الأستاذ أو المعلم هو بمثابة الأب الثاني وقد قيل عن فضله الكثير مما لا يخفى على كل من سيتصفح هذا الموضوع لأننا لقنا منذ الصفوف الأولى وقبل أن نحسن القراءة والكتابة فضل المعلم ورددنا كثيراً بأناشيد الصباح (قم للمعلم ووفه التبجيلا ...... الخ)
ولأهمية وعظم منزلة الأستاذ فهو القدوة والمبجل والكبير وصاحب اليد فقد صار ذكره مرادف لذكر الأسم في سير جميع العظماء وخاصة في مجال الفكر والقلم..
ولأن للأستاذ على طالبه حق الخضوع ، وبما أننا كعرب معروفون بالأنفة ولا نستسيغ الخضوع ولا نظهره الا لذي سلطان قاهر وليس للأستاذ ذلك السلطان فكنا لا نقر بالإستاذية الا في نطاق ضيق ..
وهذا ما جعل لها قيمة عندنا فعندما يقول س لـ ص يا استاذي فهي اقرار بفضل يترتب عليه توقير نفسي وخضوع أدبي قبل الخضوع القولي..
ولكن ما يلاحظ الآن هو اطلاق استاذي ومعلمي بشكل واسع جداً ولكن بدون تحقيق لمعناها بنفس قائلها ولا التزام بالتعامل على ضوء قيمتها..
فنجد من يردد أستاذي أستاذي لمن يرى بدخيلة نفسه أنه أصغر أو أقل علم منه (بغض النظر عن صحة ذلك الاعتقاد) ، ولذلك فهو معفٍ نفسه من تبعية كلمة استاذي فتراه عند أدنى اختلاف يبدأ التنقص ممن قال عنه استاذي بالسابق ويظهر تعالمه عليه وربما عاقبه ان كان يملك سلطة ما ولو افتراضية كما يحصل في عالمنا الافتراضي ..
وهي في اطلاقها لغوا فقط ربما تضع مطلقها في خانة مستحقي التراب كما في حديث الصطفى صلى الله عليه وسلم (اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)
طيب ماذا لو استبدلنا هذه الكلمة الباهضة الكلفة على مطلقها وصعبة التكهن لإستحقاق المقابل لها بكلمة أقل كلفة وأكثر توافق لأغلب أحوال المتعامل معهم وأقرب للخلق وأسلوب التعامل الأسلامي؟؟
ماذا لو استبدلنا ((أستاذي)) بـ ((أخي)) مع اضافة تاء التأنيث في حال مخاطبة المؤنث!
أخي وأختي تنطبق على كل من نتعامل معهم في عالمنا النتي وكذلك في عالمنا الواقعي
وهي تعفي من تكلفة بديلتها عند قولها بيقينية وتكلف قائلها لها عندما يطلقها بقصد المدح وتصنع التواضع فقط!
كلكم أخوة وأخوات وربما أكثركم يفوقني معلومات ومواهب وميزات ولكن اسمحوا لي فلستم بأساتذتي!
تحياتي
المفضلات