(للتنويه مضمون القصة حقيقي )
هدوء وجلسةُ أنس ، أبطالهـــــا الليلُ وضوء القمر وشيخُ في السبعين وأولاده الثلاثةُ
الشيخُ رجعت به الذكرياتُ 55 سنة إلى الوراء تعبّرَ الشيخ وتهدج صوته وأطلق العنان لدموعهِ ! ألتفت الابنُ الأوسط محمد ما بالُ هذه الدموع يا أبتاه ؟ هــــــل أنت على ما يرام؟ أم أنك تشعر بشي؟ هل.. هل....؟؟
قال الأبُ وهو يحاول فردَ ابتسامته هدئ من روعك يا بني
ذكرياتٌ مرّت ! فخنقتني عبرةٌ كادت تقتلني فانجدتني التي لفتت نظرك إلي ! قال سالم اكبر الثلاثةِ بعد أن ارتسمت الحيرةُ على محياه من هي ؟
تبسم سعد وقال مداعباً : مالك يا سالم ما تكاد تسمع بمؤنثٍ حتى تضطرب والدي يحفظه الله قصد تلك الدموع ! هههه لا تفهم شيئاً أخر.. قال الشيخُ : اصغر الأبناء هو من يفهم خبايا الشيوخ
خيم الصمت لدقيقة قال محمد : يا ابي ما سببُ... فقاطعه الشيخ:
أيهٍ يا بُني
في مثل هذه الليلة المقمرة أنا ووالدي غفر الله له وعماكّ رحمهما الله ليتَ أني تبعتهما في صمتهما! كنتُ قد أغلظتُ الكلام لوالدي ! بسبب خوفي عليه من ظلم الخصوم فكما تعلمُ انه كان قاضِ القبيلةُ وإذا أتى إليه الخصمانُِ قضى بينهما في جلسة واحدة وكنت أسمع في كثيرٍ من الأحيان من دعاء المخصومين ما تقشعرُ منه الجلود وخفت عليه من بلوغ دعوةِ مظلوم ، وكنتُ في تلك الليلة أعاتبه واناصحه بأن يتركَ هذه المهنة فارتفع صوتانا فحسمهمــــــا كلمةٌ من جدك
(في الأرض لك متسع)
فحزمتُ متاعي وخرجت لا ادري إلى أين ! ، فجاءت بي أقدار القائلِ جل ذكره ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً ) إلى رجلٍ موسر ذي مال ، لــــ أكون أجيرا عنده للرعي ، وكان له زوجتان
أحدهمــــا غيراء ، وفي ذات يوم
ظمئت وعدت على غير عادتي فا إذ الغيراء ممسكةٌ بابن لهــا لم يتجاوز عامه الأول وهي تحرك قدراً يفور بالإقـط والأخرى في فناء البيت منهمكةٌ في كنس البيت وتنظيفه وإذ بالغيراء وهي تدلي ابنهــا ثم ترفعه حتى إذا شارف فم القدر رفعته فتسمرت مكاني انظر إليها مندهشا!! مالذي تحاول فعله؟
وفي المرة الثالثة
القته
في القدر وأطلقت العنان لصوتٍ يزلزل
الجبال وهي تلطمُ خدهــا وتقطع شعرهـــا وتحثوا الترابَ على رأسها ؟؟!!
فجاء قومُها يعدون ما بك يا أمراءه ؟ قالت هذه الخائنةُ قتلت أبني وفلذة كبدي ورمته في القدر وهو يفور وحسرتاه على فلذة كبدي! فقالوا لها اقتليهـا على عجل فصرخت وجاءَ أهل الأخرى ! فحُمل السلاح وتحاجز
القومُ وأنا ما برحتُ مكاني أسمع وأرى، واستقر الرأي على الذهاب إلي القاضي فلان وهو والدي ولا احد يعلم بذلك غيري ، فضربوا لذلك موعدا
فاجتمعوا عند القاضي ( والدي) وانأ بين الناس متخفٍ ،
فقال القاضي : - وهو يلاعب طفلاً وقف إزاءه ببراءة الأطفال يحدق بوجه والدي وعصاه التي لها أكثر من 40 عاماً عندما ولي القضاء العرفي- ما دعواكم ؟قال: أهل الغيراء هذه قتلت أبن موليتنا وقذفته بالقدر ، قال ما تقولين؟ قالت لم اقتل أحدا ومعاذ الله من ذلك قال فإني أمركنَّ أن تتعريا وتمشيا من بين الجموع!! فشعرت بإحساس غريب كأني كرهتُ والدي !!؟ فشرعت الغيراءُ بنزعِ ثيابهــــا!!؟ قال : القاضي على رسلك !!فالتفتَ إلى الأخرى : وأنت ؟ فقالت باكيةٌ : أيها القاضي مرني بغيره ولو أن القي نفسي بالنار! فرد عليهــا قائلاً : ما الذي يدفعكِ لرمي نفسكِ بالنار؟! إلا
ما جنت يداك ! فهلا
قتلتِ بالغاً
يردُ عن نفسهِ بدل هذا الرضيع قبحكِ الله ، فأطرقت باكيةٌ : وما أبريء نفسي إن النفس لأمارةٌ بالسوء)
لكني
والله ما قتلته
. قال : أصمتي أنا أقرر من قتلَ ومن سيقتل ، قال إخوتهــا: ويحك؟ افعلي وإلا حُكمَ عليك بالقِود قالت وان كان ذاك ، فلا والله أوريَ عورتي الناس ولو على قتلي ، فنزعت
الغيراءُ
ثيابها تعدي بين الناس وفي الأفق يلوحُ لها!!
طلاق ضرتهــا هذا إن لم تقتل ! ولسان حالها يقول :
خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئتِ أن تنقري
وأن زوجهــا ســ ..
فقطع عليهــا سوط القاضي تلك الصور جلداً على ظهرهــا!!
فزاد عجبُ الناس !!!وقال: هي من قتلت ولدهــا بنفسها. فضج أهلهــا قال الشيخُ : ودموعه تهراقُ على لحيته فخرجتُ يا بني فقلتُ أشهد بالله الذي لايخفى عليه خافيةٌ أني رأيتهـــا وهي تلقي بولدهــا بالقدر وهو يفور فكبر الناس أجلالا لوالدي فانكببتُ على والدي أقبله والله لا أخالفك الرأي ما حييتُ ..
- فقمتُ من النوم -
وإذ الإمامُ يقرأُ في الركعة الأولى ( من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفسِ أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) فقمت على عجل فأدركت الركعة الثانية وعدت للبيت
وأفطرتُ ثم انطلقت للعمل .
المفضلات