القلوب اربعة :
( قلب أغلف فذلك قلب الكافر,
وقلب مصفح فذلك قلب المنافق,
وقلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن
وقلب فيه نفاق وايمان فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب
ومثل النفاق كمثل القرحه يمدها قيح ودم فأيهما غلب غلب ).
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أكتشف د. طارق السويدان معجزة إلهية داخل آيات القرآن الكريم وذلك من خلال الربط بين علم الأرقام ومعانيها مثل تلك التي تخبرنا عن التساوي بين الرجل والمرآة من حيث عدد مرات تكرار كلمة "الرجل" و "المرآة" حيث تكرر ذكر كل منهما 24 مرة.
وقد أمكنه الربط بين معنى التساوي في كل موضوع لجنسن بعدد مرات تكرارهما.
وفيما يلي أمثلة أخرى عن الربط بين تكرار المفردة في آيات القرآن الكريم والمعنى التي تتحدث عنه تلك الأيات:
1. تم ذكر كلمة دنيا 115 مرة وتم ذكر كلمة آخرة 115 مرة ..
2. تم ذكر كلمة ملائكة 88 مرة وتم ذكر كلمة شياطين 88 مرة ..
3. تم ذكر كلمة الناس 50 مرة وتم ذكر كلمة الأنبياء 50 مرة
4. تم ذكر كلمة صلاح 50 مرة وتم ذكر كلمة فساد 50 مرة
5. تم ذكر كلمة إبليس 11 مرة وتم ذكر كلمة الاستعاذة من إبليس 11 مرة
6. تم ذكر كلمة مسلمين 41 مرة وتم ذكر كلمة جهاد 41 مرة
7. تم ذكر كلمة زكاة 88 مرة وتم ذكر كلمة بركة 88 مرة
8. تم ذكر كلمة محمد 4 مرة وتم ذكر كلمة شريعة 4 مرة
9. تم ذكر كلمة امرأة 24 مرة وتم ذكر كلمة رجل 24 مرة ..
10. تم ذكر كلمة الحياة 145 مرة وتم ذكر كلمة الموت 145 مرة ..
11. تم ذكر كلمة الصالحات 167 مرة وتم ذكر كلمة السيئات 167مرة ..
12. تم ذكر كلمة اليسر 36 مرة وتم ذكر كلمة العسر 12 مرة ..
13. تم ذكر كلمة الأبرار 6 مرة وتم ذكر كلمة الفجار 3 مرة ..
14. تم ذكر كلمة الجهر 16 مرة وتم ذكر كلمة العلانية 16 مرة ..
15. تم ذكر كلمة المحبة 83 مرة وتم ذكر كلمة الطاعة 83 مرة ..
16. تم ذكر كلمة الهدى 79 مرة وتم ذكر كلمة الرحمة 79 مرة ..
17. تم ذكر كلمة السلام 50 مرة وتم ذكر كلمة الطيبات 50 مرة ..
18. تم ذكر كلمة الشدة 102مرة وتم ذكر كلمة الصبر 102 مرة ..
19. تم ذكر كلمة المصيبة 75 مرة وتم ذكر كلمة الشكر 75 مرة ..
20. تم ذكر كلمة الجزاء 117 مرة وتم ذكر كلمة المغفرة 234 مرة
21. "النفع" وردت 50 مرة مقابل 50 مرة لـ "الضر".
22. "الناس" وردت 50 مرة مقابل 50 مرة لـ "الرسل".
23. "الصدقة" وردت 73 مرة مقابل 73 مرة لـ القناعة.
24. "الضالين" وردت 17 مرة مقابل 17 مرة لـ "الهالكين".
25. "الذهب" وردت 8 مرات مقابل 8 مرات لـ رغد العيش.
26. "السحر" وردت 60 مرة مقابل 60 مرة لـ "الفتنة".
27. "الزكاة" وردت 32 مرة مقابل 32 مرة لـ "البركة".
28. "العقل" وردت 49 مرة مقابل 49 مرة لـ "النور".
29. "اللسان" وردت 25 مرة مقابل 25 مرة لـ البهجة والأحتفال.
30. الرغبة وردت 8 مرات مقابل 8 مرات لـ "الخوف".
31. التحدث على الملأ وردت 18 مرة مقابل 18 مرة لـ الخطبة.
32. "الظلم" وردت 114 مرة مقابل 114 مرة لـ "الصبر".
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
تسلم اخي الفاضل ابوضاري
للمرور الكريم والرد وننتظر فيض من مداد قلمك النوراني
فاللمعرفة بداية و ليس لها نهاية ..
دمت بحفظ الرحمن فاضلي
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
خواطر من وحي آيات البصر
الأستاذ الدكتور عفيفي محمود عفيفي
يقول سبحانه في الآية الثالثة والعشرين من سورة الملك:)قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون (.
ويقول عز من قائل في الآية السادسة والثلاثين من سورة الإسراء:
)إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً (.
وهناك آيات أخرى تعد بالعشرات، تقرن بين السمع والبصر.. وأول ما يلفت النظر فيها هو ذكر السمع قبل البصر، مع أن البصر لا يقل عن السمع أهمية، وقد يفوقه في الأهمية أحياناً. وقد سبقنا إلى هذه الملاحظة كثيرون، وتولى المهتمون بالإعجاز العلمي للقرآن شرح السبب في هذا الترتيب القرآني، وأثبتوا أنه مطابق للترتيب الزمني لتكامل حاستي السمع والبصر في الإنسان، فبينما يصبح الجنين سميعاً وهو في الشهر الثالث من الحمل، نراه لا يصبح بصيراً إلا بعد الولادة بحوالي أسبوعين.. وإذا كان لي أن أضيف شيئاً فهو شرح حكمة الخالق وراء ذلك الترتيب: فاكتمال حاسة السمع في هذا الطور المبكر يعطي الجنين فرصة الاستماع إلى دقات قلب أمه فترة كافية تجعله يستوعبها تماماً بحيث يتذكرها بعد الولادة كلما ضمته إلى صدرها، وبهذا يهدأ ويطمئن إلى حضنها خصوصاً في وقت الإرضاع.. وبديهي أن الطمأنينة هي من أهم دواعي رفع مستوى الاستفادة التغذوية.. على عكس ما كان يمكن أن يحدث لو تأخرت حاسة السمع إلى ما بعد الولادة فيفاجأ الرضيع بصوت لم يسبق له سماعه يشبه قرع الطبول ينبعث من صدر أمه ويُصَب في أذنه مباشرة.. هذا عن حاسة السمع... وأما حاسة البصر فإن أعضاء الإبصار لا تمارس وظائفها إطلاقاً طوال الحياة الجنينية ـ رغم اكتمال تكوينها ـ لسبب بسيط هو انعدام الضوء اللازم لنقل صور المرئيات.. فضلاً عن أن الجنين ليس في حاجة إلى ممارستها أصلاً.. ولهذا فإن جفونه تظل مغلقة لحماية العينين من السائل الرهلي الذي يغمر أصلاً.. ولهذا فإن جفونه تظل مغلقة لحماية العينين من السائل الرهلي الذي يغمر جسمه... وهو لا يبدأ فتح جفونه إلا بعد خروجه إلى عالم النور حيث يكون لأشعة الضوء أثرها في تنبيه أعضاء جهاز الإبصار إلى بدء ممارسة وظائفها ثم في تحسين هذا الأداء تدريجياً بالتكيف مع شدة الضوء وأبعاد المرئيات.
· وإذا كنت ـ بحمد الله ـ لم أجد صعوبة في العثور على الأسانيد العلمية لهذا الترتيب بين السمع والبصر في عشرات الآيات التي تقرن بينهما.. فإن الآيات التي تختص البصر وحده بالذكر كان لي معها وكان لها معي شأن آخر..
