19ـ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من عدم السكوت على فعل المنكرات أوترك المعروف:
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ).
فهذا أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم في تغيير المنكر ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله قال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ) سورة النساء ، آية: 80.
20 ـ الفوز بالجنة وضمانها من رسول الله:
فأما الفوز بالجنة فلطاعة الله ورسوله قال تعالى ( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة النساء ، آية: 13
وأما ضمانها فأن الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن الجنة لمن ضمن ما بين لحييه إذا كان ضامنا لفرجه، عَنْ سَهْلِ ابْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ) أخرجه البخاري والترمذي وأحمد.
وضمان اللسان هو أداء الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه والصمت عما لا يعنيه...). (33)
21ـ السكوت عن الاحتساب باللسان حقران للنفس وخشية للناس دون خشية الله:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقالا ثُمَّ لَا يَقُولُهُ فَيَقُولُ اللَّهُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِيهِ ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ خَشِيتُ النَّاسَ فَيَقُولُ : وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ يُخْشَى ) أخرجه ابن ماجه واللفظ له، و البيهقي.
وخشية الناس معصية لله ولرسوله فالله سبحانه وتعالى أحق بالخشية من الناس قال تعالى: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) سورة الأحزاب، آية: 37 .
وخشية الناس مثل خشية الله أو أشد من صفات المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) سورة النساء، آية: 77.
وخشية الله من صفات المؤمنين الذين قال الله فيهم : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر آية:23 .
وقد وعدهم الله بالمغفرة والأجر الكبير من عنده في قوله تعالى: ( إنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) سورة الملك، آية: 12.
22 ـ تأنيب الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم البدء بالاحتساب باللسان :
عَنْ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قال : قَدِمْتُ مَعَ عُمُومَتِي الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِهَا فَفَرَكْتُ مِنْ سُنْبُلِهِ فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَائِطِ فَأَخَذَ كِسَائِي وَضَرَبَنِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَعْدِي عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ فَجَاءُوا بِهِ فَقال: ( مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ ) فَقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ دَخَلَ حَائِطِي فَأَخَذَ مِنْ سُنْبُلِهِ فَفَرَكَهُ، فَقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا ، وَلَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ جَائِعًا ارْدُدْ عَلَيْهِ كِسَاءَهُ ) وَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَسْقٍ أَوْ نِصْفِ وَسْقٍ. أخرجه النسائي، وأحمد .
المفضلات