قصة وفاة.. «سلطان بن فيصل بن تركي» رحمه الله صورةٌ من صور القضاء والقدر الذي يكوِّن الإيمان به ركناً من أركان الإيمان.. ينطلق الرجل برَّاً من جدَّة إلى الرياض للمشاركة في تشييع جنازة «أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله» ينطلق برَّاً مع أنَّ مطار جدَّةَ على مَرَْمى قوسٍ منه.. لماذا؟؟ إنه القضاء الإلهي الذي لايصل إليه علمنا،.... هذه القصَّة أشعلت في قلبي جَذْوة الشعر فكانت هذه القصيدة، مع العزاء الصادق إى أهل «سلطان بن فيصل بن تركي جميعاً».
--------------------
[poet font="Simplified Arabic,16,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.shammar.net/vb//backgrounds/4.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]
دعوني أَشقُّ الأرضَ أو أمتطي السُّحْبَا
لأطويَ في نَيْلِ الذي أبتغي الدَّرْبَا
أفيضوا على سيَّارتي وَصْفَ طائرٍ
يُجاوِزُ مِنْ هَوْل انطلاقته السِّرْبَا
وَثِقْتُ بها، إني أراها جديرةً
بأنْ تَنَْبَ الدَّرْبَ الطويلَ بنا نَهْبَا
فسبحانَ ربِّ الكون سخَّرها لنا
وسبحان ربِّ الكونِ ذلَّلها رَكْبَا
سأطوي بها البَيْدَاءَ، أُدني بها المَدَى
وأضربُ هذا الأسودَ المُلْتوي ضَرْبا
ستعلم «حَوْمَّياتُ» نجدٍ بأنني
أنا المُدْلِجُ السَّاري إذا ما دُعي هبَّا
وداعاً حبيبيَّ الصغيرين إنني
أرى روضةً فاضت بساتينُها خِصْبَا
ولا تقلقي يا أمَّ فيصلَ، إنني
سأطوي لتشييع الصديق المَدَى الرَّحْبَا
أرى الأُفُقَ الشرقيَّ مَدَّ ذراعه
وقدَّم غُصْناً من مشاتله رَطْبَا
سمعتُ نداءَ الواجب الحقِ، إنني
كريمٌ إذا ناداه واجبُه لبَّى
أريد وصولاً للرياض، لعلَّني
أودِّع فيها راحلاً من ذَوى القُرْبَى
سأَلْتحِفُ الليلَ البهيمَ لأنَّه
جديرٌ بأنْ يُضفي على بُعْدِنا قُرْبَا
سأطويه طيَّ المُدْلجين إذا سَرَوا
خفافاً، ولم يُرْخُوا على نَوْمهم هُدْبَا
مضيتُ وكان الليل أسْوَدَ فاحماً
كأني أرى وحشاً على أرضنا انكبَّا
رأيتُ محيطاً مظلماً ثار موجُه
تدفَّق من كل المنافذِ وانصِبَّا
كأني بهذا الليل قَدْ صار حائطاً
طويلاً أمامي، ما رأيت له نَقْبَا
سَرَيْتُ على متنِ الهواءِ ورما
تحوَّل سَيْرُ المَرْءِ من حرصِهِ وَثْبَا
لقد حان وقتُ الفجر يا «ظَلْمُ»، ها هُنا
أؤدِّي صلاةَ الفجر أستغفر الرَّبَّا
سأصرف عن ذهني هنا كلَّ خاطرٍ
يثير شجونَ النَّفس أو يبعث الكَرْبَا
صلاةٌ، بها تسمو النفوس وترتقي
وتفتح أبوابَ الصفاءِ لمن لَبَّى
وتابعتُ سَيْرى في مساءٍ تَلُفُّه
غمامةُ حزنٍ أَخْفَتِ البَدْرَ والشُّهْبَا
لماذا أرى سيَّارتي تستفزُّني
وتُشعرني أني أسيرُ بها غَصْبَا؟!
أسيرُ بها شرقاً، وأحسب أنَّّها
تسير من استبطاءِ نفسي لها غَرْبا
لماذا يطول الدَّرْب حتى كأنني
أخوض بحاراً فيه، أمواجُها غَضْبَى؟!
لماذا يكاد القلب يقفز لَهْفَةً
أَحُزْناً على مَنْ فارق الأهل والصَّحْبَا؟!
شعورٌ غريبٌ ما شَعَرْتُ بمثله
يلامس مني الرَّوحَ يَسْتَنْبِضُ القلبَا
لماذا أرى في هَدْأَةِ الليل ضجَّةً
وأبصر طفليَّ الحبيبين قد شبَّا؟!
لماذا أرى أهلي هنا يرمقونني
بأَعْيُنِ عَطْفٍ زادني عطَفُها حُبَّا؟!
لماذا أرى الصحراءَ صارت خميلةً
تَنسِّق من حولي حدائقَها الغُلْبَا؟!
لماذا أُحسَّ الآن أني مفارقٌ
وأشعر أنَّ الحزنَ يُعلنها حربَا؟!
وأسمع صوتً هامساً يبعث الشَّجَا
ويسكب في سمعي مناجاتَه سَكْبَا:
يردِّد يا سلطانُ أهلاً ومرحباً
فإني أرى في «العَوْدِ» آلتَكَ الحَدْبَا
هنا يعلن الإنسانُ في الأرض عَجْزَه
ويُصبح سَهْلُ الأمر في ذهنه صَعْبا
لقد كتب المولى هنا يا ابنَ فيصلٍ
وإنَّ كتاب اللَّّه لا يُشبه الكُتْبَا
قضى ثم أمضى ما يشاء وإنَّما
يناشده الوجدانُ أنْ يغفر الذَّنْبَا
عزائي إلى مَنْ ودَّعَتْكَ دموعهم
ورٌبَّ عزاءٍ صادقٍ هوَّنَ الخَطْبَا
أقول لهم: صَبْراً ، فإنَّ فقيدَكم
قضى - بعد أن أدَّى عبادتَه نَحْبَا
إذا وقَّع الإنسانُ آخرَ صفحةٍ
من العمر بالتقوى فباركْ له الكَسْبَا
[/poet]
وعلى دروب الخير نلتقي ,,,
المفضلات