"الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة"
أستطيع القول أن أغلبنا إن لم يكن جميعنا سمع أو قرأ بقصة الرجل الذي رأى الفراشة تخرج من شرنقتها، فرق قلبها لها حين رأها تتعذب وهي تخرج من تلك الفتحة الضيقة، فأراد مساعدتها وقام بتوسعة الفتحة التي تخرج منها، ونتيجة لذلك خرجت بجسم منتفخ لم تستطع جناحيها حمله لتصبح فريسة سهلة للطيور.
هو أراد المساعدة بنية حسنة ولكن جهلة في تقدير الموقف جعله يوقع الصخرة على رأس الفراشة كما فعل الدب لصاحبه حين أراد أن يبعد عنه الذبابة.
اليوم وأنا أتنقل بين وسائل إعلامنا المبجل لفت انتباهي مواقف مشابهة، أشخاص من الله عليهم بالهداية بعد تجارب مختلفة في عوالم الضياع، يتم التركيز على حياتهم السالفة بطريقة غريبة.
وفي كل مرة أرى أو أسمع مثل ذلك أتذكر طرفة سمعتها من سنوات:
أحضر معلم العلوم كأسين في أحدهما كحول وفي الآخر ماء، ووضع دودة في كل إناء وطلب من الطلاب ملاحظة ما يحصل
بعد وقت قليل سكنت الدودة التي في الكحول ونزلت لقاع الكأس دون حراك بينما الأخرى لا زالت تتحرك في الماء
فسأل المعلم: ماذا نستفيد من هذه التجربة يا أولاد
أجاب أحد التلاميذ: إن من يشرب الكحول لا يعيش الدود في بطنه.
هذا التلميذ نظر من زاوية لم يتوقعها أن يتنبه لها المعلم، وأمثاله كثر في العالم، فتسليط الضوء على ماضي بعض الأشخاص الذين حصل لهم نقلات نوعية رائعة جداً يجعل بعض المتلقين يعتقدون أنهم لابد لهم أن يمروا بنفس التجارب أو بتجارب مشابهة ليكونوا مثلهم أو يحققوا مثل نجاحهم.
نعم نحن مع الوعي والتوعية والاستفادة من تجارب الآخرين ومواقفهم، ولكن مهم جداً أن نعي كيف نطرح هذه التجارب ليكون التركيز على نقطة التحول التي غيرت المسار للأفضل لا على التجربة أو التجارب التي سبقت نقطة التحول تلك.
المفضلات