خدعة إنفلونزا الخنازير (2)
بقلم /هشام سليمان المحرر بالقسم العلمي لإسلام أون لاين
قلت إن آخر تحديث لإحصاء وفيات مرض إنفلونزا الطيور منذ ظهوره وحتى منتصف مايو 2009 لا يتجاوز 261حالة حسبما هو منشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية؛المنظمة التي أشاعت الرعب من فيروس H5N1، وظلت لأشهر تحذرنا من أعدادالوفيات التي يمكن أن يحصدها المرض عندما يتحول إلى وباء، ومع ذلك لاتستحي من تكرار الصخب نفسه وبطريقة أكثر فجاجة، فهي تنذرنا بالويل والثبوروعظائم الأمور، وتصم آذاننا محذرة من إنفلونزا الخنازير وشررها المستطير.
أليس هذا دليل إدانة لمنظمة الصحة العالمية؟ وهي التي شاركت في الحملةوالاستنفار، بل قادتهما في كثير من مراحلهما، وبذرت ورعت وسقت الهلع فينفوس البشر، فإن لم تقبل بهذا فهو على الأقل دليل اتهام وتنشره المنظمةالدولية التي يفترض فيها النزاهة على موقعها الإلكتروني.
مرة أخرى يمكنك أن تقرأ على موقع المنظمة بالإنترنتالأعراض المرضيةلما يعرف إعلاميا بإنفلونزا الخنازير، إنها: ارتفاع في درجة الحرارة – سعال – التهاب واحتقان بالحلق - رشح الأنف - آلام بالأذن – صداع - آلامبالعضلات والمفاصل وأحيانا قيء أو إسهال..
أليست هذه أعراض الإنفلونزا العادية؟ ليقل لي أحدكم ما الفارق!
إذن لماذا نجد المنظمة في طليعة حملةالإرعاب الدائرة رحاها الآن، ترفع درجة الإنذار من الفيروس A-H1N1 المسببلما يطلق عليه إنفلونزا الخنازير، ويشاع عنه أنه وباء إلى الدرجة الخامسة،وهي تنتظر اللحظة المناسبة الآن لرفعها للسادسة، وهي أعلى درجات الاستنفاروالتحذير والإنذار، جد كم صار عسيرا أن تظل هذه المنظمة في مكانتهاالعالية.
إنني لا أجد إجابة على سؤال هام ما يفتأ يقض مضجعي، وهو: ما الذي يورط المنظمة الدولية في هذا كله؟ هل لدى أحدكم إجابة!
هل الإجابة تكمن فيما بين الأسطر التي كتبهاكبير الأطباء في المركز القومي لأمراض الكبد والأمراض المتوطنة المصريالأستاذ الدكتور عمران البشلاوي في صحيفة المصري اليوم المصرية (18-5-2009) والتي جاء فيها نصا وحرفا: "نحن ها هنا في مصر لا توجد لديناإنفلونزا في شهور الصيف.. وعليكم الرجوع إلى سجلات وزارة الصحة، فالصيف فيمصر أمراضه كالتيفود الذي ينتقل بالذباب والإسهال والرمد الصديدي!! أمامؤامرة معامل الحامض النووي والفيروسات والشركات العملاقة المتعددةالجنسيات والعابرة للقارات، التي تمتلك هذه المعامل، فهي تمثل أخطر تهديدللأمن القومي المصري، بل للأمن الغذائي.. إن إنشاء منظمة صحة إفريقيةعربية ملحقة بالاتحاد الإفريقي.. سوف يرحم الدول الإفريقية من هذه المافياالخطيرة الرهيبة".
وعلى ذكر الصيف ودرجات الحرارة فيه، فممايؤسف له أن تقرعك من بين دعاوى الاستنفار دعوة مفتي الديار المصريةالدكتور على جمعة وهو يطالب فقهاء الأمة والمجامع الفقهية المعترف بها فيالعالم الإسلامي أن تتوحد على إصدار فتوى واحدة جماعية لتأجيل الحج والعمرة بسبب إنفلونزا الخنازير كإجراء وقائي، وأيده في ذلك شيخ الجامع الأزهرالدكتور محمد سيد طنطاوي باعتبار أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية!
حسنا، سمعت أن مكة -رزقني الله وإياكزيارتها حاجا- إذا دخلها الصيف صارت كأنما فتحت عليها أبواب الجحيم، وهيالآن -وليس في شهر أغسطس اللاهب الحارق- تزيد حرارة جوها ظهرا عن 45 درجةمئوية، ولا يختلف جو المدينة عن ذلك تقريبا، ألا يعني هذا أن فرصة انتشاروحياة فيروس H1N1-A في الأجواء الحجازية وما حولها شبه معدومة!!
إن نيل تهويل الإعلام منا، والإصغاء للصخبالعاتي الذي يملأ حولنا السماء والأرض دونما تمحيص الوارد علينا منه،والتسليم بكل صرخة له من السلبيات الكثير، ليس أدناها الأموال التي تنفقهابمئات الملايين الدول العربية الفقيرة والغنية لتوفير علاجات، الشك فيهاأرجح من الثقة بها
المفضلات