· وأول ما استوقفني وحيّرني في عشرات الآيات التي تخص حاسة الإبصار بالذكر هو اختلاف اللفظ المستعمل للتعبير عنها: فهو أحياناً يكون مشتقاً من لفظ ( بصر )، وأحياناً أخرى من لفظ ( رأى )... وفي أحيان أخرى من لفظ: ( نظر )..
وإليكم مثالاً لكل حالة:
· فالتعبير بلفظ الأصالة ( بصر ) يتمثل في قوله تعالى على لسان السامريّ مخاطباً نبي الله موسى عليه السلام بعد دعوته من لقاء ربه ( الآية السادسة والتسعين من سورة طه ).
)قال بصرت بما لم يبصروا به (.
· والتعبير بلفظ: ( نظر ) يتمثل في الآية 101 من سورة يونس:
)قل انظروا ماذا في السماوات والأرض (.
· والتعبير بلفظ: ( رأى ) يتمثل في الآية الخامسة من سورة الحج:
)وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت (.
والألفاظ الثلاثة مختلفة تماماً في البنية اللغوية وليس بينها حرف واحد مشترك سوى حرف الراء.. كما أنها ليست من المترادفات بحيث يصح استعمال أي لفظ منها مكان أي لفظ آخر دون الإخلال بالمعنى... فهذا خطأ يتنزه كلام الله عن مجرد التعرض للقليل منه.. وليس صحيحاً أن استعمال الألفاظ الثلاثة هو من قبيل التنويع الدال على الثراء اللفظي، خصوصاً إذا وردت مجتمعة في آية واحدة كما في الآية 198 من سورة الأعراف:
)وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون (.
فالقارىء المتدبر لا بد وأن يستكشف وراء هذا التنويع اللفظي وظيفة أهم هي دقة التعبير عن خصوصية المعنى.. ولكي يتحقق لنا ذلك نستعرض معاً أهم الحقائق العلمية الأساسية:
1ـ إن وظيفة الإبصار (vision)عملية مركبة من شقين متكاملين هما: النظر (looking)وتقوم به العين والرؤية (sight)ويقوم بها مركز عصبي خاص في قشرة المخ (الدماغ brain) وهو متصل بشبكية العين عن طريق العصب البصري.. وبقيام هذا المركز بإدراك ما يرد إليه من الشبكية تتم عملية الإبصار ( ولهذا فهو يسمى أيضاً مركز الإبصارcenter of vision)..ومن الممكن إذن تعريف عملية الإبصار بأنها: ( الإدراك الحسي لمعالم المرئيات ذات الكيان المادي بعد النظر إليها في الضوء ).
آلية عمل العين تشبه آلية عمل آلة التصور ولكن أشد تعقيداً
2ـ أن الصور التي تسقط على الشبكية لا تنطبع عليها مثلما تنطبع الصورة الفوتوغرافية على سطح ( الفيلم الخام )، ولا حتى على الورق الحساس بعد ( تحميض ) الفيلم.. وإنما تنتقل فوراً ـ على شكل ومضات عصبية ـ عبر العصب البصري لتصل بسرعة لحظية إلى مركز الرؤية.. ولكنها ـ هنا أيضاً ـ لا تتراكم وإنما يتم ترحيلها أولاً بأول إلى مركز عصبي آخر في المخ ( متصل عضوياً بمركز الإبصار ) حيث يتم تصنيفها و( فهرستها ) وحفظها في ( أرشيف الكتروني ).. ( والقياس مع الفارق ).
3ـ أن المخ قادر على استحضارأي عدد من تلك الصور المخزونة في أي وقت لا حق بحيث يقوم مركز الرؤية بإعادة مشاهدتها أي استعراضها بعد زوال الأجسام التي تمثلها بوقت يتناسب عكسياً مع قوة الملاحظة والقدرة على الاستيعاب والتذكر.
4ـ أن التكامل الوظيفي بين العين والمخفي إتمام عملية الإبصار لا يمنع من أن يقوم كل منهما ـ في أي وقت ـ بعمله مستقلاً عن الآخر ( مع اختلاف النتيجة وفقاً للجزء الذي يعمل).
هناك تكامل وظيفي بين العين والدماغ للقيام بعملية الإبصار
نظر بلا رؤية؟ أو رؤية بلا نظر؟.
وبناء على تلك الحقائق الأساسية فإن عملية الإبصار لا تتم إذا انعدام أحد شقيها.. ولكن الشق الذي يتم أداؤه يأخذ شكل ظاهرة غير مألوفة لأنها تمثل عملية فسيولوجية ناقصة.
والظاهرتان المحتملتان كنتيجة لهذا الانفصال الأدائي بين العين والمخ هما:
النظر بلا رؤية:وهنا يحدّق الناظر بعينين سليمتين مفتوحتين في الجسم الموضوع أمامهما ـ مغموراً في الضوء ـ ولكن الناظر إذا سئل عما أمامه لأنكر أن أمامه شيئاً على الإطلاق ( وهو في ذلك صادق لأنه بالفعل لا يبصر شيئاً بسبب عدم قيام مركز الإبصار بعمله في وقت النظر ).. والنظر بلا رؤية ـ وبالتالي بلا إبصار ـ يحدث عندما يكون الناظر شارد الذهن أو في حالة رعب شديد مفاجىء أو واقعاً تحت تأثير الخمور أو المخدرات... فكل هذه تسبب عطلاً مؤقتاً لخلايا المراكز العصبية في المخ ( بما فيها مركز الأبصار ).. والنتيجة هي حالة عمى مؤقت يزول بزوال أسبابه.. أما إذا أصيبت خلايا مركز الإبصار بتلف عضوي فالنتيجة هي العمى الدائم ( على الرغم من سلامة العينين ).... والعمى الدائم يمكن أن يحدث أيضاً رغم سلامة العينين وسلامة مركز الرؤية أيضاً وذلك في حالة تلف العصب البصري.. والسبب في هذه الحالة هو أن عملية الإبصار تتوقف عند الحد الفاصل بين النظر والرؤية ( أي: أن الصورة الواقعة على الشبكية لا تجد ما ينقلها إلى مركز الرؤية ).
وحالات النظر بلا رؤية معناها عدم القدرة على الإبصار بسبب انعدام الركن الفعلي أو الإدراكي وهو الرؤية... تماماً مثلما أن الصورة الفوتوغرافية تظل خافية على الفيلم الخام ما لم يتم ( تحميضه ). [ وبالمناسبة هذه العملية التي نسميها ( تحميضاً ) يطلق عليها في لغات أخرى غير عربية اسم آخر أكثر دقة في التعبير عن طبيعتها هو (development) بالإنجليزية أو (entwicklung)بالألمانية ومعنى الكلمتين بالعربية هو تكوين.. وهو نفس اللفظ المستعمل علمياً في جميع اللغات للتعبير عن عملية تخليق الجنين في ظلمات الرحم ].
الرؤية بلا نظر:وهي تحدث نتيجة عطل في عضو النظر ( العين )، أو عضو نقل الصورة ( العصب البصري ).. أو كليهما، بشرط بقاء المراكز العصبية ( وأولها مركز الإبصار ) سليمة عضوياً ووظيفياً... والرؤية بلا نظر يمكن أن تحدث أيضاً رغم عدم وجود ما يمكن النظر إليه أصلاً.. وذلك باستحضار بعض المشاهد القديمة من الرصيد المخزون من عمليات إبصار سابقة، وهذا يدخل في باب ( أحلام اليقظة ).. قياساً على الأحلام التي ( نراها ) أثناء النوم...
وللتعليل على انعدام ركن النظر ( وبالتالي انعدام أهمية العين ) في هذه الأحوال، يكفي أن أذكر بأن استحضار المشاهد القديمة يتم بصورة أفضل إذا أغمض المرء عينيه. لأنه عند فتح العينين فإن ما تقعان عليه من ( منظورات ) تتداخل صورها مع الصور التي يستحضرها المخ ( وهي مجرد مرئيات )... ولهذا يحدث ( تشويش ) على مركز الرؤية.
من وحي آيات البصر:
والآن إلى النصوص القرآنية التي تتحدث عن النظر والبصر والرؤية نتدبرها في ضوء هذه الحقائق العلمية الثابتة ونبدأ بنص قرآني يتضمن لفظ ( بصر ) بمعناه البيولوجي الكامل: ذلك هو الآية الحادية عشرة من سورة القصص حيث يقول عز وجل على لسان أم موسى:
)وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون (.
الموقف هنا حدثت فيه عملية إبصار تامة الأركان: فأخت موسى أولاً قامت بالنظر هنا وهناك بحثاً عن أخيها الطفل المنشود والذي سبق لها النظر إليه ورؤيته وبالتالي إبصاره، فلما وقعت عيناها عليه في هذا المكان الجديد تكونت له في مخها صورة مطابقة لتلك التي اختزنها عقلها الباطن في مرات سابقة... فتعرفت عليه... أما والحالة هذه فأي الألفاظ الثلاثة ـ تعبيراً عن هذا الموقف؟ لا شك هو لفظ ( بصر ) الذي ورد في النص القرآني للتعبير في إيجاز معجز عن اكتمال أركان عملية الإبصار...
وفي الآية الثلاثين من سورة النور يقول سبحانه وتعالى:
)قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم (.
والأبصار المذكورة هنا والمأمور بغضها ( أي: خفضها ) هي العيون التي هي النوافذ التي نطل منها على الموجودات.. والعين ـ علمياً ـ هي عضو النظر... فلماذا لم يستعمل لفظ الأنظار واستعمل بدلاً منه لفظ الأبصار؟ لو اقتصرنا على الجانب اللغوي لقلنا إن هذا نوع من البلاغة التي يستعمل فيها ما سوف يكون محل ما هو كائن ( على غرار قوله تعالى في سورة يوسف: )إني أراني أعصر خمراً ()... ولكن هذه البلاغة لها أيضاً سند علمي إذ إن النظر هو بوابة البصر، ومنع عملية الإبصار يتم بسهولة أكبر لو بدأنا بإغلاق الباب المؤدي إليه وهو العين... ومن مظاهر عدالة الله أن جميع العضلات المتحكمة في تحريك كرة العين وفي فتح الجفون وإغلاقها هي من النوع الإرادي الخاضع لسيطرة المخ وهو الذي يحوي مركز الإبصار كما يحوي مراكز الحركة أي أنه هو المتحكم الفعلي في حركة تلك البوابات التي تنفذ عن طريقها صور المرئيات إلى المخ ومن ثم يتحول النظر المجرد إلى إبصار فعلي... إذن فالأمر بالغض في آية سورة النور مقصود به الأصل والمنبع تجنباً للشر من أول الطريق المؤدية إليه...
من وحي آيات النظر:
من حيث إن عملية الإبصار هي محصلة خطوتين هما النظر والرؤية... لهذا فإن الدقة العلمية لا تتوفر أركانها إلا إذا استعمل كل من هذين اللفظين للتعبير عن الخطوة المقصودة بالذات.. فتعالوا بنا نستعرض بعض النصوص القرآنية لنرى كيف أن كلاًّ من اللفظين ( نظر ) أو (رأى ) قد استعمل بإحكام للتعبير عن الجزء الذي يخصه من عملية الإبصار.
هذا فيما يتعلق بالشق الأول وهو ( النظر )... والنظر كما نعرف جميعاً قد يكون خاطفاً وقد يطول بهدف تأمل المنظور ( إما لدراسته أو للاستمتاع بمنظره )... كما أن النظر قد يكون مقروناً بالتدبر وقد لا يكون.. وكل هذه الأحوال عبّر عنها القرآن الكريم في مواضع عديدة متفرقة وإليكم بعض الأمثلة:
يقول سبحانه وتعالى في الآية الثامنة والثمانين من سورة الصافات:
)فنظر نظرة في النجوم (.
( والحديث عن خليل الله إبراهيم عليه السلام بعد طول جداله مع قومه حول قضية الإيمان ).
وفي الآية رقم 101 من سورة يونس يقول جل وعلا:
)قل انظروا ماذا في السماوات والأرض (.
أما في الآية السابعة عشرة من سورة الغاشية فيقول عز من قائل:
)أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (.
إن الهدف من النظر في هذه الحالات الثلاث هو تأمل خلق الله واستشعار عظمته... وهذا هو شأن من أراد الله لهم الهدى.. أما النظر بلا تفكير فهو غفلة يتصف بها من عطلوا عقولهم شأن كفار قريش الذين أغلقوا قلوبهم فختم الله عليها، وعنهم يقول سبحانه وتعالى ـ مواسياً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ـ في الآية رقم 198 من سورة الأعراف:
)وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون (.
مع ملاحظة أن البصر في هذه الآية ليس البصر الحسي وإنما هو مقصود بمدلوله المعنوي وهو البصيرة التي بها يمكن التمييز بين الحق والباطل.
· ونعود إلى النظر بمعناه الحسي المجرد فنقول: إن إدامته إلى ما حرم الله إثم وإلى ما يصرف عن ذكر الله لهو...
أما إدامته إلى ما أحل الله تعالى بهدف التلذذ برؤية الجمال فهو مباح.
ـ يقول سبحانه وتعالى في الآية رقم 143 من سورة الأعراف:
)ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك. قال: لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني (.
ذلك لأن الناموس الساري في الحياة الدنيا هو أن الله لا تدركه الأبصار، وهي صفة خاصة بذاته العلية ولكن يسبغها الله على من يرتضى من عباده إذا كان في معيته.. ولعل هذه المعية هي التي أعمت أبصار كفار قريش الواقفين على باب غار ثور وبداخله محمد الذي يبحثون عنه ومعه رفيقه الصديق قبيل انطلاقهما إلى المدينة.. يقول سبحانه وتعالى في الآية الأربعين من سورة التوبة:
)ثاني اثنين إذ هما في الغار إذا يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا (.
بهذه المعية مع الله لم تدرك أبصار كفار قريش ضالتهم المنشودة وهي قريبة من أرجل خيلهم... وهذه المعية نفسها هي التي أعمت أبصارهم عنه فمحمد يوم خروجه من داره بمكة وهو يمر من بين صفوفهم وأمام أعينهم مردداً قوله تعالى: ( الآية التاسعة من سورة يس ):
)وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون (.
وعموماً فنحن في كلتا الحالتين أمام معجزة تتعطل أمامها كل القوانين السارية في الأحوال العادية.
بيولوجية الرؤية في القرآن:
عرفنا منذ قليل أن الرؤية هي الخطوة التالية للنظر، وأنها هي التي تتم بها عملية الإبصار.. فهي إذن الخطوة الحاسمة.. ونظراً لأهميتها فإن القرآن كثيراً ما يعطي لفظ ( رأى ) ومشتقاته الأولوية في التعبير عن عملية الإبصار كلها... خصوصاً إذا كان الهدف الرئيسي منها هو التدبر والاعتبار... وهذا التفضيل يتناسب مع كون الرؤية من الوظائف العليا التي يقوم بها المخ الإرادي وهو المتحكم في الجوارح والتصرفات... وإليكم بعض الأمثلة الدالة على ما أقول:
ففي الآية السادسة والسبعين من سورة الأنعام يقول رب العزة عن رحلة خليله إبراهيم عليه السلام مع الإيمان:
)فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (.
