جينات تكفير أم جينات خيابة؟
وأنا أتنقل بين القنوات أبحث عن ما يشدني من جديد أحداث أو غريب وطريف أخبار أو قديم حكم وأقوال مبيحاً لنفسي متابعة كل شي سوى الأغاني والأفلام وهابط الرامج توقفت عند احد القنوات وكانت تبث مهرجان أو أمسية شعرية يبدو من القصائد الملقاة ومستوى الحضور أنها من فعاليات التذكير بنكبة التسعين التي تقام عادةً في أوائل شهر آب..
طبعاً كانت قصائد الشعراء تدور في فلك تلك النكبة المحتفى بها وكانت المزايدة بتحريك الجراح واثارة كوامن الغل في النفوس على أشدها ولا غرابة في ذلك فبمثل هذه المهرجانات والمناحات أبقى ضُلَّال الشيعة في نفوس أتباعهم الحقد والبغض على الصحابة رضوان الله عليهم
لست بوارد تعديد مساوئ اجترار المصائب والاحتفال بذكراها وقد بينت ذلك بموضوع سابق وكفى بها سوءً أنها مخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن ما أنا بصدده الآن هو التعليق على ما قاله أحد الشعراء في تلك الليلة من قصيدة لم أحفظ من أبياتها شيء ولكن حفظت معانيها التي صفق لها بحماسة ذلك الحضور الغالب على مظهره البياض الذي يبدو انه يسير بتناسب عكسي مع الباطن ..
الأبيات التي سأتعرض لمعناها تدور حول اعدام الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله وفيها وضع أبطال ذلك الحدث في كفتين كفة فيها أهل الحق وجند الله والأبطال وووووووو الخ وهؤلاء هم المشاركين باعدام صدام ، والكفة الأخرى فيها صدام المجرم عدو الله الكافر الذي أذله الله مع وصف مليء بالتشفي والتفاصيل من وضع للحبل حول الرقبة ومن وصف للرقبة وهي تنزف والجسم النجس وهو يتدربى الى أن أوصله الى جهنم!!!!!!!!!!!
طبعاً كلنا يعرف أن المشاركين بذلك الحدث هم المحتلين الأمريكان وصنائعهم الروافض من جهة وبالجهة المقابلة صدام حسين المسلم السني المردد للشهادة حتى انقطاع انفاسه!
والآن لننظر الى فداحة تألي هذا الشاعر المسكين على الله وكيف وصل به الأمر الى وصف الكفار الصرحاء بأوصاف المؤمنين مع تكفير المسلم الميت على شهادة أن لا اله الا الله ومحمداً رسول الله..
استثارني الشاعر فذهبت أبحث عن خلفيته التكفيرية من أين أتت ماذا وجدت:
الشاعر لا يحمل سيما التدين ويبدو ضحل الثقافة بشكل عام دينيها ودنيويها!!
قلت لعله أخذ التكفير من أب متشدد فإذا بأبيه رحمه الله وعفا عنه مطرب شعبي !!!
قلت أبحث أعمق فإذا بأجداده كانوا من بقايا حركة تكفيرية قُلب لها ظهر المجن في بلدها فحاولت التمدد تجاه الكويت فهاجمتهم الحامية البريطانية واعتقلت رئيسهم فتقطعت بالأتباع السبل فبقوا حيث كانوا ليخرج من ضئاضيهم بعد حوالي القرن من يحمل نفس الفكر التكفيري ولكنه غير مصحوب بتدين وقوة وجلد وصبر أولائك الأجداد عفا الله عنهم..
الطريف في الأمر أن هذا الشاعر كان من المنافحين عن بوش حين تعرضه لحادثة النعال الشهيرة حتى قيل عنه تعليقاً أنه راودته فكرة أن يمشي حافياً من بلده الى أمريكا تضامناً مع بوش ولم يرده عنها الا شوكة اصابته فطيرت تلك الفكرة
نرجع لسؤال العنوان: هل يا ترى تلك الجينات التي يحملها هذا الشاعر هي جينات تكفير أم جينات خيبة؟؟؟
تحياتي
المفضلات