البعض منا يغضب عندما يرزق بمواليد بنات ، ويبدأ بكيل الأتهامات للزوجة أنها هي المسئولة عن ولادة الأناث..!
قد يتطور الأمر للوصول للطلاق بين الأزواج حينما تتوالى ولادات الأناث دون ذكور ، والكثير منهم يلجأ للزواج بأخرى
محاولة منه لأنجاب الذكر.
وقبل ان نقرر من الذى يحدد نوع الجنين .. يجب ان نعرف ان الكروموسومات الجنسيه تختلف عن بعضها البعض،
ولأنها نوعان فان أحدهما يكون أطول ويسمى. x والآخر يكون أقصر ويسمى y وهذه الكروموسومات هي التي
تحدد جنس المولود ان كان ذكرا ام انثى .
فالأنثى يكون فى كل خلاياها اثنان من الكروموسومات xx أما الذكر فانه يحمل كروموسوم xy .. ولذا نجد ان خلايا
المبيض عندما تنقسم لتكوين البويضه، فان كل البويضات تحمل الكروموسوم x بينما خلايا
الرجل عندما تنقسم
لتكوين الحيوانات المنوية فان أحدهم يحمل الكروموسوم x وأحدهم يحمل y وهذا يعنى ان هناك نوعين من الحيوانات
المنوية .. نوع يؤدى الى انجاب ولد , ونوع يؤدى الى انجاب بنت. فاذا كان الحيوان المنوى الذي ينجح فى تلقيح البويضة
يحمل الكروموسوم x فإن الجنين سيحمل xx [أي انثى]. اما اذا كان الحيوان المنوي الذي ينجح فى تلقيح البويضه يحمل
الكروموسوم y ، فإن الجنين سيحمل xy [أي ذكر].
معنى هذا ان الزوج هو الذي يحدد نوع الجنين وليس الزوجة، وبالطبع ليس هذا برغبته ولكنها ارادة الله سبحانه وتعالى.
إن القرآن هو أول كتاب يحدد المسؤول عن نوع الجنين ذكراً كان أم أنثى، فقد كان الاعتقاد السائد زمن نزول القرآن أن المرأة
الأم هي المسؤولة عن ذلك، ولكن العلم يخبرنا بأن المرأة لا علاقة لها بتحديد نوع المولود.
مامن أب أو أم إلا ويتوقان لمعرفة نوع المولود القادم ذكراً أم أنثى. وقد بقيت هذه المعرفة تعتمد على الخرافات والتنبؤات حتى
جاء عصر العلم الحديث ليتمكن العلماء من وضع الأسس الصحيحة لعلم الأجنة واكتشاف أسرار عملية الحمل والولادة وتطور
الجنين وتحديد نوعه وكيف تتم هذه العمليات بدقة فائقة.
فقد تبين أخيراً أن نطفة الرجل هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنين، وليس لبويضة الأنثى من تأثير على ذلك. فنطفة الرجل تحتوي
على صفة الذكورة أو الأنوثة، أما بويضة المرأة فلا تحتوي إلا صفة الأنوثة دائماً.
لذلك عندما تلتقي نطفة الرجل مع بويضة المرأة وتلقحها يتحدد جنس الجنين حسب ما تحمله هذه النطفة..
وهنا نجد حقيقتين علميتين أولاهما أن الجنين يتم خلقه من نطفة واحدة وليس من المني كلِّه. والثانية أن هذه النطفة هي التي تحدد
نوع المولود. والقرآن قد تحدث عن هاتين الحقيقتين بدقة، يقول تعالى:
(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) صدق الله العظيم [النجم]. إذن الذكر والأنثى خلقهما الله من نطفة الرجل.
وفي سورة أخرى- نجد الحقيقة ذاتها تتكرر: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) [القيامة].
وتأمل معي قوله تعالى: (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ) ولم يقل: (فجعل منها الزوجين)، وهذه إشارة إلى الرجل ونطفته هو المسؤول عن
تحديد جنس الجنين، وهو ما أثبته العلماء حديثاً.
المفضلات