[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]

باقية هي سواء قبلنا أو رفضنا سواء رأيناها غالية أو رخيصة ستبقى هي أثمن ما يمتلكه
المخلوق البشري (الانسان).
فهي التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات و هي الحسام الأخير في تقييم البشر
فالعاطفة لا تقبل الدخول في سجال مع المال أو الشهرة أو المناصب أو رضا أو سخط الناس
فكل هذا عبارة عن أشياء خارجية يمكن لكل امرء الحصول عليها بطرق مختلفة سواء
كانت مشروعة أو غير مشروعة.
بينما المشاعر والعواطف هي النبض في الوريد وهي الدافع لبقاء الحياة وهي القوة
الحقيقية المسكونة في الفؤاد والعقل ، فهي الوحيدة التي يمكنها أن تواجه الأزمات الصعبة
لا أحد يستطيع أن ينتزع العواطف من القلب ولا يمكن لأي مخلوق مصادرتها من أفئدتنا
بقرار صادر من محكمة الزمن فحتى محكمة الزمن عاجزة عن اطفاء شموع العواطف المتوقدة
بينما ماعداها والتي تجعل الناس يشعرون بالتفاؤول فما هي الا قشور تذهب وتأتي
تنعدم و تزول وقد تواجه الصدأ وقد يدفنها الغبار ...
وما أقصده بالعاطفة أو المشاعر هو دفء الفؤاد و رقة الإحساس و العدالة في السلوك
و الإنسانية في التفكير ، و هي تقدير الجمال و الحيوية في الحواس و الحدس والترفع عن
أشكال الحماقات ،، وهي اي العواطف تشعر بالثراء الضمني و تمنح شعور الامتلاء الداخلي
بمشاعر السخاء والعطاء و الوفاء و النبل و الحلم ..
فالعواطف بهذا المنظور هي الريشة الحقيقية التي ترسم للإنسان ملامح إنسان وهي التي
تجعله متفرداً عن بقية الكائنات وهي الدرب المضيء ضمن دروب مجهولة وهي الضوء الذي
يضيء البصائر و السراديب المظلمة

كثر من يتمتع بثروات طائلة من المال و يسعون لشراء رضاء الآخرين و لشراء المناصب
و الشهادات لكن أولئك يمتلكون افئدة باردة وأحاسيس جارحة وسلوكيات ظالمة
لا يعرفون معنى الجمال فلقد مات لديهم الحدس و الحواس غرقوا في يم من حماقات
يتميزون بشح في العطاء أما أحلامهم فهي خصم للإنسانية ..لا يملكون بداخلهم سوى
الخواء و الأنانية و الشهوات الدونية و التعصب ..
منطق يصلح لقرون ليست بيننا ولم نحيا بها فالعالم اليوم ومنذ مئات السنوات مختل
المقاييس يسير عكس الاتجاه الحقيقي للإنسانية لذلك تلك الشريحة تنال التمجيد
و الاحترام والمناصب و الكراسي و منابر المجتمعات ، يجدون في كل عالم آذان صاغية
وأيدي تصافحهم بحرارة أما الأبواق فلا تعتلي سحب السماء الا بحضورهم و بتكرار
كلماتهم وفي مديح كل مايصدر عنهم من كلمات..وقرارات..
أما من لم يستطع المال أو السلطة أو الشهرة أو الشهادات اغراءه لا ينال اي احترام
وليس لديه اي تقدير ولا يجد لنفسه منصب معين ، بحضوره توصد الأبواب أما من يحيط
به من أبناء جلدته فيصفونه بالخبل والهبل وأنه ساذج قليل الحنكة منعدم الحيلة..
حقاً إنه زمن فيه المقاييس مقلوبة و المسار مختل ..
و العواطف والإنسان العاطفي يلصق بهما كل يوم آلاف التزييفات كأن يقال عنه أنه إنسان
ضعيف والعواطف نقطة الضعف المميتة ..
حتى وصلنا لمفاهيم مغلوطة بأن الرجل رمز للعقل بينما المرأة رمز للعاطفة فقط حتى صرنا
على مفترق افكار وصراع قاهر بين عقولنا و عواطفنا.
و تستمر هذه المفاهيم الى صلب الحياة واعتبارها معركة تحتاج للتسلج القوي و المدمر
لتهزم كل من يعارض بكلمة لا .. مع أنني اجزم بأن الحياة ماهي الا هدية من رب الكون
للإنسان .. فالحياة ليست معركة كما أن العقل ليس رمزاً للرجل وكما أن العاطفة ليست
حكراً على الأنثى..
الحياة و العواطف ثنائية تعزف لحناً على هارموني التآلف فالحياة منحة وهدية كما العواطف
أجمل ما نمتلك ،
قلت له في إحدى الحوارات وهو استاذ جامعي بأن لولا قلبك مسكون بالعواطف لما
كتبت الشعر و القصائد والخواطر و المؤلفات الرائعة ..
قال لي .. بل بالعقل كتبتها ..
لم اقتنع لأني أعلم كم من العواطف يمتلك بين حنايا فؤاده لكن هو وأنا صرنا نخشى
التعبير عن العواطف النبيلة في زمن أعوج المسار مقلوب المفاهيم ..
يستمد أناسه قوتهم من المال والسلطة و الشهادات ..
اناس يعيشون في خواء فكري و انساني ...!!
إذن يحق له أن يكبت عواطفة بين نبضه وريده وقلمه...؟

[/align][/cell][/table1][/align]