صفحة 11 من 18 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 178

الموضوع: واحة المرأة المسلمة

  1. #101
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    احاديث اليوم عن فضل القران و تلاوته

    الحديث الصحيح :

    - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن في الصُّفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدوَ كل يوم إلى ( بُطحان ) أو إلى ( العقيق ) فيأتي منه بناقتين كَوماوين , في غير إثم , و لا قطع رحم ؟ ) .

    فقلنا : يا رسول الله ! كلنا يحبّ ذلك , قال : ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعلَم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل , خير له من ناقتين , و ثلاث خير من ثلاث , و أربع خير من أربع , و من أعدادهن من الإبل ؟! )

    حديث صحيح .

    ( صحيح الترغيب و الترهيب 2 / 162 )



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #102
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الحديث الضعيف :

    عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الرب تبارك و تعالى : من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين , و فضل كلام الله على سائر الكلام , كفضل الله على خلقه ) .


    حديث ضعيف جدا

    ( ضعيف الترغيب و الترهيب 1 / 428 )



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #103
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]
    فضل القران و تلاوته


    الحديث الصحيح :

    عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُترُجّة , ريحها طيب و طعمها حلو .
    ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها و طعمها حلو .
    و مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانه ريحها طيب و طعمها مر .
    و مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر ) .

    و في رواية : ( مثل الفاجر ) بدل ( المنافق ) .

    الحديث صحيح رواه البخاري و مسلم و النسائي و ابن ماجه .

    ( صحيح الترغيب و الترهيب 2 / 162 ) .
    [/align]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #104
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الحديث الضعيف :


    عن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ القرآن و عمل به ألبس والده تاجا يوم القيامة , ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا , فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟ )

    الحديث ضعيف , رواه أبو داود و الحاكم , كلاهما عن زبان عن سهل .

    ( ضعيف الترغيب و الترهيب 1 / 428 ) .



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #105
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    حكم قيادة المرأة للسيارة لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد
    فقد كثر حديث الناس في صحيفة الجزيرة عن قيادة المرأة للسيارة ، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها ، منها : الخلوة المحرمة بالمرأة ، ومنها : السفور ، ومنها : الاختلاط بالرجال بدون حذر ، ومنها : ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور ، والشرع المطهر منع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة ، وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت ، والحجاب ، وتجنب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع

    قال تعالى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية
    وقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ

    وقال تعالى وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفلحون .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "
    فالشرع المطهر منع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة
    وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك ، وهذا لا يخفى ولكن الجهل بالأحكام الشرعية وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات - مع ما يبتلي به الكثير من مرضى القلوب من محبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات ، كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار

    وقال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ

    وقال سبحانه : وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
    وقال صلى الله عليه وسلم : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء

    وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعده من شر؟ قال : " نعم " قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : " نعم ، وفيه دخن " قلت : وما دخنه؟ قال : " قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " قلت يا رسول الله صفهم لنا؟ قال : " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك متفق عليه

    وإنني أدعو كل مسلم أن يتق الله في قوله وفي عمله ، وأن يحذر الفتن والداعين إليها ، وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك ، وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف . وقانا الله شر الفتن وأهلها ، وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ، ووفق كتاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم


    المصدر :
    فتاوى ومقالات ابن باز رحمه الله



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #106
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    احتسبي أن يحسن إسلامك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" ، والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر لا يعنيك.



    ثواب ترك الغيبة لوجه الله تعالى، فالغيبة جهد العاجز، والإنسان مأجور على التروك حيث إن من تتكلم فيما لا يعنيها في الغالب أنها ستغتاب والعياذ بالله...

