الإمام الحافظ ، فقيه العراق ، واسع الرواية ، فقيه النفس ، كبير الشأن ، كثير المحاسن ،قليل التكلف ، كثير التوقي : إنه التابعي الجليل إبراهيم النخعي .
كان إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى أعور العين . وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين ( ضعيف البصر )
روى ابن الجوزي في كتابه المنتظم أنهما سارا في أحد طرقات الكوفة يريدان الجامع . وبينما هما يسيران في الطريق .
قال الإمام النخعي للأعمش : يا سليمان هل لك أن تأخذ طريقا وآخذ آخر . فإني أخشى إن مررنا سويا بسفهائها ليقولون أعور ويقود أعمش فيغتابوننا فيأثمون .
فقال الأعمش : يا أبا عمران وما عليك في أن نؤجر ويأثمون .
فقال إبراهيم النخعي : يا سبحان الله بل نَسْلَم ويَسْلَمون خيرٌ من أن نؤجر ويأثمون .
المنتظم في التاريخ (7/15) وفيات الأعيان لابن خلكان ( 3/83)
نعم يا سبحان الله
أي نفوس هذه النقية . والتي لا تريد أن تَسْلَم بنفسها . بل تَسْلَم ويَسْلَم غيرها .
إنها نفوس تربت في مدرسة (( على رسلكم إنها صفية )) .
إنها نفوس تغذت بمعين (( قال ياليت قومي يعلمون )) .
كنت أتساءل كثيرا . لو كان إبراهيم النخعي يكتب بيننا . هل تراه كان يعمم كلامه . ويثير الجدال . ويوهم الآخرين . ويُورِّي في عباراته . ويطرح المشكل بلا حلول . ليؤجر ويأثم غيره .
أم تراه كان صريحا ناصحا . وبعباراته واضحا .
إن أخشى ما أخشاه . أن يسوقنا خفاء شخوصنا إلى خفاء أسمى معاني أخوتنا.
ورضي الله عن عمر إذ كان يسأل الرجل فيقول: كيف أنت؟
فإن حمد الله .
قال عمر : (( هذا الذي أردت منك )).
رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
تأمل معي : إنهم يسوقون الناس سوقا للخير . لينالوا الأجر .(( هذا الذي أردت منك )) . أردتك أن تحمد الله فتؤجر .
إنه يستن بحبيبه صلى الله عليه وسلم إذ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك .
فهل سنستن بحبيبنا صلى الله عليه وسلم .
أوَ ليس :
نَسْلَم ويَسْلَمون
خيرٌ من أن
نؤجر ويأثمون
المفضلات