وفي الآيتين التاليتين في نفس السورة يتكرر استعمال لفظ ( رأى ) نائباً عن اللفظين الآخرين في التعبير عن عملية الإبصار.. وهذا مناسب لكون الهدف منها هو إثبات قضية عقلية.
وفي سورة النمل أكثر من آية استعمل فيها لفظ ( رأى ) تفضيلاً له على لفظ ( نظر ) لأهميته ودقته في التعبير عن الجزئية المقصودة من عملية الإبصار... ففي الآية العشرين يقول سبحانه:
)وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (.
من المؤكد:أن نبي الله سليمان قد استخدم عينيه في النظر هنا وهناك بحثاً عن الهدهد المنشود ـ قبل أن يصرح بعدم رؤيته. وأنه ـ عليه السلام ـ وهو يتفقد الطير كان يستحضر في ذهنه صورة الهدهد الغائب، وهي التي عرفها واستوعبها من عمليات إبصار سابقة.. وهذا الاستحضار هو عملية ذهنية خالصة يقوم بها مركز الرؤية.. ولهذا كان لفظ ( رأى ) أدق من أي من اللفظين الآخرين في التعبير عن هذا الموقف الذي يبدو مثل موقف أخت موسى في البحث عن شيء منشود.. ولكن في حالة أخت موسى كان المنشود موجوداً فنظرته وبالتالي أبصرته ( ولهذا استعمل القرآن لفظ البصر في قوله تعالى: )فبصرت به (أما هنا فالشيء المنشود ـ وهو الهدهد ـ ليس له وجود أي: أن النظر لم يحقق وظيفته وبالتالي لم تتم عملية الإبصار... ولم يبق إلا اللفظ الثالث الذي استعمل هنا في موضعه تماماً: )ما لي لا أرى الهدهد (.
وفي الآية الثامنة والثلاثين وما بعدها من سورة النمل يأتي ذكر عرش ملكة سبأ الذي تم نقله من مكانه في اليمن إلى مجلس سليمان في الشام في أقل من طرفة عين... وطرفة العين هي المدة الزمنية اللازمة لإلقاء نظرة واحدة.. وتعبيراً عن هذه السرعة الخارقة كان هذا الإيجاز الخاطف في التعبير متمثلاً في قوله تعالى في الآية الأربعين:
)قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي (.
هنا نلاحظ ما يمكن أن نسميه ( تجسيداً بلاغياً ) للسرعة وهو يتمثل في إغفال ذكر جميع الأحداث التي تمت منذ تعهد المتكلم بإحضار العرش إلى أن رآه سليمان عليه السلام مستقراً أمامه يعني: رآه شيئاً مادياً ملموساً أمام عينيه ... ولا شك: في أنه قد ألقى عليه نظرة ( بل وربما نظرات ) ليتأمله ( خصوصاً وهو يراه لأول مرة )... ولكن التعبير القرآني أغفل عملية النظر تماماً، وتخطى هذه المرحلة ليصل بنا رأساً إلى ما بعدها وهي الرؤية التي تمت بها عملية الإبصار. وهنا يا إخواني أرجو ألا أكون بهذا التحليل قد اجترأت على قدرة الله التي يتحقق جزء ضئيل منها بصورة تذهل عقولنا عندما تحدث المعجزات الخارقة لكل قوانين الطبيعة.
الرؤى... والأحلام:
وقبل أن نختتم الحديث عن الرؤية كإحدى وظائف المخ لا يفوتنا التحدث عن إحدى صورها المذكورة بكثرة في القرآن الكريم.. تلك هي الرؤية المنامية أي: ( الرؤيا )... وهي ما نعبر عنها عادة بالأحلام حيث يقتصر العمل على ما يقوم به العقل الباطن الذي ينشط عند ضعف السيطرة على الجوارح، ولا تستعمل العين كعضو نظر ( بل لا إمكانية أصلاً لقياسها بهذه الوظيفة فإغلاق الجفون من الأعمال المصاحبة للنوم ).
وتتصدر سورة يوسف جميع سور القرآن من حيث عدد الآيات التي ورد فيها ذكر الرؤى المنامية والتي نذكر منها ثلاث نصوص، تكرر التعبير فيها عن الحدث بلفظ: ( رأى ).
وتقول الآية الرابعة من سورة يوسف:
)إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً (.
وتقول الآية السادسة والثلاثون:
)ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما: إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر: إني أراني أحمل فوق رأسي حبزاً تأكل الطير منه (.
وتقول الآية الثالثة والأربعون:
)وقال الملك: إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف (.
وفي سورة أخرى هي سورة الصافات تقص علينا الآية الثانية بعد المئة موقف خليل الله إبراهيم مع ابنه:
)فلما بلغ معه السعي قال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك (.ففي هذه النصوص القرآنية كلها كما في غيرها من النصوص التي تتحدث عن الأحلام كان استعمال لفظ رأى تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الأحلام بوصفها استحضاراً لمشاهد قديمة مختزنة في الذاكرة وإعادة مشاهدتها بواسطة مركز الرؤية في المخ دون حاجة إلى عضو النظر... لأن كل مشاهد الأحلام إنما هي مرئيات مجردة ليس لها كيان مادي مجسم يمكن النظر إليه، ومن ثم ألغيت عملية النظر وبالتالي لا يحدث إبصار...
الأحلام يتم بعضها باستحضار مشاهد قديمة مختزنة في الذاكرة وإعادة مشاهدتها
وهنا أرجو أن نتوقف قليلاً لتتأمل معاً التشابه الذي يكاد يكون تطابقاً ـ في البنية ولنتلمس ما في هذا التشابه من بلاغة ودقة في التعبير عن التناظر بين العمليتين المقصودتين، وكلاهما في جوهرهما من وظائف مركز الرؤية في المخ.
ثم لنتأمل اللفظ الآخر المستعمل في الفصحى والعامية للتعبير عن الرؤى المنامية وهو لفظ (أحلام )... لنجد أنه هو نفسه اللفظ الذي يعني العقول، التي يؤكد علماء النفس البيولوجي (biopsychologists)على أن الجزء الباطن منها هو مصدر المشاهد التي يتألف منها (سيناريو ) الحلم أو الرؤية المنامية..
أليس من حقنا بعد هذا أن نعتز بأن لغتنا العربية هي سيدة اللغات بدليل أن الله قد شرفها باختيارها ( وعاء ) لمعاني القرآن الكريم الذي هو سيد الكتب السماوية؟... جل من هذه مشيئته وسبحان من هذا كلامه...
هذه هي بعض الخواطر البيولوجية التي سنحت لي وأنا أتدبر معاني كلام الله سبحانه وتعالى في مجال الإبصار بشقيها الرئيسيين ( النظر والرؤية ) بوصف أن حاسة البصر هي من أعظم نعم الله علينا...