    مالا يعنيك

     كم أجرة بيتكم؟
    • ................
     كم غرفة في بيتكم؟
    • ...............
     كم سنة مكثتم في بيتكم الأول؟
    • ...............
     كم سنة سكنت مع أهل زوجك؟
    • ...............
     كيف كان توزيع الطبخ بينكم؟
    • ...............
     عسى معاملة أم زوجك معك زينة؟
    • ...............
     كم راتب زوجك؟
    • ...............
     هل أنت حامل؟
    • لا
     إذن لماذا تلبسين ملابس واسعة؟
    • لأنها مريحة
     عندك خادمة؟
    • ...............
     عندكم هاتف؟
    • لا
     إذن ما هذا الجهاز؟ تقولين ما عندنا هاتف!!
    • إنه هاتف داخلي بين الدور العلوي والسفلي.
     عموما أنا أحب الحديث مع الآخرين، تفضلي في منزلي متى شئت فسوف تستمتعين معي كثيرا فأنا لدي القدرة على حل المشاكل واعتبريني أختا لك وأهلا بك في أي وقت وافتحي قلبك لي ولا تخـــافي...
    • !..!..!


    كانت هذه الأسئلة جزءا من سيل منهمر من التحقيقات الفضولية التي قامت بها إحدى النساء للجارة الجديدة التي سكنت في حيهم، لقد كانت الزيارة الأولى والأخيرة!
    أخيتي...
    هناك أشياء لا يضرك الجهل بها، كما أن معرفتها لن تزيد من حسناتك ولن ترفع معدل ثقافتك، فلم يبق إلا أن تكون أموراً لا تعنيك، وانشغالك بما لا يعنيك يبعثر من عمرك الكثير يا عزيزتي... والحوار السابق لفتة بسيطة في ذلك، وإلا فإن هناك أمثلة كثيرة للتدخل في خصوصيات الناس دون حاجة تذكر كتلك الأسئلة السمجة من الناس المتطفلات:
    o للأيم: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
    o للمتزوجة: لماذا لم تحملي بعد؟
    o لمن عندها أولاد: لماذا لا تتوقفين عن الإنجاب؟ من عندك فيهم البركة.
    o للمطلقة: ما أسباب طلاقك؟ منك أم منه؟...
    o لزوجة المعدد: حسبي الله عليه يتزوج وعنده القمر، لماذا تزوج بالله عليك أخبريني؟ ماذا ينقصه؟
    والمشكلة في المرأة الفضولية التي تتدخل فيما لا يعنيها أنها عندما تسأل ترى أن لها الحق كل الحق في السؤال وفي معرفة الإجابة كاملة بتفاصيلها، وتلمسين ذلك من خلال جرأتها في السؤال وإصرارها على معرفة الجواب بحيث إنها لا تفهم من خلال التلميح بأنك تفضلين أن تحتفظي بأسرارك لنفسك أو ربما لا تريد أن تفهم، وفي الغالب يحتاج هذا النوع من الناس إلى أن تصارحيه بأن هذه أمور خاصة لا ترغبين في الحديث عنها حتى تغلقي عليه الأبواب وإلا فسينفتح عليك الأبواب والنوافذ أيضا !...
    بل ربما انقشع سقف بيتك !...

    فإذا كنت تتأذين من تدخل أحدهم في خصوصياتك فالناس كذلك... فدعي مالا يعنيك من شؤونهم حتى لا تفقدي الكثير من علاقاتك فضلاً الكثير من أوقاتك واحتسبي:
    1) أن يحسن إسلامك، فليس كل مسلم محسن فهناك المسيء وهناك المحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" .
    2) احتسبي ثواب ترك الغيبة فإن من تتحدث في أمور لا تعنيها في الغالب ستقع في الغيبة وأنت مأجورة على التروك إذا احتسبتيها..
    3) احتسبي ثواب كف الأذى عن المسلمين بعد إحراجهم بالأسئلة الكثيرة والتطفل على أمورهم التي لا تعنيك من قريب ولا بعيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره..." .
    4) أن تكوني ممن آمن بالله واليوم الآخر، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،..." .




