الاستثمارية المباشرة، نحو 1.4 مليار دولار في قمر الاتصالات ياهسات Yahsat – 1A ، المقرر إطلاقه في ''أواخر عام 2010.
والإمارات ليست الدولة الخليجية الوحيدة التي تستثمر في تكنولوجيا الفضاء، فالسعودية أطلقت أول قمر خاص بها يستشعر عن بعد في عام 2004، ويعمل علماء الحكومة السعودية على (18) مهمة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في الرياض. وتتصف الأقمار الصناعية بسلسلة من الاستخدامات، من العسكري إلى تخطيط المدن إلى التنقيب عن المعادن.وتنظر الحكومات أيضا إلى صناعات مثل السياحة الفضائية، فشركة عبار للاستثمار Aabar Investments ، وهي شركة ظبيانية مرتبطة بالدولة، وافقت في شهر تموز (يوليو) الماضي، على دفع 280 مليون دولار لشراء حصة في شركة فيرجين جالاكتيك Virgin Galactic ، وهي مشروع الفضاء التجاري للرائد السير ريتشارد برانسون، وتخطط شركة فيرجين Virgin لتدشين أول رحلة فضائية شبه مدارية خلال سنتين، وتتقاضى 200 ألف دولار ثمناً للتذكرة.
وستحلق مركبة سبيس شيب 2 SpaceShipTwo التابعة لشركة فيرجين Virgin في رحلتها التدشينية، من ميناء فضائي تكلفته 250 مليون دولار في نيومكسيكو، لكن الشركة تأمل في عرض رحلات شبه مدارية من كيرونا، في أقصى شمال السويد، والإمارات مرشحة أيضا، حسبما يقول ويل وايتهورن، رئيس شركة فيرجين جالاكتيك Virgin Galactic التي أخذت 40 مليون دولار كودائع من رواد فضاء آملين.ويضيف وايتهورن: هنالك بعض الصناعات عليك أن تقيمها قبل أن يأتي السوق إليك، وهذا مثال ممتاز، كانت أبو ظبي مستثمراً ذكياً جداً بهذا الخصوص، وبالتزامها بالعلوم والتكنولوجيا فإنها ستكون ملائمة جداً.
وتواجه أبو ظبي منافسة من جيرانها، فإمارة رأس الخيمة الأصغر منها، لديها خطط لتطوير مرفأ فضائي تكلفته 265 مليون دولار، مع شركة سبيس آدفنتشرز Space Adventures وهي شركة أمريكية ساعدت في إرسال أول سائح فضائي، وهو الملياردير دينيس تيتو إلى المحطة الفضائية الدولية International Space Station عام 2001. لكن تكنولوجيا الفضاء نفسها هي التي توفر أوضح العائدات، وتقدم شركة عبار Aabar مبلغاً إضافياً بقيمة 100 مليون دولار لشركة فيرجين جالاكتيك Virgin Galactic لتطور القدرة على إطلاق أقمار صناعية صغيرة، وعند إطلاقها من ارتفاعات عالية من طائرة أكثر تقليدية، يمكن لمركبة سبيس شيب 2 Space Ship Two، أن تخفض تكاليف قمر يطلقه صاروخ بنحو 80 في المائة، حسبما يقول وايتهورن: إنكم على وشك أن تروا اقتصاديات السفر إلى الفضاء تتغير بشكل كبير.
المفضلات