نحمد الله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وصورنا فأحسن صورنا، والذي جعل عيوننا نوافذ نطل منها على عالم الموجودات التي أبدعتها يداه سبحانه وتعالى... ونسأله أن يتم نعمته علينا بأن ينير بصائرنا كما أنار أبصارنا... فهو وحده نور السماوات والأرض، وهو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار... والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تأملات في آية ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا )
يقول الشيخ/صالح المغامسي أول طرائق طلب العلم:
أن تطلبه من الله فالعلم لا يأتي بمداد ولا بصحيفة ولا بالتتلمذ ولا بأي شي أكثر مما يأتي بالاستعانة بالرب عز وجل فمن أخلص النية واستعان بربه على الوجه الأتم علمه الله جل وعلا وساق إليه العلم ماءا زلالا . ومن والعياذ بالله ساءت نيته و اعتمد على قلم ومحبرة وصحيفة ومداد وزيد وعمر وشريط اعتمادا كليا وأغفل جانب الاعتماد على الله لم ينل من العلم إلا بقدر ما يريده الله جلا وعلا فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات أعاذنا الله وإياكم من ذلك . تم بحمد الله ،،
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
تأملات علمية في آية المشكاة ...
قال الله تعالى في سورة النور " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {35} [سورة النور].
المشكاة:
المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة. وقال مجاهد: هي القنديل. وقال "في زجاجة" لأنه جسم شفاف، والمصباح فيه أنور منه في غير الزجاج. والمصباح: الفتيل بناره "كأنها كوكب دري" أي في الإنارة والضوء.
قال ابن جبير وجمهور المفسرين : المشكاة هي الكوة في الحائط غير النافذة، وهي أجمع للضوء، والمصباح فيها أكثر إنارة منه في غيرها، وأصلها الوعاء يجعل فيه الشيء.
والمشكاة وعاء من أدم كالدلو يبرد فيها الماء؛ وهو على وزن مفعلة كالمقراة والمصفاة. قال الشاعر:
كأن عينيه مشكاتان في حجر قيضا اقتياضا بأطراف المناقير
(كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقدة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل (الزجاجة كأنها) والنور فيها (كوكب دري) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ.
الزجاجة:
ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصابيح التقليدية؟
لقد استخدم الناس الشعلة لأجل الإضاءة على مدى آلاف السنين, دون اللجوء للاستفادة من الزجاج في هذا المجال ثم جاء العبقري ليوناردو دافينشي(1452-1519), وقام بهذا العمل المهم لتطوير المصباح, ولكن لم يضع الشعلة باسطوانة زجاجية, بل وضعها باسطوانة معدنية, وقد مرت ثلاثة قرون من الزمن, قبل أن يتوصل الإنسان إلى استبدال الاسطوانة المعدنية باسطوانة من الزجاج الشفاف. كما يتضح لنا فان زجاجة المصباح هي عبارة عن اختراع عملت على إيجاده عشرات الأجيال من البشر.
ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصباح؟
1- حماية الشعلة من الرياح لكي لا تنطفئ وهذا هو الدور الثانوي للزجاجة.
2- أما الدور الرئيسي لها فيتمثل في زيادة تألق الشعلة بالنسبة للناظر. الزجاجة هي القنديل من البِلَّوْر، جعل فيها المصباح لأن الضوء في الزجاج أظهر وأبين منه في كل شيء عندما يكون نقيا لامتلاكه قرينة انكسار (النسبة بين سرعة الضوء في الخلاء إلى سرعة الضوء في الزجاج) مناسبة يجعل الضوء النافذ منه يسير منكسرا في جميع الاتجاهات. ووجه ذلك أن الزجاج جسم شفاف يظهر فيه النور أكمل ظهور.
3- تعجيل عملية الاحتراق
إن دور الزجاجة هو نفس دور مدخنة الفرن أو المصنع, المتمثل في تقوية تيار الهواء المندفع نحو الشعلة. مما يؤدي إلى زيادة سحب الهواء.
وتحدث هذه العملية كما يلي:
إن الشعلة تسخن عمود الهواء الموجود داخل الزجاجة أسرع بكثير من تسخينها للهواء المحيط بالمصباح عندما يسخن الهواء ويصبح نتيجة لذالك أخف مما هو عليه, وبموجب قانون ارخميدس, يطرد إلى الأعلى من قبل الهواء الثقيل البارد, الذي يدخل من الأسفل من خلال الفتحات الموجودة في قاعدة فتيلة المصباح .
وبهذا الشكل يتكون تيار دائم من الهواء, يتجه من الأسفل إلى الأعلى ويعمل باستمرار على سحب نواتج الاحتراق إلى خارج الزجاجة وإدخال الهواء النقي إليها, وبزيادة الفرق بين وزني عمودي الهواء ا لساخن والبارد وتزداد بذالك شدة اندفاع تيار الهواء النقي وبالتالي تزداد سرعة الاحتراق وهذا هو نفس العامل الذي يفسر لنا سبب إنشاء المداخن العالية جدا في المصانع الحديثة.
وجاء في سنن الترمذي - بَابُ مَا جَاءَ في تخميِر الإناءِ وإطفاءِ السِّراجِ والنَّارِ عند المنام,ِ
حَدَّثَنَا قُتَيبةُ عن مالكٍ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ قال:
قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (أغلقوا البابَ وأوكِئوا السِّقاءَ وأكفئُوا الإناءَ أو خمِّروا الإناء َوأطفئُوا المصباحَ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ غُلقاً ولا يحلُّ وكاءً ولا يكشفُ آنيةً فإنَّ الفُويسقَةَ تُضرمُ على الناسِ بيتهُم).
وهنا نجد تحذير من النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الغازات والأبخرة الناتجة عن احتراق الزيت في قوله (أغلقوا الباب ... وأطفئوا المصباح ). لأنه إذا بقي المصباح مشتعلاً أطلق الغازات الناتجة في جو الغرفة المغلقة ملوثاً هواءها وهذا من شأنه التأثير سلبا على صحة الإنسان النائم , وحفاظا على صحتنا أوصانا أكرم الخلق وخاتم الرسل بإطفاء المصباح.
الغرض من استخدام الزجاجة حول المصابيح الكهربائية الحديثة.
تطور أسلوب الإنارة منذ اكتشاف النار واستخدامها للتدفئة ونشر الضوء إلى المصابيح الكهربائية الحديثة بكافة أنواعها وأشكالها, التي تشترك جميعا بوجود الزجاجة حول المصباح الذي يبعث الضوء والنور, ولكن ما الغرض من هذه الزجاجة ؟
قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي بوضع سلك من التنغستين (سلك معدني لولبي الشكل يسمى سلك الإضاءة ), ليكون المصباح (الفتيلة) الذي يستمد الطاقة من المنبع الكهربائي فيتوهج مصدرا الضوء, وتتم هذه العملية كما يلي:
عندما يمر التيار الكهربائي عبر السلك يسخّنه بشدة حتى يشعّ و يتغيّر لونه إلى الأحمر أو الأصفر.
و ما هذا الضوء الذي تستمع به وتستفيد منه سوى نتيجة احمرار السلك وتوهّجه ..
لذلك يتم اختيار معدن السلك بحيث يكون شديد و سريع التوهج وبما أن هذا السلك يحترق بوجود الأوكسجين كان على أديسون تخلية جو الزجاجة التي تحيط بالمصباح من الهواء لكي لا يحترق السلك الذي يعتبر مصدر الضوء.
ما الحكمة من اختيار الزجاج كمادة تحيط بالسلك؟
الزجاج من المواد الشفافة, لان الضوء ينفذ من خلاله بانكسار بسيط يحدد بدرجة نقاء الزجاج وينشر الضوء في جميع الاتجاهات, وبذالك تصبح زجاجة المصباح وكأنها المصباح نفسه لأنها تمتلك خاصية التألق.
