[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;border:2px double gray;"][cell="filter:;"][align=center]




إنهما لونين متصارعين (أبيض وأسود ) تقول بعض الوسائل الاعلامية بأن مايكل جاكسون
قد مهد الطريق لأوباما ليجلس هذا الاخير في المكتب البيضاوي لتتغير مرحلة وتسود أخرى
بكل مافيها من ألوان متصارعة أو غير متصارعة .
مقالي وسطوري اليوم ليست لتناول مغني أمريكي فعل كل شيء بحياته ليكون سمة
مرحلة تناقضية بحتة ف جاكسون مرآة لواقع سائد وممتد عبر الأزمنة والمساحة
الجغرافية الامريكية فقط ، وبغض النظر عن هذه الشخصية الشهيرة جداً لكن يمكننا نحن العالم الاسلامي
اعتبارها ظاهرة متفردة ، ظاهرة اختلطت فيها الأنساب و المعايير و القيم والأجناس والأديان.
ففي السياق الأمريكي لمرحلة الحداثة لم يعد يهم أن تكون أبيضاً أو أسوداً هكذا قال
جاكسون في إحدى أغنياته ومع ذلك لم نعد نعلم لأي لون ينتمي مايكل جاكسون
فهل هو رجل أسود أو أبيض أو هجين ، خاصة بعد خضوعه لأكثر من عملية تجميل أو كما يروق
لي أن اسميها ( عمليات تبديل ) فتلك العمليات أقلقت السود وأثارت الاسئلة من قبلهم
لماذا أصبح مايكل جاكسون رجلاً أبيض اللون ؟

ظهر جاكسون خلال فترة الستينيات التي تتسم بالراديكالية و وسط زخم ثقافي وسياسي
في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت حرب فيتنام قائمة اضافة لتحديات المد الشيوعي والعنصرية ، تلك المرحلة أي اختلاط بين العرقين كان يؤدي الى القتل حتماً ، ومع ذلك لم تستطع تلك الظروف الحد من الاختلاط العرقي فحدثت الزيجات بين البيض و السود إحداها أنجبت لنا طفلا أصبح بعد أقل من خمسين عاما رجل أميركا الأول ويجلس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.

يقول بعض المحللون بأن فترة جاكسون و برسلي كانت كالجسر الذي جمع العرقين المتصارعين في كل أنحاء العالم .
فــ/مايكل جاكسون قد قام بخلط الابيض و الاسود وكأنه يمهد لتغييرات فيزيائية مجتمعية ..
فيما بعد أُعلِن عبر كافة وسائل الاعلام بأن جاكسون أصبح مسلماً ولا يعرف هل دفن بعد
مماته على الطريقة الاسلامية او النصرانية ...؟
ليست مشكلتنا تلك ولا هي محور قضيتنا
بل من هو مايكل جاكسون بالنسبة للعالم الاسلامي و ماذا استفدنا نحن من التبدلات
التي أجراها كما ماذا استفدنا لو فعلاً هو توفي مسلماً.
بصراحة صورة جاكسون في أذهاننا وعقولنا ليست صورة حسنة نهائياً فجاكسون بالنسبة
للعالم الاسلامي رمز للشذوذ وأنه تبرأ من عرقه وعرف خلال مسيرته الفنية بكرهه للإسلام
و المسلمين فهل تلك الجدلية المتعلقة بحياة مغني تحتوي مئات الاشارات الاستفهامية
قد تغير لدينا المنطومة الفكرية المتعلقة بهذه المرحلة و بهذا الرجل تحديداً ..
فرغم التصريحات و المقالات و التحليلات وان جاكسون وراء وصول اوباما لسدة الرئاسة
الأمريكية فهل ذلك سوف يغير واقعنا ومشكلاتنا و قضايانا ..
لا اعتقد ذلك رغم تفاؤول البعض بذلك الا أنني ارفض ذلك كلياً فتلك الظاهرة متعلقة فقط بمناخ
المجتمع الأمريكي ولا يمكن الاستفادة منه خارج سياقه .
جاكسون وبرسلي و ديانا و غيرهم كثير مجرد رموز لمرحلة و جدلية لمرحلة لا يجب أن تخدعنا
بعض المقالات البراقة تجاههم لما سبق ذكره .
مرحلة بعيدة كل البعد عن قلب العالم الاسلامي ولكن بنفس الوقت العالم الاسلامي مشغول
بوفاة جاكسون و شغل أكثر بوفاة ديانا وكأننا نحن المعنيين لا هم ،،
خلط و اختلاط بين الانساب و الاعراق و الأديان
يمكن اعتبارها فقط عنوان مرحلة قادمة أكثر جدلية
سوف تمتد الى عالمنا شئنا أم أبينا
فهل نحن قد اتخدنا حصناً منيعاً ضد اي صراع لا يخصنا
قادم الينا لا محالة ؟
سأترك الرد للأجيال القادمة وللتاريخ .

[/align][/cell][/table1][/align]