الضاري
جزاك الله خير
ليتنا نسوي ربع ما سوا
مشكور يالغالي
الضاري
جزاك الله خير
ليتنا نسوي ربع ما سوا
مشكور يالغالي
أرجوك علمني ما أفعل في هواك قلي ؟؟؟ما عدت أنا أعلم ما أريد منك و ما تريد !!!
موضوعك رااااااااااااائع
جزاك الله خير
تحياتي لك
الغالي الضاري 11
الله يعطيك العافيه والله مجهود رائع
قواك الله يا غالي
شاهد المقطع المؤثر:
http://www.youtube.com/watch?v=DTwpIPb7i8Y
الصحابي عبد الله بن رواحة:
المتفكر عند نزول الآيات المتصبر عند تناول الرّايات، نعاه النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - يوم قتل؛ وهو على منبره - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة.
لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشّام؛ أتاه المسلمون يودعونه
فبكى، فقالوا له: ما يبكيك؟! قَالَ: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة لكم،
ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ
وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)} [سورة مريم: 71] فقد علمت أني وارد
النار، ولا أدري كيف الصُّدور بعد الورود.
وقيل تزوج رجل امرأة ابن رواحة، فقال لها: تدرين لم تزوجتك؟! لتخبريني عن
صنيع عبد الله في بيته، فذكرت له شيئًا لا أحفظه غير أنها قالت: كان إذا أراد أن
يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين؛ لا يدع ذلك أبدًا.
وعن سليمان بن يسار أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ ابن رواحة
إلى خَيْبَر، فَيُخَرِّص بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُود، فَجَمَعُوا حُلِيَّا مِنْ نِسَائِهم، فقالوا: هَذَا لك
وخَفِّفْ عَنّا، فقال: يا معشر يهود! والله إنكم لمن أبغض خَلْقِ الله إلي، وما ذاك
بِحَامِلي على أن أَحِيف عليكم، والرِّشوة سُحت، فقالوا: بهذا قامت السَّماء
والأرض.
وعن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية: "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا"
ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادم
فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرته قَالَ: يا أهلاه ما الذي
أَبْكَاكُم؟! قالوا: لا ندري! ولكن رأيناك بكيت فبكينا، قَالَ: إِنَّه أنزلت على رسول الله
آية، يُنبئني فيها ربي - عز وجل - أني وارد النّار، ولم ينبئني أني صادر عنها،
فذلك الذي أبكاني.
وإن عبد الله بن رواحة أتى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فسَمِعه
وهو يقول: اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد؛ حتى فرغ من خطبته، فبلغ ذلك
النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: زَادَك الله حِرْصًا عَلَى طَواعِية الله ورسوله.
وإن عبد الله بن رواحة قَالَ حِينَ أَخَذَ الرّاية يومئذ:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّهقَالَ ابن إسحاق وقال أيضًا:
طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرِهَنَّه
إِنْ أَجْلَبَ النَّاس وَشَدُّوا الرَّنَّه
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّه
قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّه
هَلْ أَنْتِ إِلَّا نُطْفَةٌ فِي شَنَّه
يَا نَفْسُ إِلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِييُريد جعفرًا وزيدًا - رضي الله عنهما -، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قُتل.
هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ لَقِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ
إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ
وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيتِ
وقبل أن ينزل أتاه ابن عمه بعظم من لحم، فقال: شُدَّ بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة في ناحية النَّاس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه؛ فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله - تعالى -عنه.
أبو موسى الأشعري:
كان - رحمه الله - بالقرآن مترنما وقائما، وفي طول الأيام طاويًا وصائمًا، صاحب ا
لقراءة والمزمار.
عن أبي سلمة: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى، ربما قَالَ لَهُ ذَكِّرنا يا أبا
موسى، فيقرأ.
عن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال،
فقيل له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك، قَالَ: إجمامها أريد، أني رأيت السّابق
من الخيل المضمر، وربما خرج من منزله فيقول لامرأته شُدِّي رحلك، ليس على
جهنم معبر.
وكان - رحمه الله - شجاعًا بطلًا مغوارًا لا يخشى بأسًا ولا يعبأ بعدو.
عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ
دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ
فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ
رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَىَّ، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي
وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ أَلَا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ
بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ
فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! أَقْرِئْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاس، فَمَكُثَ يَسِيرًا
ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهِ عَلَى
سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ؛ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا
وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَوْقَ كَثِيرٍ من خَلْقِكَ من النَّاس، فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا.
