قال عنها بلجريف :
" ... من هنا يظهر جبل شمر بشكل عام ، عندما نقارنه بالمناطق الأخرى المحيطة به ، قاصيها ودانيها ، يظهر وكأنه قطعة من النقود ، جرى سكّها حديثاً ، تتلألأ بكل نقائها وبريقها ، بين كومة من العملات المكررة و المشوهة ...... كانت المسافة الزمنية التي تفصل الشمس عن أفق الغروب ، قرابة الساعتين ، عندما دخلنا الشِّعب الضيق المنحني ، إلى أن وصلنا طرفه الآخر ، وهنا وجدنا أنفسنا على حافة سهل كبير ، يصل طوله وعرضه إلى عدة أميال ومحاط من جميع الأجناب ، بمتاريس أو استحكامات جبلية عالية ، في حين كانت تقع مدينة حائل أمامنا ، على بعد مسيرة ربع ساعة .... وأوحت لنا المدينة بشئ من المعاصرة ، بل وبشئ آخر من قبيل الأناقة غير المعتادة ، التي طالعتنا من قبل في القرى التي مررنا عليها ، ولكن الواضح ، أن حائل ، كانت مدينة بمعنى الكلمة ، فضلاً عن أن مساحتها كانت تتسع لحوالي ثلاثمائة ألف نسمة أو ما يزيد على ذلك ، ولو أن شوارعها ومنازلها كانت متجاورة وقريبة من بعضها مثل شوارع كل من بروكسل وباريس ومع ذلك فإن عدد سكان حائل ، لايزيد ، في واقع الأمر ، على عشرين أو أثنين وعشرين ألفاً ، وذلك بفضل البساتين والساحات الكبيرة التي تدخل ضمن الأسوار الخارجية للمدينة ... " .
المفضلات