منذ ان حاولت السلطات الايرانية تغييب الاعلام عن الاحداث الاخيرة في طهران وأنا في حيرة من أمري بين ما يشاع عنها من انها دولة ديمقراطية رغم قناعاتي بانها بعيدة كل البعد عن هذا المصطلح ..
من تابع الاحداث الاخيرة في ايران يعيد ذاكرته لثلاثين عاما مضت عندما قامت الثورة ضد الشاه والتي اعتمدت في شعاراتها على تحريك الفقراء وعامة الناس من أجل الحرية والكرامة ولقمة العيش ونصرة المظلومين ومن اجل اغلاق سجون الشاه والتخلص من بطانته الفاسدة، وعودة المهجّرين، والعفو عن الهاربين والمحكومين السياسيين واتباع العدالة في توزيع ثروة الوطن، ثم ما ان نجحت تلك الثورة وبمباركة غربية حتى انقلب السحر على الساحر ..
فاصبح نظام الملالي اكثر شدة وقسوة وسفكاً للدماء وبعد القضاء على حرس السافاك وقادته جاء حرس الباسيج ليحل محله ، وبعد ذهاب الامبراطور وحاشيته المخملية جاء المرشد الروحي وزبانيته ، ومثلما نجحت الثورة في اخلاء كل سجون الشاه من عشرات الاف المعتقلين السياسيين المناهضين للنظام السابق، فانها نجحت كذلك في احلال اعداء الثورة محلهم من معارضي نظام الملالي .
الغريب ان المرشد يقول ان المتظاهرين يخطئون عندما يعتقدون ان بإمكان الشارع تغيير نتيجة الانتخابات، ونسي أن تظاهرات الشارع قبل 30 عاما هي نفسها التي قوضت أركان النظام السابق وأوصلته هو ومن معه الى سدة الحكم .
ولكن وبعد تلك الاحداث التي لا اتوقع نجاحها في الوقت الحاضر أعتقد بان الايرانيون قد استطاعوا هز عرش الملالي والعمائم واوصلوا رسالتهم التي اعتقد بانها بداية لنهاية نظام أكل الدهر عليه وشرب ولابد من زواله كونه يشكل خطراً على الشعب الايراني ومن ثم على بقية شعوب المنطقة ..
المفضلات