بعض أنواع المصابيح الكهربائية:
مصباح الفلوريسنت - المصابيح المملوءة بغاز الأرغون الخامل – مصابيح النيون - المصباح المملوء ببخار الزئبق - مصابيح الكسينون الذي يستخدم في الملاعب والساحات العامة - مصابيح التنغستن مع إضافة مادة هالوجينية كاليود في الحوجلة الزجاجية للمصباح ويستخدم بشكل واسع في مصابيح السيارات. ونلاحظ أن جميع المصابيح تشترك بالزجاجة التي تحضن المصباح.
(الزجاجة كأنها كوكب درّي)
الفرق بين النور والضوء:
مصادر الضوء تقسم عادة إلى نوعين: مصادر مباشرة كالشمس والنجوم والمصباح والشمعة وغيرها , ومصادر غير مباشرة كالقمر والكواكب و هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا .
أما الشمس والمصباح فهما يشتركان في خاصية واحدة وهي أنهما يعتبران مصدرا مباشرا للضوء ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بمصباح . كذلك سمي ما تصدره الشمس من أشعة ضوءا, أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة فالقمر والزجاجة مصدر غير مباشر للضوء فهو يعكس ضوء المصباح الوهاج إلينا فنراه ونرى أشعته التي سماها العليم الحكيم نورا.
والمصباح هو السراج، وأصله من الضوء، ومنه الصبح. وما انعكس من شعاعه وسطوعه على الأجسام الصقيلة المعتمة هو نوره..
قال الله تعالى (وجعلنا سراجا وهاجا) النبأ(13).
أي مضيئا وقد وهجت النار توهجا , والوهج: حصول الضوء والحر من النار, وتوهج الجوهر: تلألأ .
يسمى الجسم الذي يولد الضوء سراج (مصباح).
و يسمى الجسم الذي يستمد الضوء من السراج جسما منير.
فالشمس والنجوم والمصابيح (نجوم فتية) هي المصابيح التي تشع الضوء.
والكواكب نوعين:
1 – كواكب دريّة (مضيئة )كالزهرة والمشتري كما قال الضحاك: الكوكب الدري هو الزهرة. التي تستمد نورها من المصابيح فتتلألأ في السماء السوداء المظلمة لتزينها كما تفعل النجوم.
قال الله تعالى( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ {6}) سورة الصافات
وقال سبحانه {تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا}. الآية: 61 سورة الفرقان.
(وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا {16}) سورة نوح.
وورد في رياض الصالحين الحديث رقم:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: (أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. يبين لنا الحديث الشريف أن الكوكب الدري هو الكوكب المضيء.
2 – كواكب غير دريّة مثل الأرض التي ترى من الفضاء على شكل نقطة زرقاء باهتة.
زيت الزيتون يكفيه ليضيء القليل من الضوء الخافت لأن لونه له خاصة فسفوريةويكون المعنى أن الزجاجة لصفاء جوهرها، وحسن منظرها، كأنها كوكب دريٌّ. أي: كوكب مضيء متلألئ، يشبه الدرَّ في صفائه، ولون نوره.
وأهدأ النور، وأجمله هو ذو اللون الدرِّيِّ. وذهب الجمهور إلى أن المراد بالكوكب الدري- هنا- كوكب من الكواكب المضيئة .
(يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)
من مبدأ السببية (لكل سبب مسبب أدى لحدوثه) فسبب اشتعال السراج (الزيت ) كما ورد في الآية الكريمة , والسراج يوقد من زيت شجرة الزيتون المباركة ,
( مباركة ):
لاحتوائها على عناصر تحوي في طياتها الفوائد الجمة في كل المجالات تقريبا وخاصة الفائدة الصحية لما فيها من الحموض والأصباغ والدهون والتركيبات المعقدة, وهي شجرة معمرة دائمة الخضرة شكلها جميل وجذاب .
(لا شرقية ولا غربية ): نفهم من هذه الكلمات الربانية أن شجرة الزيتون تنمو وتعيش في جو خاص .
الدراسة العلمية لأماكن تواجد شجر الزيتون.
نبذة تاريخية عن الزيتون وزيته:
قال الله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} )
و قال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
والتين والزيتون : (قسم) بمنبتيهما من الأرض المباركة وقد قال معظم المفسرين أن المقصود هنا هو الموضع والمكان وليس النبات نفسه والله أعلم
يعود منشأ الزيتون إلى ماض سحيق من تاريخ البشرية والى أزمان موغلة في القدم حيث وجد المهتمون صعوبة في تحديد مكان وزمان بداية زراعة الزيتون لكنه من المسلم به اختلاط تاريخ الزيتون بتاريخ حوض البحر المتوسط وأنه يشكل جزءاً هاماً من حضارة وثقافة شعوب هذه المنطقة . ولقد قدست الديانات السماوية والحضارات الإنسانية شجرة الزيتون .
قال ابن عباس رضي الله عنه:
دعا لشجرة الزيتون سبعون نبيا بالبركة منهم إبراهيم الخليل ونبينا محمد صلى اله عليه وسلم فإنه يقول اللهم بارك في الزيت والزيتون).
تعتبر الشواطئ المتوسطية لسوريا وفلسطين موطناً أصلياً ومهداً لنشأة شجرة الزيتون ومنها انتشرت إلى بقية بلدان العالم. من المؤكد أن شجرة الزيتون وجدت منذ العصر الحجري أي قبل أكثر من /12/ ألف عام وأصبح جلياً كذلك أنه في الألف الثالث قبل الميلاد كانت في كل من سوريا وفلسطين مزارع زيتون مستثمرة. كما اكتشفت أغصان و بذور زيتون في آثار إيبلا تعود لأكثر من 2500 عام قبل الميلاد ،كما وجدت في قبور الفراعنة بمصر وتعود لأكثر من 1500 عام فبل الميلاد وهنالك دلائل أكيدة أيضاً على وجودها في تلك الفترة في الواحات الليبية و على ضفاف بحر إيجة في تركيا و اليونان.
يقر المختصون بأن الزيتون قد استوطن في البداية أراضي سوريا الكبرى قبل أن ينتشر إلى باقي أراضي حوض المتوسط , ووصلنا.
الظهور الأول لهذه الشجرة المباركة أنه كان في مدينة ايبلا القديمة , وتقع مملكة ايبلا عند ضواحي حلب السورية . وقد بلغت أوج عظمتها (2600- 2240 ق . م ) وسيطرت على شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد الرافدين الشمالية , وكانت رائدة في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع البلدان المجاورة ومصر وايران وسومر, مما أدى لانتشارها في المناطق البعيدة.
وقد وُجد التوثيق الرسمي الأول حول أشجار الزيتون في ألواح طينية تم الحفاظ عليها بصورة ممتازة بعد أن تعرضت للنيران التي دمرت القصر. تدور مواضيع العديد من هذه الألواح حول قضايا إدارية ومالية. ومنها اثنتي عشرة وثيقة يعود تاريخها لعام 2400 قبل الميلاد وتصف الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والتي تعود ملكيتها للملك والملكة. يؤكد الأرشيف أن العائلة المالكة وحاشيتها كانت تمتلك 4000 جرة من زيت الزيتون، و7000 جرة من أجل الشعب.
شجرة الزيتون من الأشجار المباركة التي تعيش في حوض البحر المتوسط وبما أن كل جرة تتسع لنحو 60 كغ من الزيت، وهذه الكميات كبيرة جدا مما يجعل من زيت الزيتون الصناعة الرئيسية في ذلك الوقت.الجو المناسب لشجرة الزيتون:
إن العبارة المستخدمة في اللغة العربية لتسمية تلك الثمرة (زيتون) تشابه كثيراُ العبارة الأكّادية (زيرتون) والتي تعني زيتون.
إحدى أقدم المكتشفات التاريخية عن زيت الزيتون حيث كانت مليئةً بزيت الزيتون وقد استخدمت للتجارة مع مصر عبر مرفأ مدينة أوغاريت.
تعتبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط من أفضل المناطق لزراعة أشجار الزيتون، حيث تتميز بشتاء بارد ممطر وصيف حار جاف. ولا تثمر أشجار الزيتون إثمارا تجاريا ما لم تتعرض لكمية مناسبة من البرودة شتاءً تكفى لدفع الأشجار للإزهار. فسبحان الله الذي أخبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن منبت هذه الشجرة وعلمه فوائد زيتها وثمرها.
وبتحليل الزيت وجد أنه يحتوي الأحماض الدهنية التالية :
1. حمض الأولييك Oleic Acid
2. حمض البالمتيك Palmitic Acid
3. حمض الينولييكLinoleic Acid
4. حمض الاستياريك stearic Acid
5 . حمض الميرستيكMyrisitic Acid
وزيت الزيتون قابل للاشتعال لتوفر الحموض الدهنية فيه .
( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ )
هذه إشارة إلى صفاء الزيت وكمال استعداده للاشتعال, ولون زيت الزيتون أخضر داكن يكاد يضيء دون أن تمسه نار ويكفيه ليضيء القليل من الضوء الخافت لأن لونه يمتلك الخاصة الفسفورية. واللون الفسفوري عند تسليط الضوء عليه تظن أنه يشعه.
أوجه الإعجاز:
الإعجاز العلمي:
علمنا الله نور السماوات والأرض سبحانه كيف يصبح المصباح لماعاً ومتألقا بوضع الزجاجة حولها لما للزجاج من الخواص التي تمكنه من نشر الضوء في كل الاتجاهات ومنها – شفافيته بالنسبة للضوء الذي ينفذ من خلاله. – وقرينة انكساره .
لأن الغرض من المصباح كما هو معلوم الحصول على الإنارة .
واحتواء زيت الزيتون على مواد قابلة للاشتعال.
ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحذير من ترك المصباح مشتغلا عند النوم في المكان المغلق لأنه ينتج من احتراق الزيت نقص في غاز الأكسجين وغازات ضارة تلوث الهواء .
الإعجاز التاريخي:
أخبرنا الله عالم الغيب والشهادة عن مواطن نشأة شجرة الزيتون والأماكن التي زرعت فيها قبل علماء الآثار والنبات, بقوله سبحانه في القرآن الكريم (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20}.
و قوله تعالىوَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3}) سورة التين
و قوله تعالىيُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) النور
الإعجاز اللغوي
التمييز بين الضوء والنور والدلالة العلمية بالأسلوب البلاغي المعجز عندما وصف الله سبحانه الشمس بالسراج الوهاج والقمر بالمنير ووصف الزجاجة بالكوكب الدري ليعلمنا الفرق بينهما,
قال الله تعالى " تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منبرا) سورة الفرقان(61).
وقال الله تعالى (وجعلنا سراجا وهاجا) النبأ(13).
والله أعلم.
[/align][/cell][/table1][/align]
التعديل الأخير تم بواسطة شام ; 14-11-2009 الساعة 15:17
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
الرُمّان واستعمالاته الوقائية والعلاجيّةد / سعيد كامل بلالالرمان من فاكهة الجنةأستاذ مساعد علم التشريح والأجنة
كلية الطب والعلوم الطبية – جامعة الطائف
كلية الطب - جامعة الأزهر
مقدمة: من بين مئات الأصناف من الفاكهة التي يأكلها الإنسان فان عددا قليلا ذكر في القرآن الكريم، مما يدل على أن هذه الأصناف المذكورة لها أهمية خاصة في حياة الإنسان. الرمان من بين هذه الأصناف حيث ذكر في القرآن الكريم باعتباره واحدا من النعم والآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته من ذلك قوله تعالى "وهو الذي أنزل من السماء ماءا فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النَّخل من طلعها قنوانًًُُُُُ دانية وجنّات من أعناب والزيتُون والرمَّان مشتبها وغيرَ متشَابه انظروا إلى ثمره إذا أثمرَ وينعه إنَّ في ذلكم لآيات لقَوم يؤمنون" (الأنعام 99) وقوله تعالى " وهو الذي أنشأ جنّات معروشات وغير معروشات والنّخل والزّرع مختلفا أكله والزيتون والرمّان متشابها وغير متشابه" (الأنعام 141) كما ذكر باعتباره واحدا من فاكهة الجنة في قوله تعالى "فيهما فاكهة ونخل ورمان" (الرحمن 68).
الهدف من هذا البحث هو الكشف عن امكانيات هذه الفاكهة واستعمالاتها الوقائية والعلاجية على مدى التاريخ الإنساني مع التركيز على استخدامات هذه الفاكهة في الطب الحديث من خلال الأبحاث المنشورة حديثا في الدوريات العالمية مما يكشف الإعجاز القرآني في الإشارة إلى هذه الفاكهة واختصاصها بالذكر. نبذة تاريخية: حظي الرمان بتقدير كبير وغير عادي من جميع الأديان السماوية بل والديانات الأخرى صاحبة الإنتشار الكبير في الأرض والتي لاحظنا أنها جميعا بدون استثناء تنظر إلى هذه الفاكهة بتقديس واحترام كبيرين.حبات من الرمانففى الديانة اليهودية ذكر الرمان بإعتباره واحدا من وصايا التوراه ال 613 (1) فهو يرمز إلى الحرمة والقداسة والخصوبة لذلك فقد كان يزين أعمدة هيكل سليمان كما كان يزين ملابس ملوك اليهود وأحبارهم (2).
وفي الفنون المسيحية يعتبر رمزا للبعث والحياة الأبدية فهو يوجد في تماثيلهم المقدسة كما تحتوي عليه الصورة الشهيرة للعذراء والطفل. كما إن شجرة الرمان هي التي كبل فيها حيوان وحيد القرن في أسطورة تجسيد المسيح. (3)
وفي البوذية يعتبر الرمان واحدا من الفواكه الثلاثة المقدسة. وفي أسطورة (هاريتي) التي كانت متوحشة وتأكل الأطفال فقد شفيت من الشر عندما أعطاها بوذا رمانة لتأكلها. وشخصية (هاريتي) يقدسها اليابانيون أيضا ويتقرب إليها النساء العاقرات (4).
وفي الديانة الزرادشتية حيث أن الموطن الأصلي للرمان هو بلاد فارس فقد كان يستخدم كثيرا في الطقوس والشعائر الدينية (5) وبغض النظر عن تقديس الأديان للرمان فإن الحضارات القديمة في الأرض تكاد تجمع على أهمية الرمان وفوائدة الطبية العديدة وتنظر إليه بعين التقدير والإعتبار. في الحضارة اليونانية القديمة فإن الرمان كان يمثل الحياة والتكاثر والزواج, ودخلت حكاياته وفوائده الخارقة في كثير من الأساطير اليونانية, كما كان يعرف بإسم "فاكهة الميت" نظرا لأن المحتضر عادة ما يطلب الرمان (6).
المصريون القدماء كانوا يعتبرونه واحدا من الفواكه المقدسة. ووجد في الرسوم الموجودة في المعابد المصرية القديمة.والمصريين القدماء كانوا يعتبرونه واحدا من الفواكه المقدسة. ووجد في الرسوم الموجودة في المعابد المصرية القديمة. والفرس كانوا يعتبرون أن بذور الرمان إذا أكلها المقاتل تجعله لا يهزم في الحرب (7).