واجتهد الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له لو أمسكت! ورفقت بنفسك
بعض الرفق، قَالَ: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما
عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات.
قَالَ الذَّهبي: وكان أبو موسى صوَّامًا قوَّامًا، ربانيًا زاهدًا عابدًا، ممن جمع العِلْمَ
والعمل والجهاد، وسلامة الصَّدر، لم تُغيره الإمارة ولا اغتر بالدُّنيا.
عائشة - رضي الله عنها -:
الصِّديقة بنت الصديق، أفقه نساء الأمة على الإطلاق، المبرأة من كل عيب
ونقص - رضي الله عنها -.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ
الصَّوْمُ من رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ من النَّبِيِّ أَوْ
بِالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال أحد الرواة: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِهَا من
النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.
فلما تُوفي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كانت تصوم الدَّهر.
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى
الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - نَارٌ، فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ:
التَّمْرُ وَالْمَاءُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ من
الْأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ
أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا.
عن عروة بن الزبير قَالَ: كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها.
عن أم ذَرَّة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غرارتين، يكون مائة ألف،
فدعت بطبق؛ فجعلت تقسم في النَّاس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية
فَطُوري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم،
قالت: لا تعنفيني لو ذكرتيني لفعلت.
ومرت عائشة - رضي الله عنها - بهذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ
السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السَّموم،
إنك أنت البر الرحيم، فقيل للأعمش: في الصَّلاة، فقال: في الصَّلاة.
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
سُررتُ في العمرِ مرّةْ وكنت أنت المَسرَّهْ
أسماء بنت أبي بكر:
ذات النِّطاقين العابدة الصابرة المحتسبة، جعلت من نطاقها سفرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
عَنْ أَسْمَاءَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
وكانت عظيمة الولاء شديدة الاتباع، منعت نفسها عن أُمِّها حتى تعلم أيرضى رسول الله أم لا!!
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ.
وكانت شجاعة مهيبة، لا تخشى بأسًا، قَالَ هشام بن عروة: كثر اللُّصوص بالمدينة، فاتخذت أسماء خِنْجَرًا زمن سعيد بن العاص: كانت تجعله تحت رأسها، فقيل لها ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دخل علي لصٌ بعجت بطنه - وكانت عَمْياء.
وكانت عظيمة القدر شديدة المراس، احتسبت ولدها قبل قتله عند الله - سبحانه وتعالى -.
عن عُروة بن الزبير قَالَ: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشرِ ليال، وإنها وَجِعَةٌ، فقال عبد الله: كيف تجدينك قالت: وجعة، قَالَ: إِنَّ في الموت لعافية. قالت: لعلك تَشْتَهِي موتي فلذلك تتمناه؟! فلا تفعل! فالتفتت إلى عبد الله فضحكت، وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك: إما أن تُقْتَل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني عليك، وإياك أن تعرض خطة فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت، وإنما عني ابن الزبير أن يُقْتَل فيحزنها ذلك - وكانت ابنة مائة سنة.
ولما قُتل وصلب كانت صابرةً محتسبة، ولم تخش من صولة الحجاج وبطشه، بل واجهته بما لا يحب.
عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ..ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، فَأَبَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي: فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ.بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ من الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَنَا: أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا.فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ، فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
وَقِيلَ لِابْنِ عُمر: إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيةِ الْمَسْجِد - وَذَلِكَ حِينَ صُلِبَ ابْنُ الزُّبير -فَمَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِه الْجُثَثُ لَيْسَتْ بِشَيءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ الله، فَاتَّقِي الله وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ: ومَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِي رَأسُ يَحْيى بْنِ زَكَرِيّا إِلَى بَغِي مِنْ بَغَايا بَنِي إِسْرَائِيل.
وقد جاءت أسماء حتى وقفت عليه؛ فدعت له طويلا، ولا يقطر من عينها دمعة، ثم انصرفت - رضي الله عنها -، وماتت بعده بليال.
وكانت - رضي الله عنها - صَوّامة قوامة، لا تفتر من العبادة حتى ماتت.
عن عبّاد بن حمزة قَالَ: دخلت على أسماء وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] قَالَ: فوقفت عليها؛ فجعلت تستعيذ وتدعو، قَالَ عَبّاد: فذهبت إلى السُّوق فقضيت حاجتي؛ ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات