السلام عليكم ورحمة الله ... و حياكم الله في اليوم الثامن من أيام شهر مضان المبارك
و موعدنا مع شخصيتين عظيمتين كان لهم الدور الكبير في تطور الحياة العلمية
في العالم الإسلامي .. بل و العالم بأسره
أولهما حكيم بني العباس و حليمها و عدلها و ابن عدلها
الخليفة الأعظم أمير المؤمنين ابو العباس
المأمون عبدالله بن هارون الرشيد بن عبدالله العباسي القرشي
ولد عام 170هـ ـ و توفي عام 218هـ رحمه الله و عفا عنه
من أوائله
1ـ أول من بنى المراصد
يعتبر الخليفة المأمون هو أول من بنى مراصد اسلامية لمراقبة الأفلاك السيارة
و في عهده تم بناء مرصد الشماسية في بغداد و مرصد جبل قاسيون في دمشق
ثم تتابع بناء المراصد حتى وصل عدد المراصد في بغداد وحدها أربعة مراصد
2ـ أول من أنشا داراً لترجمة الكتب
يعتبر الخليفة المأمون من أكثر الخلفاء شغفاً بالعلم و أكثرهم إطلاعاً على الكتب
و من شدة ولعه بالعلم قام بإنشأ دار للترجمة تتم فيها ترجمة الكتب إلى العربية
و إنتخب لها خيرة المترجمين في ذلك الوقت و جعل رئيسهم حنين ابن اسحق النصراني
الذي كان يتقن اليونانية و السريانية و الفارسية إضافة إلى اتقانه للغة العربية
أما شخصيتنا الثانية فهو شمس بني أمية و سراجها المنير
إنه الخليفة الفاضل أمير المؤمنين المرتضى أبو العباس
الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي
ولد عام 50 هـ ـ و توفي 96 هـ رحمه الله و غفر له
من أوائله
1ـ أول من أنشا البيمارستانات (المستشفيات)
لم تكن المستشفيات معروفة قبل الوليد لذلك يعتبر الخليفة الوليد
أول من أوجد المستشفيات و كانت في البداية لعزل المجذومين و الأمراض المعدية
و كفلت الدولة حق العلاج فيها للجميع و بالمجان لكل من به جذام أو مرض معدي
كما أنشا الوليد مستشفى للعميان و أجرى لهم أرزاقهم من معاش و قائد يقوده
و أحضر أمهر الأطباء و وسع عليهم بالنفقة ليؤدوا أعمالهم على أكمل وجه و أتمه
و إن كان هناك من يقول بأن الرسول ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ
هو أول من أوجد المستشفى عندما بنى خيمة في المسجد لتطبيب سعد بن معاذ
الذي أصيب يوم الخندق بسهم فأمر ببناء خيمة في المسجد لعلاجه
2ـ أول من أحدث المحاريب في المساجد
لم تكن المحاريب المقوسة التي يتقدم به الإمام للصلاة بالمسليمن فيها
معروفة لدى المسلمين حتى أمر الوليد بن عبدالملك بإتخاذ المحاريب
في المساجد و قد بدأها في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ
3ـ أول من أنشا المدارس النظامية
كان التعليم في السابق يعتمد على جهود فردية أو شبه نظامية في المسجد
و بعض دور العلماء و الأمراء الذين فتحوا بيوتهم للطلاب الذين يبحثون عن العلم
حتى جاء الوليد بن عبدالملك و أمر بإنشاء المدارس النظامية الخاضعة
لإشراف الدولة بشكل كامل و أنشاء لأجل ذلك ديواناً خاصاً قيد فيه
المفضلات