بابتسامة عريضة استقبلنا الطالب زكريا حسن مقداد الذي خرج من امتحان مادة اللغة العربية وهو على يقين بأن حلمه سيتحقق أخيراً لاسيما بعد أن أتم امتحاناته السابقة بامتياز وقال: اليوم أتممت بنجاح امتحان مادة اللغة العربية والآن وصلت إلى اللحظة التي لم تفارق مخيلتي يوماً واحداً، أحلم بدخول الجامعة من أوسع الأبواب والتعمق الأكاديمي باللغة العربية والحصول على الماجستير والقيام بالأبحاث والدراسات العليا بما يتعلق بهذه المادة التي هي عشقي الأبدي والتي لم ولن تمنعني عنها نظرة مشفق أو إعاقة حركية.
يحيى تساءل: من يقول إن لدينا مشكلة ما تعوق ما خططنا له وما جئنا من أجله أنا أجيبه بعبارة بسيطة تقول: صحح معلوماتك يا سيد أو بالأحرى قوّم رؤيتك يا أستاذ، نحن لدينا من التمسك والإصرار ما يفوق بكثير طموحات الإنسان العادي فأنا مثلاً أبحث عن مجال اختصاص قد لا يجاري اهتمامات الطلبة الأصحاء بكثرة (كالأدب الصيني أو الإسباني أو الروسي) فعلى الرغم من عدم شيوع تدريس هذه اللغات في المدارس أنا مصمم على التخصص في إحداها، وبالنسبة لي البقاء هامداً في مكاني هو المستحيل.


(أحب أن أكون صحفية مثلكم) هي العبارة التي قالتها منى :
إني أرفض رفضاً باتاً الاتكال على أحد أو أن يقوم شخص ما بحمل المسؤولية عني. أنا مؤمنة بقدراتي وبإمكاناتي على تجاوز الصعاب، وأضافت: عندما أقول لك صعاب فإن إعاقتي هي آخر شيء يمكن أن أعنيه من هذه الكلمة، الحمد لله أنا محظوظة وأشعر أنني كل يوم أستمد طاقة أكبر عن اليوم الذي سبقه، أنا محوطة بدعم أسرتي ومحيطي وهو أمر يجعلني أفكر في كثير من الأحيان بأني ربما لو كنت إنسانة طبيعية لما حظيت بهذا القدر الكبير منه. ‏
يقدم محمد طويل من مدرسة الأمل امتحانات الفرع الأدبي... هو يدرك أن +الشهادة سلاح؛، مؤكداً بإصرار +نريد إتمام دراستنا فإعاقتنا لا تعني الجلوس في بيوتنا ويرى محمد أن لاشيء يقف حاجزاً بيننا وبين ما نريده؛، و+حن والحمد لله نمتلك الإرادة، في مخططات محمد طويل المستقبلية دراسة إدارة الأعمال؛ وذلك لأني أحب هذا الاختصاص، وسأحاول أن أنال المجموع الكافي لدراسته؛، ويعرف الشاب الكثير عن الجامعة فقد عملت دورة معلوماتية لمدة أربع سنوات في الجامعة، وتعودت على الجو ولا يوجد لدي أية مشكلة أتهيب منها هناك.. ما دمت أمتلك الإرادة؛. يلفت محمد إلى أن المعوق ليس المعوق جسدياً، وإنما هو معوق العقل، مادام العقل شغالاً ما عندك إعاقة، وهذا ما أنا مؤمن به وسأترجمه بإذن الله. لا يريد محمد لأحد أن يعامله بوصفه من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أن الإعاقة الحقيقية في العقل، وما دام أن أي إنسان معرض لأن يخسر قدمه أو يده فهل هذا يعني أنه أصبح معوقاً...؟!
