[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]













سؤال وأسئلة أخرى تؤرق فكري وتقلق هاجسي حول الاعلام العربي ..
مشكلة الاعلام العربي بدت وظهرت و بقيت طافية على السطح .. وللغاية الآن لم يجد
لها أحد العلاج الناجع .
وسائل اعلامنا العربي لا تهتم الا بالشأن العام للعالم العربي بنفس الوقت تتجاهل
الفرد العربي وهمومه ومشكلاته و أحلامه و متطلباته و احتياجاته ...الخ .
فالفرد العربي في كافة وسائل الاعلام العربية مجرد ركن مهمل لامعنى له ولا قيمه
علماً لم تشهد بقية الدول نهضتها الا من خلال الفرد فهو الركيزة الأولى لبناء قوة عامة
وشاملة .
الاعلام الغربي يسير على عكس النهج و الايدلوجية لإعلامنا العربي وذلك من خلال
التركيز على الفرد فلقد لفت نظري لدى متابعة وسائل الاعلام الغربية كيف يتم التركيز
على الافراد فالقناة الفرنسية مثلاً تبدأ نشرة أخبارها بمايحدث في داخل المجتمع
الفرنسي كحدوث حريق في أحد المنازل مثلاً أو فقدان طفل في حديقة أو متجر كبير
كما يهتم الاعلام الفرنسي سواء الخاص أو الحكومي بالشأن الداخلي مثل
حوادث الطرق ، موت عدد من الاشخاص في حادث قطار أو سيارة ، كما يهتم التلفزيون
الفرنسي بشؤون البيئة والطقس كحدوث الزلازل و الأعاصير و العواصف الثلجية ..
كل ذلك يعتبر الخبر الأول في نشرة اخبار التلفزيون الفرنسي وسائر وسائل الاعلام
في الغرب ..
بينما لدينا الخبر الأول مخصص لـ .. استقبل وودع ووصل الى دمشق اليوم وغادر القاهرة
عصر اليوم .. و تم تفجير حافلة مفخخة في بغداد و أخبار النووي الايراني و الكوري
يتم ادراجه كذلك على الصفحة الأولى من نشرة اخبار وسائلنا الاعلامية
لقد كنت استسخف التلفزيون الفرنسي عندما كان يركز على الأخبار الداخلية
في فرنسا و اهتمامه بقضايا الأجور و الاضرابات التي يقوم بها عمال المواصلات
كل فترة وفترة ..
وبعد مضي عدد من السنوات اكتشفت الاسباب التي تجعل من الاعلام في فرنسا
يركز على الأمور و القضايا الفردية و الداخلية و الانسانية .
وإحداها أن ما يهم الاعلام الفرنسي أو الغربي بشكل عام هي قضايا المواطنين الخاصة
وشؤونهم و مشكلاتهم وما يطالبون به من حقوق ..
و الآن ألم يئن الآوان كي يلتفت اعلامنا العربي الى قضايانا الداخلية و الانسانية بكل
تفاصيلها فلقد مللنا ورب الكعبة من روتينية الاعلام المنغرس حتى العظم في الشأن السياسي فقط ونحن كشعوب وكأفراد لدينا مالدينا من المعاناة نتوق الى اعلام عربي
يهتم بالهموم الحياتية و اليومية و الدورية لأن عالمنا يمتلئ بالمشكلات الانسانية و التي
يتم اهمالها اعلامياً بسبب انشغال الاعلام لدينا بالسياسة و باظهار طقوس الاستقبال
و الوداع في المطارات في العواصم العربية أو العالمية وكأن ليس للإعلام اي مهمة أخرى
سوى التقاط لقطات الدماء على تراب هذا الوطن أو في اي بقعة من العالم لتصبح خبراً
في نشرة تم اعدادها مسبقاً مع المدير العام للاذاعة و التلفزيون ..
فـــــــــــــ متى نمتلك اعلاماً عربياً يكرس لــ خدمة [ الإنسان] .


[/align][/cell][/table1][/align]