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #107
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    أهمية الاحتساب باللسان

    للاحتساب باللسان أهمية عظيمة من جملة أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد تحدث عنه كثير من العلماء المتقدمين والمعاصرين، ومن خلال استقراء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين أهمية هذه الشعيرة العظيمة وما قال العلماء فيها نجد أن أهميته تنحصر فيما يلي:



    1ـ أن الاحتساب باللسان أحسن القول:

    قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة فصلت آية : 33

    يقول الشيخ القاسمي ـ رحمه الله ـ : أي لا أحد أحسن مقالاً ممن دعا الناس إلى عبادته تعالى. (1)

    ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ : فكل من دعا الناس إلى الخير على وجه العموم، أو على وجه الخصوص، أو قام بنصيحة عامة أو خاصة، فإنه داخل في هذه الآية الكريمة. (2)



    2ـ أن الاحتساب باللسان أحد الأعمال الثلاثة التي استثناها الله ـ سبحانه وتعالى ـ عندما نفى الخير عن كثير من النجوى التي يتناجى الناس ويتخاطبون بها قال تعالى: ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) سورة النساء آية: 114.

    يقول الشيخ القاسمي ـ رحمه الله ـ : نجواهم أي مساررتهم. ثم يقول: والمراد لا خير فيما يتناجى فيه الناس ويخوضون فيه من الحديث. (3)

    والاحتساب باللسان هو الأمر بالمعروف المقصود في قوله تعالى: (مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ) في الآية السابقة، ولا يقتصرعلى الأمر بالمعروف فقط بل يدخل فيه النهي عن المنكر.

    يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ : وإذا أطلق الأمر بالمعروف، من غير أن يقرن بالنهي، دخل فيه النهي عن المنكر، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف. وأيضا لا يتم فعل الخير، إلا بترك الشر، وأما عند الاقتران فيفسر المعروف بفعل المعروف، والمنكر بترك المنهي. (4)

    وهذه الآية تؤيد الحديث الذي روته أم حبيبة ـ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرُ اللَّهِ ) أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم.



    3ـ أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعد المحتسب بلسانه بالأجر العظيم الذي لا حد له إذا ابتغى بذلك وجه الله:

    قال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) سورة النساء آية: 114

    يقول الخازن ـ رحمه الله ـ : في تفسير قوله تعالى: (أَجْرًا عَظِيمًا) لا حد له لأن الله سماه عظيما، وإذا كان كذلك فلا يعلم قدره إلا الله. (5)

    ويقول الشيخ محمد جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله ـ : وقد دلت الآية على الترغيب في الصدقة والمعروف والإصلاح بين الناس، وقد أكد تعالى الترغيب بقوله: (عَظِيمًا) وأن النية فيها شرط لنيل الثواب. (6)

    وهذا وعد من الله فهو متحقق الوقوع بإذنه سبحانه قال تعالى: ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ) سورة التوبة ، آية رقم :111



    4ـ أن المحتسب بلسانه من الذين يؤذن لهم يوم القيامة بالكلام حينما يمنع الناس من الكلام:

    ففي الحديث الذي رواه ابن مردويه، بسنده إلى محمد بن يزيد خنيس قال: دخلنا على سفيان الثوري نعوده، فدخل علينا سعيد بن حسان فقال له الثوري: الحديث الذي كنت حدثتنيه عن أم صالح أردده عليّ فقال: حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْه، لَا لَه،ُ إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ عز وجل، أو أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَر )، فقال سفيان: أو ما سمعت الله في كتابه يقول: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) سورة النساء آية: 114 فهو هذا بعينه الحديث. (7)

    فالقول الصواب المقصود في هذه الآية على ما قاله الثوري هو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله.

    قال الضحاك و مجاهد ـ رحمهما الله ـ : صوابا يعني حقا، وأصل الصواب السداد من القول والفعل. (8)



    5ـ إن المحتسب باللسان من الذين استثناهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من دائرة الخسران عندما حكم على البشرية جميعا بالخسران، ومما يدل على ذلك تتمة الحديث السابق.

    أما سمعت الله يقول: ( وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر 1-3، فهو هذا بعينه.

    فمقصود سفيان الثوري أن المتواصين بالحق ممن يكون كلامهم لهم لا عليهم، والتواصي بالحق "وهو أداء الطاعات وترك المحرمات". (9)

    وقد أشار العلماء إلى أهمية التواصي عند تفسيرهم لسورة العصر، قال الشيخ الفخر الرازي ـ رحمه الله ـ : هذه الآية فيها وعيد شديد، وذلك لأنه تعالى حكم على جميع الناس إلا من كان آتيا بهذه الأشياء الأربعة، وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور وإنه كما يلزم المكلف تحصيل ما يخص نفسه فكذلك يلزمه في غيره أمور، منها الدعاء إلى الدين والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ثم كرر التواصي ليضمن الأول الدعاء إلى الله، والثاني الثبات عليه. (10)




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #108
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]
    6ـ الاحتساب باللسان من دلائل الإيمان:

    أ ـ أنه من قول الخير الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه شرط على دلالة الإيمان: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ… ) الحديث أخرجه البخاري.

    والاحتساب باللسان من الأقوال التي قد تكون فرضاً وقد تكون ندباً حسب أحوال المحتسب والمحتسب عليه والمحتسب فيه.

    قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ : وهذا من جوامع الكلم، لأن القول كله إما خير وإما شر، وإما آيل إلى أحدهما فدخل في الخير كل مطلوب من الأقوال فرضها وندبها فأذن فيه على اختلاف أنواعه ودخل فيه ما يؤول إليه وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إلى الشر فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت، ثم قال: واشتمل هذا الحديث على أمور ثلاثة تجمع مكارم الأخلاق الفعلية و القولية حاصلة من كان حامل الإيمان فهو متصف بالشفقة على خلق الله قولا بالخير وسكوتا عن الشر وفعلاً لما ينفع أو تركاً لما يضر. (11)


    ب ـ قيام اللسان بأركان الإيمان عند قيامه بالاحتساب لأن الإيمان " قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح ". (12)

    فاللسان جارحة الكلام وقيامه بالاحتساب عمل وقول ولا يقوم بهذا إلا مؤمن كما جاء في الحديث السابق، وقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) سورة التوبة ، آية رقم :70، وبهذا تكتمل قيام هذه الجارحة بهذه الأركان.



    7ـ الاحتساب باللسان يحمي المسلم من آفات وشرور اللسان لأن اشتغاله بالطاعة يحميه من اشتغاله بالمعصية:

    يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : إن اللسان لا يسكت البتة، فإما لسان ذاكر، وإما لسان لاغ، ولابد من أحدهما، فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل، سكنه محبة المخلوقين، فلا بد وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولا بد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين. (13)



    8ـ المحتسب بلسانه من الذين يوفقهم الله إلى الطاعات وفعل الخيرات فينال سعادة الدنيا والآخرة:

    عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ …. ) الحديث. أخرجه الترمذي.

    قال الطيبي ـ رحمه الله ـ : ومعنى كَتْبِه رضوانه توفيقه لما يرضى الله من الطاعات والمسارعات إلى الخير فيعيش في الدنيا حميداً وفي البرزخ يصان من عذاب القبر، و يفسح له قبره ويحشر يوم القيامة سعيداً، ويظله الله تعالى في ظله، ثم يلقى بعد ذلك من الكرامة والنعيم المقيم في الجنة. (14)



    9ـ المحتسب بلسانه من الذين يرفعهم الله أعلى الدرجات:

    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ) أخرجه البخاري.

    قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ : والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب بها الرضوان هي التي يدفع بها عن المسلم مظلمة أو يفرج بها عنه كربة أو ينصر بها مظلوما. (15)

    وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية الكلمة الطيبة وشبهها بالشجرة الطيبة قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء*تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)، سورة إبراهيم ، آية 24ـ 25.

    وفسر العلماء الكلمة الطيبة بعدة معان منها الدعوة إلى الله. (16)

    وقال مجاهد و ابن جريج ـ رحمهما الله ـ : الكلمة الطيبة الإيمان. (17)

    وأما تشبيه الإيمان بالشجرة الطيبة "لأن الشجرة لاتستحق أن تسمى شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ وأصل قائم وأغصان عالية، كذلك الإيمان لا يتم إلا بثلاثة أشياء، معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان". (18)؛ فالمحتسب بلسانه عمله قول فهو مؤمن لا يقول إلا كلاما طيبا لأنه كلام حق ثابت لا يتزعزع، وله أثار حميدة على نفسه وعلى المحتسب عليهم وهذه الآثار لا ترتبط في وقت محدد بل في كل وقت: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) أي ينتفع بها في كل وقت وفي كل ساعة ليلاً أو نهاراً أو شتاء أوصيفاُ. (19)
    [/align]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #109
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    0ـ الاحتساب باللسان من أسباب استقامة أعضاء الجسم كلها:

    لأن الاحتساب باللسان من أعمال النطق التعبدية فإذا استقام اللسان استقامت الأعضاء كلها.

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قال صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَان َفَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا ) أخرجه الترمذي، ومعنى تكفر تذل وتخضع له. (20)

    والتوفيق بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) أخرجه البخاري ومسلم، لأن اللسان ترجمان القلب وخليفته في ظاهر البدن. (21)



    11ـ الاحتساب باللسان أحد مراتب الجهاد في سبيل الله:

    فإما أن يجاهد الكفار والمشركين والمنافقين، وإما أن يجاهد أهل المنكرات والبدع من المسلمين، وإما أن يجاهد أهل السلطان الجائرين.

    فأما جهاد الكفار والمشركين فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) سورة الفرقان ، آية رقم : 52، أي بالقرآن .

    يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ تعليقا على هذه الآية: فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين، وهو جهاد المنافقين أيضاً؛ فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم، ومع هذا فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة ، آية رقم : 73 ، ومعلوم أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن. (22)


    ومن السنة عَنْ أَنَس ـ رضي الله عنه ـ ٍعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: )جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ) أخرجه النسائي، وأحمد وصححه الألباني.

    وأما جهاد أهل المنكرات من المسلمين فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) أخرجه مسلم.


    وأما جهاد أهل الجور من السلاطين فلم يكن جهاداً فقط بل وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الجهاد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ) أخرجه الترمذي.


    يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : الجهاد أربع مراتب: جهاد النفس وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار وجهاد المنافقين، وجهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب: بالقلب، واللسان، والمال، والنفس، وجهاد الكفار أخص باليد، وجهاد المنافقين أخص باللسان وأما جهاد أرباب الظلم، والبدع، والمنكرات. (23)



    12ـ القيام بالاحتساب باللسان فيه تأديته لحق الولاية والأخوة على اللسان بالنطق فإن المؤمن ولي المؤمن قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) سورة التوبة، آية رقم: 71

    وجعل المؤمن ولي المؤمن "للإيذان بأن نسبة هؤلاء بطريق القرابة المبنية على المعاقدة المستتبعة للآثار من المعونة والنصرة وغير ذلك" (24)

    ونصرة المؤمن لأخيه المؤمن تكون بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، "والموافقة الحاصلة بين المؤمنين فإنما حصلت لا بسبب الميل والعادة بل بسبب المشاركة في الاستدلال والتوفيق والهداية". (25)


    فعند قيامه بالاحتساب باللسان فإنه يقوم بحق الولاية التي على اللسان بالنطق، ويقوم بحق الأخوة قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) سورة الحجرات ، آية :10

    وقد بين الشيخ أبو حامد الغزالي - رحمه الله - هذه الحقوق وذكر أن حقوق الأخوة ثمانية حقوق منها حق على اللسان بالنطق حيث يقول ـ رحمه الله ـ : فإن الأخوة كما تقتضي السكوت عن المكاره تقتضي أيضا النطق بالمحاب، بل هو أخص بالأخوة لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور. وبعد أن ذكر ما يجب أن ينطق به قال: …وكذا جملة أحواله التي يكرهها ينبغي أن يظهر بلسانه وأفعاله كراهتها. (26)



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #110
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    15ـ الاحتساب باللسان من أعمال اللسان التي يتعدى نفعها فيتضاعف الأجر:

    وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مضاعفة الأجر لمن كان سبباً في هداية الناس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذٰلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً) صحيح مسلم.


    قال الشيخ أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ : فإذا كان المعتكف في المسجد يضيع أكثر أوقاته في مثل ذلك ـ يقصد الإنكار على مسيء الصلاة ، أو انحراف عن القبلة، وكل ما يقدح في الصلاة ـ ويشتغل به عن التطوع والذكر فليشتغل به، فإن هذا أفضل له من تطوعه، لأن هذا فرض تتعدى فائدته، فهو أفضل من نافلة تقتصر عليه فائدتها. (30)

    وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ تعليقاً على الحديث : أخبر صلى الله عليه وسلم أن المتسبب إلى الهدى بدعوته له مثل أجر من اهتدى به، والمتسبب إلى الضلالة بدعوته عليه مثل إثم من ضل به، لأن هذا بذل قدرته في هداية الناس، وهذا بذل قدرته في ضلالتهم، فنزل كل واحد منهما بمنزلة الفاعل التام، هذه قاعدة الشريعة كما هو مذكور في غير الموضع. (31)



    16ـ القيام بالاحتساب شكر لله على نعمة البيان واللسان اللتين أنعمهما الله ـ سبحانه وتعالى ـ على عبده:

    فأنعم الله عليه بنعمة البيان قال تعالى: ( الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) سورة الرحمن، الآيات رقم 1ـ 4 .

    والبيان هو ( إيراد المعنى الواحد بأساليب متفاوتة في القوة والوضوح ) أخرجه ابن ماجة واللفظ له، والبيهقي.

    فبالبيان يستطيع أن يعبر الإنسان عما يجول في نفسه، والدعوة إلى الله من أفضل ما يقوم به الإنسان وما يعبر به، وقيامه بهذه المهمة شكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة.



    17ـ القيام بالاحتساب باللسان إعذار إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ :

    وسبب يفعله المحتسب لتوبة المحتسب عليهم وتقواهم والانتفاع بما يقال لهم قال تعالى: (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) سورة الأعراف ،آية : 164، فهؤلاء أمة من قوم موسى وعظوا أمة منهم والموعظة لا تكون إلا باللسان.

    قال الشيخ الفخر الرازي ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى : (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ): ( أي قيام منا بعذر أنفسنا إلى الله تعالى، فإنا إذا طولنا بإقامة النهي عن المنكر، قلنا قد فعلنا فنكون بذلك معذورين، وقوله: (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) أي وجائز عندنا أن ينتفعوا بهذا الوعظ فيتقوا الله ويتركوا هذا الذنب ) (32).



    18ـ المحتسبون بألسنتهم بنهي الناس عن السوء من الذين ينجيهم الله مع من استجابوا لهم عندما يرسل العذاب على العاصين:

    فأما نجاة الناهين عن السوء ففي قوله تعالى بتكملة الآيات السابقات قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) سورة الأعراف ، آية: 165 .

    وأما نجاة الناهين والمؤمنين بهم والمستجيبين فقد نجى الله هوداً ـ عليه السلام ـ مع من آمن به ففي قوله تعالى ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) سورة هود ، آية: 58

    وكذلك نجى صالحاً عليه السلام ـ مع من آمن به قال تعالى: (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) سورة هود ، آية: 66

    ونجا شعيباً - عليه السلام- مع من آمن به قال تعالى: (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة هود ، آية: 94.



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 11 من 18 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. " كيف تقضي المرأة المسلمة وقت فراغها "
    بواسطة التائب لله في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-08-2007, 20:54
  2. الشخصية المسلمة
    بواسطة ابو ندى في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-04-2007, 17:51
  3. البيت المعمور ( واحة قرآنية ) شاركوا بخاطرة ـ معلومة ـ سؤال
    بواسطة ميسون قصاص في المنتدى مضيف الأدب العربي الفصيح
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-06-2006, 00:18
  4. طريق المسلمة الى السعادة
    بواسطة سامي اباالخيل في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-04-2005, 11:30
  5. واحة امالي .......!!
    بواسطة سيف الاسماء في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-10-2001, 18:08

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته