[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

منذ عدة عقود كان الناس يعانون من الفقر و مشكلاته الماضية بهم نحو التفكير الدائم
بالغد وما سيحمله لهم من مفاجأت غير مدونة بالحسبان ، ومع ذلك لم يكن الفقر
هو الهم الأول في جعبتهم فالفقر منذ عقود معدودة كان محتملاً وأسهل بكثير من الفقر
هذه الآونة المعقدة و المتشابكة.

منذ نصف قرن كانت الفوارق بين الغني و الفقير بسيطة فلازلت اذكر بيت جدي المشيد
من الطين و الخشب و الحجارة كم كان شبيهاً بمنزل الآغا الفلاني ..
أيضاً لم يكن الفارق في الأكل و الشرب شاسعاً بل ما ميز تلك الحقبة الخير الذي كان
يعم ويشمل الفقير و الغني على حد سواء ففي مناسبات كثيرة مثل رمضان و الأعياد
كان التجار يوزعون اللحم و الرز و الزيت و السمن و القماش و المال على الفقراء .
لذلك ما كان هناك من داع لأن يحسد الفقير الغني أو ميسور الحال أي في لغة اليوم
كانت عقدة النقص لدى الفقير آنذاك مقبولة و معقولة و ليست داعية لتنغيص الحياة .

ولعل ما ساعد على عدم ظهور فوارق واضحة بين الاغنياء و الفقراء منذ نصف قرن
محدودية وسائل الاعلام من حيث التأثير و الانتشار فلا يرى الفقير الترويج للبضائع
و السلع و المنتوجات التي لن يتمكن من شراءها و امتلاكها بأفضل الأحوال.

اليوم .. وسائل الاعلام بكل أدواتها قائمة أساساً على عائدات الاعلان و الدعاية
لكل ما لذ وطاب من المنتجات و السلع و البضائع ..
اعلانات ودعايات تغرق وسائل الاعلام و اما الفقير كما يقول المثل (ياعين لا تشاهدي )
ويا ( قلب لا تحزن ) .
ولكنها مقولة باتت عانس وسط فلسفات و احتياجات و ثقافة تدعو للاستهلاك و الامتلاك
فالفقير لم يعد قانعاً بما قسمه له الله تعالى من الرزق بل يسعى جاهداً بكل الطرق
المشروعة و غير المشروعة للشراء و الامتلاك ..
في حين التضخم و ارتفاع الاسعار جعل من الاغنياء طبقة مستقلة عن المجتمع
بل لا تنتمي للمجتمع طبقة أستطيع ان اسميها في عصر العولمة أنها طبقة
( اقطاعية ورأسمالية ) ما أجمل الفقر أيام زمان كما يروي لنا الكبار فذلك الفقر
لم يكن فقراً أمام الفقر الموجود حالياً بأبشع صوره الإنسانية .





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]