الطفله الشهيدة : فاطمه صباح محمد الشمري
كويتيه من فئة البدون .
توفيت في حادث حريق الجهراء .
ووالدها ( البدون ) لا يستطيع إستخراج شهادة وفاة ؟!
لنستمع لحديث والد الشهيده .. فاطمه ..
.
.
والد الطفلة الضحية فاطمة:
(( لا أريد إلا شهادة وفاتها !! ))
والدها يحمل ( شنطتها ) وبعضاً من اغراضها .
بدأ والد فاطمه حديثه بـ :
راحت ابنتي فاطمة..
راحت للعرس وما أرجعت.. ما أرجعت .. ما أرجعت
ألبست أحلى ثيابها.. وتعطرت وتبخرت.. ولكن أرجعت بلا روح ومتفحمة!
راحت فاطمة ولم يبق منها سوى ذكريات جميلة.. وشنطتها التي أخذتها معها إلى العرس وهي تحمل بداخلها أكلها.
يتوقف والد الطفلة فاطمة التي تبلغ 15 عاما عن الحديث.. فيفتح شنطة ابنته التي تحمل معها آثار الحريق وجزءا من شعرها الذي التصق بـ«الشنطة» بعد ان اتت عليها النيران.. يخرج من داخلها الطعام الذي وضعته كوجبة فطور لها لأنها صائمة وعلبة ماكياج وأدوية «روماتيزم» وعدسات لعينيها..
يذرف الدموع.. ويظل صامتا وعيناه تطالعان الشنطة.. «راحت فاطمة».
ويتابع «خرجت إلى العرس عصر الحادثة مع شقيقها الذي أوصلها إلى بيت جدتها لترافقهم إلى العرس،
وقبل ذلك إتت وجلست بجانبي لتودعني ..
( وكأنه وداع للنهاية ).
واضاف .. عند وصولها بيت جدتها وجلوسها هناك سمعها خالها تقول لجدتها (( الساعة كم آذان المغرب علشان اتفطر )) ، فأبلغتها جدتها بالموعد .
وتابع صباح الشمري والد الضحية فاطمة حديثه «بعد ان تفطرت توجهت مع جدتها إلى العرس ولم يمض وقت طويل حتى اشتعلت النيران لتصل إليها.. وخلال ذهول الجميع وتخوفهم كانت تعتقد زوجة خالها أن فاطمة خرجت ولم يعلموا بأنها تفحمت بعد أن أحاطتها النيران، خصوصا أنها تعاني الروماتيزم الذي يصعب عليها الوقوف سريعا».
وقال «بعد ان علمت بالحريق توجهت إلى الموقع بحثا عن والدتي وابنتي برفقة نسيبي «شقيق زوجتي» وما ان انشغلت بالبحث حتى أبلغنا بأن والدتي تمت مساعدتها من قبل أحد جيران المعرس، ولكن لم نجد فاطمة.
يتوقف الأب عن الحديث.. ليكمل نواف شقيق الضحية فاطمة الحديث «دخلنا في بيت المعرس وهناك شاهدنا بالقرب منه الجثث المتفحمة حيث قمنا بوضع الشراشف والبطانيات.. وخلال ذلك وجدت جثة متفحمة لطفلة وكان عقلي يقول انها شقيقتي ولم استطع أن أغطيها حتى جاء شخص آخر وقام بوضع الشرشف عليها ولم أعلم بأنها هي إلا بعد الحادث بيوم.
وتابع «ان زوجة خالي أبلغتني أن شقيقتي أول من تعرضت للحريق ومن ثم قامت ولكن يبدو أن سقوط الخيمة حال بينها وبين الوصول للخارج».
قاطعه الحديث والده قائلا :
«نحن نعتب على اسرة المعرس الذين كانوا يعلمون بنوايا الطليقة التي هددتهم في وقت سابق».
وتساءل: لا أعرف أشكو من؟ هل أسرة المعرس؟ أم الجانية؟!
واختتم حديثه قائلا :
«راحت فاطمة.. ولكن كل ما أطلبه هو شهادة وفاة وهذا التكريم الذي أريده لابنتي رحمها الله».
.
.
.
رحمك الله يافاطمه
وأسكنك الجنــــــــــــه
دخلتي هذه الدنيا وأنتي لا تحملين شهادة ميلاد
وخرجتي منها وأنتي بلا شهادة وفاة !!
.
.
إلى جنّات النعيم بإذن الله
المفضلات