[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





كتب لنا منذ قليل قائلاً..
ولأني كنت ابحث عن مادة لفكري و مقالة عن معاناتي مع الورق وعن فكر لزفراتي
لبى ربي مطلبي و ألهم استاذي الكتابة في قسم رأي وقضية لعل تهدأ افكاري
الثائرة و تستكين آلام معاناتي الملتهبة و بدلاً من زفير ثاني أكسيد الكربون
أتنفس الـ o2 الصحي للرئتين و الأعصاب..
كتب قائلاً.

من يذهب منا الى دائرة حكومية عليه ان يحمل معه ملف كامل بمستنداته الثبوتية وغير الثبوتيه بدأً من شهادة الميلاد مروراً بشهاداته الدراسية منتهياً بشهادة الوفاة ..

وكل دائرة من تلك الدوائر تطلب من المواطن صور لك المستندات لحفظها في أرشيفها وفي كل مراجعة لنفس الدائرة يطلب من المواطن نفس المستندات السابقة وهكذا حتى أصبحت دوائرنا الحكومية مثقلة بطوابق من الاوراق وكأن العالم ما زال لم يكتشف الكمبيوترات والطرق الحديثة للتعرف على مواطنيها ..

الموظف يتعامل من منطلق (احمِ نفسك) فلابد أن تكون الإجراءات الورقية مستوفاة، وموقّعة من أكثر من موظف قبله، وعن طريق توزيع التوقيعات، لا يجد المراجع شخصا مسؤولا بعينه، مراجعة الأوراق عند موظف، وتوقيعها عند موظف آخر، قبل اعتمادها من المسؤول "إن كان موجودا" والذي يوقعها ثم يحيلك إلى من عنده الختم من أجل أن يختمها لك، فـ"التختيم" ليست مهمة كبار الموظفين.


مصيبتنا أننا مجتمعات ورقية نعتمد في حياتنا اليومية على الاوراق في كل صغيرة وكبيرة ، حتى بلغ بنا الامر أن الزوجة ان ارادت حاجيات بيتها تكتبها في ورقة ليأتي بها الزوج المثقل من الاوراق الحكومية داخل سيارته وفي جيب دشداشته ..

المواطن المسكين عندما يمد يده على جيبه يجد ان الاوراق المخبأه به أكثر من النقود فيتأمل قيمة هذه الاوراق ومعادلتها بكمية تلك النقود المهدرة من أجل الورق ..

كلنا نسمع بالحكومات الالكترونية الا اننا لم نشاهدها حتى يومنا هذا ولا نعرف سبب هذا التخلف الذي صابنا وهذا التعقيد المتعمد في حياتنا وهذا التعطيل لانجاز معاملاتنا وهذا الهرم الكبير من تجميع الورق ...

احد يقول ان مسئول كبيراً في الدولة لديه مصنع ورق هو السبب في تعطيل مشروع الحكومة الالكترونية حتى لا يتوقف مصنعه !!!


نعم أستاذي القدير يبدو أن السبب هو ذاك ودعني أضيف هامشاً بحجم 2 سم
مشروع الحكومة الالكترونية يعاني من ولادة متعثرة في ظل ظروف
خلقناها لأنفسنا ، ونحن بدولة الجوار لديكم لدينا نفس المعاناة
وكما تعلمون أعمل في مجال حيوي و مؤسسة ربجية بالمليارات
ومع ذلك رميت ملفات الورق لكي أكتب ردي
كنت اقترحت آنفاً باستبدل اجهزة الحواسيب التي تكلف الدولة ملايين الليرات
لاستيرادها و استبدالها بـ آلات كاتبة نوع أوليفتي
لكن اتهمت بأني ضد الحضارة و ضد التكنولوجيا و الأتمتة
أين الأتمتة إذ طالما لازلنا نحرر ثبوتياتنا على الورق
ولدي في مكتبي أكثر من 2 مليون اضبارة
فما رأيك بمشروع استقالة .. ؟
/
كلمة شكر لكاتبنا القدير محمد الشمري لموضوع هذه المقالة
و المقالة السابقة ( الشرع حلل أربعة )
متابعين معك استاذنا .. فلا تتأخر ففكرنا يحتاج مدادك وقلمك


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]