يتساءل محمد، ويجيب بما يشبه اليقين: طبعاً لا، فما دام عقله شغالاً فهو ليس معوقاً. ‏
لظروف معينة ترك الشاب محمد منصور الدراسة لمدة عشرين سنة، وفي العام الماضي انتقل إلى دار الكرامة حيث وجد فرصة لمتابعة تعليمه، ويضيف محمد: قدمت العام الماضي امتحانات التعليم الأساسي، تفوقت بمجموع قدره 250درجة وحصلت على الترتيب السابع وذلك كله أعطاني دفعاً لأقدم امتحانات الفرع الأدبي هذا العام. ‏
حسب علاماته، سيدرس محمد منصور في الجامعة، ورغم أن الشاب لا يخطط لشكل حياته الجامعية، إلا أنه يقول: علي أن أتطور وأتعلم وأعمل شيئاً مختلفاً. ‏
برأي محمد فإن: أصعب شيء أن يشعر الإنسان أنه انتهى، كنت أعاني من هذا الشعور 02 سنة، وجاءت بارقة الأمل من خلال دار الكرامة، وعلمت أني ما زلت موجوداً وأني لا بد أن أعمل وأسعى لتغيير حياتي. ‏
عبد الكريم الحسن قال: أنا لست قاطناً في دمشق وأتيت من الحسكة وكلي إيمان وتحدٍ لتجاوز الامتحانات بقوة وأنا على استعداد لأن آتي إلى قاعة الامتحانات ولو كانت في الصين، حالياً أدرس في المعهد المهني للمعوقين (معلوماتية) حصلت على شهادة التعليم الأساسي السنة الماضية وها أنا سأحصل بإذن الله على الشهادة الثانوية، بالنسبة لي لا يوجد حدود للعلم، وأضع الجامعة نصب عيني وأود أن أكون محامياً ناجحاً في المستقبل. ‏
عندما سألنا الطالب حسام عسراوي عن دور المراقبين في القاعة وما يقدمونه من دعم نفسي أجابنا وبكل عفوية: المراقبون يعاملوننا بطريقة طبيعية جداً فهم لا يشعروننا بأننا أناس تجوز عليهم الشفقة على العكس تماماً حتى إني أشعر بأنهم يستمدون القوة منا وهذا بحد ذاته يدفعنا إلى مزيد من الثقة بالنفس، أنا أشكرهم على هذا العطاء كما أشكر المدرسين الذين لم يتخلوا عنا حتى لحظة قدومنا إلى قاعة الامتحان، ومن جهتي أنا سأعد كل هؤلاء الناس وليتسع وعدي ليشمل مجتمعي ووطني الغالي بأني سأبقى دائماً أهلاً لثقة كبيرة منحت إلي ومن خلالها سأصبح عضواً فاعلاً في المجتمع. ‏
الطالب محمد الرفاعي الذي خرج ووالده يستقبله بكل اعتزاز لماذا لا وهو الطالب الذي يقوم بتقديم امتحانات الشهادة الثانوية للمرة الثانية بهدف تحصيل مجموع عال لم تجاره الظروف في السنة الماضية في الوصول إليه والحصول على الدراسة الأكاديمية التي طالما حلم بها وقال: أنا على استعداد لإعادة امتحان الثانوية كل عام وبكل صبر ونفس هنيئة حتى أصل إلى المبتغى الذي أطمح إليه مهما كانت الظروف صعبة والحياة قاسية فأنا على يقين تام بأن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. ‏
خولة القادمة من دار الكرامة لتقدم امتحانات الشهادة الثانوية الفرع الأدبي قالت إنها بعد نيلها الإعدادية توقفت عن الدراسة بسبب ظروف المرض، ولكنها سرعان ما أخذت قراراً بتقديم البكالوريا وأملها أن تدخل الجامعة لتدرس اللغة العربية أو الانكليزية. ‏
يقدم فراس البكالوريا العلمي، هو شكا من صعوبة في مادتي الفيزياء والرياضيات ولكن صعوبتهما لا تمنعه من التفكير بدراسة الهندسة أو الطب.ولا يملك فراس أي تصورات عن الجامعة ونظامها ولكنه يعرف أنه على حافة المستقبل، وأن هذه الامتحانات تقرير مصير


يقدم امتحانات الفرع الأدبي، وحتى الساعة امتحاناتي تمام؛، وعيني على كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية؛، ولا يعرف عبد العال من الجامعة سوى ما نقله أصدقاؤه عنها، هي صعبة كما قالوا له في بداياتها... ولكنه سرعان ما سيتعود عليها. ‏
اختارت هدى أن تقدم امتحانات الشهادة الثانوية َّ الفرع الأدبي، وهي ترغب بدخول قسم الأدب الانكليزي في الجامعة لأنه بصراحة هو أنسب شيء لبعدين ، وتؤكد الشابة إني من أول حياتي ناوية إتمام دراستي لأن الواحد ما ينفعه إلا دراسته؛. ‏