المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرفان الشديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاخت : شرهة
هذولا ما تذابحوا على ( الضيغمية ) كاسم او مصطلح مجرد من المعنى او القيمة او نحو ذلك بل تذابحوا على ( إرث الضيغمية ) ، واظنهم مستعدين يتذابحون عليه من جديد زي اجدادهم الاولين ولما تقوم الساعة ..
( الضيغمية ) المقصودة هي ( ضيغميتان ) يعني : قسمين ( 1- النسب ) + ( 2- الإرث ) :
(1) والنسب سلالة عرقية فيها صفات فطرية وصفات مكتسبة متميزة نسبيا منذ نشأتها الاولى كخلاصة من انقى قبائل العرب العزيزة : يعني سلالة اشرف ملوك العرب : من جهة قحطان ( معاوية ابن عمرو الحارثي ) ومن جهة عدنان ( المهلهل ابن ربيعة التغلبي ) فكانت فصيلا قبليا يحمل صفات متوارثة محمودة متناسقة مطّردة محتدّة على الاطلاق منذ الاساس ..
اما سمعت يا اخت شرهة عن قصة الشيخ ابن ملحم ( العنزي ) – لكي يستعيد شيخته – مع الامير ابن علي ( الشمري ) .. ؟!
ولنكن واقعيين فان الفوارق الفطرية موجودة بين البشر كافراد وكجماعات وحتى تقوم الساعة . يقول عليه السلام : ( .. الناس معادن .. ) . ويقول الضيغمي المشهور عمير ابن راشد ال منيف – كما ينسب له في رواية - من قصيدة : ( .. وما الناس إلا في بنوك معادن – وما طاب في بنك المعادن طاب .. ) . ويقول شاعر ما ادري وش اسمه : ( من به جبلات ن من الله حاطها – تزول الرواسي والجبلات راسية ) ، وغيره مثله كثير ..
(2) اما الارث فهو التاريخ المكتسب المتراكم عبر الاحقاب المتتالية : الملاحم والبطولات والمغامرات والفزعات والمروءات والاخلاقيات وكل الطيبات ..
انهم يتذابحون على ( العزة ) وهي : النسب من جهة والارث من جهة ، او هو بصيغة اخرى ثانية ( المجد ) ..
ثم للاستدراك فان لـ ( الضيغمية ) إرثين عظيمين هما :
(أ) الارث الضيغمي المستقل ( القديم ) : وهو ارث فردي او قبلي ( جماعي ) عبر التاريخ الممتد تقريبا منذ القرن الخامس / السادس الهجري وحتى الاستقرار في منطقة ( رواســـي شـــمر ) ..
(ب) الارث الضيغمي الشمري ( المعاصر ) : حيث تحقق بتداخل بعض الضياغم ( السناعيس ) المذحجيين مع بعض ابناء عمومتهم الطائيين وغيرهم واسسوا هذا الكيان القبلي العظيم ( شمر – وريث المجد العربي القحطاني ) كاسم ونسب وكارث ومعنى ، وصنعوا دولة مركزية ارتهنت بتاريخ مشرّف مشترك ( يرفع الراس والرقبة ) ..
وهذا ما جعل بعض ( سرّاق النسب والارث ) كما يفضّل بعض الاخوان تسميتهم بذلك في بحث مفصل مخطوط وعد انه قد ينشره - لنوازع ذكية استبدادية – يحاولون الاستحواذ عليه واحتكاره لانفسهم دون سواهم حتى ولو كانوا من ابناء العمومة ..
ولهذا يتسائل بعضهم مقارنا بين غزو اليوم وغزو الامس : ايهما اسهل : ان تؤخذ إبلك وخيلك ( الحلال ) ؟! او يؤخذ نسبك وتاريخك ( الذات ) ؟!
اذن هي تماما كما يتصارع ابناء الملوك مع بعضهم او مع ابناء عمومتهم او عشيرتهم عبر الازمنة على موروث / تملك القيمة التاريخية والمهابة او امتياز الخصائص القبلية المنبثقة عنها ..
اخيرا كنت قد دعوت سابقا لدراسة النسب والارث الضيغمي بتفصيل وتركيز اكثر - ولا زلت - لما فيه من فرائد اخلاقية عظيمة جعلتهم يتذابحون فيما بينهم عبر امتداد التاريخ على تملك العزة والمجد كغاية ومعنى وليس على الحصان والبعير كتحصيل حاصل ..
اما " القحطانية " فلا تبتئسي من جانبها لانها ليست قحطانية اليوم القريب المعروفة وانما هي ابتداءا من ( ضيغم ابن معاوية ابن عمرو المذحجي الكهلاني القحطاني ) قبل 1400 سنة ..
أمّا أنا --- وابراءا لساحتي من أي فهم مغلوط --- فـ " مشتط " في هكذا مسائل قبلية حتى اصبحت من اولوياتي اللتي اتعبّد بها لله سبحانه لقناعتي – من خلال قراءة الواقع العربي المتردّي – ان القبيلة العربية الاصيلة ( الصافية النقية ) هي آخر القلاع المتبقية في " الامة المستهدفة " اللتي ستحافظ على بقايا العزة الضائعة لان القبائل في اصلها : مجموعة فضائل ان كانت طيّبة او مجموعة رذائل ان كانت رديّة ، ولهذا قال عليه السلام من حديث طويل في مسند الامام احمد ابن حنبل ( .. وقبيلة خير من قبيلة وقبيلة شر من قبيلة .. ) ، حيث لا اترقـّـب – باختصار – العزة أبدا من وسط دهاليز القاهرة او بيروت او الرباط او غيرها / مثلها / كلها حيث الناس مستهلكون في الصميم في الرز والسكّر والماء والكهرباء ، وليس عندهم أي مشروع حقيقي للعزة الحقيقية ..
نسأل الله تعالى المعافاة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفضلات