مرضى السكر والصوم من الوجهة الطبية
[مثلث رمضان الثلاثي]
تكثر التساؤلات من مرضى داء السكري عن إمكانية صيام شهررمضان المبارك بدون أي آثار صحية وجسمانية، فالبعض منهم يصر
على الصيام وبعض الأطباء وخاصة غير المسلمين منهم يعانون مع هؤلاء المرضى قبل وأثناء شهر رمضان وقد أجريت عدة دراسات
وأبحاث بجامعات سواء محلية أو عالمية لمعرفة تأثير الصوم على مرضى السكري.. الهدف منها مساعدة الأطباء الذين يواجهون
صعوبة في نصح المريض عن سلامة الجسم. الدراسات اثبتت وجود فروقات في التغيرات الفسيولوجية ولكن لا توجد أي تغيرات
باثولوجية أو صعوبات سريرية في أي من المقاييس والمعايير لمرضى داء السكري الذين يصومون خلال شهر رمضان، مثل وزن الجسم
ومستوى الجلوكوز بالدم والبتاير والأنسولين والفركتوز سامين والكوليسترول والدهون والهيموجلوبين.
إن معظم دول العالم متمتعون بصوم شهر رمضان لأن المداومة عليه تعلم المسلم والفرد التحكم بالنفس والتذكير بالفقراء والفقر،
ويتطلب من الصائم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب بل ايضا عن استخدام الادوية سواء عن طريق الفم أو الوريد إلا عند الضرورة.
ولاختلاف الموقع الجغرافي لكل دولة فإن عدد الايام وعدد ساعات الصوم تختلف وربما تصل لأكثر من 12ساعة باليوم أيضا يختصر عدد
الوجبات إلى وجبتين وهي الفطور والسحور لهذا يستثنون بعض الأفراد والمرضى إذا كانوا يعانون من أمراض تتأثر بالصوم ويسمح لهم
الإفطارلمدة تتراوح من يوم إلى الشهر كله حسب شدة المرض ونوعه وأحد هذه الأمراض هو: داءالسكري.
إن الأطباء يواجهون صعوبات في عدم تطبيق المرضى لتوصيات استخدام الدواء والغذاء إذا قرروا الصوم مما يجعل الصوم لهم غير آمن.
وللحكم بشكل صحيح لتبني العذر الطبي للصوم من عدمه لمرضى السكر نرى من الضروري أن يكون هناك قناعة عن مدى تأثير الصوم
على التغيرات السيكيولوجيه والباثولوجية لمرضى داء السكري. فقد تمت مراجعة الأساسيات لعملية أيض الكربوهيدرات والتغيرات للكيمياء
والحيوية لمرضى السكر خلال الصيام بعدما وجهت التوصيات الطبية الحالية التي تسمح لبعض المرضى بالصيام والمرضى الذين لا يجب
عليهم الصيام ولكن يصرون على ذلك وخاصة الذين يعتمدون على علاج الأنسولين.
الحالة الفسيولوجية لمريض السكري.
أ ـ عملية الأيض للكربوهيدرات للأشخاص الاصحاء :
درست التأثيرات المخبرية للصوم لفترة بسيطة على الكربوهيدرات ووجد أن هناك نقصاً بسيطاً في الجولوكوز بالدم يتراوح
من 3,3 ـ 3,9 مليمول ( 60 ـ 70 مغم (دل) للأنسان البالغ العادي لعدة ساعات بعد بدء الصيام، وبعدما يتوقف نتيجة عملية
زيادة تكوين الجلولكوز بالكبد بسبب أن تركيز الإنسولين يقل وبالتالي يزيد في مادة الجلوكاجون والنشاط السمبثاوي ولوحظ
أن في الايام الأثناعشر الأولى من الصيام ينقص معدل الجولكوز بالدم وبعدها يرجع إلى المعدل الطبيعي في اليوم العشرين
ثم يعاود الارتفاع في اليوم التاسع والعشرين من رمضان.
هذه التغيرات تعتمد على عادات الأكل ونوعه واختراق عملية الايض وتنظيم الطاقة.
وزن الجسم خلال الصيام:
ـ الأشخاص العاديون
الدراسات أثبتت أن الجسم يفقد وزناً يتراوح من 1,7 ـ 3,8 كغم بعد شهر رمضان المبارك.
والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يفقدون أكثر من المصابين .
ـ مرضى داء السكري
الدراسات أثبتت تضاربا في تغيرات الوزن فبعضهم زاد وزنهم والآخر نقص أو لم يتأثر. فبالرغم من عدم وجود أي قيود
باستخدام اي نوع من الطعام أو الشراب خلال الليل، أيضا فإن مرضى داء السكري يقللون نشاطهم اليومي خلال شهر
رمضان خوفاً من نقص السكر ولهذه الأسباب فإنهم لا ينقصون بالوزن بل يحصل زيادة لهؤلاء المرضى.
ب ـ تغيرات مستوى الجلوكوز بالدم :
المؤشرات تدل أن معظم مرضى داء السكري لا توجد لديهم تغيرات في الجولكوز ولكن في بعض المرضى فإن هذا
المستوى قابل للزيادة والنقصان وهذا بسبب كمية أو نوع إستهلاك الطعام والانتظام باستخدام الادوية والحركة بعد الإفطار
أو تقليل النشاط الجسماني. ومعظم الحالات لا توجد بها أية مضاعفات للمرضى الذين تحت المراقبة الطبية ولكن وجد بعض
الحالات القليلة لانخفاض مستوى السكر بدون خطورة سريرية.
مقاييس أخرى لمرضى السكر :
1- مستوى الهيموجلوين لا يوجد أي تغير وحتى ان وجد فإنها ترجعبعد انقضاء شهر رمضان.
2-كمية الفركتوزامين والأنسولين والبيتايد لا تتغير قبل أو بعد شهر رمضان.
3-حمض اليوريك واليوريا والبروتين والألبومين لا تتأثر وإن حدثت ربما بسبب الجفاف ونقص السوائل ولكن
لا تؤدي إلى تغيرات سريرية.
ج: الطاقة ومستوى الدهون بالدم :
أن كمية السعرات الحرارية تقل خلال الصيام. أما عن مستوى الدهون فإنه يقل التركيز بشكل خفيف أو ربما لا يتغير
والزيادة نادرة الحدوث مقارنةبالفرد السليم.
إرشادات للصيام لمرضى داء السكري:
بسبب فهم ومعرفة التغيرات الفسيولوجية والباثولوجية خلال شهر رمضان لمرضى السكري تم التوصل لإرشادات لكيفية
نصح المرضى الراغبين بالصيام.
مريض السكر الذي يمنع صيامه:
1-يجب منع الصيام في الحالات التالية:-
- كل مرضى داء السكري نوع (1)
- مرضى داء السكري لنوع 1، 2 والذين لا يمكن السيطرة عليه.
- مرضى السكري الذين لا يلتزمون بالنصائح الخاصةبالغذاء والدواء والنشاط اليومي.
- المرضى الذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة مثل الذبحة الصدرية وارتفاع الضغط.
- المرضى الذين لديهم تاريخ مرضى بالغيبوبة السكرية.
- مرضى داء سكري الحوامل.
- مرضى داء السكري المصابون بالالتهابات والعدوى.
- كبار السن مع أي تغير بالوعي.
- المرضى الذين حدثت لهم نوبتانأو أكثر من انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر خلال شهر رمضان.
2- السماح بالصيام للحالات التالية:-
- المرضى الذين لا يوجد لديهم الحالات التي تم ذكرها.
- المرضى الذين يتبعون النصائح والمتابعة الطبية.
المريض الذي يشجع صيامه:
- كل المرضى الذين لديهم وزن زائد ولا يعتمدون على الأنسولين بالعلاج " ما عدا الحامل والمرضع" إذا كان حالة مستوى
السكر بالدم مستقرة وزيادة الوزن حوالي 20% من الوزن الطبيعي.
- مرضى داء السكري الراغبون بالصيام يجب أعطاؤهم بعض الإرشادات عن الصوم ويجب أن يمتنعوا عن إهمال أخذ الوجبات
والأدوية بانتظام أوالأكل بشراهه بعد الإفطار وفي هذه الحالات فالأساسيات والاعتبارات التي يجب عملها كالتالي:-
- تقيم الحالة الجسمانية.
- تقيم عملية الأيض.
- التحكيم في بروتوكول الغذاء في شهر رمضان.
- التحكيم في جرعات الدواء مثل تغير الأدوية من التأثير البعيد إلى القصير لمنع نقصان السكر.
- التشجيع على استمرار النشاط الجسماني المناسب.
- ومعرفة الأعراض الإنذارية والتحذيرية للجفاف ونقص السكر والمشاكل الطبية.
إرشادات عامة:
التغذية:
أن عدم التناسق خلال فترة الأيام العادية وعدم الصيام مع زيادة الأكل أو الأكل الاضطراري من أطعمة الكربوهيدرات
والدهون يساعد على زيادة السكر والوزن. وجد أن فوائد الصيام للمرضى الذين يحافظون على مستويات مناسبة للغذاء
وللسيطرة على ذلك فيجب عليهم أن يمتنعوا عن السعرات الحرارية العالية والأطعمة الدسمة خلال هذا الشهر.
النشاط الجسماني:
أن ممارسة الرياضة الخفيفة والمتوسطة خلال رمضان لا تضر بالمرضى الذين لايستخدمون الأنسولين، وأن الصيام
لايتعارض مع الرياضة. لذا يجب أن يستمروابنشاطهم خاصة في أوقات غير الصيام " بعد الإفطار.
استخدام الدواء لمرضى الأنسولين:
بعض الأطباء استخلصوا بأن الصيام لمرضى داء السكري الذين يستخدمون الأنسولين مع مراقبة شخصية ومتابعة هي آمنة.
ومن الأساس التحكم بجرعة الأنسولين للسيطرة عليه خلال الصيام، وهناك طريقتان للعلاج بالأنسولين تم استعمالها بنجاح.
أ- ثلاث جرعات من الأنسولين:
- جرعة قبل الوجبات " الفطور والسحور" ويستخدم الأنسولين قليل التأثير. وجرعة واحدة وتؤخذ في وقت متأخر من الليل
ويستخدم فيه الأنسولين متوسط التأثير.
ب- جرعتان من الأنسولين:
- واحدة بالمساء وهو خليط من قصير ومتوسط التأثير من الأنسولين وهو يوازي جرعة الصباح. والأخرى قبل السحور
ويحتوي على الجرعة العادية. بحيث ان يعمل
مراقبة مستوى السكر بالمنزل قبل الإفطار مباشرة وثلاث ساعات بعدها. وايضا يعمل قبل وجبةالسحور للتحكم بجرعة
الانسولين ومنع انخفاض او ارتفاع مستوى السكر بعد الأكل.
استخدام الدواء للمرضى الذين لا يستخدمون الأنسولين:
التقاريرالمتوفرة تشير انه لا يوجد مشاكل مع هؤلاء المرضى ومع تغير مناسب في جرعات الأدوية سوف يقلل من مخاطر
انخفاض او ارتفاع مستوى السكر بالدم.
نصائح صحية لتقليل الصعوبات الطبية:
تطبيق التحكم بالدواء والغذاء والنشالط الجسماني اليومي فهي القاعدة الاساسية لنجاح الصيام في رمضان.
علاج مرضى السكري بالمنزل يحتوي على الآتي:
ـ مراقبة مستوى السكر بالدم حاصلة لمرضى الأنسولين كما شرح سابقا.
ـ فحص البول للأسيتون لمرضى الأنسولين.
ـ قياس الوزن بشكل يومي واخبار الطبيب عناي نقص أو زيادة أكثر من اثنين كلغم.
ـ التسجيل اليومي للغذاء الذي يؤكل لمنع زيادة او نقص السعرات الحرارية.
- تثفيف المرضى عن الأعراض التحذيرية للجفاف وارتفاع مستوى السكر.
- تثقيف المرضى عن الاخطار عند حدوث أية صعوبات طبية اواية حالات جديدة مؤذية.
- مساعدة طبية فورية لمرضى داء السكري وعدم الانتظار لليوم التالي.
- اكثر رقابة إذا كان الصوم في فصل الصيف او المناطق التي يكون فيها عدد الساعات طويلة.
داء السكري للأطفال الذين يستخدمون الأنسولين:
لا ينصح لهم بالصيام. اما في حالة الرغبة فيجب ان يكون مستوى الجلوكوز جيدا والمراقبة مستمرة وتحليل الدم بالمنزل.
الخلاصة:
يوصى مرضى داء السكري الاستمرار في نشاطهم اليومي والحمية بالإضافة الى ضبط الأدوية وخاصة الذين يعتمدون على
الأنسولين، وقد اطلق على هؤلاء الثلاثة (مثلث رمضان الثلاثي) ومعناه الاهتمام والتثقيف والتعليم المناسب وعلاج مرضى السكري.
وان الصيام لهم آمن إذا كان هناك متابعة طبية ومراقبة شخصية وباشراف الأطباء ليراقبوا بعناية وان لا يصروا على الصيام الابعد موافقة الطبيب.
المفضلات