والبابليون اعتبروا أن بذور الرمان هي العنصر المحفز للبعث والنشور (8). وعند الصينيين القدماء فإن الرمان يرمز للحياة الأبدية. ويستخدمه الصينيون بشكل كبير في فنون الخزف حيث يرمز إلى الخصوبة والوفرة والذرية الصالحة والمستقبل السعيد (9) منشأ الرمان وأماكن زراعته موطن الرمان الأصلي في بلاد فارس وأواسط آسيا إلى جبال الهيمالايا شمال الهند وهو يزرع من قديم الزمان في بلاد حوض البحر المتوسط. ويزرع حاليا في بلاد ايران والعراق وأواسط آسيا والهند والصين وماليزيا. كما يزع في مصر والمملكة السعودية وجنوب أوروبا.
وقد أدخله المستعمرون الأسبان إلي أمريكا في سنة 1769 حيث يزرع في ولايتي كاليفورنيا وأريزونا. وصف شجرة الرمان شجرة الرمان شجرة جذابة متوسطة الحجم يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 5 أمتار وتعيش لسنوات طويلة, تبدأ الإنتاج بعد السنة الأولي إلى 15 سنة حيث يبدأ الإنتاج في التراجع. وفي بعض الحالات التي سجلت في جنوب أوروبا عاشت الشجرة ما يزيد على مئتي عام. وهي شجرة دائمة الخضرة في كثير من المناطق ولكن في بعض الأماكن والأنواع منها تتساقط أوراقها وتتجدد سنويا. لها زهور جذابة حمراء برتقالية وأوراق صغيرة لامعة رمحية الشكل, كما تتميز ثمارها المعروفة بتيجانها الكأسية وتتراوح ألوانها من الأصفر إلى الأحمر الغامق. وتحتوي الثمرة على العديد من البذور المحاطة بحويصلات العصير المتعددة الأضلاع والمرصوصة بتداخل عجيب.
الأجزاء المستخدمة طبيا:
تقريبا كل أجزاء النبات تستخدم في الأغراض الطبية. الزهور والعصير والبذور الجافة وقشرة الثمرة واللحاء المحيط بالسيقان والجذور. والجزء المأكول من الثمرة يحتوي على 80 % عصير و 20 % بذور. والعصير يحتوي على 85% ماء, 10 % سكريات, 1.5 % بكتين وحمض الأسكوربيك والبوليفينولك فلافينويد. الكيماويات النباتية الموجودة في الرمان: العصير: يعتبر مصدرا هاما لنوعين من مركبات البوليفينولك: انثوثيانين و هيدروليزابل تاننيس البذور: تعتبر مصدرا هاما للألياف والسكريات والبكتين كماتحتوي على هرمون الإستروجين. لحاء الشجرة: يحتوي على حمض البونيكوتانيك وحمض الجاليك – مانايت – بيليتيرين – ميثيل ايزوبيليتيرين. القشرة الخارجية للثمرة: تحتوي على معظم الكيماويات النباتية. (10)
استخدامات الرمان في الطب التقليدي والشعبي:
استخدم الرمان في الطب الشعبي على مدى طويل من الزمان في معظم حضارات الأرض وأهم استخداماته: أمراض الجهاز الهضمي: الإسهال والدوسنتاريا والمغص المعوي والتهابات القولون وعسر الهضم والطفيليات المعوية وعلى الأخص الديدان الشريطية.
أمراض الأجهزة التناسلية:
التهابات الجهاز التناسلي و الإفرازات البيضاء وفرط الطمث. امراض الجلد والأنسجة الرخوة: تستخدم القشرة كدهان خارجي في حالات التهابات الجلد التحسسية - حب الشباب والتهابات الثدي أمراض الجهاز العصبي: الشلل – الصداع – الهيستريا حالات الشرج الجراحية: البواسير وسقوط المستقيم أمراض العين والأذن: آلآم الأذن وضعف الإبصار أمراض الفم والأسنان: التهابات اللثة وآلآم الأسنان (11) و (12)
الاستخدامات الطبية الحديثة للرمان:
هناك العديد من الأبحاث المنشورة حديثا في الدوريات الطبية العالمية (وعلى الأخص في السنوات القليلة الماضية) والتي تدل على الأهمية الفائقة للرمان في العديد من المجالات الطبية منها:
فعاليته كعنصر مضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على عناصر ذات فعالية عالية كمضادات للأكسدة (التي تعمل على الحفاظ على صحة الخلية الإنسانية وتقاوم الأمراض). فالرمان يحتوي على المئات من المركبات المعروفة من بينها مركبات البولي فينول القابلة للذوبان soluble polyphenol compounds والتي ثبت أن لها كلها فعالية عالية كمضادات للأكسدة مثل حمض الإيلاجيك ellagic acid وحمض الجاليك gallic acid والأنثوثيانين anthocyanins و الكاتيتشين و catechins والإيلاجيك تاننيس و ellagic tannisب(8) , (13) , (14), (15) وقائي وعلاج كيماوي للسرطان: ثبت أن خلاصة الرمان في الجرعات العلاجية تسبب موتا طبيعيا للخلايا السرطانية apoptosis دون أن تؤثر على الخلايا السليمة: استخدم بنجاح في علاج سرطان الثدي حيث ثبت أنه يوقف نمو الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها ويزيد من معدلات الموت الطبيعي apoptosis للخلايا السرطانية (16) كما ثبتت فعاليته العالية في علاج والوقاية من سرطان المثانة البولية حيث أنه يوقف نمو الخلايا السرطانية كما يتدخل في العوامل الوراثية للخلايا السرطانية بما يؤدي إلى موتها في النهاية (17).
علاج أمراض القلب والأوعية الدموية: ثبتت فعاليته العالية كمضاد لتصلب الشرايين وقد تمت تجربته فى الفئران والإنسان بنجاح ووجد أنه يقلل من نمو البؤر التصلبية وذلك لآثاره المضادة للأكسدة على الليبوبروتين وآثاره على الخلايا اللاقمة macrophages والصفائح الدموية (18).شعار الجمعية الطبية البريطانيةواستعادة الوظائف الطبيعية المضطربة للعضلة القلبية (19) مضاد للميكروبات ومضاد للإلتهابات ثبتت فعاليته العالية كمضاد للفيروسات ومضاد للبكتيريا وكمضاد للإلتهابات (20) و (21) مضاد للعوامل المسببة للتشوهات الوراثية (22) مقوي لجهاز المناعة (23) يمنع تليف الكبد (24) يحفز التئام الجروح ويقوي الأنسجة الرخوة وهذا أيضا يمكن أن يساهم في منع الخلايا السرطانية من الإنتشار (25).
استخدام الرمان في شعارات الهيئات الطبية العالمية:
الجمعية الطبية البريطانية British Medical Association وثلاث من الكليات الطبية الملكية: (الكلية الملكية للأطباء (Royal Collage of physicians )الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (Royal Collage of Obstetricians and Gynaecologists )الكلية الملكية للقابلات Royal Collage of Midwives) تضًمن الرمان في شعاراتها مما يعكس أهميته الكبرى في الممارسة الطبية وقناعة هذه المؤسسات الطبية العريقة بفوائده الكبيرة.
الخلاصة: هذا الإستعراض التاريخي وهذه الدراسات الطبية الحديثة والموثقة لتدل على أهمية الرمان المؤكدة في الحفاظ على حياة الإنسان وعلاج الكثير من الأمراض ومن هنا تأتي الإشارة القرآنية المعجزة لهذه الفاكهة باعتبارها من النعم والآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته وحيث أن هذا القرآن قد نزل على نبي أمي في أمة تفتقد أسباب العلم والحضارة فإن هذا يدل على صحة نسبة هذا القرآن لله رب العالمين.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 16 (0 من الأعضاء و 16 زائر)
المفضلات